بعد طول انتظار،القى الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطابة أمام الهيئة العامة للأمم المتحدة والذي استمر لمدة 47 دقيقة،وبدأ بالحديث عن تمثيله لاربعة عشر مليون فلسطيني في الوطن والشتات، وانتهى بعبارة وجهها للأمم المتحدة قائلا : "أريد حلاً..."
في الواقع الخطاب جاء بمضمونين متناقضين بشكل كبير،المضمون الاول النبرة الواضحة والحادة في تعرية الاحتلال وممارسات الاحتلال منذ النكبة وحتى يومنا هذا، وتعرية أو الاشارة للدول الداعمة لهذا الاحتلال والتي تحول دون أن تنفذ قرارات الشرعية الدولية بحق اسرائيل علنية وبشكل مباشر وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وبعض الدول الأوروبية والغربية، وهذه الاشارة او هذا الذكر حمل مضمون النقد واللوم والنقد اللاذع والتعبيرات الغاضبة،والاستدلال برفع سبع صور تعبر عن بعض ممارسات الاحتلال، كما ان هذا الشعور وهذه التعبيرات وجهت الى هيئة الامم المتحدة التي صدر عنها نحو 754 قرار لصالح الشعب الفلسطيني ومجلس الامن الذي صدر عنه 86 قرار بهذا الخصوص ايضا،ومجلس حقوق الانسان الذي صدر عنه 85 قرار كذلك،ولم ينفذ أي من القرارات السابقة من المحافل الثلاثة، وتمنى الرئيس لو ينفذ قرار واحد وساق مثالا قرار التقسيم 181 وقرار حق العودة 194،وأكثر الرئيس من إستفهاماته عن عدم تنفيذ أي قرار خاص بالفلسطينيين مشيرا أن قرارات اخرى لمكان ما في زمان ما تنفذ فورا .
هذا المضون الاول تخلله مواقف معاكسة لسرده ونبرته هذه،الامر الذي أوجد مضونا
آخر معاكس للمضمون الاول او حرارة المضمون الاول، وهو ما قاله وكرره اربع مرات في وقت واحد عندما خاطب الاسرائيليين وقال " نريد أن نعيش معكم "، وطلبه للجانب الاسرائيلي بالعودة لطاولة ألمفاوضات، والكف عن ممارساته اثناء تلك المفاوضات، وقوله ولو من منطلق السخرية "إذا فشلنا عودوا الى ممارساتكم" ، ثم الاهم تأكيده على عدم نيته ولا رغبته لاستخدام السلام ومنع استخدام السلاح ،وهذا رد على الحالة الفلسطينية المتصاعدة في الضفة خاصة، والتي يقودها الشباب الفلسطيني من كافة الفصائل وغير الفصائل بطريقة تلقائية، هذا الجانب الهام الذي تعمد تجاهله او الالتفات اليه أو حتى التلويح به وبآثار، او استخدامه كنوع من ممارسة الضغط على الجميع في حال بقاء حالة التنكر للحقوق الفلسطينية هي ألسائدة، كما ان الرئيس ابو مازن بالرغم من غضبه وحنقه البادي من تقصير هيئة الامم المتحدة والشرعية الدولية بما يخص الحقوق الفلسطينية إلا انه أنهى خطابة لها قائلا " أريد حلاً "
برأيي هذان المضمونان متناقضان حتى الانفصام،ففي النبرة الاولى كلام مباشر صريح وحقيقي وبنبرة عالية غاب عنها طرق الطاولة،أما المضمون الثاني ففيه استعطاف المحتل وداعميه وهيئة الامم وكل الهيئات الدولية لانصاف شعب فلسطين وهي نغمة معتادة مملة ومقيته لم تجني شيئا منذ اكثر من سبعة عقود.
كما أن الرئيس الفلسطيني لم يأتي فيه خطابة على ما ينوي عمله في القرارات التي اتخذتها المؤسسات الفلسطينية بشكل صريح،ولم يحدد ما إذا كان فعلا سيوقف العمل باتفاقيات اوسلو خاصة لجهة بقاء الاعتراف بإسرائيل والعمل على ايقاف التنسيق الامني والعمل بالاتفاقيات الاخرى ومنها اتفاقية باريس الاقتصادية،كما أنه لم يصرح بأي فعل ينوي القيام به أمام هذا الانسداد في أفق التسوية السياسية أو حتى العودة للتفاوض بالرغم من يقينه ان هذا المسار عقيم لم يجلب أي حق من الحقوق الفلسطينية بالرغم من مرور ثلاثة عقود عليه.
أما نيته لطلب العضوية الكاملة في هيئة الامم المتحدة فقد اشار مسبقا أنه هذا الطلب مهدد بالفيتو الامريكي وربما غير الامريكي،وحول خطواته المستقبلية فيما يخص تواصل إنضمامه للهيئات الدولية فقد اعلن ان فلسطين العضو المراقب ستقدم بشكل عاجل طلب انضمام لثلاث منظمات تابعة للام المتحدة منها منظمة الصحة العالمية والطيران.
هذا هو مجمل الخطاب الذي يمكن ان نستنج منه انه جديد من حيث النبرة فقط،خال من أي تحول ، يحمل مضمونين كما قلنا، متناقضين حتى الانفصام،مع تجاهل للحالة الفلسطينية المتصاعدة في الضفة،مع الاشارة لرفضها،وضبابية التصرف بالقرارات السابقة المتخذة في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية من ناحية تنفيذها وزمان تنفيذها،حيث لا يستطيع أي كان التنبوأ بما سيفعله الرئيس محمود عباس غدا او بعد شهر او شهرين أو حتى سنة.
عصري فياض
في الواقع الخطاب جاء بمضمونين متناقضين بشكل كبير،المضمون الاول النبرة الواضحة والحادة في تعرية الاحتلال وممارسات الاحتلال منذ النكبة وحتى يومنا هذا، وتعرية أو الاشارة للدول الداعمة لهذا الاحتلال والتي تحول دون أن تنفذ قرارات الشرعية الدولية بحق اسرائيل علنية وبشكل مباشر وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وبعض الدول الأوروبية والغربية، وهذه الاشارة او هذا الذكر حمل مضمون النقد واللوم والنقد اللاذع والتعبيرات الغاضبة،والاستدلال برفع سبع صور تعبر عن بعض ممارسات الاحتلال، كما ان هذا الشعور وهذه التعبيرات وجهت الى هيئة الامم المتحدة التي صدر عنها نحو 754 قرار لصالح الشعب الفلسطيني ومجلس الامن الذي صدر عنه 86 قرار بهذا الخصوص ايضا،ومجلس حقوق الانسان الذي صدر عنه 85 قرار كذلك،ولم ينفذ أي من القرارات السابقة من المحافل الثلاثة، وتمنى الرئيس لو ينفذ قرار واحد وساق مثالا قرار التقسيم 181 وقرار حق العودة 194،وأكثر الرئيس من إستفهاماته عن عدم تنفيذ أي قرار خاص بالفلسطينيين مشيرا أن قرارات اخرى لمكان ما في زمان ما تنفذ فورا .
هذا المضون الاول تخلله مواقف معاكسة لسرده ونبرته هذه،الامر الذي أوجد مضونا
آخر معاكس للمضمون الاول او حرارة المضمون الاول، وهو ما قاله وكرره اربع مرات في وقت واحد عندما خاطب الاسرائيليين وقال " نريد أن نعيش معكم "، وطلبه للجانب الاسرائيلي بالعودة لطاولة ألمفاوضات، والكف عن ممارساته اثناء تلك المفاوضات، وقوله ولو من منطلق السخرية "إذا فشلنا عودوا الى ممارساتكم" ، ثم الاهم تأكيده على عدم نيته ولا رغبته لاستخدام السلام ومنع استخدام السلاح ،وهذا رد على الحالة الفلسطينية المتصاعدة في الضفة خاصة، والتي يقودها الشباب الفلسطيني من كافة الفصائل وغير الفصائل بطريقة تلقائية، هذا الجانب الهام الذي تعمد تجاهله او الالتفات اليه أو حتى التلويح به وبآثار، او استخدامه كنوع من ممارسة الضغط على الجميع في حال بقاء حالة التنكر للحقوق الفلسطينية هي ألسائدة، كما ان الرئيس ابو مازن بالرغم من غضبه وحنقه البادي من تقصير هيئة الامم المتحدة والشرعية الدولية بما يخص الحقوق الفلسطينية إلا انه أنهى خطابة لها قائلا " أريد حلاً "
برأيي هذان المضمونان متناقضان حتى الانفصام،ففي النبرة الاولى كلام مباشر صريح وحقيقي وبنبرة عالية غاب عنها طرق الطاولة،أما المضمون الثاني ففيه استعطاف المحتل وداعميه وهيئة الامم وكل الهيئات الدولية لانصاف شعب فلسطين وهي نغمة معتادة مملة ومقيته لم تجني شيئا منذ اكثر من سبعة عقود.
كما أن الرئيس الفلسطيني لم يأتي فيه خطابة على ما ينوي عمله في القرارات التي اتخذتها المؤسسات الفلسطينية بشكل صريح،ولم يحدد ما إذا كان فعلا سيوقف العمل باتفاقيات اوسلو خاصة لجهة بقاء الاعتراف بإسرائيل والعمل على ايقاف التنسيق الامني والعمل بالاتفاقيات الاخرى ومنها اتفاقية باريس الاقتصادية،كما أنه لم يصرح بأي فعل ينوي القيام به أمام هذا الانسداد في أفق التسوية السياسية أو حتى العودة للتفاوض بالرغم من يقينه ان هذا المسار عقيم لم يجلب أي حق من الحقوق الفلسطينية بالرغم من مرور ثلاثة عقود عليه.
أما نيته لطلب العضوية الكاملة في هيئة الامم المتحدة فقد اشار مسبقا أنه هذا الطلب مهدد بالفيتو الامريكي وربما غير الامريكي،وحول خطواته المستقبلية فيما يخص تواصل إنضمامه للهيئات الدولية فقد اعلن ان فلسطين العضو المراقب ستقدم بشكل عاجل طلب انضمام لثلاث منظمات تابعة للام المتحدة منها منظمة الصحة العالمية والطيران.
هذا هو مجمل الخطاب الذي يمكن ان نستنج منه انه جديد من حيث النبرة فقط،خال من أي تحول ، يحمل مضمونين كما قلنا، متناقضين حتى الانفصام،مع تجاهل للحالة الفلسطينية المتصاعدة في الضفة،مع الاشارة لرفضها،وضبابية التصرف بالقرارات السابقة المتخذة في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية من ناحية تنفيذها وزمان تنفيذها،حيث لا يستطيع أي كان التنبوأ بما سيفعله الرئيس محمود عباس غدا او بعد شهر او شهرين أو حتى سنة.
عصري فياض