يتناول المقال وصف السحب والغيوم والمطر في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي) للشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي (1)، وفيما يلي بيان ما قاله الشاعر في ذلك:
أولا: وصف السحب:
فقد بين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي جمال مدينة الرياض حينما ترتدي (شال السحاب)، وبين أن شعره يصف أشياء كثيرة، فها هو يصف سحابة مذعورة تطارد فارسًا مذعورًا، ويطلب من أميرة القلب (أمته)ألا تستمطر السُحب التي في غيثها وفيما يلي بيان ما قاله الشاعر في ذلك:
شال السحاب:
يبين الشاعر أن مدينة الرياض ترتدي (شال السحاب) في قصيدة (أغنية على شفة الرياض) فيقول
هل سبَتْكَ الرياض حين تجلّتْ *** ترتدي في الصباح شال السحاب؟ (2)
سحابة مذعورة:
يبين الشاعر أن شعره يصف أشياء كثيرة، فها هو يصف سحابة مذعورة تطارد فارسًا مذعورًا فيقول في قصيدة (فجر الأدب الأصيل):
إني رأيت سحابة مذعورة *** تجري، تطارد فارسًا مذعورًا (3)
ويخاطب الشاعر التلال مبينا لها أنها لم تُخلق للثم السحاب فيقول في قصيدة (تلال الرمال):
أنتِ لم تُخلقي لِلَثْم نجوم ٍ *** وسحابٍ، ولا لشد الحبال (4)ِ
لا لاستمطار السحب:
يطلب الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي من أميرة القلب (أمته)ألا تستمطر السُحب التي في غيثها؛ فيقول في قصيدة (سلي فؤادي):
أميرة القلب لا تستمطري سُحبًا في غيثها ما يميت الزهر إن هطلا
لا يستوي من يبث اللحن مقتطعًا من قلبه ويبث اللحن مفتعلا. (5)
ثانيا: وصف الغيوم:
يبين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي أن الغيوم تحيط بالبدر وأن أن ليل الشتاء الطويل سينجلي، وأن غيمة الحب سوف تهطل، يبين زوال غيوم تردده
وأن غيوم الحب سابحة، ويطلب من يخبرها بتلهف الأغصان لها، وبين أن الغيوم نبع العطاء
وفيما يلي بيان ما قاله الشاعر في ذلك:
الغيوم تحيط بالبدر:
يبين الشاعر أن الغيوم تحيط بالبدر فيقول في قصيدة (هذا يراع الحب):
بدرٌ تحيط به الغيوم، ولم يزلْ *** يرنو إلى الدنيا بطرف الأرمد
إني لأعلن – رغم كل متاعبي *** ومواجعي-أنَّ السَّعادة في يدي. (6)ِ
غيوم الحب سابحة:
يقول الشاعر في قصيدة (مشاتل الألحان) مبينًا أن غيوم الحب سابحة، ويطلب من يخبرها بتلهف الأغصان لها:
هذي غيوم الحب سابحة فمن *** يفضي لها بتلهف الأغصان (7)
ويبين الشاعر في قصيدة (زوارق المستقبل) مخاطبًا محبوبته (أمته) أن ليل الشتاء الطويل سينجلي، وأن غيمة الحب سوف تهطل؛ حيث يقول:
لا تيأسي، ليل الشتاء سينجلي *** والفجرُ سوف يزف صوت البلبل
ولسوف تهطل غيمة من حبِّنا *** لولا صفاءُ قلوبنا لم تهطل (8)ِ
زوال غيوم التردد:
وها هو الشاعر يبين زوال غيوم تردده فيقول في قصيدة (هذا يراع الحب) :
فوردْتُ في قلبي تلهف عاشق *** زالتْ به عني غيوم ترددي (9)
ركض الغيوم
ينادي الشاعر الغيوم طالبا منها أن تركض في كل شبر في السماء ركض محب يتمنى سعادة الأحباب فيقول في قصيدة (أغنية على شفة الرياض):
ونداءٌ إلى الغيوم صريحٌ *** وحنينٌ مغلفٌ بالعتاب
اركضي يا غيوم في كل شبر *** من سمائي وأظهري كل خابي
تتراءين من بعيد خيالا *** فمتى تُسعديننا باقتراب
ومتى تَنْفُضين عنا وجومًا *** جعل النفس في أسى واضطراب
لقني الجدب درسَ خصبٍ وردِّي *** بسمة الروض بعد طول غياب
عكري صفو جونا، فجميلٌ *** أن نرى وجه أفقنا في اكتئاب
إلى أن يقول:
اركضــــــــي يا غيوم ركـــض محــــــب *** يتـــمــــــــنــى ســـــــــــــــــعادة الأحــبـــــــــاب
واجعلي بيننا وبينك جسرًا *** من وداد وديمة وضباب
ودعـــيــــنا نشــــــم رائحـــــة الغيــــــــــــث *** إذا ما التــــــقى بشـــــــوق التـــــــــــراب
نحن نهفــــو إلى ابتســـــامة ثغـــــــــــر *** وربـــــانا تهفــــــو لدمــــع الســــــــحاب (10)
الغيوم نبع العطاء:
تتحدث الغيوم في قصيدة (أغنية على شفة الرياض) فتبين أنها نبع العطاء
فيقول الشاعر في ذلك:
فأجابتني الغيوم بشوقٍ*** وعلى وجهها بقايا اكتئاب
أنا نبع العطاء، لكن أمري *** في يد الله خالق الأسباب
أنا للناس رحمةٌ، فإذا ما *** بطروا صرت مصدرًا للعذاب
أنا أهفو للعطاء، ولكن ***لا أُداجي من أجلكم وأحابي
إن سألتم فكم سؤالٍ تلاشى *** وهو يبدي تلهُّفًا للجواب
أو ما تعشقون حُسن عطائي *** فأزيلوا ما بيننا من حجاب
عندها أرتمي على الأرض عشقًا *** وأريكم سريرة الإخصاب
يحبس الله غَيْثه حين تَعْشى *** أعين الناس عن طريق الصواب (11)
ثالثًا: وصف المطر:
يبين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي أن سحب الأفراح قد أمطرت وابتهجت رياض القلب، واسترخت يد الألم وبين أن حنينه يثمر في زمان المطر المنقطع، و أن الطلُّ يَهمي صَباحًا عرقًا من جبهة الليل تصبَّب، وأن الطلُّ يَهمي صَباحًا عرقًا من جبهة الليل تصبَّب، العيون تمطر من البشرى ويتساءل الشاعر عن الأحبة الذين افتقدهم وبافتقادهم افتقد الغيم والمطر ، أن الناس أنواع فمنهم بخيل ومنهم كالغيث لا يبخل ،وبين أن الناس أنواع فمنهم بخيل ومنهم كالغيث لا يبخل ، ويبين الشاعر أن الأرض جدباء لم يهطل عليها واكف
سحب الأفراح أمطرت:
يبين الشاعر في قصيدة (يا عازف الحرف) أن سحب الأفراح قد أمطرت وابتهجت رياض القلب، واسترخت يد الألم فيقول:
وأمطرت سحب الأفراح، وابتهجت *** رياض قلبك، واسترخت يد الألم
يا من يسافر قلبي في مدائنها *** فما يرى غير أمشاج من الرحم
إني وهبتك قلبًا فيه خارطة *** من الإباء عليها خاتم الهمم. (12)
زمان المطر المنقطع:
ويقول في قصيدة (تمر الحنين) أن حنينه يثمر في زمان المطر المنقطع:
فستلقين حنيني مثمرًا *** في زمان المطر المنقطع (13)
الطلُّ يَهمي صَباحًا:
ويبين الشاعر في قصيدة (مرحبًا يا فجر) أن الطلُّ يَهمي صَباحًا عرقًا من جبهة الليل تصبَّب فيقول:
إنما الطلُّ الذي يَهمي صَباحًا *** عرقٌ من جبهة الليل تصبَّب (14)
العيون تمطر من البشرى:
يبين الشاعر أن العيون تمطر من البشرى فيقول في قصيدة (رسالة إلى الرياض ) فيقول :
سلامٌ رياض الحب ،جئتك حاملا *** همومي ،و في قلبي حنين وأشواق
مددت إليك الكفَّ خافقٌ *** فلله قلبٌ بالمحبة خفّاقُ
ركبت حصاني دون سرج ،وما له *** لجامٌ ،ومثلي في الميادين سباقُ
فلما وضعتُ الرّحلَ عندك أمطرتْ *** عيوني من البشرى وخانتني الساقُ
وألقيت نفسي بين كفيك صامتًا *** وفي مقلتي عن غير وجهك إطراقُ
سلامٌ رياض الحب ،صيفك باردٌ *** وجدبك في عيني غصون وأوراق (15)
أين الأحبة ؟.. لا غيم ٌ ولا مطرٌ:
يتساءل الشاعر عن الأحبة الذين افتقدهم وبافتقادهم افتقد الغيم والمطر فيقول في قصيدة (عندما يحزن العيد):
أين الأحبة ؟.. لا غيم ٌ ولا مطرٌ*** ولا رياضٌ ولا ظلٌّ وأغصانُ؟
أين الأحبة ؟.. لا نجوى معطرةٌ *** بالذكريات، ولا شيحٌ وريحانُ؟
أين الأحبة ؟ لا بدر يلوح لنا *** ولا نجوم بها الظلماء تزدان (16)ِ
الغيث يهز ثيابه:
ويتحدث في قصيدة شدا لك قلبي) عن الغيث الذي يهز ثيابه ويروي جنانه بماء الذكريات :
أتيتُك ظمآن الفؤاد فمدّ لي *** حنانُك كفّا حرةً وسقاني
وأحسست أن الغيث هزَّ ثيابه *** فأروى بماء الذكريات جناني (17)
الغيث لا يبخل :
يبين الشاعر في قصيدة (عندما يكون العتاب دليلا على الحب )أن الناس أنواع فمنهم بخيل ومنهم كالغيث لا يبخل :
ولله في خلقه حكمةٌ *** فهذا فقيرٌ، وهذا مَلي
وهذا بخيل ٌ على نفسه *** وذلك كالغيث لم يبخل
وهذا فؤاد بأحزانه *** ينوء ،وذلك قلب ٌ خلي .(18)
واكف لم يهطل
يبين الشاعر أن الأرض جدباء لم يهطل عليها واكف فيقول في قصيدة (أين غاب العازف):
هذي سمائي تحت جبة غيمها *** برقٌ يلوح لنا ،ورعدٌ قاصفُ
لكن أرضي لم تزل في جدبها***تشكو ،ولم يهطل عليها واكفُ
يا ليلة ما لاح لي في ظلها *** إلا رؤى سودٌ وبدرٌ خاسفٌ (19)ِ
المراجع:
عبد الرحمن العشماوي، ديوان مراكب ذكرياتي، الرياض، مكتبة العبيكان ،1424هـ
ِ
(1) تم نشر هذا المقال: "وصف السحب والغيوم والمطر في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي) للدكتور عبد الرحمن العشماوي" بمجلة الأدب الإلكترونية، العدد126
(2) عبد الرحمن العشماوي: ديوان (نقوش على واجهة القرن الخامس عشر)، قصيدة (أغنية على شفة الرياض)، ص62
(3) عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (فجر الأدب الأصيل)، ص71
(4) عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة ((تلال الرمال))، ص92
(5) عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (سلي فؤادي)، ص149
(6) عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (هذا يراع الحب)، ص153
(7) عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (مشاتل الألحان)، ص41
(8) عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (زوارق المستقبل)، ص19
(9) عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (هذا يراع الحب)، ص151
(10) عبد الرحمن العشماوي: ديوان (نقوش على واجهة القرن الخامس عشر)، قصيدة (أغنية على شفة الرياض)، ص63-64-65
(11) عبد الرحمن العشماوي: ديوان (نقوش على واجهة القرن الخامس عشر)، قصيدة (أغنية على شفة الرياض)، ص65-66
(12)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة(يا عازف الحرف) ،ص102
(13)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة ("تمر الحنين ")،ص11
(14)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (مرحبًا يا فجر)،ص121
(15)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة(رسالة إلى الرياض)،ص141- 142
(16) عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (عندما يحزن العيد)، ص139
(17) عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (شدا لك قلبي)، ص111
(18)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )،قصيدة ( عندما يكون العتاب دليلا على الحب )،ص 158
(19)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (أين غاب العازف )،ص 168 -169
أولا: وصف السحب:
فقد بين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي جمال مدينة الرياض حينما ترتدي (شال السحاب)، وبين أن شعره يصف أشياء كثيرة، فها هو يصف سحابة مذعورة تطارد فارسًا مذعورًا، ويطلب من أميرة القلب (أمته)ألا تستمطر السُحب التي في غيثها وفيما يلي بيان ما قاله الشاعر في ذلك:
شال السحاب:
يبين الشاعر أن مدينة الرياض ترتدي (شال السحاب) في قصيدة (أغنية على شفة الرياض) فيقول
هل سبَتْكَ الرياض حين تجلّتْ *** ترتدي في الصباح شال السحاب؟ (2)
سحابة مذعورة:
يبين الشاعر أن شعره يصف أشياء كثيرة، فها هو يصف سحابة مذعورة تطارد فارسًا مذعورًا فيقول في قصيدة (فجر الأدب الأصيل):
إني رأيت سحابة مذعورة *** تجري، تطارد فارسًا مذعورًا (3)
ويخاطب الشاعر التلال مبينا لها أنها لم تُخلق للثم السحاب فيقول في قصيدة (تلال الرمال):
أنتِ لم تُخلقي لِلَثْم نجوم ٍ *** وسحابٍ، ولا لشد الحبال (4)ِ
لا لاستمطار السحب:
يطلب الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي من أميرة القلب (أمته)ألا تستمطر السُحب التي في غيثها؛ فيقول في قصيدة (سلي فؤادي):
أميرة القلب لا تستمطري سُحبًا في غيثها ما يميت الزهر إن هطلا
لا يستوي من يبث اللحن مقتطعًا من قلبه ويبث اللحن مفتعلا. (5)
ثانيا: وصف الغيوم:
يبين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي أن الغيوم تحيط بالبدر وأن أن ليل الشتاء الطويل سينجلي، وأن غيمة الحب سوف تهطل، يبين زوال غيوم تردده
وأن غيوم الحب سابحة، ويطلب من يخبرها بتلهف الأغصان لها، وبين أن الغيوم نبع العطاء
وفيما يلي بيان ما قاله الشاعر في ذلك:
الغيوم تحيط بالبدر:
يبين الشاعر أن الغيوم تحيط بالبدر فيقول في قصيدة (هذا يراع الحب):
بدرٌ تحيط به الغيوم، ولم يزلْ *** يرنو إلى الدنيا بطرف الأرمد
إني لأعلن – رغم كل متاعبي *** ومواجعي-أنَّ السَّعادة في يدي. (6)ِ
غيوم الحب سابحة:
يقول الشاعر في قصيدة (مشاتل الألحان) مبينًا أن غيوم الحب سابحة، ويطلب من يخبرها بتلهف الأغصان لها:
هذي غيوم الحب سابحة فمن *** يفضي لها بتلهف الأغصان (7)
ويبين الشاعر في قصيدة (زوارق المستقبل) مخاطبًا محبوبته (أمته) أن ليل الشتاء الطويل سينجلي، وأن غيمة الحب سوف تهطل؛ حيث يقول:
لا تيأسي، ليل الشتاء سينجلي *** والفجرُ سوف يزف صوت البلبل
ولسوف تهطل غيمة من حبِّنا *** لولا صفاءُ قلوبنا لم تهطل (8)ِ
زوال غيوم التردد:
وها هو الشاعر يبين زوال غيوم تردده فيقول في قصيدة (هذا يراع الحب) :
فوردْتُ في قلبي تلهف عاشق *** زالتْ به عني غيوم ترددي (9)
ركض الغيوم
ينادي الشاعر الغيوم طالبا منها أن تركض في كل شبر في السماء ركض محب يتمنى سعادة الأحباب فيقول في قصيدة (أغنية على شفة الرياض):
ونداءٌ إلى الغيوم صريحٌ *** وحنينٌ مغلفٌ بالعتاب
اركضي يا غيوم في كل شبر *** من سمائي وأظهري كل خابي
تتراءين من بعيد خيالا *** فمتى تُسعديننا باقتراب
ومتى تَنْفُضين عنا وجومًا *** جعل النفس في أسى واضطراب
لقني الجدب درسَ خصبٍ وردِّي *** بسمة الروض بعد طول غياب
عكري صفو جونا، فجميلٌ *** أن نرى وجه أفقنا في اكتئاب
إلى أن يقول:
اركضــــــــي يا غيوم ركـــض محــــــب *** يتـــمــــــــنــى ســـــــــــــــــعادة الأحــبـــــــــاب
واجعلي بيننا وبينك جسرًا *** من وداد وديمة وضباب
ودعـــيــــنا نشــــــم رائحـــــة الغيــــــــــــث *** إذا ما التــــــقى بشـــــــوق التـــــــــــراب
نحن نهفــــو إلى ابتســـــامة ثغـــــــــــر *** وربـــــانا تهفــــــو لدمــــع الســــــــحاب (10)
الغيوم نبع العطاء:
تتحدث الغيوم في قصيدة (أغنية على شفة الرياض) فتبين أنها نبع العطاء
فيقول الشاعر في ذلك:
فأجابتني الغيوم بشوقٍ*** وعلى وجهها بقايا اكتئاب
أنا نبع العطاء، لكن أمري *** في يد الله خالق الأسباب
أنا للناس رحمةٌ، فإذا ما *** بطروا صرت مصدرًا للعذاب
أنا أهفو للعطاء، ولكن ***لا أُداجي من أجلكم وأحابي
إن سألتم فكم سؤالٍ تلاشى *** وهو يبدي تلهُّفًا للجواب
أو ما تعشقون حُسن عطائي *** فأزيلوا ما بيننا من حجاب
عندها أرتمي على الأرض عشقًا *** وأريكم سريرة الإخصاب
يحبس الله غَيْثه حين تَعْشى *** أعين الناس عن طريق الصواب (11)
ثالثًا: وصف المطر:
يبين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي أن سحب الأفراح قد أمطرت وابتهجت رياض القلب، واسترخت يد الألم وبين أن حنينه يثمر في زمان المطر المنقطع، و أن الطلُّ يَهمي صَباحًا عرقًا من جبهة الليل تصبَّب، وأن الطلُّ يَهمي صَباحًا عرقًا من جبهة الليل تصبَّب، العيون تمطر من البشرى ويتساءل الشاعر عن الأحبة الذين افتقدهم وبافتقادهم افتقد الغيم والمطر ، أن الناس أنواع فمنهم بخيل ومنهم كالغيث لا يبخل ،وبين أن الناس أنواع فمنهم بخيل ومنهم كالغيث لا يبخل ، ويبين الشاعر أن الأرض جدباء لم يهطل عليها واكف
سحب الأفراح أمطرت:
يبين الشاعر في قصيدة (يا عازف الحرف) أن سحب الأفراح قد أمطرت وابتهجت رياض القلب، واسترخت يد الألم فيقول:
وأمطرت سحب الأفراح، وابتهجت *** رياض قلبك، واسترخت يد الألم
يا من يسافر قلبي في مدائنها *** فما يرى غير أمشاج من الرحم
إني وهبتك قلبًا فيه خارطة *** من الإباء عليها خاتم الهمم. (12)
زمان المطر المنقطع:
ويقول في قصيدة (تمر الحنين) أن حنينه يثمر في زمان المطر المنقطع:
فستلقين حنيني مثمرًا *** في زمان المطر المنقطع (13)
الطلُّ يَهمي صَباحًا:
ويبين الشاعر في قصيدة (مرحبًا يا فجر) أن الطلُّ يَهمي صَباحًا عرقًا من جبهة الليل تصبَّب فيقول:
إنما الطلُّ الذي يَهمي صَباحًا *** عرقٌ من جبهة الليل تصبَّب (14)
العيون تمطر من البشرى:
يبين الشاعر أن العيون تمطر من البشرى فيقول في قصيدة (رسالة إلى الرياض ) فيقول :
سلامٌ رياض الحب ،جئتك حاملا *** همومي ،و في قلبي حنين وأشواق
مددت إليك الكفَّ خافقٌ *** فلله قلبٌ بالمحبة خفّاقُ
ركبت حصاني دون سرج ،وما له *** لجامٌ ،ومثلي في الميادين سباقُ
فلما وضعتُ الرّحلَ عندك أمطرتْ *** عيوني من البشرى وخانتني الساقُ
وألقيت نفسي بين كفيك صامتًا *** وفي مقلتي عن غير وجهك إطراقُ
سلامٌ رياض الحب ،صيفك باردٌ *** وجدبك في عيني غصون وأوراق (15)
أين الأحبة ؟.. لا غيم ٌ ولا مطرٌ:
يتساءل الشاعر عن الأحبة الذين افتقدهم وبافتقادهم افتقد الغيم والمطر فيقول في قصيدة (عندما يحزن العيد):
أين الأحبة ؟.. لا غيم ٌ ولا مطرٌ*** ولا رياضٌ ولا ظلٌّ وأغصانُ؟
