محمد عباس محمد عرابي - الاكتئاب والأنين والأسى في ديوان عناقيد الضياء للشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي

لقد تحدث الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي عن الاكتئاب والأنين والأسى في ديوان عناقيد الضياء ؛حيث بين أن الزمان صريع اكتئاب لعظم جرم وما صنع البغي والإرهاب في أعز الرحاب ، وتحدث عن نوم الكلمات عند أبواب الأنين ،وبين أنه لأملاح الأسى طعم بغيض ، وفيما يلي بيان ما قاله في ذلك :
الزمان صريع اكتئاب:
تحدث الشاعر عبد الرحمن العشماوي في قصيدة وقفة على مشارف مكة المكرمة (1)عن أعمال الشغب في موسم الحج وبالطبع كلنا والشاعر معنا نمقت العنف والتطرف والإرهاب فما بالك إن كان في خير البقاع وخير الأزمنة يا لقبح الإرهاب! :
ودنت ليلة تكون فيها **من جراح الفؤاد مثل "الجوابي "
ليلة حوقل الزمان عليها **أسفا، وانثنى صريع اكتئاب
ليلة والظلام يشرب فيها **مثله من مناقع الإرهاب
يا إلهي !أين العقول ؟وماذا صنع البغي في أعز الرحاب ؟
مكة الخير للأمان، فماذا **يبتغي المعتدي بهذا التصابي؟
ودعاني صوتٌ كأن المآسي **أفرغت فيها حسرتي وعذابي .
قال لي والدموع تنبئ ** وبه من جراحه مثل ما بي
أيها الشاعر الذي يتغنى **بأمانيه في الدروب الصعاب
أين تغدو؟ وأي درب تراءى** لك في صدره خداع السراب ؟(2)
نفس تتلظى أسى على المروة
في قصيدة " هطل الغيث " التي كتبها الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي في مكة المكرمة بعد طواف العمرة بين وهو يتحدث عن بحث السيدة هاجر عن الماء لابنها اسماعيل (عليه السلام )فبين أن السيدة هاجر كانت وحيدة وهي تطلب الماء لابنها حيت البطاح ملتهبة ولغة القيظ في الرمال تخيف وبين أن نفس تتلظى أسى على المروة،حيث يقول:
هذه (هاجر) الوحيدة تسعى ** جسدٌ واهن ،ووجه أسيف
تطلب الماء للصغير ولكن ** لغة القيظ في الرمال تخيف
أي ماء؟ ..وللبطاح لهيب ٌ** وخطاب السراب فيها عنيف
والصغير الظمآن يرنو إليها **ولأهدابه الصغار رفيف ُ
أي ماء؟.. وللبطاح لهيب ** وخطاب السراب فيها عنيف
كان وجه الرمضاء أحمر صلفا **مستبدا ،وللرياح صريف
وعلى المروة البعيدة نفس ** تتلظى أسى وقلب شغوف
كل ما حولها دليل هلاكٍ**ودليل النجاة فيها ضعيف
إيه يا هاجر اطمئني ،فهذا ** منزل طيب وبيت شريف (3)
نوم الكلمات عند أبواب الأنين :
في قصيدة " عندما تلفعت بالصمت " تحدث الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي عن نوم الكلمات عند أبواب الأنين ، حيث يقول:
ورمت أجفان شعري فاعذريني **وعلى مراكب أشواقي احمليني
ماتت الأحرف في ثغري **ونامت كلماتي عند أبواب أنيني
غرس الجرح على درب نشيدي **شجر الغرقد أشواك الطنون(4)
لأملاح الأسى طعم بغيض:
في قصيدة " عندما تلفعت بالصمت " بين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي أن لأملاح الأسى طعما بغيضا ، حيث يقول:
لأملاح الأسى طعم بغيض**في فمي يحرق أغصان لحوني
لم أزل أكتب للموج خطابًا **ربما حقق أحلام سفيني
لم أزل أحمل إرهاص القوافي **لهبا يحرق قلبي ووتيني
هاتف التاريخ ما زال قريبا **من يدي يعزف أوتار الرنين
لم يزل يسمعني صوت حراء **حينما استبشر بالوحي المبين (5)
المراجع :
عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ،الرياض ،مكتبة العبيكان ،1422


(1)الرياض ،20-3-1409هـ
(2)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ، قصيدة وقفة على مشارف مكة المكرمة ، ص27-28
(3)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء، قصيدة (عناقيد الضياء )
، ص59
(4)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ، قصيدة (عندما تلفعت بالصمت )،ص69
(5)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ، قصيدة (عندما تلفعت بالصمت )،ص70

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى