يرى البعض النقد ترفا ويتعداه إلى أن يكون عبئا فوق كاهل النص، لكنني أراه فريضة واجبة؛ حتى ينكشف ما به من غموض أو تترآى دلالاته السياقية، هذا إن كان النقد مدرسيا يقتصر على الوظيفة ولا يتعداها إلى الرؤية الجامعة بما تحمله المنهجية من آكد التخصص التي تلزم صاحبها بنوعية من القراءة تتعدى النص وتنظر إلى ثقافته وتجارب حياته؛ أما الأداة فهي اللغة التي تحمل ظلالا معرفية شفيفة تنتمي إلى حقول بينية متعددة؛ إذا نحن بين قراءة تتعدى الأفق الإبداعي إلى كونها موازاة للنص وقد تخايله وتعدو خلفه حتى إذا أدركته أبصرته طريقه دون تعال وتكبر.
هذه مقدمة بين يدي قلم مبدع شقّ طريقه وسط ركام من أهالوا على النص حجارة الجبل وسفوا رمال الصحراء حتى غدا النص مغيبا؛ عرفته قراءة وزاملته مسيرة جمعت بيننا روابط الدرعمة وتقارب المشرع وتآلف المنهج.
إذ آصرة النهج آكد وأوجب،
وجدته ناقدا نهل من العقاد أسلوبه وتشرب من المازني فكرته، وامتاز منهما بحدة وجرأة جعلته يعادي ويحب دون افتئات على الذي يشرحه بمبضع الجراح.
عمرو الزيات واضح الرؤية التي لا يقربها غبش الليل بظلمته؛ أما الأداة فتلك اللغة التي لم تخذله في مواطن النقد.
نخلص من هذا إلى مقدرة صاحبنا على سبر أغوار النص في دأب واستماتة؛ ولعل مفتاح شخصيته هو ذلك التحدى الذي طبع عليه؛ فتراه حاملا سنان قلمه لا يكلّ من معاركه ولا يتوقف ليلعق جراحه فهو دائم الحضور غير هياب ولا وجل!
وأما الإطار العام الذي يدور فيه نقده فهو السخرية اللاذعة التي تجد في النص ملامح التغاير وما بعتريه من بسطة في القول وسعة في المعجم اللغوي الذي اكتنزه ثم وعاه ومن ثم يرفده بماء من معين تراثي لا ينضب؛ حين تقرأ له يخيل إليك أنك أمام الجاحظ وقد أوسع ابن الربيع هجاء وذما أو المازني حيث ملامح شخصية ملؤها الرقص فوق حبال النقد الشفيف.
أكتب وعيني تشخص بعيدا مخافة الحيف أو الجناية على الأدب إذ أقدم للقارئ العربي ناقدا تصفح كتاباته وموضوعاته على صفحات كثيرة وقرأ له مقالات عديدة لم يكن فيها غير جراح يخلص لمبضعه فيعمله أداة تزيح الوشل وتحارب في غير هوادة الدعة والخمول وتبرأ من التبعة إذ هي موات.
تمتد مدرسته النقدية وتضرب في ثقافة درعمية حباه الله بالدرس بين يدي الثقات: أبو الانوار وشفيع السيد وأبو همام والطاهر مكي؛ تمثل هؤلاء فكان الناقد الذي وعى وأدى للنص حقه.
أراه وقد استلهم العقاد فهو إياه في غير تحيف ولا إكراه.
لقد أحدث ابن الزيات في الحديث ما أثاره ابن الزيات في رسالته من جمع كوكبة من النابهين الذين أثروا الحياة الأدبية ومن ثم كانت اليد البيضاء قراءة وفهما
هذه مقدمة بين يدي قلم مبدع شقّ طريقه وسط ركام من أهالوا على النص حجارة الجبل وسفوا رمال الصحراء حتى غدا النص مغيبا؛ عرفته قراءة وزاملته مسيرة جمعت بيننا روابط الدرعمة وتقارب المشرع وتآلف المنهج.
إذ آصرة النهج آكد وأوجب،
وجدته ناقدا نهل من العقاد أسلوبه وتشرب من المازني فكرته، وامتاز منهما بحدة وجرأة جعلته يعادي ويحب دون افتئات على الذي يشرحه بمبضع الجراح.
عمرو الزيات واضح الرؤية التي لا يقربها غبش الليل بظلمته؛ أما الأداة فتلك اللغة التي لم تخذله في مواطن النقد.
نخلص من هذا إلى مقدرة صاحبنا على سبر أغوار النص في دأب واستماتة؛ ولعل مفتاح شخصيته هو ذلك التحدى الذي طبع عليه؛ فتراه حاملا سنان قلمه لا يكلّ من معاركه ولا يتوقف ليلعق جراحه فهو دائم الحضور غير هياب ولا وجل!
وأما الإطار العام الذي يدور فيه نقده فهو السخرية اللاذعة التي تجد في النص ملامح التغاير وما بعتريه من بسطة في القول وسعة في المعجم اللغوي الذي اكتنزه ثم وعاه ومن ثم يرفده بماء من معين تراثي لا ينضب؛ حين تقرأ له يخيل إليك أنك أمام الجاحظ وقد أوسع ابن الربيع هجاء وذما أو المازني حيث ملامح شخصية ملؤها الرقص فوق حبال النقد الشفيف.
أكتب وعيني تشخص بعيدا مخافة الحيف أو الجناية على الأدب إذ أقدم للقارئ العربي ناقدا تصفح كتاباته وموضوعاته على صفحات كثيرة وقرأ له مقالات عديدة لم يكن فيها غير جراح يخلص لمبضعه فيعمله أداة تزيح الوشل وتحارب في غير هوادة الدعة والخمول وتبرأ من التبعة إذ هي موات.
تمتد مدرسته النقدية وتضرب في ثقافة درعمية حباه الله بالدرس بين يدي الثقات: أبو الانوار وشفيع السيد وأبو همام والطاهر مكي؛ تمثل هؤلاء فكان الناقد الذي وعى وأدى للنص حقه.
أراه وقد استلهم العقاد فهو إياه في غير تحيف ولا إكراه.
لقد أحدث ابن الزيات في الحديث ما أثاره ابن الزيات في رسالته من جمع كوكبة من النابهين الذين أثروا الحياة الأدبية ومن ثم كانت اليد البيضاء قراءة وفهما