محمد عباس محمد عرابي - الحزن في ديوان "الأكسجين المر" للشاعر خالد بن عبد الله الغامدي

تحدث الشاعر خالد بن عبد الله الغامدي في ديوانه "الأكسجين المر" عن الحزن فقد بين: أن العيش الآمن يجعل الحزن كأن لم يكن، وبين: أن شر الشقاء تجلد المحزون، كما بين أن الحزن حارس ولقد نادى ذلة الحزن، وتحدث عن سيطرة الحزن المصحوب للاشتياق للورد في الوجنتين، وتحدث أيضًا عن إيثار عاصفة الأحزان، كما أنه يرجو العذر بحزنه
وفيما يلي بيان ما قاله في ذلك:
العيش الآمن يجعل الحزن كأن لم يكن
يبين الشاعر أن العيش الآمن يجعل الحزن كأن لم يكن فيقول في قصيدة " مسافر ":
وأغمدت نفسي في الحياة أعيشها **نعيما كأن الحزن لم يكن.
أطل من النسيان طيفك بعدها **فلفتني الذكرى ..وقادني الشجن
..تناسيت أني قد تناسيت مذ مضيت *خطاي إلى لقياك كالروح للبدن (1)
شر الشقاء تجلد المحزون:
يبين الشاعر الغامدي أن شر الشقاء تجلد المحزون فيقول في قصيدة (اليوبيل الأسود):
سقط الرجا... واسود في الأفق المدى ... *** فجعلت أذرع بعده ..بعيوني
ووقفتُ.. والآلام تعصر قامتي ** شر الشقاء تجلد المحزون
لم أستطع أن أنحني ..أنا مثقلٌ**بالذكريات ..خبأتها بجفوني
فإذا بكيت ..تناثرت ..وتناثرت **روحي.. ولم يتبق غيرُ جنونِ
إني صلبتُ معلقًا بين السما ** والأرض وامتد الزمان ..بدوني
فترنحي يا نفسُ ..واضرب يا ظما **بين التراقي ..ضربة السكين
ولتأكلي يا طير من رأسي أنا ** زاد البكاء ولذة التأبين. (2)
الحزن حارس
بين الشاعر أن الحزن حارس حيث يقول في قصيدة (حارس الآلام)
وترقص آلام بصدري أضمها **كأني للآلام، الحزن حارس
قضى الله إلا أن أكون معلقًا **ويشنفني فرعٌ من الحزن يابس
ولولا حياتي أنها ليس تنتهي **سوى قدر ٍلم يحبس الحتف حابس (3)
نداء ذلة الحزن
في قصيدة "اليوبيل الأسود " ينادي الشاعر خالد بن عبد الله الغامدي ذلة الحزن فيقول:
يا ذلة الحزن المرير أما انتهت
**لك سطوة عن بعضة من طين
طويت سنين إنما لا ينطوي
يوم كعين الشمس ملء يقني
أو يعجز النسيان ...أن يمحو الصدى؟
من مسمعي فما تجن ُ شجوني (4)
سيطرة الحزن المصحوب للاشتياق للورد في الوجنتين:
وقد بين شاعرنا الغامدي سيطرة الحزن المصحوب للاشتياق للورد في الوجنتين؛ فيقول في قصيدة (ولكن):
يعانقني في غيابك حزن
وأحزن خوف النوى
في حضورك
إذا ما رحلت فكيف سأحيا
إذا لم أعمد صاحبي
بنورك
إذا لم تضم ملامح وجهي
قبيل اللقا
نفحة من عبيرك
إذا طال سهد علي
وقد قطعت الرجا حينها
في ظهورك ..
واشتاق للورد في وجنتيك (5)
إيثار عاصفة الأحزان:
في قصيدة (أكنت معتذرا) تحدث الغامدي عن إيثار عاصفة الأحزان حيث يقول:
أكنت معتذرًا ..أم غير معتذرٍ
ماذا أثرت ..وماذا بعد لم تثر
أثرت عاصفة الأحزان فاندفعت
**هوجاء ..لم تبق من نفسي ..ولم تذرِ
واخترتني من جميع الناس تقتله
**لا تدعي الحب ..إن الحب منك بري
أغرَّك الحب...؟ فاهنأ ما غررت به ...!
يا أعذب اللحن ..أدمى مهجة الوترِ
قد انتحرت على كفيك دون هدى
هل يطرق الحب ...إلا قلب منتحرِ
إن لم تجدني جريحًا ما الغرام ُ إذن ***
لا يعشق المرء في الدنيا بلا خطر
وتخطران على الأسرار في خلدي
عيناك لحظهما من سطوة القدر (6)
الشاعر يرجو العذر بحزنه
وفي قصيدة "أنت أدرى" يبين الشاعر خالد بن عبد الله الغامدي أنه يرجو العذر بحزنه فيقول:
والصمت أصبح كالكميـ**ـن..فلا يدبر الصمت فكرًا
أنا ما لقيت الغدر أو **أرجو بحزني منك عذرًا
إلى أن يقول:
أنشأت تاريخًا عريـ**ـقًا فهو بالزلزال أحرى
لكنه باقٍ بقلـ**ـلبي في حشاشته استقر
يا أمسُ تب عني فإنـ **ـي في الظمأ أجتاز عمرًا
لا تنتحل - يا أمس – با**قي العمر في هلمَّ جرا
حتى إذا هدأ الأسى ** تجتر ما قد كان يبرا
أثقلت هذا القلب حتـ**ـي عاد حب الناس كفرا
أرحل ولو لم أنسَ إنـ**ـي اخترت أن ألتاح صبرا (7)
المراجع
خالد بن عبد الله الغامدي، ديوان "الأكسجين المر"، ط1، الطائف، نادي الطائف الأدبي ،1432هـ/2011م

(1) خالد بن عبد الله الغامدي، ديوان "الأكسجين المر" ،قصيدة ((مسافر) ) ، ص46
(2) خالد بن عبد الله الغامدي، ديوان "الأكسجين المر"، قصيدة (اليوبيل الأسود): ص72-73
(3) خالد بن عبد الله الغامدي، ديوان "الأكسجين المر"، قصيدة ((حارس الآلام)، ص54
(4) خالد بن عبد الله الغامدي، ديوان "الأكسجين المر"، قصيدة ((اليوبيل الأسود)، ص74
(5) خالد بن عبد الله الغامدي، ديوان "الأكسجين المر" ، قصيدة (الضياع للمرة الثانية ) ، ص24
(6) خالد بن عبد الله الغامدي، ديوان "الأكسجين المر" ، قصيدة (أكنت معتذرا) ، ص28
(7) خالد بن عبد الله الغامدي، ديوان "الأكسجين المر" ،قصيدة ((أنت أدرى ) ) ، ص58
تحدث الشاعر خالد بن عبد الله الغامدي في ديوانه "الأكسجين المر" عن الحزن فقد بين: أن العيش الآمن يجعل الحزن كأن لم يكن، وبين: أن شر الشقاء تجلد المحزون، كما بين أن الحزن حارس ولقد نادى ذلة الحزن، وتحدث عن سيطرة الحزن المصحوب للاشتياق للورد في الوجنتين، وتحدث أيضًا عن إيثار عاصفة الأحزان، كما أنه يرجو العذر بحزنه
وفيما يلي بيان ما قاله في ذلك:
العيش الآمن يجعل الحزن كأن لم يكن
يبين الشاعر أن العيش الآمن يجعل الحزن كأن لم يكن فيقول في قصيدة " مسافر ":
وأغمدت نفسي في الحياة أعيشها **نعيما كأن الحزن لم يكن.
أطل من النسيان طيفك بعدها **فلفتني الذكرى ..وقادني الشجن
..تناسيت أني قد تناسيت مذ مضيت *خطاي إلى لقياك كالروح للبدن (1)
شر الشقاء تجلد المحزون:
يبين الشاعر الغامدي أن شر الشقاء تجلد المحزون فيقول في قصيدة (اليوبيل الأسود):
سقط الرجا... واسود في الأفق المدى ... *** فجعلت أذرع بعده ..بعيوني
ووقفتُ.. والآلام تعصر قامتي ** شر الشقاء تجلد المحزون
لم أستطع أن أنحني ..أنا مثقلٌ**بالذكريات ..خبأتها بجفوني
فإذا بكيت ..تناثرت ..وتناثرت **روحي.. ولم يتبق غيرُ جنونِ
إني صلبتُ معلقًا بين السما ** والأرض وامتد الزمان ..بدوني
فترنحي يا نفسُ ..واضرب يا ظما **بين التراقي ..ضربة السكين
ولتأكلي يا طير من رأسي أنا ** زاد البكاء ولذة التأبين. (2)
الحزن حارس
بين الشاعر أن الحزن حارس حيث يقول في قصيدة (حارس الآلام)
وترقص آلام بصدري أضمها **كأني للآلام، الحزن حارس
قضى الله إلا أن أكون معلقًا **ويشنفني فرعٌ من الحزن يابس
ولولا حياتي أنها ليس تنتهي **سوى قدر ٍلم يحبس الحتف حابس (3)
نداء ذلة الحزن
في قصيدة "اليوبيل الأسود " ينادي الشاعر خالد بن عبد الله الغامدي ذلة الحزن فيقول:
يا ذلة الحزن المرير أما انتهت
**لك سطوة عن بعضة من طين
طويت سنين إنما لا ينطوي
يوم كعين الشمس ملء يقني
أو يعجز النسيان ...أن يمحو الصدى؟
من مسمعي فما تجن ُ شجوني (4)
سيطرة الحزن المصحوب للاشتياق للورد في الوجنتين:
وقد بين شاعرنا الغامدي سيطرة الحزن المصحوب للاشتياق للورد في الوجنتين؛ فيقول في قصيدة (ولكن):
يعانقني في غيابك حزن
وأحزن خوف النوى
في حضورك
إذا ما رحلت فكيف سأحيا
إذا لم أعمد صاحبي
بنورك
إذا لم تضم ملامح وجهي
قبيل اللقا
نفحة من عبيرك
إذا طال سهد علي
وقد قطعت الرجا حينها
في ظهورك ..
واشتاق للورد في وجنتيك (5)
إيثار عاصفة الأحزان:
في قصيدة (أكنت معتذرا) تحدث الغامدي عن إيثار عاصفة الأحزان حيث يقول:
أكنت معتذرًا ..أم غير معتذرٍ
ماذا أثرت ..وماذا بعد لم تثر
أثرت عاصفة الأحزان فاندفعت
**هوجاء ..لم تبق من نفسي ..ولم تذرِ
واخترتني من جميع الناس تقتله
**لا تدعي الحب ..إن الحب منك بري
أغرَّك الحب...؟ فاهنأ ما غررت به ...!
يا أعذب اللحن ..أدمى مهجة الوترِ
قد انتحرت على كفيك دون هدى
هل يطرق الحب ...إلا قلب منتحرِ
إن لم تجدني جريحًا ما الغرام ُ إذن ***
لا يعشق المرء في الدنيا بلا خطر
وتخطران على الأسرار في خلدي
عيناك لحظهما من سطوة القدر (6)
الشاعر يرجو العذر بحزنه
وفي قصيدة "أنت أدرى" يبين الشاعر خالد بن عبد الله الغامدي أنه يرجو العذر بحزنه فيقول:
والصمت أصبح كالكميـ**ـن..فلا يدبر الصمت فكرًا
أنا ما لقيت الغدر أو **أرجو بحزني منك عذرًا
إلى أن يقول:
أنشأت تاريخًا عريـ**ـقًا فهو بالزلزال أحرى
لكنه باقٍ بقلـ**ـلبي في حشاشته استقر
يا أمسُ تب عني فإنـ **ـي في الظمأ أجتاز عمرًا
لا تنتحل - يا أمس – با**قي العمر في هلمَّ جرا
حتى إذا هدأ الأسى ** تجتر ما قد كان يبرا
أثقلت هذا القلب حتـ**ـي عاد حب الناس كفرا
أرحل ولو لم أنسَ إنـ**ـي اخترت أن ألتاح صبرا (7)
المراجع
خالد بن عبد الله الغامدي، ديوان "الأكسجين المر"، ط1، الطائف، نادي الطائف الأدبي ،1432هـ/2011م

(1) خالد بن عبد الله الغامدي، ديوان "الأكسجين المر" ،قصيدة ((مسافر) ) ، ص46
(2) خالد بن عبد الله الغامدي، ديوان "الأكسجين المر"، قصيدة (اليوبيل الأسود): ص72-73
(3) خالد بن عبد الله الغامدي، ديوان "الأكسجين المر"، قصيدة ((حارس الآلام)، ص54
(4) خالد بن عبد الله الغامدي، ديوان "الأكسجين المر"، قصيدة ((اليوبيل الأسود)، ص74
(5) خالد بن عبد الله الغامدي، ديوان "الأكسجين المر" ، قصيدة (الضياع للمرة الثانية ) ، ص24
(6) خالد بن عبد الله الغامدي، ديوان "الأكسجين المر" ، قصيدة (أكنت معتذرا) ، ص28
(7) خالد بن عبد الله الغامدي، ديوان "الأكسجين المر" ،قصيدة ((أنت أدرى ) ) ، ص58

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى