يقول "بلوتارخ" الرسم شعر صامت، والشِّعر رسم متكلم، ويعلق العمري على ذلك بقوله: الرسام يبوح بأنامله والشاعر يرسم بلسانه، وللدكتور محمد الصفراني مقال منشور بعنوان"الشعر والرسم بين فيه العلاقة الفنية الإبداعية بين الشعر والرسم، و في ضوء ذلك يمكن القول بأن :هناك علاقة وطيدة يوجدها الخيال والواقع معا بين الكتابة الإبداعية والرسم الفني، لذا فقد اهتم الشعراء بالرسم بالكلمات موظفين الخيال الشعري الإبداعي في ذلك حتى أنهم سموا عناوين الدواوين به كديوان الرسم بالكلمات لنزار.
لذا فإن هذا المقال يعرض لحديث الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي في ديوان (حليمة والصوت والندى: بائع الموز) عن الرسم حيث يبين لنا أن الدمع يرسم في محاجر القرية ملامح الحزن، وتحدث الشاعر عن رسم حليمة للفرحة، وبين أن الشمس ترسم في انطلاقتها وجه الطفولة، وبين أن الحوكة البيضاء ترسم القامة، وفيما يلي بيان ذلك:
الدمع يرسم في محاجر القرية ملامح الحزن:
يبين الشاعر الدكتور العشماوي أن الدمع يرسن في محاجر القرية ملامح الحزن، حيث يقول في قصيدة (صورة من حياة القرية ):
الدمع يرسم في محاجرها
ملامح حزنها
وتروح حسرتها وتغدو
ودوائر الصمت الكبير في اتساع
والبحر يلعب بالشراع
والسائرون يرددون على صدى خطواتهم
لحن العمل
أمل أمل والبائع الجوال يحمل قفته
موز وتفاح وشار
يا رب عونك ما لنا ** في هذه الدنيا قرار. (1)
رسم حليمة للفرحة
تحدث الشاعر عن رسم حليمة للفرحة
حيث قال في قصيدة (صورة من حياة القرية):
كانت تحرك بابتسامتها المرايا
ولطالما رسمت بفرحتها حدود خيالها
وتساءلت:
والشوق يقطر من حروف سؤالها
أو ليست زهرة هذه الدنيا
وأغنية الربيع؟
أو لست دفئًا في عروق شتاء قريتنا ...
يذوب به الصقيع ؟!
ويتيه في فمها السؤال
ويعانق الإنصات مسمعها
فتصغي
ويلفها صمت التأمل والحنين
والبلبل الصداح يشدو
والبهم في الساحات
تعدو (2)
الشمس ترسم في انطلاقتها وجه الطفولة:
يبين لنا الشاعر أن البائع الجوال في القرية في الصباح عند غناء البلبل الصداح منذ عقود من الزمان كان يخبر من يريد أن يشتري موزًا بما عنده من موز، كما بين أن الشمس ترسم في انطلاقتها وجه الطفولة، ويصور لنا الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي هذا المشهد في القرية فيقول:
هذا هو الليل الطويل
يشق من أسف رداءه
والفجر ينثر فوق قريتنا ضياءه
والشمس تنسج ثوب طلعتها وراءه
والبلبل الصداح يسمعنا غناءه
والبائع الجوال يسكب في مسامعنا نداءه
صدى:
الموز يا غادي ** الموز يا رائح
قد أقفر الوادي ** إلا من الصائح
هل يرتوي الصادي **من نبعه المالح
اليوم ميعادي **فليربح الرابح.
صوت:
كان الصباح مضرجًا
بدماء ليلتنا الطويلة
كان الندى يُوحي ..
بأن زهور وادينا خجولة
والشمس
ترسم في انطلاقتها لنا وجه الطفولة
وحديقة ..
يأتي إليها الفجر
يلثمها بثغر من ضياء
وأنامل تمتد راعشة
إلى مزلاج نافذة صعيره
ويذوب وجه ينثني لجمال طلعته الجمال !(3)
الحوكة البيضاء ترسم القامة
يبين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي أن الحوكة البيضاء ترسم القامة حيث يقول:
صوت: قالت حليمة :..
يا بائع الموز المعطر بالعرق
بيني وبينك مثل ما
بين السلامة والغرق
بيني بينك بابُ نافذة ٍ
ومصراعٌ كبيرْ
وعيون أم حول نافذتي تدور
وهزيم "نحنحة "
يجود بها أبي عند الحضور
لا، والذي أعطاك من عرق الجبين
مالا حلا لًا لا يشين
لا، والذي أعطاك صوتًا
يبعث الشوق الدفين
ما حدثتني النفس إلا بالصواب
شوقي يُزعزعني
ويحفظني التورع والحجاب
خوفي من الرحمن أكبر من جنون المغريات
لكنني أخشى الظنون
وما يثير الشائعات
قالوا :بأن لبيتنا شرفًا قديمْ
وبأن مثلي ..
لا تُزف سوى إلى رجل عظيم
أهلا وسهلا بالذي قالوا
ولكن ..
أين لقمان الحكيم؟
يا بائع الموز المعطر بالأنين
هذا السحاب يريح صدر الأرض
من طول الحنين
هذي انبثاقات الصباح
تُضيء درب التائهين
حدّث جنون العاشقين
أن الحياة تموت عند الخائنين.
يا بائع الموز المعطر بالفرح
يا بلبلا..
يصغي الفؤاد إذا صدح
إلى أن يقول:
ماذا جرى ؟؟
وجهي الجميل وبسمتي
والحوكة البيضاء
ترسم قامتي
هذي ذنوبي ؟؟(4)
المراجع :
عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )،الرياض ،مكتبة العبيكان ،1424هـ
(1) عبد الرحمن صالح العشماوي، ديوان (حليمة والصوت والصدى " بائع الموز ")، الرياض، مكتبة العبيكان،1422هـ ، ص 16-17
(2)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )،قصيدة (بعد أن أصبحت دكتورا )،ص25-26
(3) عبد الرحمن صالح العشماوي، ديوان ( حليمة والصوت والصدى " بائع الموز " )،الرياض ،مكتبة العبيكان،1422هـ ،ص13
(4) عبد الرحمن صالح العشماوي، ديوان ( حليمة والصوت والصدى " بائع الموز " )،الرياض ،مكتبة العبيكان،1422هـ ،ص45- 46 -47
لذا فإن هذا المقال يعرض لحديث الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي في ديوان (حليمة والصوت والندى: بائع الموز) عن الرسم حيث يبين لنا أن الدمع يرسم في محاجر القرية ملامح الحزن، وتحدث الشاعر عن رسم حليمة للفرحة، وبين أن الشمس ترسم في انطلاقتها وجه الطفولة، وبين أن الحوكة البيضاء ترسم القامة، وفيما يلي بيان ذلك:
الدمع يرسم في محاجر القرية ملامح الحزن:
يبين الشاعر الدكتور العشماوي أن الدمع يرسن في محاجر القرية ملامح الحزن، حيث يقول في قصيدة (صورة من حياة القرية ):
الدمع يرسم في محاجرها
ملامح حزنها
وتروح حسرتها وتغدو
ودوائر الصمت الكبير في اتساع
والبحر يلعب بالشراع
والسائرون يرددون على صدى خطواتهم
لحن العمل
أمل أمل والبائع الجوال يحمل قفته
موز وتفاح وشار
يا رب عونك ما لنا ** في هذه الدنيا قرار. (1)
رسم حليمة للفرحة
تحدث الشاعر عن رسم حليمة للفرحة
حيث قال في قصيدة (صورة من حياة القرية):
كانت تحرك بابتسامتها المرايا
ولطالما رسمت بفرحتها حدود خيالها
وتساءلت:
والشوق يقطر من حروف سؤالها
أو ليست زهرة هذه الدنيا
وأغنية الربيع؟
أو لست دفئًا في عروق شتاء قريتنا ...
يذوب به الصقيع ؟!
ويتيه في فمها السؤال
ويعانق الإنصات مسمعها
فتصغي
ويلفها صمت التأمل والحنين
والبلبل الصداح يشدو
والبهم في الساحات
تعدو (2)
الشمس ترسم في انطلاقتها وجه الطفولة:
يبين لنا الشاعر أن البائع الجوال في القرية في الصباح عند غناء البلبل الصداح منذ عقود من الزمان كان يخبر من يريد أن يشتري موزًا بما عنده من موز، كما بين أن الشمس ترسم في انطلاقتها وجه الطفولة، ويصور لنا الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي هذا المشهد في القرية فيقول:
هذا هو الليل الطويل
يشق من أسف رداءه
والفجر ينثر فوق قريتنا ضياءه
والشمس تنسج ثوب طلعتها وراءه
والبلبل الصداح يسمعنا غناءه
والبائع الجوال يسكب في مسامعنا نداءه
صدى:
الموز يا غادي ** الموز يا رائح
قد أقفر الوادي ** إلا من الصائح
هل يرتوي الصادي **من نبعه المالح
اليوم ميعادي **فليربح الرابح.
صوت:
كان الصباح مضرجًا
بدماء ليلتنا الطويلة
كان الندى يُوحي ..
بأن زهور وادينا خجولة
والشمس
ترسم في انطلاقتها لنا وجه الطفولة
وحديقة ..
يأتي إليها الفجر
يلثمها بثغر من ضياء
وأنامل تمتد راعشة
إلى مزلاج نافذة صعيره
ويذوب وجه ينثني لجمال طلعته الجمال !(3)
الحوكة البيضاء ترسم القامة
يبين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي أن الحوكة البيضاء ترسم القامة حيث يقول:
صوت: قالت حليمة :..
يا بائع الموز المعطر بالعرق
بيني وبينك مثل ما
بين السلامة والغرق
بيني بينك بابُ نافذة ٍ
ومصراعٌ كبيرْ
وعيون أم حول نافذتي تدور
وهزيم "نحنحة "
يجود بها أبي عند الحضور
لا، والذي أعطاك من عرق الجبين
مالا حلا لًا لا يشين
لا، والذي أعطاك صوتًا
يبعث الشوق الدفين
ما حدثتني النفس إلا بالصواب
شوقي يُزعزعني
ويحفظني التورع والحجاب
خوفي من الرحمن أكبر من جنون المغريات
لكنني أخشى الظنون
وما يثير الشائعات
قالوا :بأن لبيتنا شرفًا قديمْ
وبأن مثلي ..
لا تُزف سوى إلى رجل عظيم
أهلا وسهلا بالذي قالوا
ولكن ..
أين لقمان الحكيم؟
يا بائع الموز المعطر بالأنين
هذا السحاب يريح صدر الأرض
من طول الحنين
هذي انبثاقات الصباح
تُضيء درب التائهين
حدّث جنون العاشقين
أن الحياة تموت عند الخائنين.
يا بائع الموز المعطر بالفرح
يا بلبلا..
يصغي الفؤاد إذا صدح
إلى أن يقول:
ماذا جرى ؟؟
وجهي الجميل وبسمتي
والحوكة البيضاء
ترسم قامتي
هذي ذنوبي ؟؟(4)
المراجع :
عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )،الرياض ،مكتبة العبيكان ،1424هـ
(1) عبد الرحمن صالح العشماوي، ديوان (حليمة والصوت والصدى " بائع الموز ")، الرياض، مكتبة العبيكان،1422هـ ، ص 16-17
(2)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )،قصيدة (بعد أن أصبحت دكتورا )،ص25-26
(3) عبد الرحمن صالح العشماوي، ديوان ( حليمة والصوت والصدى " بائع الموز " )،الرياض ،مكتبة العبيكان،1422هـ ،ص13
(4) عبد الرحمن صالح العشماوي، ديوان ( حليمة والصوت والصدى " بائع الموز " )،الرياض ،مكتبة العبيكان،1422هـ ،ص45- 46 -47