يعد الشاعر البحتري من أبرز الشعراء الذين امتلكوا باقتدار ناصية البيان في العصر العباسي، وقد قربه الخلفاء العباسيون لمجالسهم لبراعة بيانه وجودة شعره ،ويعتبر شعره مجالا خصبا لدراسة بيانه ،وكتبت عنه عشرات الدراسات الأدبية والنقدية ؛ فمن أبرز الدراسات التي تناولت ودرست شعر البحتري كما تذكر محركات البحث دراسة أسلوب البيان في شعر البحتري للباحث (سمير سلمان حبيب) ،والصورة الفنية في شِعْرِ البُحتري للباحثة بریك خیرة، و المجاز في ديوان البحتري للباحثة ريمة يزير ، والصورة الفنية بين أبي تمام و البُحتري للدكتور وحيد صبحي ، والصُّورَةُ البيانَّية في شِعْرِ الطائيين بين الانفعال والحسّ للدكتور وحيد صبحي أيضًا ، ومنها دراسة الصُّورَةُ البيانَّية في شِعْرِ البُحتري وهي رِسَالَةٌ تَقَدَّمت بها الباحثة /ميسون الحمداني إلى مجلس كلية التربية في جامعة البصرة، وهي جزء من متطلبات نيل درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها بإشراف
الدكتور/ حامد ناصر، 1429هــ / 2008م
وفيما يلي تعريف بها كما ذكرت الباحثة من خلال محورين:
*المحور الأول: مكونات الدراسات:
ذكرت الباحثة أن الدراسة تكونت من: تمهيد وثلاثة فصول:
التمهيد:
اشتمل التمهيد تأصيلاً لمصطلح الصورة البيانية ليكون قاعدة الانطلاق في دراسة شعره بلاغياً.
الفصل الأول: الصورة البيانية في المعيار البلاغي:
واشتمل على ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: الصورة التشبيهية القائمة على فن التشبيه بأنواعه المختلفة وانعكاسها على شعر البحتري.
المبحث الثاني: الصورة الاستعارية كما رسمها البحتري
المبحث الثالث: الصورة الكنائية التي نسجها البحتري من خلال شعره. الفصل الثاني: الصورة البيانية في المعيار النقدي:
اشتمل على مبحثين:
المبحث الأول: الصورة الجزئية والصورة الكلية، وقد حدّد مفهوم كل من الصورتين تحديداً علمياً وفنياً كان بمثابة المعيار في تحليل الشعر ودراسة.
المبحث الثاني: الصورة الحسية والصورة الذهنية:
الصورة الذهنية.
الفصل الثالث: مصادر الصورة:
واشتمل على أربعة مباحث:
المبحث الأول: الدين.
المبحث الثاني: الموروث الشعري.
المبحث الثالث: الطبيعة.
المبحث الرابع: الممدوح.
المحور الثاني: نتائج الدراسة:
ذكرت الباحثة أنها توصلت إلى النتائج الآتية فيما يلي نص بعض منها كما ذكرتها الباحثة:
* تمثلت الصورة البيانية في أنواع ثلاثة، هي: الصورة التشبيهية، والصورة الاستعارية، والصورة الكنائية. وقد تقصت ديوان الشاعر البحتري وتوغلت في اعماق نسيج الصورة لديه.
*يستند البحتري إلى مهاد تراثي عريق عّبر من خلال صورة البيانية، وتتنوع مصادر التراث لديه، فهناك التراث الإسلامي، والتراث الأدبي العربي، الذي يستأثر باهتمامه.
*يجيد البحتري نسج الصورة الكلية القائمة على عناقيد من الصور الجزئية المتسقة والمنسجمة بحيث تبرز من خلالها صورة ذات كيان عضوي، وتكون الصور الجزئية هي خلاياها الحية.
*يعد مذهب الشاعر امتداد للمذهب القديم، أو مدرسة التراث، فأن من يقرأ شعره يحس أنه لا يكاد يختلف عن شعر أسلافه في القرن الثاني، فهو يحافظ على التراث الفني في مادته وصورته، ولا ينزع به منزع ثقافي أو فلسفي.
*نظر البحتري إلى الطبيعة بوصفها مهاداً مهماً، يقف عليه شعره ويستمد منه صورة البيانية والشاعر قد يتابع الطبيعة حرفياً في وصف المطر والسحاب والبرق والربيع وأحياناً يمزج عناصر الطبيعة وظواهرها، فتبرز في شعره. وقد يبث في وصفه للطبيعة الحياة، فهو يعبر بذلك عن نوع من الاتصال القوي بين نفسه وبين الوجود من حوله. فصور الشاعر البيانية في وصف الطبيعة يتراءى فيها البناء كاملاً متناسقاً، فنجد أن الألوان تلتقي وتتداخل وتمتزج مع بعضها وكأنها لوحة فنية مكتملة.
*كانت الصورة التشبيهية هي الغالب على بقية الصور البيانية في شعر البحتري، وقد غلبت الصورة التشبيهية القائمة على التشبيه المقلوب في شعر البحتري سائر صورة التشبيهية الأخرى القائمة على التشبيه المرسل، والتشبيه المفصل، والتشبيه التمثيلي، وغيرها، ويبدو هذا من خلال كثرة ورود الصورة التشبيهة القائمة على التشبيه المقلوب.
*طغت الصورة الاستعارية المبنية على الاستعارة المكنية على صوره الاستعارية المستقاة من الاستعارة التصريحية، ويلمس قارئ شعره كثافة النوع الأول من صورة الاستعارية القائمة على التشخيص والتجسيم وبذلك فقد بث الشاعر الحياة في الظواهر والاشياء من حوله على نحو مشهود
*كانت صورة الكنائية قليلة قياساً بالصورة التشبيهية والصورة الاستعارية وقد جاء بعضها مستقلاً بذاته وبعضها الآخر منبثق من صور تشبيهية مستقاة من البيئة العربية القديمة.
*تمثل صور الشاعر الجزئية صورة مكتملة بحد ذاتها، سواء كانت صورة تشبيهية او استعارية او كنائية.
*تطغى صور الشاعر الحسية على صورة الذهنية على نحو مطلق، ففي الوقت الذي يزخر به شعر البحتري بأنماط الصور الحسية فأن صورة الذهنية نادرة، فضلاً عن أن الشاعر يقرن صورة الذهنية بمعطيات وتأثيرات الحس، إذ أننا رأينا أن شاعرنا يقرن الحسي بالخيال في أغلب صوره.
*يأتي ترتيب صور الشاعر الحسية من حيث ورودها في شعره حسب التسلسل الآتي: الصورة البصرية فالسمعية فالذوقية فاللمسية فالشمية، وربما لجأ الشاعر إلى التعبير عن اكثر من حاسة في الصورة الواحدة، وعلى طريقة ما يدعى بـ(تزامن الحواس).
*يغلب اللون الأحمر على بقية الألوان في صور البحتري الحسية، وذلك لتشعب دلالته وتنوع إيحائه في شعره، يليه اللون الأصفر، فالأخضر فالأبيض فالأسود.
*جاءت صور المرأة لدى الشاعر ثابتة، فهي الحبيبة، وقد تعددت صفاتها فهناك المرأة المدله والبخيلة المانعة والهاجرة. وقد عبر عن كل هذا من خلال صورة البيانية الحية.
*أكثر البحتري من ذكر الطيف في شعره، حتى لُقب بـ(شاعر الطيف)، وقد عبر عن ذلك من خلال صورة البيانية المتعددة، فهو يتحدث عن خيال صاحبته وزيارته له، وعن استفتاح بعض قصائده به بدلاً من الاستفتاح بالأبواب التي جرت ألسنة على الاستفتاح بها في عهد البحتري.
*أن احساس الشاعر البحتري بذاته قد تبلور من خلال صور بيانية دالة معبرة عن شدة اعتداده بنفسه وبقومه.
المراجع:
ميسون الحمداني، الصُّورَةُ البيانَّية في شِعْرِ البُحتري ، كلية التربية ،جامعة البصرة، جزء من متطلبات نيل درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها
، 1429هــ / 2008م
الدكتور/ حامد ناصر، 1429هــ / 2008م
وفيما يلي تعريف بها كما ذكرت الباحثة من خلال محورين:
*المحور الأول: مكونات الدراسات:
ذكرت الباحثة أن الدراسة تكونت من: تمهيد وثلاثة فصول:
التمهيد:
اشتمل التمهيد تأصيلاً لمصطلح الصورة البيانية ليكون قاعدة الانطلاق في دراسة شعره بلاغياً.
الفصل الأول: الصورة البيانية في المعيار البلاغي:
واشتمل على ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: الصورة التشبيهية القائمة على فن التشبيه بأنواعه المختلفة وانعكاسها على شعر البحتري.
المبحث الثاني: الصورة الاستعارية كما رسمها البحتري
المبحث الثالث: الصورة الكنائية التي نسجها البحتري من خلال شعره. الفصل الثاني: الصورة البيانية في المعيار النقدي:
اشتمل على مبحثين:
المبحث الأول: الصورة الجزئية والصورة الكلية، وقد حدّد مفهوم كل من الصورتين تحديداً علمياً وفنياً كان بمثابة المعيار في تحليل الشعر ودراسة.
المبحث الثاني: الصورة الحسية والصورة الذهنية:
- الصورة البصرية.
- الصورة السمعية.
- الصورة الذوقية.
- الصورة اللمسية.
- الصورة الشمية.
- تزامن الحواس.
الصورة الذهنية.
الفصل الثالث: مصادر الصورة:
واشتمل على أربعة مباحث:
المبحث الأول: الدين.
المبحث الثاني: الموروث الشعري.
المبحث الثالث: الطبيعة.
المبحث الرابع: الممدوح.
المحور الثاني: نتائج الدراسة:
ذكرت الباحثة أنها توصلت إلى النتائج الآتية فيما يلي نص بعض منها كما ذكرتها الباحثة:
* تمثلت الصورة البيانية في أنواع ثلاثة، هي: الصورة التشبيهية، والصورة الاستعارية، والصورة الكنائية. وقد تقصت ديوان الشاعر البحتري وتوغلت في اعماق نسيج الصورة لديه.
*يستند البحتري إلى مهاد تراثي عريق عّبر من خلال صورة البيانية، وتتنوع مصادر التراث لديه، فهناك التراث الإسلامي، والتراث الأدبي العربي، الذي يستأثر باهتمامه.
*يجيد البحتري نسج الصورة الكلية القائمة على عناقيد من الصور الجزئية المتسقة والمنسجمة بحيث تبرز من خلالها صورة ذات كيان عضوي، وتكون الصور الجزئية هي خلاياها الحية.
*يعد مذهب الشاعر امتداد للمذهب القديم، أو مدرسة التراث، فأن من يقرأ شعره يحس أنه لا يكاد يختلف عن شعر أسلافه في القرن الثاني، فهو يحافظ على التراث الفني في مادته وصورته، ولا ينزع به منزع ثقافي أو فلسفي.
*نظر البحتري إلى الطبيعة بوصفها مهاداً مهماً، يقف عليه شعره ويستمد منه صورة البيانية والشاعر قد يتابع الطبيعة حرفياً في وصف المطر والسحاب والبرق والربيع وأحياناً يمزج عناصر الطبيعة وظواهرها، فتبرز في شعره. وقد يبث في وصفه للطبيعة الحياة، فهو يعبر بذلك عن نوع من الاتصال القوي بين نفسه وبين الوجود من حوله. فصور الشاعر البيانية في وصف الطبيعة يتراءى فيها البناء كاملاً متناسقاً، فنجد أن الألوان تلتقي وتتداخل وتمتزج مع بعضها وكأنها لوحة فنية مكتملة.
*كانت الصورة التشبيهية هي الغالب على بقية الصور البيانية في شعر البحتري، وقد غلبت الصورة التشبيهية القائمة على التشبيه المقلوب في شعر البحتري سائر صورة التشبيهية الأخرى القائمة على التشبيه المرسل، والتشبيه المفصل، والتشبيه التمثيلي، وغيرها، ويبدو هذا من خلال كثرة ورود الصورة التشبيهة القائمة على التشبيه المقلوب.
*طغت الصورة الاستعارية المبنية على الاستعارة المكنية على صوره الاستعارية المستقاة من الاستعارة التصريحية، ويلمس قارئ شعره كثافة النوع الأول من صورة الاستعارية القائمة على التشخيص والتجسيم وبذلك فقد بث الشاعر الحياة في الظواهر والاشياء من حوله على نحو مشهود
*كانت صورة الكنائية قليلة قياساً بالصورة التشبيهية والصورة الاستعارية وقد جاء بعضها مستقلاً بذاته وبعضها الآخر منبثق من صور تشبيهية مستقاة من البيئة العربية القديمة.
*تمثل صور الشاعر الجزئية صورة مكتملة بحد ذاتها، سواء كانت صورة تشبيهية او استعارية او كنائية.
*تطغى صور الشاعر الحسية على صورة الذهنية على نحو مطلق، ففي الوقت الذي يزخر به شعر البحتري بأنماط الصور الحسية فأن صورة الذهنية نادرة، فضلاً عن أن الشاعر يقرن صورة الذهنية بمعطيات وتأثيرات الحس، إذ أننا رأينا أن شاعرنا يقرن الحسي بالخيال في أغلب صوره.
*يأتي ترتيب صور الشاعر الحسية من حيث ورودها في شعره حسب التسلسل الآتي: الصورة البصرية فالسمعية فالذوقية فاللمسية فالشمية، وربما لجأ الشاعر إلى التعبير عن اكثر من حاسة في الصورة الواحدة، وعلى طريقة ما يدعى بـ(تزامن الحواس).
*يغلب اللون الأحمر على بقية الألوان في صور البحتري الحسية، وذلك لتشعب دلالته وتنوع إيحائه في شعره، يليه اللون الأصفر، فالأخضر فالأبيض فالأسود.
*جاءت صور المرأة لدى الشاعر ثابتة، فهي الحبيبة، وقد تعددت صفاتها فهناك المرأة المدله والبخيلة المانعة والهاجرة. وقد عبر عن كل هذا من خلال صورة البيانية الحية.
*أكثر البحتري من ذكر الطيف في شعره، حتى لُقب بـ(شاعر الطيف)، وقد عبر عن ذلك من خلال صورة البيانية المتعددة، فهو يتحدث عن خيال صاحبته وزيارته له، وعن استفتاح بعض قصائده به بدلاً من الاستفتاح بالأبواب التي جرت ألسنة على الاستفتاح بها في عهد البحتري.
*أن احساس الشاعر البحتري بذاته قد تبلور من خلال صور بيانية دالة معبرة عن شدة اعتداده بنفسه وبقومه.
المراجع:
ميسون الحمداني، الصُّورَةُ البيانَّية في شِعْرِ البُحتري ، كلية التربية ،جامعة البصرة، جزء من متطلبات نيل درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها
، 1429هــ / 2008م