على عكس الأساليب النفسية الأخرى، يضع علم النفس الإنساني (Humanistic psychology) أهمية مركزية على وجهة نظر الفرد عن نفسه، وتشجع السؤال "كيف أرى نفسي؟" بدلاً من "كيف يراني الآخرون؟". في حين أن علم النفس السلوكي يهتم بملاحظة التصرفات الخارجية ويتعمق التحليل النفسي في العقل الباطن، فإن علم النفس الإنساني أكثر شمولاً، مع التركيز على كيفية إدراك الشخص لسلوكه وتفسير الأحداث من حوله. إنه يركز على وجهة نظر الشخص الذاتية عن نفسه ومن يود أن يكون، بدلاً من وجهة النظر الموضوعية للمراقب الخارجي له. كانت النزعة الإنسانية، التي ابتكرها كارل روجرز وأبراهام ماسلو في الخمسينيات من القرن الماضي، طريقة بديلة لمحاولة فهم الطبيعة البشرية. بناء على فرضية أن التطوير الذاتي الشخصي والإنجاز هي أهداف أساسية في الحياة، وأن الراحة العاطفية والعقلية تأتي من تحقيق ذلك. مبدأ الإرادة الحرة، الذي يتمثل في الخيارات التي يتخذها الشخص، هو أيضًا مفتاح للوصول إلى ذلك.
اقترح روجرز وغيره من علماء النفس الإنسانيين عددًا من الأساليب الجديدة للتقييم النفسي، مثل الاستبيانات المفتوحة التي لا توجد فيها إجابات "صحيحة" بشكل كامل، والمقابلات غير الرسمية، واستخدام اليوميات لتسجيل المشاعر والأفكار. لقد اعتقدوا أن الطريقة الوحيدة للتعرف حقًا على شخص ما هي التحدث معه. الإنسانية هي النظرية التي يقوم عليها العلاج المتمحور حول الشخص (العلاج الفردي وليس الجماعي) وهو أحد أكثر علاجات الاكتئاب شيوعًا. يستخدم النهج الإنساني أيضًا في التعليم لتشجيع الأطفال على ممارسة الإرادة الحرة واتخاذ الخيارات لأنفسهم بدلا من أن يختارها أحد نيابة عنهم، وأيضا في البحث عن الدوافع الإنسانية وفهمها بشكل أكثر عمقاً. ومع ذلك، يتجاهل هذا النهج النفسي الإنساني الجوانب الأخرى للفرد مثل الجانب البيولوجي، والعقل الباطن، والتأثير القوي للهرمونات. يقول النقاد أيضًا أن المنهج المتبع فيها غالباً يكون غير علمي، لأن هدفه المتمثل في تحقيق الذات وتقييمها لا يمكن قياسه بدقة.
يتأثر علم نفس الغشتالي (Gestalt psychology) بالنهج النفسي الانساني، ويفحص بالتفصيل كيف يأخذ العقل أجزاء صغيرة من المعلومات ويبنيها ليكون صورة جديدة كاملة ذات مغزى. إنه يؤكد على أهمية إدراك القوانين التي تحكم كيفية فهم كل شخص للعالم. يتضمن جزء من تقييم علم النفس الغشتالي إظهار سلسلة من الصور للعملاء والزبائن لاكتشاف كيف ترى أعينهم كل صورة. إن اختبار وهم مزهرية روبين (The RUBIN VASE ILLUSION) هو أشهرها، حيث يوضح تأثير قانون "الشكل" و "الخلفية أو الأرضية" وكيف أن عقل الشخص يعمل دائمًا على تمييز الشكل (كلمات، على سبيل المثال) من خلفيتها (صفحة بيضاء)، وبذلك يتخذ قرارًا بشأن الأولوية وما الذي يجب التركيز عليه. يوفر هذا النوع من الوهم للمشاهد خيارًا إدراكيًا بين رؤية وجهين في المظهر الجانبي أو رؤية مزهرية بيضاء في المنتصف.
يعتقد كارل روجرز أن ثلاثة أجزاء من الشخصية تحدد الحالة النفسية للشخص: قيمة الذات (ما تستحقه)، والصورة الذاتية (كيف ترى نفسك)، والذات المثالية (ما تطمح أن تكون عليه). متى تتطابق مشاعر الشخص وسلوكه وخبرته مع صورته الذاتية وتعكس ما يرغب في أن يكون (الذات المثالية)، يكون سعيداً. ولكن إذا كان هناك عدم تطابق (تناقض) بين هذه الجوانب، يكون الشخص غير راضي عن نفسه وحزين.
-إذا كان هناك القليل من التداخل بين كيف يرى الشخص نفسه (الصورة الذاتية) وما يود أن يكون (الذات المثالية)، فإنه يشعر بالتعاسة، مع تدني قيمة الذات، وتكون شخصيته غير متماسكة وغير منسجمة.
-مع وجود أرضية مشتركة أكبر وتداخل أعظم بين الصورة الذاتية والذات المثالية، يتمتع الشخص بقدر أكبر من الإحساس بالقيمة الذاتية ويبني نظرة إيجابية في طريقة التفكير، وتكون شخصيته أكثر تماسكاً وانسجاماً.
-عندما يتماشى تصور الشخص عن ذاته مع ما يطمح ويريد أن يكون ويحدث تطابق بينهما، فإنه هنا يحقق ذاته، وهذا يلبي حاجته للوصول إلى كامل طاقاته الابداعية والتعبير عن إمكاناته بصورة شاملة، وتكون شخصيته هنا قد وصلت إلى ذروة التماسك والانسجام وتحقيق الذات.
تعتبر النهج النفسي الإنساني (علم النفس الإنساني) متجذراً في الأفكار الغربية خاصة بما يتعلق بالهوية الشخصية للفرد ومفهوم الإنجاز، والتي تسمى أحيانًا الفردية أو الفردانية. في المقابل، تُخضع الجماعية الشخص لشروط وقوانين ونظم المجموعة.
-الفردية: الهوية تكون محددة من خلال السمات الشخصية (مثل اللطيفة، أو السخية)، والأهداف الخاصة تكون لها الأولوية على أهداف المجموعة. -الجماعية: الهوية تحددها المجموعة التي ينتمي إليها شخص ما (مثل الأسرة، أو مكان العمل)، وأهداف المجموعة تكون لها الأولوية على الأهداف الفردية والشخصية.
د. معاذ الروبي
اقترح روجرز وغيره من علماء النفس الإنسانيين عددًا من الأساليب الجديدة للتقييم النفسي، مثل الاستبيانات المفتوحة التي لا توجد فيها إجابات "صحيحة" بشكل كامل، والمقابلات غير الرسمية، واستخدام اليوميات لتسجيل المشاعر والأفكار. لقد اعتقدوا أن الطريقة الوحيدة للتعرف حقًا على شخص ما هي التحدث معه. الإنسانية هي النظرية التي يقوم عليها العلاج المتمحور حول الشخص (العلاج الفردي وليس الجماعي) وهو أحد أكثر علاجات الاكتئاب شيوعًا. يستخدم النهج الإنساني أيضًا في التعليم لتشجيع الأطفال على ممارسة الإرادة الحرة واتخاذ الخيارات لأنفسهم بدلا من أن يختارها أحد نيابة عنهم، وأيضا في البحث عن الدوافع الإنسانية وفهمها بشكل أكثر عمقاً. ومع ذلك، يتجاهل هذا النهج النفسي الإنساني الجوانب الأخرى للفرد مثل الجانب البيولوجي، والعقل الباطن، والتأثير القوي للهرمونات. يقول النقاد أيضًا أن المنهج المتبع فيها غالباً يكون غير علمي، لأن هدفه المتمثل في تحقيق الذات وتقييمها لا يمكن قياسه بدقة.
يتأثر علم نفس الغشتالي (Gestalt psychology) بالنهج النفسي الانساني، ويفحص بالتفصيل كيف يأخذ العقل أجزاء صغيرة من المعلومات ويبنيها ليكون صورة جديدة كاملة ذات مغزى. إنه يؤكد على أهمية إدراك القوانين التي تحكم كيفية فهم كل شخص للعالم. يتضمن جزء من تقييم علم النفس الغشتالي إظهار سلسلة من الصور للعملاء والزبائن لاكتشاف كيف ترى أعينهم كل صورة. إن اختبار وهم مزهرية روبين (The RUBIN VASE ILLUSION) هو أشهرها، حيث يوضح تأثير قانون "الشكل" و "الخلفية أو الأرضية" وكيف أن عقل الشخص يعمل دائمًا على تمييز الشكل (كلمات، على سبيل المثال) من خلفيتها (صفحة بيضاء)، وبذلك يتخذ قرارًا بشأن الأولوية وما الذي يجب التركيز عليه. يوفر هذا النوع من الوهم للمشاهد خيارًا إدراكيًا بين رؤية وجهين في المظهر الجانبي أو رؤية مزهرية بيضاء في المنتصف.
يعتقد كارل روجرز أن ثلاثة أجزاء من الشخصية تحدد الحالة النفسية للشخص: قيمة الذات (ما تستحقه)، والصورة الذاتية (كيف ترى نفسك)، والذات المثالية (ما تطمح أن تكون عليه). متى تتطابق مشاعر الشخص وسلوكه وخبرته مع صورته الذاتية وتعكس ما يرغب في أن يكون (الذات المثالية)، يكون سعيداً. ولكن إذا كان هناك عدم تطابق (تناقض) بين هذه الجوانب، يكون الشخص غير راضي عن نفسه وحزين.
-إذا كان هناك القليل من التداخل بين كيف يرى الشخص نفسه (الصورة الذاتية) وما يود أن يكون (الذات المثالية)، فإنه يشعر بالتعاسة، مع تدني قيمة الذات، وتكون شخصيته غير متماسكة وغير منسجمة.
-مع وجود أرضية مشتركة أكبر وتداخل أعظم بين الصورة الذاتية والذات المثالية، يتمتع الشخص بقدر أكبر من الإحساس بالقيمة الذاتية ويبني نظرة إيجابية في طريقة التفكير، وتكون شخصيته أكثر تماسكاً وانسجاماً.
-عندما يتماشى تصور الشخص عن ذاته مع ما يطمح ويريد أن يكون ويحدث تطابق بينهما، فإنه هنا يحقق ذاته، وهذا يلبي حاجته للوصول إلى كامل طاقاته الابداعية والتعبير عن إمكاناته بصورة شاملة، وتكون شخصيته هنا قد وصلت إلى ذروة التماسك والانسجام وتحقيق الذات.
تعتبر النهج النفسي الإنساني (علم النفس الإنساني) متجذراً في الأفكار الغربية خاصة بما يتعلق بالهوية الشخصية للفرد ومفهوم الإنجاز، والتي تسمى أحيانًا الفردية أو الفردانية. في المقابل، تُخضع الجماعية الشخص لشروط وقوانين ونظم المجموعة.
-الفردية: الهوية تكون محددة من خلال السمات الشخصية (مثل اللطيفة، أو السخية)، والأهداف الخاصة تكون لها الأولوية على أهداف المجموعة. -الجماعية: الهوية تحددها المجموعة التي ينتمي إليها شخص ما (مثل الأسرة، أو مكان العمل)، وأهداف المجموعة تكون لها الأولوية على الأهداف الفردية والشخصية.
د. معاذ الروبي