للتوضيح، حاليا و على المستوى العالمي، لا يُستحسنُ الحديث عن مفهوم "البلدان المتخلِّفة" و لكن عز مفهوم "البلدان السائرة في طريق النمو".
التَّخلُّف sous-développement له أسباب عديدة و متشابكة. منها ما هو اجتماعي و منها ما هو اقتصادي و منها ما هو ثقافي و منها ما هو عقائدي… و عندما تتشابك هذه الأسباب، فإنها تُعمِّق التَّخلُّفَ و تزيد من تجذًّره في المجتمع. مثلا، عندما ترزح شريحة عريضة من المواطنين تحت وطأة الأمية، فإن لهذه الأخيرة انعكاسات سلبية على المجتمع. انعكاسات لها وقعٌ على تدني الوعي الفردي و الجماعي. و إذا تدنَّى الوعيُ فرديا و/أو جماعيا، فأول مُتضرِّرٍ من هذا التَّدنِّي هي الحياة اليومية. و الحياة اليومية هي مصدر التنمية بجميع تجلياتها. حينها كثير من الناس قد لا يفرقون بين ما لهم من حقوق و ما عليهم من واجبات. و هذا شيء غير مفيد للمجتمع الذي هو في حاجة ماسة لجميع أبنائه و بناته ليساهموا في مصيره صحيا، بيئيا، اقتصاديا و ثقافيا. و لهذا، فإن التَّخلُّفَ مُعضِلةٌ تعاني منها حاليا العديد من البلدان. و لعلَّ الأسباب الرئيسية التي تكون وراء التَّخلُّف هي : عدم التوازن و التَّلاءم بين الانتاج الاقتصادي و النمو الديمغرافي حيث يكون الاقتصاد ضعيفا أو ينمو ببطء شديد بسبب ضعف الاستثمار أو عدم نجاعته. كما أن التَّخلُّفَ يكون مقترنا كذلك بحكامة سيئة و بمردودية ضعيفة لمنظومات التَّعليم و الصحة و الإدارة…
و إذا لم توجد للتَّخلُّف حلول حاسمة و جذرية، فقد يتقوقع في حلقة مفرغة بمعنى أن التَّخلُّفَ يُنتِج التَّخلف. كيف ذلك؟
من المعروف أن أهمَّ نتيجة للتَّخلُّف هو الفقر. و الفقر يعني أن كثيرا من الناس ليس لهم دخلٌ أو إذا كان هذا الدخل متوفِّرا، فإنه غالبا ما يكون ضعيفا، أي لا يغطي الحاجات اليومية لهؤلاء الناس. و ضعفُ الدخل يعني عدمَ توفير الأموال. و عدم توفير الأموال يعني غياب الاستثمار أو إذا حدث، فإن نجاعتَه تبقى ضعيفة. و عدمُ أو ضعفُ الاستثمار يعني عدمَ تكوين الرأسمال. و عدم تكوين الرأسمال يعني ضعف الإنتاج. و ضعف الإنتاج يعني ضعفَ المدخول. و ضعفُ المدخول يقود إلى الفقر.
التَّخلُّفُ ظاهرة معقدة لأن أسبابَها كثيرة، و كما سبق الذكر، متشابكة (متداخلة). و هذا يعني أن التَّصدي لظاهرة التَّخلُّف لا يقبل الحلولَ الجزئية و خصوصا، المنعزلة بعضُها عن البعض الآخر. التَّصدي للتَّخلُّف يقتضي مقاربتُه بنظرة شمولية تأخذ بعين الاعتبار تشابكَ الأسباب التي هي أساسا اجتماعية، اقتصادية، ديمغرافية، ثقافية… فمثلا، لا يمكن الاكتفاء بإصلاح المنظومة التربوية أو الصحية دون إصلاح، بالموازاة، المنظومة الاقتصادية لتصبحَ أكثر إنتاجا للقيمات المضافة و لمناصب الشغل و للثروة. كما لا يمكن إصلاح المنظومة الاقتصادية دون إصلاح منظومة الشغل و منظومة التغطية الاجتماعية و منظومة الضرائب و منظومة الاستثمار و منظومة المقاولات و منظومة القروض…
غير أنه، إذآ كان للتَّخلُّف، أساسا، أسباب اجتماعية، اقتصادية، ديمغرافية و ثقافية، فهناك أسباب أخرى لا يمكن تجاهلُها لِما لها من تأثير واضح على عقليات و سلوك العديد من الناس.
في هذه الحالة، التَّخلُّف هو أن :
-يُشنِّجَ و يُجمِّدَ فقيهٌ عقولَ الناس بما يُرضيه هو و ليس بما يُرضي الله...
-لا نستعملَ عقولَنا و فكرَنا النقدي أمام الدجالين و السياسيين المُزيَّفين و الرقاة و تُجار الدين و قناصي الفرص...
-تُمارسَ العبادات و تُهملُ إلى حدٍّ كبير المعاملات. العبادات أمر محصور بين الخالق و المخلوق بينما المُعاملات مشتركة بين الناس
-نُمضيَ الساعات الطوال بل الأيام في مُزايدات سخيفة و سطحية باسم الدين بينما رَكْبُ التَّقدُّم لا ينتظر أحدا
-نقضيَ وقتا طويلا في الدعاء و لا نساهم و لو بقيد أنمُلة في تطوُّر البلاد
-يصبحَ، عند شريحة عريضة من الناس، فرق شاسع بين الإسلام و المسلم
-نكونَ مسلمين داخل المساجد و خارجها، نتجرَّد من تديُّننا
-تَحُلَّ التفاهة بين ظُهراننا و تُصبح من إحدى مُكوِّنات المجتمع
-تتدنَّى قِيمنا و أخلاقنا و إنسانيتُنا إلى درجة الميوعة و التسيُّب
-نُغيِّبَ عقولَنا و نتركَ المُشعودين يستولون على حياتنا ليسيِّروها كما يريدون
-نكونَ تابعين تبعِيةً عمياء و ليس أحرارا بعقولنا و أفكارِنا و ذواتنا
-لا نطرحَ تساءلاتٍ أمام أمور تثيرُ فضولَنا و أمام أشياء تستفزُّ عقولَنا
-نتباهى بماضينا و لا نعملَ شيئا لتحسين حاضرنا و مستقبلنا
-لا نحترمَ الوقت و لا نُعطيه الأهمِّيةَ الائقة به في حياتنا و عملنا و معاملاتنا
-لا يفرِّقَ بعض الناس بين الإبداع و البِدعة. الإبداع له علاقة بالتنمية و التقدُّم و التَّطوُّر بينما البدعة لها علاقة بالدِّين
-يسيِّرَ شأنَنا المحلي أميون و جَهَلَة لا يفقهون في التسيير إلا ما يغنمون منه
-لا يأخذَ البحث العلمي و العلم المكانة الائقةَ بهما كرافعتين للتنمية و التقدُّم و الحضارة
-لا تُصنَّفَ جامعاتنا ضمن أرقى الجامعات في العالم
-لا نحاربَ الأميةَ و الجهلَ و نحن نعرف أنهما من أكبر عوائق التنمية و التقًدُّم و الرُّقيِّ و الازدهار و الحضارة
-تُصبح مدرستُنا غولا يلتهم الأموالَ الطائلة بدون نتائج و مُنعزلة عن المجتمع و عن ما يحدث حولها من تغييررات
-أن تُعتبر الانتخابات كأسواق تُوزَّعُ فيها صكوكُ الغفران و تُشتَرى فيها الأصوات و تُستغلُّ فيها سذاجةُ الناس و جهلُهم
-تُحرَّفَ السياسةُ عن مقاصدها لتخدمَ الأهواءَ و الجشعَ و الريعَ
-تتعدَّدَ الأحزاب السياسية بدون فائدة علما أن كل حزب هدفه ليس التغيير لكن الوصول إلى السلطة
-تُعتبَرَ الحقوق صدقات أو مَكرومات أو تبرُّعات
-يُسلِّمَ عددٌ كبير من الناس أمرَهم لقدر محتوم دون القيام بأذني مجهود للتعامل مع الواقع و مُجابهته مما يُسبِّبُ جمودَ أو شللَ العقول
-يُعتبَرَ الفقر و الهشاشة و التهميش كقدر محتوم و ليس اختلالا اجتماعيا واقتصاديا و غيابا للإنصاف و العدالة
-ينخُرَ الفسادُ مرافقَ الدولة و الإدارة و يصبحَ واحدا من محرِّكات المجتمع
-تُصنَّفَ البلاد في المراتب الأولى عندما يتعلق الأمر بالرشوة و انعدام النزاهة و الشفافية و في المراتب الأخيرة فيما يتعلق بالتنمية البشرية و بالتربية و التعليم...و الائحة طويلة
و هنا، لا بدَّ أن أُوضِّحَ أن أسبابَ التَّخلُّف فيها ما له علاقة بفكر و تصرف و سلوك البشر و فيها ما له علاقة بالسياسات العمومية و تدبير أمور البلاد. و كيفما كان الحال، فإن التَّصدي لآفة التَّخلُّف مرتبطةٌ ارتباطا وثيقا ببناء الآنسان المغربي بناءً يجعل منه إنسانا مواطنا، محبّاً لبلده و رافعةً من رافعات التنمية. إنسان يتمتَّعُ بكرامة العيش اجتماتيا، اقتصاديا و ثقافيا. و هذا هو ما لم تنجح السياسات العمومية في تحقيقيه إلى حد الآن.
فهل الحكومةُ الحالية ستنجح في ما لم تنجح في تحقيقه الحكومات السابقة علما أن القضاءَ على التَّخلُّف يلزمه وقت طويل و يتطلب تعاقبَ جيلين أو ثلاثة أجيال و ربما أكثر؟ سؤال يصعب الجواب عليه الآن ما دامت هذه الحكومة حديثة العهد و يلزمنا وقتٌ طويل لنرى "حنَّتْ إدِّيها". و يبدو أنها، في هذا الصدد، ليست لها أيادي تستحق أن تُطل
و في الختام، لا بد من التَّذكير بأن التَّخلُّفَ له ثمنُه اقتصاديا و حضاريا. اقتصاديا لأن له وقعا على الإنتاج و بالتالي، على النمو الاقتصادي. حضاريا لأن الاقتصادَ وحده لا يضمن تحقيقَ الحضارةَ. هذه الأخيرة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالإنسان كإنسانٍ واعي و متحرِّرِ اجتماعيا و فكريا. آنسانٌ تسيِّر حياتَه اليومية قِيمٌ إنسانية سامية.
التَّخلُّف sous-développement له أسباب عديدة و متشابكة. منها ما هو اجتماعي و منها ما هو اقتصادي و منها ما هو ثقافي و منها ما هو عقائدي… و عندما تتشابك هذه الأسباب، فإنها تُعمِّق التَّخلُّفَ و تزيد من تجذًّره في المجتمع. مثلا، عندما ترزح شريحة عريضة من المواطنين تحت وطأة الأمية، فإن لهذه الأخيرة انعكاسات سلبية على المجتمع. انعكاسات لها وقعٌ على تدني الوعي الفردي و الجماعي. و إذا تدنَّى الوعيُ فرديا و/أو جماعيا، فأول مُتضرِّرٍ من هذا التَّدنِّي هي الحياة اليومية. و الحياة اليومية هي مصدر التنمية بجميع تجلياتها. حينها كثير من الناس قد لا يفرقون بين ما لهم من حقوق و ما عليهم من واجبات. و هذا شيء غير مفيد للمجتمع الذي هو في حاجة ماسة لجميع أبنائه و بناته ليساهموا في مصيره صحيا، بيئيا، اقتصاديا و ثقافيا. و لهذا، فإن التَّخلُّفَ مُعضِلةٌ تعاني منها حاليا العديد من البلدان. و لعلَّ الأسباب الرئيسية التي تكون وراء التَّخلُّف هي : عدم التوازن و التَّلاءم بين الانتاج الاقتصادي و النمو الديمغرافي حيث يكون الاقتصاد ضعيفا أو ينمو ببطء شديد بسبب ضعف الاستثمار أو عدم نجاعته. كما أن التَّخلُّفَ يكون مقترنا كذلك بحكامة سيئة و بمردودية ضعيفة لمنظومات التَّعليم و الصحة و الإدارة…
و إذا لم توجد للتَّخلُّف حلول حاسمة و جذرية، فقد يتقوقع في حلقة مفرغة بمعنى أن التَّخلُّفَ يُنتِج التَّخلف. كيف ذلك؟
من المعروف أن أهمَّ نتيجة للتَّخلُّف هو الفقر. و الفقر يعني أن كثيرا من الناس ليس لهم دخلٌ أو إذا كان هذا الدخل متوفِّرا، فإنه غالبا ما يكون ضعيفا، أي لا يغطي الحاجات اليومية لهؤلاء الناس. و ضعفُ الدخل يعني عدمَ توفير الأموال. و عدم توفير الأموال يعني غياب الاستثمار أو إذا حدث، فإن نجاعتَه تبقى ضعيفة. و عدمُ أو ضعفُ الاستثمار يعني عدمَ تكوين الرأسمال. و عدم تكوين الرأسمال يعني ضعف الإنتاج. و ضعف الإنتاج يعني ضعفَ المدخول. و ضعفُ المدخول يقود إلى الفقر.