أين الأحبة ؟.. لا نجوى معطرةٌ *** بالذكريات، ولا شيحٌ وريحانُ؟
أين الأحبة ؟ لا بدر يلوح لنا *** ولا نجوم بها الظلماء تزدان (16)ِ
الغيث يهز ثيابه:
ويتحدث في قصيدة شدا لك قلبي) عن الغيث الذي يهز ثيابه ويروي جنانه بماء الذكريات :
أتيتُك ظمآن الفؤاد فمدّ لي *** حنانُك كفّا حرةً وسقاني
وأحسست أن الغيث هزَّ ثيابه *** فأروى بماء الذكريات جناني (17)
الغيث لا يبخل :
يبين الشاعر في قصيدة (عندما يكون العتاب دليلا على الحب )أن الناس أنواع فمنهم بخيل ومنهم كالغيث لا يبخل :
ولله في خلقه حكمةٌ *** فهذا فقيرٌ، وهذا مَلي
وهذا بخيل ٌ على نفسه *** وذلك كالغيث لم يبخل
وهذا فؤاد بأحزانه *** ينوء ،وذلك قلب ٌ خلي .(18)
واكف لم يهطل
يبين الشاعر أن الأرض جدباء لم يهطل عليها واكف فيقول في قصيدة (أين غاب العازف):
هذي سمائي تحت جبة غيمها *** برقٌ يلوح لنا ،ورعدٌ قاصفُ
لكن أرضي لم تزل في جدبها***تشكو ،ولم يهطل عليها واكفُ
يا ليلة ما لاح لي في ظلها *** إلا رؤى سودٌ وبدرٌ خاسفٌ (19)ِ
المراجع:
عبد الرحمن العشماوي، ديوان مراكب ذكرياتي، الرياض، مكتبة العبيكان ،1424هـ
ِ
(1) تم نشر هذا المقال: "وصف السحب والغيوم والمطر في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي) للدكتور عبد الرحمن العشماوي" بمجلة الأدب الإلكترونية، العدد126
(2) عبد الرحمن العشماوي: ديوان (نقوش على واجهة القرن الخامس عشر)، قصيدة (أغنية على شفة الرياض)، ص62
(3) عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (فجر الأدب الأصيل)، ص71
(4) عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة ((تلال الرمال))، ص92
(5) عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (سلي فؤادي)، ص149
(6) عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (هذا يراع الحب)، ص153
(7) عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (مشاتل الألحان)، ص41
(8) عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (زوارق المستقبل)، ص19
(9) عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (هذا يراع الحب)، ص151
(10) عبد الرحمن العشماوي: ديوان (نقوش على واجهة القرن الخامس عشر)، قصيدة (أغنية على شفة الرياض)، ص63-64-65
(11) عبد الرحمن العشماوي: ديوان (نقوش على واجهة القرن الخامس عشر)، قصيدة (أغنية على شفة الرياض)، ص65-66
(12)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة(يا عازف الحرف) ،ص102
(13)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة ("تمر الحنين ")،ص11
(14)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (مرحبًا يا فجر)،ص121
(15)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة(رسالة إلى الرياض)،ص141- 142
(16) عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (عندما يحزن العيد)، ص139
(17) عبد الرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (شدا لك قلبي)، ص111
(18)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )،قصيدة ( عندما يكون العتاب دليلا على الحب )،ص 158
(19)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (أين غاب العازف )،ص 168 -169