لطالما شغلتني فكرة الكتابة عن مدونة الأديب ومنهجيته داخل النص وما تتضمنه من اجتراحات تعضّد من رؤاه ومتبنياته بصورة نستدل من خلالها على نظرته للحياة وإحاطته بمساربها المختلفة، ليكون الدافع الذي من ورائه الإشادة أو الإشارة بمشغله الفني الذي يرفده ويدعمه بأسئلة مضيئة وشائكة تثري وتعزز مكانة منجزه الأدبي، هاماً بأن يخرِجه من خانة تضارب الإستنتاجات الفكرية وطرحها بمتن لا تعوزه العاطفة وإن كان محملاً ببواطن معرفية ماهيتها السؤال، الكثير من الأدباء على اختلاف وعيهم وتجنيسهم للمتن الادبي قد اتخذوا من الفلسفة ومدخلاتها المكللة بدلالات وتشعبات تعنى بالذهن واستثمارها داخل النص ليكون العقل هو الجوهر الذي من خلاله يستحوذ على المجريات العامة والخاصة للمتن، بالتالي يكون تكنيك السياق للجملة الأدبية ممنهجاً ضمن محددات معينة مخفية كانت أم معلنة، واقعاً أنا مع تمجيد واشراك نظريات المعرفة في الأدب واستلال استفهاماتها وتمكين ضروراتها وفق معطيات هذه الضرورة كون النصوص التي وقفت على تفكيك السؤال الفلسفي ومحاولة التبشير له، لها من العمر دهر دون أن تصاب بحالة من الترهل أو الإمّحاء، لكني أمام محاولة جادة للتمييز ما بين التوظيف الذي ينساب كفن له مشترطاته ولوازمه مع الاحتفاظ بماهية ومكنون النسق الجدلي الذي يُفرَدُ داخل النص وأمام طرح النظرية المعرفية كما هي دون أن يبادر الأديب بإبادة أو انتزاع الصرامة المتضحة في عمومية السؤال الجدلي وكأن وظيفة الأدب تحشيد الأسئلة الكونية كما هي لتصل إلينا كطرح فكري خالص خالٍ من المشاعر وهذا ينطبق حتى مع ترويض اللغة وتطويعها في هذا الغرض هامين بالبحث عن جدواها ومدى توافقيتها ومرونتها في إيصال ما يرومه الأديب.
ما الذي يريد قوله الشاعر أو السارد حيال هذا الطرح؟, وهل يجب عليه أن يخرج لنا من الممرات الضيقة مثقلاً بمضامين لها خصوصيتها وحيازتها بالسياق المنهجي المعرفي ليودعنا إلى ممرات اخرى منهكة لا حاجة لنا بها، تحاول ان تجتزئ الكثير من المسلمات المعنية بالادب ليكون النص ساحة لتداخل المفاهيم وإقحامها بصورة جلية؟، أين لوعة النص وجماليته؟ بل أين وجهته وبوصلته التي تسير بنا إلى المبتغى، أن ما ينتابني للوهلة الأولى إزاء هذا الكم من النصوص التي تنحو هذا المنحى هو تجريدها من شمولية الأدب وتصنيفاته كونها نصوصاً مأزومة مربكة لا تحتكم لمعايير الجمال ومقوماته الفنية ليكون بعيد المنال على القارئ كي يستحوذ على فسحة يسيرة للخروج بمحصلة ذوقية وإن كان تبويب الاسئلة التي تعنى بالأنسان والطبيعة لها فضاؤها الرحب وبعدها الممتد لمسافات غير مكبلة بأحداثيات، لكني أتحدث عن التوظيف داخل الجنس الادبي لا عن بحث فكري ديالكتيكي ممنهج له لوازمه ودلائله، برأيي أن الأديب الذي اغترف من نظريات المعرفة وتوقف عندها وأفرط بوقفته متخذاً من براهينها وعالمها المعبأ بالصخب ليغمر مشروعه الجمالي بها دون أن يطوّع هذه المنحنيات الجدليه لصالح النص قد الصق لنفسه تهمة الضعف في أدواته لذلك يحاول أن يتعكز على بواطن المعرفة ظاناً بأنه سوف يموّه أو يخاتل المتلقي بهذا النسيج أو لعله منفذاً اخر لتمرير حالة الوهن المصاحبة له، ومما لا شك فيه أن خلاصة الفعل الذي ينجزه يشكل ضرباً من الوهم مقتنعاً من خلاله بأنه سوف يسحب المتلقي إلى منطقته ليرتقي به، وكأنه يراهن على مادته دون الدخول في معمعة الجدل الذي يلاحقه، ليأخذه وهج الفلسفة بعيداً ويرميه أديباً مطفأ, الجنبة الاخرى هل إن توظيف الفلسفة داخل النص حاجة أم رهان مضطرب، برأيي أجد أن الكثير من النصوص الادبية الباهضة والمتقدة التي وصلتنا على مر الحضارات وتنوع جذرها الثقافي قد استفادت من الحاضنة الفلسفية بكل مراحلها وتقلباتها الفكرية كونها تعطي دفقاً معنوياً وروحاً مستمرة لا تشيخ، لكن دون الرجوع إلى مماحكات وسجال الفلاسفة كوننا ازاء نص جمالي توجب عليه اشتراطات الاستعارة والانزياح والتضمين الى اخر المقومات المعنية به.