التَّخلُّفُ ظاهرة معقدة لأن أسبابَها كثيرة، و كما سبق الذكر، متشابكة (متداخلة). و هذا يعني أن التَّصدي لظاهرة التَّخلُّف لا يقبل الحلولَ الجزئية و خصوصا، المنعزلة بعضُها عن البعض الآخر. التَّصدي للتَّخلُّف يقتضي مقاربتُه بنظرة شمولية تأخذ بعين الاعتبار تشابكَ الأسباب التي هي أساسا اجتماعية، اقتصادية، ديمغرافية، ثقافية… فمثلا، لا يمكن الاكتفاء بإصلاح المنظومة التربوية أو الصحية دون إصلاح، بالموازاة، المنظومة الاقتصادية لتصبحَ أكثر إنتاجا للقيمات المضافة و لمناصب الشغل و للثروة. كما لا يمكن إصلاح المنظومة الاقتصادية دون إصلاح منظومة الشغل و منظومة التغطية الاجتماعية و منظومة الضرائب و منظومة الاستثمار و منظومة المقاولات و منظومة القروض…
غير أنه، إذآ كان للتَّخلُّف، أساسا، أسباب اجتماعية، اقتصادية، ديمغرافية و ثقافية، فهناك أسباب أخرى لا يمكن تجاهلُها لِما لها من تأثير واضح على عقليات و سلوك العديد من الناس.
في هذه الحالة، التَّخلُّف هو أن :
-يُشنِّجَ و يُجمِّدَ فقيهٌ عقولَ الناس بما يُرضيه هو و ليس بما يُرضي الله...
-لا نستعملَ عقولَنا و فكرَنا النقدي أمام الدجالين و السياسيين المُزيَّفين و الرقاة و تُجار الدين و قناصي الفرص...
-تُمارسَ العبادات و تُهملُ إلى حدٍّ كبير المعاملات. العبادات أمر محصور بين الخالق و المخلوق بينما المُعاملات مشتركة بين الناس
-نُمضيَ الساعات الطوال بل الأيام في مُزايدات سخيفة و سطحية باسم الدين بينما رَكْبُ التَّقدُّم لا ينتظر أحدا
-نقضيَ وقتا طويلا في الدعاء و لا نساهم و لو بقيد أنمُلة في تطوُّر البلاد
-يصبحَ، عند شريحة عريضة من الناس، فرق شاسع بين الإسلام و المسلم
-نكونَ مسلمين داخل المساجد و خارجها، نتجرَّد من تديُّننا
-تَحُلَّ التفاهة بين ظُهراننا و تُصبح من إحدى مُكوِّنات المجتمع
-تتدنَّى قِيمنا و أخلاقنا و إنسانيتُنا إلى درجة الميوعة و التسيُّب
-نُغيِّبَ عقولَنا و نتركَ المُشعودين يستولون على حياتنا ليسيِّروها كما يريدون
-نكونَ تابعين تبعِيةً عمياء و ليس أحرارا بعقولنا و أفكارِنا و ذواتنا
-لا نطرحَ تساءلاتٍ أمام أمور تثيرُ فضولَنا و أمام أشياء تستفزُّ عقولَنا
-نتباهى بماضينا و لا نعملَ شيئا لتحسين حاضرنا و مستقبلنا
-لا نحترمَ الوقت و لا نُعطيه الأهمِّيةَ الائقة به في حياتنا و عملنا و معاملاتنا
-لا يفرِّقَ بعض الناس بين الإبداع و البِدعة. الإبداع له علاقة بالتنمية و التقدُّم و التَّطوُّر بينما البدعة لها علاقة بالدِّين
-يسيِّرَ شأنَنا المحلي أميون و جَهَلَة لا يفقهون في التسيير إلا ما يغنمون منه
-لا يأخذَ البحث العلمي و العلم المكانة الائقةَ بهما كرافعتين للتنمية و التقدُّم و الحضارة
-لا تُصنَّفَ جامعاتنا ضمن أرقى الجامعات في العالم
-لا نحاربَ الأميةَ و الجهلَ و نحن نعرف أنهما من أكبر عوائق التنمية و التقًدُّم و الرُّقيِّ و الازدهار و الحضارة
-تُصبح مدرستُنا غولا يلتهم الأموالَ الطائلة بدون نتائج و مُنعزلة عن المجتمع و عن ما يحدث حولها من تغييررات
-أن تُعتبر الانتخابات كأسواق تُوزَّعُ فيها صكوكُ الغفران و تُشتَرى فيها الأصوات و تُستغلُّ فيها سذاجةُ الناس و جهلُهم
-تُحرَّفَ السياسةُ عن مقاصدها لتخدمَ الأهواءَ و الجشعَ و الريعَ
-تتعدَّدَ الأحزاب السياسية بدون فائدة علما أن كل حزب هدفه ليس التغيير لكن الوصول إلى السلطة
-تُعتبَرَ الحقوق صدقات أو مَكرومات أو تبرُّعات
-يُسلِّمَ عددٌ كبير من الناس أمرَهم لقدر محتوم دون القيام بأذني مجهود للتعامل مع الواقع و مُجابهته مما يُسبِّبُ جمودَ أو شللَ العقول
-يُعتبَرَ الفقر و الهشاشة و التهميش كقدر محتوم و ليس اختلالا اجتماعيا واقتصاديا و غيابا للإنصاف و العدالة
-ينخُرَ الفسادُ مرافقَ الدولة و الإدارة و يصبحَ واحدا من محرِّكات المجتمع
-تُصنَّفَ البلاد في المراتب الأولى عندما يتعلق الأمر بالرشوة و انعدام النزاهة و الشفافية و في المراتب الأخيرة فيما يتعلق بالتنمية البشرية و بالتربية و التعليم...و الائحة طويلة
و هنا، لا بدَّ أن أُوضِّحَ أن أسبابَ التَّخلُّف فيها ما له علاقة بفكر و تصرف و سلوك البشر و فيها ما له علاقة بالسياسات العمومية و تدبير أمور البلاد. و كيفما كان الحال، فإن التَّصدي لآفة التَّخلُّف مرتبطةٌ ارتباطا وثيقا ببناء الآنسان المغربي بناءً يجعل منه إنسانا مواطنا، محبّاً لبلده و رافعةً من رافعات التنمية. إنسان يتمتَّعُ بكرامة العيش اجتماتيا، اقتصاديا و ثقافيا. و هذا هو ما لم تنجح السياسات العمومية في تحقيقيه إلى حد الآن.
فهل الحكومةُ الحالية ستنجح في ما لم تنجح في تحقيقه الحكومات السابقة علما أن القضاءَ على التَّخلُّف يلزمه وقت طويل و يتطلب تعاقبَ جيلين أو ثلاثة أجيال و ربما أكثر؟ سؤال يصعب الجواب عليه الآن ما دامت هذه الحكومة حديثة العهد و يلزمنا وقتٌ طويل لنرى "حنَّتْ إدِّيها". و يبدو أنها، في هذا الصدد، ليست لها أيادي تستحق أن تُطل
و في الختام، لا بد من التَّذكير بأن التَّخلُّفَ له ثمنُه اقتصاديا و حضاريا. اقتصاديا لأن له وقعا على الإنتاج و بالتالي، على النمو الاقتصادي. حضاريا لأن الاقتصادَ وحده لا يضمن تحقيقَ الحضارةَ. هذه الأخيرة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالإنسان كإنسانٍ واعي و متحرِّرِ اجتماعيا و فكريا. آنسانٌ تسيِّر حياتَه اليومية قِيمٌ إنسانية سامية.