امرأة الريح عبارة عن تحولات فرضتها قضايا اجتماعية وفكرية، وهذا التحول الذي يحبس الأنفاس تم بدرجات ومستويات متداخلة.
امرأة الريح عنوان مغر للذة القراءة، وهو عنوان يختصر لنا كل المسافات، ويجمع بين التفاصيل والجزئيات، هو روح النثرية وبناؤها، بدايتها ونهايتها، وخيطها الغامض كيفما انحنت أو استدارت.
امرأة الريح تغفو منهكة
قد تتلاشي في عتمة المقل
في أحداق الليل تسير مستلقية
قاع مداده يستنفر الحروف
تستطيل مهرولة
بدأت القصيدة بغفو امرأة الريح، وهذا يدل على معاناة وعذاب سبقها، فتتلاشى في عتمة المقل، وتسير مستلقية في قاع عميق .. وهنا تستعين الشاعرة بالرمز الذي هو لفظ غاية في حد ذاته " كالريح " وهو أيضا ليس غامضًا ولا لغزًا مبهما، ولا تقريرية مباشرة، بل هو النور الذي تستضيء به الشاعرة لتنير عالمها المظلم.
كمن ينهض من سكون الموت
امرأة الريح تلك سيدة الغموض
سيدة الشجون تشق الأسفار
رحلتها العذاب مجرمة بلا ذنب
كيف تستحق العقاب؟! يراودها
ظل مكسور على كتف التراب
وظفت الشاعرة لغتها بطريقة متعددة من خلال تكثيف الحالة الشعورية الكلية للنثرية، وهي بكلماتها وجملها لا تنقل لنا معنى فقط، بل تستخدم الرمز البعيد والطاقة الشعرية جبارة تنطق بكل الدلالات والمعاني التي جمعها العنوان " امرأة الريح".
" منهكة – عتمة المقل – سكون الموت – العذاب – الأسفار – يتأوه – بنزفه – أضاعني – اليباب - ضريرة "
التلاشي هو الخسارة بكل أشكالها، وإعدام للقيمة والفعل ومعادل للموت... أما عتمة الأحداق ففيها معنى التردد من تعب في دائرة الفراغ بلا معنى ودون وعي يكاد يرادف كلمة "أضاعني" و " الضريح" هو أغنية العذاب الحزينة التي تمثل صدى الذكريات القديمة والعمر الضائع في التلاشي مع الريح الذي يهب بلا إطار، ويهب تجاه المجهول، تائه وحده دون أنيس.
بعض مني يتأوه والآخر بنزفه يقطر
عويل من ظلال خلف هامتي تشجب
زمانا أضاعني بين فكي عقل يكذب
رمى بي فوهة قدر صدقا لا يرحم
بليتي قذفُ بعضي ناصية نبضي
امرأة الريح تتلاشى في عتمة الأحداق
متى يبلل المطر الوجنات؟ ضباب وجمود أهداب
مقاصل حمقاء، نور في قبضة الظلام
أنىّ تسرج فتيل الشمس للنهار؟
تسترسل الشاعرة بوصف حالة امرأة الريح، وكما نلاحظ في المقطع السابق الاغتراب والحزن والكلمات النازفة، فعلى الرغم من ذلك فالنص إثارة وتفجير ترتكز على إيقاع واحد هو هذا الظلم والألم والعذاب.
امَّا الفعل فهو تلخيص للواقع، ومحاولة للتعبير عن حركته، وقد وازنت الشاعرة بينهما فلم يطغ واحد على الآخر، وحركية هذه الأفعال تصيغ في داخلها لحظات المعاناة والعذاب؛ لتصبح انفجارًا داخليًا لا يتوحد إلا في إطار نبرة مأساوية تعم القصيدة كلها.
جناية جسد حبيس بين صراخه
جَلّدٌ من سوطٍ عقيم أهدرَ براءتي
سكني ضريحُ حريتي والطعانُ بكرامتي
اتساع أفدان، أنا هي.. أنا لا أحد..
شبح على مرايا الوجع
تاجي لؤلؤٌ من سراب
بأرض يباب
أعشاش طيور سود
ضريرة الألباب
تسعى دون ذرة رجاء
خلف صدأ الأبواب
في المقطع الأخير تكثف الشاعرة من حالة العذاب والحالة الشعورية، فالطيور سود، والمرايا موجعة، والأرض خراب، والأبواب صدئة... هذه الصور شكلت وحدات أساسية في صياغة القصيدة، وأفضل سبيل لنقل التجربة التي هي وحدة متوازنة.
وقد كان لتآلف هذه الصور وتكاملها العامل الأساس في نجاح عملية التصوير الفني.
امرأة الريح عنوان مغر للذة القراءة، وهو عنوان يختصر لنا كل المسافات، ويجمع بين التفاصيل والجزئيات، هو روح النثرية وبناؤها، بدايتها ونهايتها، وخيطها الغامض كيفما انحنت أو استدارت.
امرأة الريح تغفو منهكة
قد تتلاشي في عتمة المقل
في أحداق الليل تسير مستلقية
قاع مداده يستنفر الحروف
تستطيل مهرولة
بدأت القصيدة بغفو امرأة الريح، وهذا يدل على معاناة وعذاب سبقها، فتتلاشى في عتمة المقل، وتسير مستلقية في قاع عميق .. وهنا تستعين الشاعرة بالرمز الذي هو لفظ غاية في حد ذاته " كالريح " وهو أيضا ليس غامضًا ولا لغزًا مبهما، ولا تقريرية مباشرة، بل هو النور الذي تستضيء به الشاعرة لتنير عالمها المظلم.
كمن ينهض من سكون الموت
امرأة الريح تلك سيدة الغموض
سيدة الشجون تشق الأسفار
رحلتها العذاب مجرمة بلا ذنب
كيف تستحق العقاب؟! يراودها
ظل مكسور على كتف التراب
وظفت الشاعرة لغتها بطريقة متعددة من خلال تكثيف الحالة الشعورية الكلية للنثرية، وهي بكلماتها وجملها لا تنقل لنا معنى فقط، بل تستخدم الرمز البعيد والطاقة الشعرية جبارة تنطق بكل الدلالات والمعاني التي جمعها العنوان " امرأة الريح".
" منهكة – عتمة المقل – سكون الموت – العذاب – الأسفار – يتأوه – بنزفه – أضاعني – اليباب - ضريرة "
التلاشي هو الخسارة بكل أشكالها، وإعدام للقيمة والفعل ومعادل للموت... أما عتمة الأحداق ففيها معنى التردد من تعب في دائرة الفراغ بلا معنى ودون وعي يكاد يرادف كلمة "أضاعني" و " الضريح" هو أغنية العذاب الحزينة التي تمثل صدى الذكريات القديمة والعمر الضائع في التلاشي مع الريح الذي يهب بلا إطار، ويهب تجاه المجهول، تائه وحده دون أنيس.
بعض مني يتأوه والآخر بنزفه يقطر
عويل من ظلال خلف هامتي تشجب
زمانا أضاعني بين فكي عقل يكذب
رمى بي فوهة قدر صدقا لا يرحم
بليتي قذفُ بعضي ناصية نبضي
امرأة الريح تتلاشى في عتمة الأحداق
متى يبلل المطر الوجنات؟ ضباب وجمود أهداب
مقاصل حمقاء، نور في قبضة الظلام
أنىّ تسرج فتيل الشمس للنهار؟
تسترسل الشاعرة بوصف حالة امرأة الريح، وكما نلاحظ في المقطع السابق الاغتراب والحزن والكلمات النازفة، فعلى الرغم من ذلك فالنص إثارة وتفجير ترتكز على إيقاع واحد هو هذا الظلم والألم والعذاب.
امَّا الفعل فهو تلخيص للواقع، ومحاولة للتعبير عن حركته، وقد وازنت الشاعرة بينهما فلم يطغ واحد على الآخر، وحركية هذه الأفعال تصيغ في داخلها لحظات المعاناة والعذاب؛ لتصبح انفجارًا داخليًا لا يتوحد إلا في إطار نبرة مأساوية تعم القصيدة كلها.
جناية جسد حبيس بين صراخه
جَلّدٌ من سوطٍ عقيم أهدرَ براءتي
سكني ضريحُ حريتي والطعانُ بكرامتي
اتساع أفدان، أنا هي.. أنا لا أحد..
شبح على مرايا الوجع
تاجي لؤلؤٌ من سراب
بأرض يباب
أعشاش طيور سود
ضريرة الألباب
تسعى دون ذرة رجاء
خلف صدأ الأبواب
في المقطع الأخير تكثف الشاعرة من حالة العذاب والحالة الشعورية، فالطيور سود، والمرايا موجعة، والأرض خراب، والأبواب صدئة... هذه الصور شكلت وحدات أساسية في صياغة القصيدة، وأفضل سبيل لنقل التجربة التي هي وحدة متوازنة.
وقد كان لتآلف هذه الصور وتكاملها العامل الأساس في نجاح عملية التصوير الفني.