يبدأ يومه منذ الصباح الباكر.
ما أن يستيقظ رئيس الدائرة (دراديداموف) حتى يخاطب زوجته (أغلايا كارلوفنا) قائلاً:
- حال استلامك لهذا الخطاب، عليك التوجه إلى السوق الحرة وشراء المواد الغذائية اللازمة بمبلغ قيمته مئة وعشرون روبلاً...
التوقيع:
در ادیداموف - السكرتير...
في التاسعة والدقيقة الأربعين، لحظة خروجه من البيت إلى الدائرة، يلاحظ أن ابنه (ميشا) لا يزال مستلقياً على الأريكة. فيتوقف ويخاطبه بلهجة رسمية جافة:
- الرفيق (ميخائيل درادیداموف): نظراً لتكرار غيابك عن المدرسة وإهمالك لدروسك، أحيطك علماً بأنني سأتخذ بحقك تدابير صارمة، بما فيها نزع البنطال والجلد بالسوط.
في الشارع يخاطب رئيس الدائرة بائع السجائر في الكشك قائلاً:
- أرجو إعطائي خمسا وعشرين سيجارة من نوع «بوسيولسكيي» وإعلامي عن القطع النقدية المتوجب علي دفعها.
أما سعادته الحقيقية فتبدأ في مكتبه بالدائرة، وقد كتب على باب مكتبه العبارة التالية:
«رئيس الدائرة آ. ي. دراديداموف. أوقات المراجعة: من الساعة الثالثة إلى الساعة الرابعة. يمنع الدخول دون تقرير كتابي»
وهنا يعوم دراديداموف ويغرق في بحر أوراقه الصادرة والواردة:
«رفقاً»، و«عطفاً على...»، و«تأكيداً لـ . ...»، و«للتنفيذ أصولاً»، و«حسب الأصول»، و«عاجل»، و«عاجل جدا»، و«شخصياً»...
وفي البيت، أثناء تناول طعام الغداء، تبدأ من جديد حياته الروتينية المملة والمسلية أحياناً:
- أرجو الموافقة على أن تسكبي لي صحناً إضافياً من حساء «البورش» مع إضافة كمية كافية من القشدة الرائبة...
وبعد أن لاحظ غياب ابنته عن مائدة الطعام، قال دراديداموف مخاطباً زوجته بجفاء وبصيغة رسمية:
- أقترح إعلامي عن أسباب غياب ابنتي (لودميلا در اديداموفا).
التوقيع: در اديداموف.
وبعد أن علم أن ابنته عند صديقتها، أبدي ضجره وتأففه قائلاً:
- أوجه لك ملاحظة، وأعرب عن تحفظي بخصوص النوعية السيئة للحم المستخدم في الطهي، الأمر الذي ينعكس على وظائفي الهضمية للطعام.
بعد تناول طعام الغداء، ينام حتى الساعة السابعة. وفي المساء يسلمه
مراسل رسالة جاء فيها:
«أبي، لن أستطيع العيش معكم بعد الآن. إنني أختنق، وأتوق إلى الحب والفن. إنني أرحل من هذا البيت نهائياً. أحب الشاب (كوتيا غيينوف)، طالب الأستوديو السينمائي. التوقيع: لودميلا درادیداموفا».
حك دراديداموف نقرته، ثم كتب الحاشية التالية على زاوية الرسالة:
«إلى المواطنة أغلايا دراديداموفا: لإجراء اللازم أصولاً» ثم وضع توقيعه وكتب تاريخ اليوم.
في المساء، الجو المنزلي ممل قاتل. ذهبت الزوجة إلى جارتها لتبادل الأخبار. الهدوء يسيطر على الشقة، وليس هناك من يوجه له رسالة أو كتاباً رسمياً.
في الساعة الحادية عشر ليلاً، وبعد أن فقد دراديداموف صبره، اقترب من الهاتف وأمسك بالسماعة:
- ألو، هنا شقة (بودكينا)؟ استلموا البرقية المسجلة التالية ذات الرقم الفلاني:
- أقترح على زوجتي أغلايا دراديداموفا أن تضع نفسها تحت تصرفي.
مرسل البرقية: در اديداموف. من المستلم؟
وفي الساعة الثانية عشر تماماً، وعند خلوده للنوم، قال مخاطباً مخدته بسعادة وهدوء:
- تقرير رئيس الدائرة دراديداموف. بتاريخ اليوم أستسلم للنوم. وأبلغ عن ذلك، بانتظار الأوامر والتوجيهات. دراديداموف.
~تمت~
ما أن يستيقظ رئيس الدائرة (دراديداموف) حتى يخاطب زوجته (أغلايا كارلوفنا) قائلاً:
- حال استلامك لهذا الخطاب، عليك التوجه إلى السوق الحرة وشراء المواد الغذائية اللازمة بمبلغ قيمته مئة وعشرون روبلاً...
التوقيع:
در ادیداموف - السكرتير...
في التاسعة والدقيقة الأربعين، لحظة خروجه من البيت إلى الدائرة، يلاحظ أن ابنه (ميشا) لا يزال مستلقياً على الأريكة. فيتوقف ويخاطبه بلهجة رسمية جافة:
- الرفيق (ميخائيل درادیداموف): نظراً لتكرار غيابك عن المدرسة وإهمالك لدروسك، أحيطك علماً بأنني سأتخذ بحقك تدابير صارمة، بما فيها نزع البنطال والجلد بالسوط.
في الشارع يخاطب رئيس الدائرة بائع السجائر في الكشك قائلاً:
- أرجو إعطائي خمسا وعشرين سيجارة من نوع «بوسيولسكيي» وإعلامي عن القطع النقدية المتوجب علي دفعها.
أما سعادته الحقيقية فتبدأ في مكتبه بالدائرة، وقد كتب على باب مكتبه العبارة التالية:
«رئيس الدائرة آ. ي. دراديداموف. أوقات المراجعة: من الساعة الثالثة إلى الساعة الرابعة. يمنع الدخول دون تقرير كتابي»
وهنا يعوم دراديداموف ويغرق في بحر أوراقه الصادرة والواردة:
«رفقاً»، و«عطفاً على...»، و«تأكيداً لـ . ...»، و«للتنفيذ أصولاً»، و«حسب الأصول»، و«عاجل»، و«عاجل جدا»، و«شخصياً»...
وفي البيت، أثناء تناول طعام الغداء، تبدأ من جديد حياته الروتينية المملة والمسلية أحياناً:
- أرجو الموافقة على أن تسكبي لي صحناً إضافياً من حساء «البورش» مع إضافة كمية كافية من القشدة الرائبة...
وبعد أن لاحظ غياب ابنته عن مائدة الطعام، قال دراديداموف مخاطباً زوجته بجفاء وبصيغة رسمية:
- أقترح إعلامي عن أسباب غياب ابنتي (لودميلا در اديداموفا).
التوقيع: در اديداموف.
وبعد أن علم أن ابنته عند صديقتها، أبدي ضجره وتأففه قائلاً:
- أوجه لك ملاحظة، وأعرب عن تحفظي بخصوص النوعية السيئة للحم المستخدم في الطهي، الأمر الذي ينعكس على وظائفي الهضمية للطعام.
بعد تناول طعام الغداء، ينام حتى الساعة السابعة. وفي المساء يسلمه
مراسل رسالة جاء فيها:
«أبي، لن أستطيع العيش معكم بعد الآن. إنني أختنق، وأتوق إلى الحب والفن. إنني أرحل من هذا البيت نهائياً. أحب الشاب (كوتيا غيينوف)، طالب الأستوديو السينمائي. التوقيع: لودميلا درادیداموفا».
حك دراديداموف نقرته، ثم كتب الحاشية التالية على زاوية الرسالة:
«إلى المواطنة أغلايا دراديداموفا: لإجراء اللازم أصولاً» ثم وضع توقيعه وكتب تاريخ اليوم.
في المساء، الجو المنزلي ممل قاتل. ذهبت الزوجة إلى جارتها لتبادل الأخبار. الهدوء يسيطر على الشقة، وليس هناك من يوجه له رسالة أو كتاباً رسمياً.
في الساعة الحادية عشر ليلاً، وبعد أن فقد دراديداموف صبره، اقترب من الهاتف وأمسك بالسماعة:
- ألو، هنا شقة (بودكينا)؟ استلموا البرقية المسجلة التالية ذات الرقم الفلاني:
- أقترح على زوجتي أغلايا دراديداموفا أن تضع نفسها تحت تصرفي.
مرسل البرقية: در اديداموف. من المستلم؟
وفي الساعة الثانية عشر تماماً، وعند خلوده للنوم، قال مخاطباً مخدته بسعادة وهدوء:
- تقرير رئيس الدائرة دراديداموف. بتاريخ اليوم أستسلم للنوم. وأبلغ عن ذلك، بانتظار الأوامر والتوجيهات. دراديداموف.
~تمت~