ما الذي يريد قوله الشاعر أو السارد حيال هذا الطرح؟, وهل يجب عليه أن يخرج لنا من الممرات الضيقة مثقلاً بمضامين لها خصوصيتها وحيازتها بالسياق المنهجي المعرفي ليودعنا إلى ممرات اخرى منهكة لا حاجة لنا بها، تحاول ان تجتزئ الكثير من المسلمات المعنية بالادب ليكون النص ساحة لتداخل المفاهيم وإقحامها بصورة جلية؟، أين لوعة النص وجماليته؟ بل أين وجهته وبوصلته التي تسير بنا إلى المبتغى، أن ما ينتابني للوهلة الأولى إزاء هذا الكم من النصوص التي تنحو هذا المنحى هو تجريدها من شمولية الأدب وتصنيفاته كونها نصوصاً مأزومة مربكة لا تحتكم لمعايير الجمال ومقوماته الفنية ليكون بعيد المنال على القارئ كي يستحوذ على فسحة يسيرة للخروج بمحصلة ذوقية وإن كان تبويب الاسئلة التي تعنى بالأنسان والطبيعة لها فضاؤها الرحب وبعدها الممتد لمسافات غير مكبلة بأحداثيات، لكني أتحدث عن التوظيف داخل الجنس الادبي لا عن بحث فكري ديالكتيكي ممنهج له لوازمه ودلائله، برأيي أن الأديب الذي اغترف من نظريات المعرفة وتوقف عندها وأفرط بوقفته متخذاً من براهينها وعالمها المعبأ بالصخب ليغمر مشروعه الجمالي بها دون أن يطوّع هذه المنحنيات الجدليه لصالح النص قد الصق لنفسه تهمة الضعف في أدواته لذلك يحاول أن يتعكز على بواطن المعرفة ظاناً بأنه سوف يموّه أو يخاتل المتلقي بهذا النسيج أو لعله منفذاً اخر لتمرير حالة الوهن المصاحبة له، ومما لا شك فيه أن خلاصة الفعل الذي ينجزه يشكل ضرباً من الوهم مقتنعاً من خلاله بأنه سوف يسحب المتلقي إلى منطقته ليرتقي به، وكأنه يراهن على مادته دون الدخول في معمعة الجدل الذي يلاحقه، ليأخذه وهج الفلسفة بعيداً ويرميه أديباً مطفأ, الجنبة الاخرى هل إن توظيف الفلسفة داخل النص حاجة أم رهان مضطرب، برأيي أجد أن الكثير من النصوص الادبية الباهضة والمتقدة التي وصلتنا على مر الحضارات وتنوع جذرها الثقافي قد استفادت من الحاضنة الفلسفية بكل مراحلها وتقلباتها الفكرية كونها تعطي دفقاً معنوياً وروحاً مستمرة لا تشيخ، لكن دون الرجوع إلى مماحكات وسجال الفلاسفة كوننا ازاء نص جمالي توجب عليه اشتراطات الاستعارة والانزياح والتضمين الى اخر المقومات المعنية به.