د. معاذ الروبي - إحترام الذات

الأشخاص الذين يتمتعون بتقدير عالي للذات هم مفكرون إيجابيون بالفطرة حيث إن امتلاك النظرة الإيجابية يعني غالباً ارتفاع احترام الشخص لذاته. وإذا استخدمت تقنيات التفكير الإيجابي فسوف يرتفع احترامك لذاتك أكثر فأكثر.

يمكنك معرفة المستوى المنخفض لاحترامك لذاتك من خلال تحقق بعض العبارات التالية لديك:
• أنا لست سعيدًا حقًا بما أنا عليه.
• أجد صعوبة في قبول إخباري بأنني قمت بعمل جيد.
• إذا حدث خطأ ما ، فإنني أميل إلى الاعتقاد بأنني الملوم.
• أجد صعوبة في طلب ما أريده في الحياة.

بشكل عام، كلما زاد عدد مراجعتك ولومك لنفسك، كلما قل احترامك لذاتك. وكلما كانت الأحكام التي يصدرها الآخرون عنك إيجابية، كلما شعرت بشكل أفضل تجاه نفسك، بينما كلما زادت أحكامهم السلبية، شعرت بالسوء. الخطوة الأكثر أهمية في الشعور بالرضا عن نفسك هي إدراك أنه لا يمكن لأحد أن يجعلك تشعر بالسوء إلا إذا سمحت له بذلك. لذا ابتعد عن أولئك الذين ينتقدونك بشكل مبالغ فيه. من ناحية أخرى، عليك استيعاب وتقدير امتنان الآخرين ومدحهم لك. الخلاصة: عليك إدارة ظهرك للنقد الهدّام وتقبل تقدير الآخرين لك دون الشعور بأي حرج اتجاه ذلك.

إذا نجحت إلى حد كبير فيما كنت تتوقعه من نفسك، فسيكون احترامك لذاتك قويًا. لذا، لا تهدف إلا إلى تحقيق الحد الأقصى الذي يمكنك الوصول إليه بشكل واقعي وحسب امكانياتك بدلاً من التفكير في أنك يجب أن تكون مثاليًا طوال الوقت وتصل إلى أهداف خارج قدرتك. وعندما تنجح، هنئ نفسك وتجنب مقارنة ذاتك بالآخرين؛ فلكل شخص نقاط قوته وضعفه. حاول أن تكون صديق نفسك المفضل من خلال معاملة نفسك كما تعامل صديقك المقرّب. لذا هنئ نفسك على أي نجاحات (مهما كانت صغيرة) وادع الأصدقاء أو الزملاء لمشاركة احتفالاتك.
تعوّد أن تكون لطيفًا مع نفسك، كما لو كنت تهدف لدعم شخص يعاني من تدني احترام الذات، لذا عامل نفسك بذات الطريقة وقلل من نقدها.
كن عادلا وموضوعياً مع نفسك، وقدم لنفسك نفس اللطف الذي تقدمه إلى صديق عزيز عليك. لحظة بلحظة، خلال اليوم، راقب ما تفعله بشكل واقعي. شجع نفسك على تعلم الدروس من أخطائك السابقة، ولكن بنفس الوقت اغفر لنفسك أي إخفاقات.
يمكن أن يؤدي درجة احترامك لذاتك إلى خلق شعور جيد أو سيئ لديك، وفقًا لمدى ارتفاعه أو انخفاضه. إذا كان منخفضاً، فإن أدنى مشكلة تواجهها ستثير السلبية لديك. لكن مع احترام الذات العالي، يمكنك التغلب على أي صعوبات قد تظهر في طريقك. إن ثقتك بنفسك ستضعك في معظم الأحيان على الطريق الصحيح.

تعاملك مع اخفاقاتك ومشاكلك التي تضعف ثقتك بذاتك يجب أن يكون من خلال عدة خطوات: الخطوة الأولى هي أن تعترف بوجود المشكلة ثم تضع في اعتبارك كيفية معالجتها ومن بعد ذلك اتخاذ إجراءات لإصلاحها ثم البدء في محاولة إحداث تغييرات وتحسينات عليها وبعد فعل ذلك سوف تتأكد من قدرتك على إصلاح المشاكل وستزيد ثقتك بذاتك وستشعر بالرضا عن نفسك ثم ستتخذ المزيد من الإجراءات حتى الوصول إلى حل كامل وشامل لتلك المشكلة.

طوال حياتنا، سنبقى نواجه الكثير من التحديات والفرص. من أجل تحقيق النجاح، يجب أن نحترم في البداية أنفسنا. فالقدرة على الثقة في أنفسنا تسهل علينا مواجهة المواقف الصعبة. حيث يسمح لنا احترام الذات بأن نكون أفضل مدافع عن أنفسنا، ويمنحنا القوة للعيش بكرامة وسعادة في حياتنا. في الختام، هناك العديد من الطرق للوصول الى احترام دائم لذاتك، إحداها هي تحديد الأهداف (مهما كانت بسيطة) والعمل على تحقيقها بمثابرة ودون استسلام. ثم بمجرد تحقيق هذه الأهداف، عليك الشعور بالفخر تجاه نفسك، ومكافئتها وأخذ وقتًا للاستمتاع بإنجازاتك. تذكر دائماً أن كل إنجاز تحققه (مهما كان صغيراً) يرفع من تقديرك لذاتك وهو خطوة مهمة نحو مستقبل أفضل.

د. معاذ الروبي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى