علي سيف الرعيني - وجع الرحيل؟!

بما انه شعر بحزنها او اصابه شئ من الظنون تحركت في نفسه مشاعر الحزن ثم ذهب يتفقدها، جلس بجوارها ورغم أنه لم يسألها لكنها شعرت بسؤاله : لماذا تبكين .
لا أدري لكن هناك شيء يتحرك في نفسي يؤلمني ، أحدهم استطاع أن ينتزع مني السعادة ، أحدهم كنت أظن أنه السعادة ذاتها ، أحدهم ظننت أنه يشعر بي .
عادت للبكاء من جديد ..
ثم صرخت ، كنت أحبه بجنون ، لكنه رحل .
كان ينظر إليها ودت لو يسألها : هل كان يحبك بجنون كما كنت أنتِ تحبينه ؟
وأجابت دون أن يطرح السؤال : الرحيل يدمر كل التوقعات ، الرحيل يقتل كل الظنون ، الرحيل يجعلني أقسم أني أحبه أكثر من السابق ، هل تعرف معنى الرحيل؟ اظن أن الرجال لا يعرفون ما الذي يصنعه الرحيل في قلب امرأة ، الرجال لا يعرفون أن الحب حين يسكن في قلب النساء ، لا يترك مجالاً لغيره ، فترغب أن تضع الرجل في كل ارجائها ، وهذا ما فعلته ، لقد وضعته في كل أرجائي ، لكنه رحل .
أبتسم رغم أن ألمها قد طغى على المحيط .
أنت أيضاً رجل ، لا بد أنك دمرت امرأة ووأدت فيها الشعور بالحياة أنت أيضاً رجل وأنت تجلس بجواري وتسألني ، لماذا أبكي ، ارحل عني لا أريد أن أتحدث مع أحد .
سمعها لكنه لم يتحرك ، بل كانت تلك الابتسامة تكبر وعيناه تتألق أكثر
نظرت إليه بغضب وقالت : هل تتوقع أن أعتبر جلوسك عندي مواساة ، أم تتوقع أن أرتمي في حضنك لتمنحني السكينة ، أم تتوقع أن أقول لك كل اسرار الدموع التي تنزل ، أم تتوقع أن اطلب منك أن تساعدني ، ماذا تريد ؟
أبتسم لكنه لم يتكلم ولم يتحرك
شعرت بوخز في قلبها فابتسامته بدأت تطعنها ، شعرت أنه يستهزئ بدموعه ، قامت ونظرت إليه بغضب ، وصفعته ، اندهش من تصرفها لكنه لم يتألم ، ولم يتحرك من مكانه ، ألقت بجسدها بجواره وغطت وجهها بيدها وانخرطت في البكاء ، ثم قالت وهي تدفن وجهها بين كفيها : أنا أسفه لا استطيع التحكم في تصرفاتي .
نظر إليها وأبتسم ايضا
صرخت في وجه لا تبتسم ، وبدأت تضربه بكل ما أوتيت من قوة ، ثم هدأت ، وقالت : أنا آسفه ، لكنها بعد ذلك قامت ورحلت دون أن تنظر إليه.
هي رحلت ، والحياة رحلت معها ، لم يؤلمه رحيلها الآن ، بل رحيلها منذ سنه ، حين قال لها أني أحبك ، في حينها لم تلتفت إليه ، وقالت بهدوء وبمزاج عال: أنا لا أناسبك ، كانت تنظر إليه حينها وتبتسم وهو يحترق لكنها لم تشعر بنيرانه ، ولم تعرف ما الذي فعلته حين أدارت له ظهرها ورحلت ، لكنه الآن لم يأت ليشمت فيها ، بل هي من طلبت منه الحضور ، وهي أيضاً من تحدث ، وهي أيضاً من اشتكى ، وهي أيضاً من فقد السيطرة على أعصابه ، وصفع شخص بجوارها وضربته ، وهي أيضاً من أدارت له ظهرها ورحلت ، وشتان بين ذلك الرحيل ، وهذا الرحيل ، ففي السابق تركته أشلاء ، وفي الحاضر رحلت وهي تلملم أشلاءها .
لم يتحدث لأنه يعرف أن الصمت كان أفضل من الحديث وكان يعرف أنها ستقول له أنها تتألم ، وهو يعرف مصدر ذلك الألم الذي تشعر به ، فمن منحها ألم الحاضر هو من منحها الهدوء في السابق ليدير لها ظهره ويرحل .
الصمت كان في المرة الأولى ، مؤلما، والصمت في المرة الثانية أيضاً مؤلم ، لكنه يعرف أن ما وصلت إليه لن يمنحه قلبها ولو منحها قلبه من جديد فقلبها أصبح عند شخص آخر سيطارده ويبحث عن أي شيء يخصه وسيزورها في أحلامها ويقظتها وسيحتل كل ذكرياتها
رحل عنها تاركا خلفه وجعها الذي لا يشفى!! وكأنه لم يكن يوما هنا!!؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى