رحم الله زمن الماضي الجميل حيث بساطة العيش وصفاء النفوس، والتعامل على الفطرة، حيث أيام الطفولة، والعيش في القرية بطبيعتها الجميلة الخلابة، ذكريات وذكريات غالية على نفس إنسان تمر على خاطر المرء فتجعله ضاحكا باكيا، وها هو الشاعر القدير الدكتور العشماوي يحدثنا عن الذكريات مرورها، وارتباطها بالماضي الجميل وارتباطها بالمكان، ويبين أن الأحبة رمز للذكريات المعطرة بلبل الشوق يهتف بأغلى الذكريات ،ويبين أن الغيث يروى الجنان بماء الذكريات، و يبين أن وجوه الذكريات تطل من سماء الحبِّ، وفيما يلي بيان ما قاله في ذلك:
*مرور الذكريات سِراعاً:
حيث يبين شاعرنا القدير الدكتور العشماوي مرور الذكريات الغالية سريعة حيث أيام الطفولة والشباب وصولا للشيخوخة (اللهم أحسن لنا الخاتمة وتوفنا وأنت راض عنا، ونجنا من كل مكروه وسوء في الدنيا والأخرة) آمين
فها هو العشماوي يبين أن وجوه الذكريات تطل على ساحات قلبه:
أما ترى في سماء الحب نافذة تفضي إليك بسر غير منكتم
تطل منها وجوه الذكريات على ساحات قلبك لم تقعدْ ولم تقم (1)
ويقول عن مرور الذكريات سِراعاً:
تمرّ الذكريات بنا سِراعاً
وما أغلى مرورَ الذكرياتِ
عَبَرتُ طفولتي حتى تراءى
شبابٌ كالغصونِ الناضراتِ
ومن شَرْخِ الشبابِ عَبَرْتُ دربي
كغيري خائضاً لُجَجَ الحياةِ
وغايةُ ما يُؤمّلُ قلبُ حُرٍّ
رِضا المَولى وفَوزٌ بالنّجاةِ
ارتباط الذكريات بالماضي الجميل:
يبين العشماوي أن كل الذكريات جميلة حيث الطفولة ببهجتها، وفترة الصبا التي يرتبط فيها المرء بهويته ووطنه وعروبته حيث حب لغة الضاد وفي ذلك يقول:
هي الذكرى تعيد إليّ وجهاً
من الماضي وواحتِه الجميلةْ
تزفّ ليَ الطفولةَ في ثيابٍ
مُزخرفةٍ بأزهار الخميلةْ
وترسم لي ملامحَ من صبيٍّ
أحبَّ روائعَ اللغة الأصيلةْ
ارتباط الذكريات بالمكان:
يبين شاعر الألفية ارتباط الذكريات بالمكان حيث يحدثنا عن ذكريات السكنى في الديار واصفا تلك الديار، مبينا أنها ديار خير، واصفًا قريته التليدة ، وفيما يلي بيان ما قاله في ذلك :
سلوا كلّ بيتٍ شامخٍ في ديارنا ذكريات
حجارته من راسيات الجلامدِ
سَواريه من طلحٍ وأثلٍ وعرعرٍ
وطينتُه من أرض سعدٍ وراشدِ
هنا ذكرياتٌ يعلم الله أنها
تحرّك عندي لهفةَ المُتواجدِ
ويقول:
بقاع الخير فيها ذاب حزني
بقاع الخير فيها ذاب حزني
وألبسني الهدى أغلى وسام
وفوق رمالها ركضت خيولٌ
من الذكرى مُذَهَّبةُ اللجامِ
وقد حملت من التاريخ كنزاً
به جاءت لتنــــــبيه النيامِ
أرى قمماً هناك بعين قلبي
وعين القلب تبصر في الظلامِ
ويقول عن قريته عراء التي أنجبت خير شاعر مخضرم في الألفية الثالثة (بارك الله فيه):
أقول لقريتي: هيّا اعذريني
على الدمعِ الذي ذرفتْ عيوني
رويدَكِ يا عراءُ فإن قلبي
يلاقي ما يلاقي من شجونِ
عرفتكِ واحةً خضراءَ، فيها
أرى أمي الحبيبةَ تحتويني
وفيها ذكرياتُ أبٍ حبيبٍ
غزيرِ العلمِ مَوفورِ اليقينِ
وذكرى جدّتي الأغلى وجدي
على ما كان من خلُقٍ ودينِ
تذكر القرية بنبات الكادي:
يقول شاعرنا القدير الدكتور العشماوي عن تذكر القرية بنبات الكادي:
يا"شِلْخةَ" الكاذي متى نلتقي؟
في قريتي في روضها المُورِقِ
نَستذكِرُ الماضي وأيامَه
ومن ينابيعِ الرّضا نستقي
نَسْتنطِقُ الوادي وأشجارَه
والسَّفحَ، كم يَهفو لِمُسْتَنْطِقِ
ياشِلْخةَ الكاذي كأنّي أرى
أمّي على هذا البياض النّقي
الوطن لحن كل القصائد:
ويقول العشماوي في قصيدة " من القلب ":
لما جعلُتكِ لحنَ كلِّ قصائدي كادت جبال الذكريات تميدُ
هزّت جميع قصائدي أغصانها طربًا، وهنأ نفسه التغريد
أنا يا حياة القلب إنسان له نفسٌ تتوق وتشتهي وتريد (2)
الأحبة رمز للذكريات المعطرة:
يبين شاعرنا الدكتور العشماوي أن الأحبة رمز للذكريات المعطرة فيقول في قصيدة (عندما يحزن العيد):
أصبحتُ في يوم عيدي والسؤال على***ثغري يئن وفي الأحشاء نيران
أين الأحبة ؟.. لا غيم ٌ ولا مطرٌ*** ولا رياضٌ ولا ظلٌّ وأغصانُ؟
أين الأحبة ؟.. لا نجوى معطرةٌ *** بالذكريات ،ولا شيحٌ وريحانُ؟
أين الأحبة ؟ لا بدر يلوح لنا*** ولا نجوم بها الظلماء تزدان
أين الأحبة ؟ لا بحرٌ ولا جزرُ*** تبدو ،ولا سفنٌ تجري وشطآن؟
أين الأحبة ؟ وارتد السؤال إلي *** صدري سهامًا لها في الطعن إمعانُ؟ (3)
بلبل الشوق يهتف بأغلى الذكريات
في قصيدة (حدثيني) ها هو بلبل الشوق يهتف بأغلى الذكريات:
حدثيني بلسان الحب يا أنس حياتي
واهتفي يا بلبل الشوق بأغلى الذكريات
لغة الحب التي أفهمها أسمى اللغات (4)
الغيث يروى الجنان بماء الذكريات جناني:
يبين شاعرنا عن الغيث الذي يهز ثيابه يروي جنانه بماء الذكريات حيث يقول في قصيدة (شدا لك قلبي):
أتيتُك ظمآن الفؤاد فمدّ لي *** حنانُك كفّا حرةً وسقاني
وأحسست أن الغيث هزَّ ثيابه *** فأروى بماء الذكريات جناني (5)
وجوه الذكريات تطل من سماء الحبِّ :
يبين الشاعر أن وجوه الذكريات تطل من سماء الحبِّ؛ فيقول في قصيدة (يا عازف الحرف):
أما ترى في سماء الحب نافذة **تفضي إليك بسر غير منكتم
تطل منها وجوه الذكريات على ** ساحات قلبك لم تقعدْ ولم تَقمِ
أمامها شجرة الإحساس راحلة **فروعه في سماوات من الحلُمِ
خلفها ألف ذكرى، ألف خاطرة ** معصوبة الرأس لم ترحل ولم تُقم (6)
المراجع:
عبد الرحمن العشماوي: ديوان مراكب ذكرياتي ،الرياض ،مكتبة العبيكان ،1424هـ
(1) عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة(يا عازف الحرف) ،ص101
(2) عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، ص124
(3)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (عندما يحزن العيد)،ص139- 140
