بهذا الاستسهال اللغوي والتفسخ المعنوي تصبح اللغة بظلالها السياسية والأيديولوجية لغماً خطراً.
توزع كلمة "عالِم" و"علاّمة" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على كل من هب ودب.
تفرغ كلمة "عالم" و"علامة" من مفهومها النبيل فتبتذل ابتذالاً لتحدث لاحقاً تأثيراً سلبياً في وعي الفرد والجماعة على حد سواء.
ويستسهل العرب والمغاربيون في منح صفة "العالم" لرجل الدين متوسط الثقافة، للولي الصالح، للشاعر الشعبي، للراقي، لحافظ القرآن الكريم، للقيم على زاوية من زوايا الطرقية، للمتصوف...
بهذا الاستسهال اللغوي والتفسخ المعنوي تصبح اللغة العربية بظلالها السياسية والأيديولوجية لغماً خطراً بحيث يتم تفريغ مفاهيم فلسفية أو علمية أو اجتماعية أو دينية من معانيها الأصلية لتقذف في استعمالات "شعبوية" خطرة و"غير مفكر فيها"، وهي في مثل هذا الوضع الاستعمالي تعود بالسلب على مجمل تاريخ الفكر والأفكار للأمة التي تستعمل هذه اللغة في إبداعها وفكرها الفلسفي والسياسي وفي اجتهاداتها الدينية المفترضة.
بهذا المعنى، وفي مثل هذه الحال، حين يتم تفريغ "المفهوم" من معناه، كما هو مفهوم "العالم" و"العلامة" يتحول إلى كارثة معرفية تصيب العقل الفردي والجمعي بعطب، تصيب الفهم بالعقم والارتجاج، تصيب العلم في مقتل وتشوش على الحياة الثقافية وعلى حرية التفكير، وتختلط حقول المعرفة وتتضارب.
وبحسب ملاحظتنا، يعد مفهوم "العالم" و"العلامة" من المفاهيم التي تعرضت للانتهاك والخرق عند العرب والمغاربيين المعاصرين، أي في لغتنا المعاصرة، فلقد تم تجفيف هذه الكلمة من مفهومها النبيل والكبير الذي تحمله في كل اللغات الأخرى في العالم وتحويله إلى عكس ما يعنيه أي أصبح مفهوم "العالم" ضد "العلم" الإيجابي.
فمن الاستعمال الخاطئ لكلمة "العالم" تسرب الجهل وأصبح توأم العلم.
من استعمال كلمة "العالم" و"العلامة" في الإعلام والسياسة والدين، تسلل الدجل ليغمر حياتنا اليومية وليصبح هذا الأخير توأم "العلم"، فتحت يافطة "العالم" أصبح "الراقي" طبيباً، وتحت غطاء "العالم" أصبح المشعوذ في المجتمع ذا مكانة أكبر وأهم من مكانة الطبيب النفساني.
تحت هيمنة الاستعمال الفاسد لمصطلح "العالم" يعيش المواطن العربي والمغاربي والمجتمع برمته حالاً من القلق المعرفي يختلط فيها الإيمان الفردي بقوانين العلم التطبيقي، والفقه بالدراسات الفيزيائية والطبيعية، والأدب بالأخلاق، والدنيا بالآخرة.
بمثل هذا الاستعمال المعطوب والخطير لمفهوم "العالم" ينتج خلل اجتماعي وفكري الذي يتولد عنه ومنه إنسان عربي ومغاربي مسلوب العقل، يفكر بالوصاية، فهذا "العالم" المزعوم هو من ينوب عنه في التفكير وفي التدبير، وجراء ذلك ينتج كسل عقلي جمعي وخمول فكري فردي وخوف وتوجس من كل نقد أو حرية في التفكير.
وأمام هذا الاستعمال الخطر لمصطلح "العالم" و"العلامة" تتم وبطريقة منظمة محاربة الاختلاف وتكريس ثقافة القطيع وتزييف الوعي.
وإذا كانت كلمة "عالم" تحيل في دلالاتها الأكثر اتساعاً، عادة، على الحقل الديني، فإنها بهذا الاستعمال المشوه تنتج إيماناً كاذباً في المجتمع وتجر الدين إلى "هاوية" السياسة والمتاجرة بالأخلاق.
لقد أنتج مفهوم "العالم" كما هو دارج عند العرب والمغاربيين المعاصرين سلسلة ثقافة الطاعة العمياء وكرس ثقافة الخوف وراكم ثقافة الاتباع وفضل ثقافة الحفظ وعلا من ثقافة النقل، وأمام ذلك أصبح "رأس المواطن" مستعمرة فكرية مغسولة الدماغ.
لقد أنتجت ظاهرة هيمنة مفهوم "العالم" في الإعلام والثقافة والفكر والإبداع خطاب "الوثوقية" المطلقة المشحون بكراهية الآخر وبالانتصار الموهوم وتضخيم الذات وتحقير الآخر.
لقد تسلل "الإرهاب" واستثمر في مفهوم "العالم" و"العلامة"، فكم من هؤلاء "العلماء"، هكذا يسمون في أدبياتهم الإعلامية والسياسية والفقهية الترويجية، هم قادة إرهاب على المستوى الأيديولوجي وهم لا يخفون ذلك، يتجلى التزامهم بالإرهاب من خلال ترسانة كبيرة من الفتاوى التي أغرقوا بها الساحة العربية والمغاربية، وكثيرون منهم وهم لا يخفون ذلك أيضاً كانوا وراء عمليات منظمة لتجنيد الشباب وانخراطه في الإرهاب الذي خرب دولاً وزرع الخوف والقتل وأباح النساء والعرض والأرض والمال. حدث هذا مع الشباب في المشرق وشمال أفريقيا وفي البلدان الأوروبية أيضاً.
كثير من المنظمات الإرهابية العابرة للقارات تتستر في عملها الإجرامي ضد المسلم وغير المسلم، ضد الأنا والآخر، ضد الخير، ضد السلم، ضد التعايش المتنوع، تتستر خلف بعض الأسماء التي تحمل اسم "العالم" الجليل.
في ظل ظاهرة الاستسهال في منح رتبة "العالم" و"العلامة" لكل من هب ودب، ضاعت الدنيا وضاع الدين ومعه ضاع الوطن وضاع المواطن، ضاع الحاضر والمستقبل أيضاً وسادت ثقافة الانتحار.
وفي مجتمعات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حين يريدون تكريس فكرة "العالم" ويطبعونها بقدسية مضاعفة يقولون عن "الشخص": "العلامة". "البحر الفهامة" وما إلى ذلك من الأوصاف، كل ذلك لوضع سياج مشوك على أسوار العقل كي لا يفكر ولا يجرؤ على الدخول إلى منطقة النقد.
أجمل ما في الحياة أن أوهامنا معنا
أيها السادة، من فضلكم، أوقفوا المهزلة، فليس كل "إمام" عالماً وليس كل من "حفظ القرآن الكريم" عالماً وليس كل من فسر القرآن عالماً وليس كل من قرأ صحيح البخاري "عالماً" وليس كل من حفظ 1000 بيت من الشعر الجاهلي أو العباسي "عالماً" وليس كل من تفصح في الفصاحة "عالماً" وليس كل شاعر شعبي عالماً وليس كل قيّم على زاوية أو طريقة صوفية عالماً.
أيها السادة أعيدوا إلى اللغة عقلها.
هناك فرق بين احترام حافظ القرآن الكريم والإمام الكريم من جهة وتقديس الجهل من جهة أخرى، الاحترام واجب ومحاربة تقديس الجهل واجب أيضاً.
هناك فرق بين "الاحترام" و"الغباء"
في تاريخنا الإسلامي لقد حاكم "علماء" الخليفة العلماء الحقيقيين فأمروا بقتلهم أو نفيهم أو تكفيرهم أو حرق كتبهم، والأمثلة كثيرة ولا تزال الحال قائمة، وما عاشه جابر بن حيان والكندي والرازي والفارابي وابن الهيثم وابن سينا وابن رشد إلا شاهداً على ذلك.
حين نقول عن فلان "عالماً" فيفترض أن ما يقوم به من نشاط فكري يندرج ضمن باب العقل والعقل حال نسبية، لذلك فنقده واجب وتاريخي وزمني، لكن نقد "العالم" المزيف المؤسس على دجل يجعل منه قريباً من "النبوة" و"العصمة"، نقده، يصنف في باب التكفير والتشكيك في الدين والخروج عن الملة والأمة والشك في الله تبارك وتعالى.
يبدو لي أن العرب والمغاربيين، بشكل عام، هم الشعوب الوحيدة التي تمنح كلمة "عالم" و"علامة" لأشخاص لا علاقة لهم بالعلم، بل في كثير من الحالات هم أعداء العقل الذي هو أصل العلم.
مع بالغ الاعتذار إلى العلماء الحقيقيين الذين خدموا البشرية عبر العصور وفي كل الحضارات واللغات والديانات، في الطب والفضاء والنبات والرياضيات وعلم الأوبئة وعلم الجينات وعلم اللسانيات والاقتصاد... ولا يزالون يجتهدون في المخابر ومراكز البحث في كل ركن من المعمورة، من أمثال أينشتاين وباستور ونيوتن وأرشيميد وابن الهيثم وابن سينا وفرويد وألويس آلزهايمر وجيمس باركنسون وإلياس زرهوني وستفين هوكينغ وغيرهم كثر.
أمين الزاوي
(المقال الأسبوعي المنشور بأندبندت اللندنية الخميس 22 سبتمبر 2022.
توزع كلمة "عالِم" و"علاّمة" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على كل من هب ودب.
تفرغ كلمة "عالم" و"علامة" من مفهومها النبيل فتبتذل ابتذالاً لتحدث لاحقاً تأثيراً سلبياً في وعي الفرد والجماعة على حد سواء.
ويستسهل العرب والمغاربيون في منح صفة "العالم" لرجل الدين متوسط الثقافة، للولي الصالح، للشاعر الشعبي، للراقي، لحافظ القرآن الكريم، للقيم على زاوية من زوايا الطرقية، للمتصوف...
بهذا الاستسهال اللغوي والتفسخ المعنوي تصبح اللغة العربية بظلالها السياسية والأيديولوجية لغماً خطراً بحيث يتم تفريغ مفاهيم فلسفية أو علمية أو اجتماعية أو دينية من معانيها الأصلية لتقذف في استعمالات "شعبوية" خطرة و"غير مفكر فيها"، وهي في مثل هذا الوضع الاستعمالي تعود بالسلب على مجمل تاريخ الفكر والأفكار للأمة التي تستعمل هذه اللغة في إبداعها وفكرها الفلسفي والسياسي وفي اجتهاداتها الدينية المفترضة.
بهذا المعنى، وفي مثل هذه الحال، حين يتم تفريغ "المفهوم" من معناه، كما هو مفهوم "العالم" و"العلامة" يتحول إلى كارثة معرفية تصيب العقل الفردي والجمعي بعطب، تصيب الفهم بالعقم والارتجاج، تصيب العلم في مقتل وتشوش على الحياة الثقافية وعلى حرية التفكير، وتختلط حقول المعرفة وتتضارب.
وبحسب ملاحظتنا، يعد مفهوم "العالم" و"العلامة" من المفاهيم التي تعرضت للانتهاك والخرق عند العرب والمغاربيين المعاصرين، أي في لغتنا المعاصرة، فلقد تم تجفيف هذه الكلمة من مفهومها النبيل والكبير الذي تحمله في كل اللغات الأخرى في العالم وتحويله إلى عكس ما يعنيه أي أصبح مفهوم "العالم" ضد "العلم" الإيجابي.
فمن الاستعمال الخاطئ لكلمة "العالم" تسرب الجهل وأصبح توأم العلم.
من استعمال كلمة "العالم" و"العلامة" في الإعلام والسياسة والدين، تسلل الدجل ليغمر حياتنا اليومية وليصبح هذا الأخير توأم "العلم"، فتحت يافطة "العالم" أصبح "الراقي" طبيباً، وتحت غطاء "العالم" أصبح المشعوذ في المجتمع ذا مكانة أكبر وأهم من مكانة الطبيب النفساني.
تحت هيمنة الاستعمال الفاسد لمصطلح "العالم" يعيش المواطن العربي والمغاربي والمجتمع برمته حالاً من القلق المعرفي يختلط فيها الإيمان الفردي بقوانين العلم التطبيقي، والفقه بالدراسات الفيزيائية والطبيعية، والأدب بالأخلاق، والدنيا بالآخرة.
بمثل هذا الاستعمال المعطوب والخطير لمفهوم "العالم" ينتج خلل اجتماعي وفكري الذي يتولد عنه ومنه إنسان عربي ومغاربي مسلوب العقل، يفكر بالوصاية، فهذا "العالم" المزعوم هو من ينوب عنه في التفكير وفي التدبير، وجراء ذلك ينتج كسل عقلي جمعي وخمول فكري فردي وخوف وتوجس من كل نقد أو حرية في التفكير.
وأمام هذا الاستعمال الخطر لمصطلح "العالم" و"العلامة" تتم وبطريقة منظمة محاربة الاختلاف وتكريس ثقافة القطيع وتزييف الوعي.
وإذا كانت كلمة "عالم" تحيل في دلالاتها الأكثر اتساعاً، عادة، على الحقل الديني، فإنها بهذا الاستعمال المشوه تنتج إيماناً كاذباً في المجتمع وتجر الدين إلى "هاوية" السياسة والمتاجرة بالأخلاق.
لقد أنتج مفهوم "العالم" كما هو دارج عند العرب والمغاربيين المعاصرين سلسلة ثقافة الطاعة العمياء وكرس ثقافة الخوف وراكم ثقافة الاتباع وفضل ثقافة الحفظ وعلا من ثقافة النقل، وأمام ذلك أصبح "رأس المواطن" مستعمرة فكرية مغسولة الدماغ.
لقد أنتجت ظاهرة هيمنة مفهوم "العالم" في الإعلام والثقافة والفكر والإبداع خطاب "الوثوقية" المطلقة المشحون بكراهية الآخر وبالانتصار الموهوم وتضخيم الذات وتحقير الآخر.
لقد تسلل "الإرهاب" واستثمر في مفهوم "العالم" و"العلامة"، فكم من هؤلاء "العلماء"، هكذا يسمون في أدبياتهم الإعلامية والسياسية والفقهية الترويجية، هم قادة إرهاب على المستوى الأيديولوجي وهم لا يخفون ذلك، يتجلى التزامهم بالإرهاب من خلال ترسانة كبيرة من الفتاوى التي أغرقوا بها الساحة العربية والمغاربية، وكثيرون منهم وهم لا يخفون ذلك أيضاً كانوا وراء عمليات منظمة لتجنيد الشباب وانخراطه في الإرهاب الذي خرب دولاً وزرع الخوف والقتل وأباح النساء والعرض والأرض والمال. حدث هذا مع الشباب في المشرق وشمال أفريقيا وفي البلدان الأوروبية أيضاً.
كثير من المنظمات الإرهابية العابرة للقارات تتستر في عملها الإجرامي ضد المسلم وغير المسلم، ضد الأنا والآخر، ضد الخير، ضد السلم، ضد التعايش المتنوع، تتستر خلف بعض الأسماء التي تحمل اسم "العالم" الجليل.
في ظل ظاهرة الاستسهال في منح رتبة "العالم" و"العلامة" لكل من هب ودب، ضاعت الدنيا وضاع الدين ومعه ضاع الوطن وضاع المواطن، ضاع الحاضر والمستقبل أيضاً وسادت ثقافة الانتحار.
وفي مجتمعات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حين يريدون تكريس فكرة "العالم" ويطبعونها بقدسية مضاعفة يقولون عن "الشخص": "العلامة". "البحر الفهامة" وما إلى ذلك من الأوصاف، كل ذلك لوضع سياج مشوك على أسوار العقل كي لا يفكر ولا يجرؤ على الدخول إلى منطقة النقد.
أجمل ما في الحياة أن أوهامنا معنا
أيها السادة، من فضلكم، أوقفوا المهزلة، فليس كل "إمام" عالماً وليس كل من "حفظ القرآن الكريم" عالماً وليس كل من فسر القرآن عالماً وليس كل من قرأ صحيح البخاري "عالماً" وليس كل من حفظ 1000 بيت من الشعر الجاهلي أو العباسي "عالماً" وليس كل من تفصح في الفصاحة "عالماً" وليس كل شاعر شعبي عالماً وليس كل قيّم على زاوية أو طريقة صوفية عالماً.
أيها السادة أعيدوا إلى اللغة عقلها.
هناك فرق بين احترام حافظ القرآن الكريم والإمام الكريم من جهة وتقديس الجهل من جهة أخرى، الاحترام واجب ومحاربة تقديس الجهل واجب أيضاً.
هناك فرق بين "الاحترام" و"الغباء"
في تاريخنا الإسلامي لقد حاكم "علماء" الخليفة العلماء الحقيقيين فأمروا بقتلهم أو نفيهم أو تكفيرهم أو حرق كتبهم، والأمثلة كثيرة ولا تزال الحال قائمة، وما عاشه جابر بن حيان والكندي والرازي والفارابي وابن الهيثم وابن سينا وابن رشد إلا شاهداً على ذلك.
حين نقول عن فلان "عالماً" فيفترض أن ما يقوم به من نشاط فكري يندرج ضمن باب العقل والعقل حال نسبية، لذلك فنقده واجب وتاريخي وزمني، لكن نقد "العالم" المزيف المؤسس على دجل يجعل منه قريباً من "النبوة" و"العصمة"، نقده، يصنف في باب التكفير والتشكيك في الدين والخروج عن الملة والأمة والشك في الله تبارك وتعالى.
يبدو لي أن العرب والمغاربيين، بشكل عام، هم الشعوب الوحيدة التي تمنح كلمة "عالم" و"علامة" لأشخاص لا علاقة لهم بالعلم، بل في كثير من الحالات هم أعداء العقل الذي هو أصل العلم.
مع بالغ الاعتذار إلى العلماء الحقيقيين الذين خدموا البشرية عبر العصور وفي كل الحضارات واللغات والديانات، في الطب والفضاء والنبات والرياضيات وعلم الأوبئة وعلم الجينات وعلم اللسانيات والاقتصاد... ولا يزالون يجتهدون في المخابر ومراكز البحث في كل ركن من المعمورة، من أمثال أينشتاين وباستور ونيوتن وأرشيميد وابن الهيثم وابن سينا وفرويد وألويس آلزهايمر وجيمس باركنسون وإلياس زرهوني وستفين هوكينغ وغيرهم كثر.
أمين الزاوي
(المقال الأسبوعي المنشور بأندبندت اللندنية الخميس 22 سبتمبر 2022.