(4)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )،ص83
(5)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة(شدا لك قلبي)،ص111
(6) عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة(يا عازف الحرف) ،ص101
*مرور الذكريات سِراعاً:
حيث يبين شاعرنا القدير الدكتور العشماوي مرور الذكريات الغالية سريعة حيث أيام الطفولة والشباب وصولا للشيخوخة (اللهم أحسن لنا الخاتمة وتوفنا وأنت راض عنا، ونجنا من كل مكروه وسوء في الدنيا والأخرة) آمين
فها هو العشماوي يبين أن وجوه الذكريات تطل على ساحات قلبه:
أما ترى في سماء الحب نافذة تفضي إليك بسر غير منكتم
تطل منها وجوه الذكريات على ساحات قلبك لم تقعدْ ولم تقم (1)
ويقول عن مرور الذكريات سِراعاً:
تمرّ الذكريات بنا سِراعاً
وما أغلى مرورَ الذكرياتِ
عَبَرتُ طفولتي حتى تراءى
شبابٌ كالغصونِ الناضراتِ
ومن شَرْخِ الشبابِ عَبَرْتُ دربي
كغيري خائضاً لُجَجَ الحياةِ
وغايةُ ما يُؤمّلُ قلبُ حُرٍّ
رِضا المَولى وفَوزٌ بالنّجاةِ
ارتباط الذكريات بالماضي الجميل:
يبين العشماوي أن كل الذكريات جميلة حيث الطفولة ببهجتها، وفترة الصبا التي يرتبط فيها المرء بهويته ووطنه وعروبته حيث حب لغة الضاد وفي ذلك يقول:
هي الذكرى تعيد إليّ وجهاً
من الماضي وواحتِه الجميلةْ
تزفّ ليَ الطفولةَ في ثيابٍ
مُزخرفةٍ بأزهار الخميلةْ
وترسم لي ملامحَ من صبيٍّ
أحبَّ روائعَ اللغة الأصيلةْ
ارتباط الذكريات بالمكان:
يبين شاعر الألفية ارتباط الذكريات بالمكان حيث يحدثنا عن ذكريات السكنى في الديار واصفا تلك الديار، مبينا أنها ديار خير، واصفًا قريته التليدة ، وفيما يلي بيان ما قاله في ذلك :
سلوا كلّ بيتٍ شامخٍ في ديارنا ذكريات
حجارته من راسيات الجلامدِ
سَواريه من طلحٍ وأثلٍ وعرعرٍ
وطينتُه من أرض سعدٍ وراشدِ
هنا ذكرياتٌ يعلم الله أنها
تحرّك عندي لهفةَ المُتواجدِ
ويقول:
بقاع الخير فيها ذاب حزني
بقاع الخير فيها ذاب حزني
وألبسني الهدى أغلى وسام
وفوق رمالها ركضت خيولٌ
من الذكرى مُذَهَّبةُ اللجامِ
وقد حملت من التاريخ كنزاً
به جاءت لتنــــــبيه النيامِ
أرى قمماً هناك بعين قلبي
وعين القلب تبصر في الظلامِ
ويقول عن قريته عراء التي أنجبت خير شاعر مخضرم في الألفية الثالثة (بارك الله فيه):
أقول لقريتي: هيّا اعذريني
على الدمعِ الذي ذرفتْ عيوني
رويدَكِ يا عراءُ فإن قلبي
يلاقي ما يلاقي من شجونِ
عرفتكِ واحةً خضراءَ، فيها
أرى أمي الحبيبةَ تحتويني
وفيها ذكرياتُ أبٍ حبيبٍ
غزيرِ العلمِ مَوفورِ اليقينِ
وذكرى جدّتي الأغلى وجدي
على ما كان من خلُقٍ ودينِ
تذكر القرية بنبات الكادي:
يقول شاعرنا القدير الدكتور العشماوي عن تذكر القرية بنبات الكادي:
يا"شِلْخةَ" الكاذي متى نلتقي؟
في قريتي في روضها المُورِقِ
نَستذكِرُ الماضي وأيامَه
ومن ينابيعِ الرّضا نستقي
نَسْتنطِقُ الوادي وأشجارَه
والسَّفحَ، كم يَهفو لِمُسْتَنْطِقِ
ياشِلْخةَ الكاذي كأنّي أرى
أمّي على هذا البياض النّقي
الوطن لحن كل القصائد:
ويقول العشماوي في قصيدة " من القلب ":
لما جعلُتكِ لحنَ كلِّ قصائدي كادت جبال الذكريات تميدُ
هزّت جميع قصائدي أغصانها طربًا، وهنأ نفسه التغريد
أنا يا حياة القلب إنسان له نفسٌ تتوق وتشتهي وتريد (2)
الأحبة رمز للذكريات المعطرة:
يبين شاعرنا الدكتور العشماوي أن الأحبة رمز للذكريات المعطرة فيقول في قصيدة (عندما يحزن العيد):
أصبحتُ في يوم عيدي والسؤال على***ثغري يئن وفي الأحشاء نيران
أين الأحبة ؟.. لا غيم ٌ ولا مطرٌ*** ولا رياضٌ ولا ظلٌّ وأغصانُ؟
أين الأحبة ؟.. لا نجوى معطرةٌ *** بالذكريات ،ولا شيحٌ وريحانُ؟
أين الأحبة ؟ لا بدر يلوح لنا*** ولا نجوم بها الظلماء تزدان
أين الأحبة ؟ لا بحرٌ ولا جزرُ*** تبدو ،ولا سفنٌ تجري وشطآن؟
أين الأحبة ؟ وارتد السؤال إلي *** صدري سهامًا لها في الطعن إمعانُ؟ (3)
بلبل الشوق يهتف بأغلى الذكريات
في قصيدة (حدثيني) ها هو بلبل الشوق يهتف بأغلى الذكريات:
حدثيني بلسان الحب يا أنس حياتي
واهتفي يا بلبل الشوق بأغلى الذكريات
لغة الحب التي أفهمها أسمى اللغات (4)
الغيث يروى الجنان بماء الذكريات جناني:
يبين شاعرنا عن الغيث الذي يهز ثيابه يروي جنانه بماء الذكريات حيث يقول في قصيدة (شدا لك قلبي):
أتيتُك ظمآن الفؤاد فمدّ لي *** حنانُك كفّا حرةً وسقاني
وأحسست أن الغيث هزَّ ثيابه *** فأروى بماء الذكريات جناني (5)
وجوه الذكريات تطل من سماء الحبِّ :
يبين الشاعر أن وجوه الذكريات تطل من سماء الحبِّ؛ فيقول في قصيدة (يا عازف الحرف):
أما ترى في سماء الحب نافذة **تفضي إليك بسر غير منكتم
تطل منها وجوه الذكريات على ** ساحات قلبك لم تقعدْ ولم تَقمِ
أمامها شجرة الإحساس راحلة **فروعه في سماوات من الحلُمِ
خلفها ألف ذكرى، ألف خاطرة ** معصوبة الرأس لم ترحل ولم تُقم (6)
المراجع:
عبد الرحمن العشماوي: ديوان مراكب ذكرياتي ،الرياض ،مكتبة العبيكان ،1424هـ
(1) عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة(يا عازف الحرف) ،ص101
(2) عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، ص124
(3)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (عندما يحزن العيد)،ص139- 140
(4)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )،ص83
(5)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة(شدا لك قلبي)،ص111
(6) عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة(يا عازف الحرف) ،ص101