اما القوافي فهي تعتمد على الحرف الاخير من البيت الشعري وحركته وحركة الحرف الذي قبله ويسمى الروي فقديما كانت القصيدة نهاية ابياتها كائنة على وتيرة واحدة ونسق واحد وروي واحد مهما طالت القصيدة او قصرت فهي من بحر واحد وقافية واحدة ويشكل الحرف الاخير قافية القصيدة فيقال هذه قصيدة بائية اذا كانت قافيتها منتهية بحرف الباء ورائية اذا كانت قافيتها منتهية بحرف الراء وهكذا يقال ميمية اونونية او لامية.
وفي العصرالعباسي فقد اوجد التطور انواعا اخرى من القصيد منها المربع ومنها المخمس والمشطور ومنها ما يسمى الموشح والمواليا وهكذا الا ان الجميع كانت تحتكم الى البحور الشعرية العربية الستة عشر ولا تخرج منها الا نادرا وحسب مقتضات القصيدة والضرورة الشعرية التي اجازت للشاعر ما لم تجزه لغيره.
اما فيما يخص الفنون الشعرية واغراضها وكيفية تطورها فاقول:
مما لاشك فيه ان الأغراض الشعرية في العصر العباسي هي امتداد للأغراض الشعرية في العصور السابقة ولكنَّ هذا لا يعني عدم بروز موضوعات جديدة فقد تطورت الموضوعات التقليدية في العصر العباسي في الشعر وبرزت موضوعات جديدة في هذا العصر واهمها مايلي:
واول هذه الفنون الفخر والمدح وهي اغراض شعرية معروفة منذ العصر الجاهلي ومتداخلة بين الفخر والمدح وفي العصر العباسي اشتق فن المدح لنفسه مضامين جديدة فقد برز الإلحاح في هذا العصر على المعاني الإسلامية خاصةً في مدح الخلفاء والوزراء على نحو لم يُعهد مِنْ قبل. فالخليفة في نظر الشعراء هو إمام المسلمين وحامي حمى الإسلام وقد بالغ الشعراء في وصف مكانة الممدوح الدينية لاحظ قول أبي نؤاس في مدح الخليفة هارون الرشيد وهي حالة جديدة لم يسبق لها مثيل:
لقـد اتقيتَ الله حقَّ تُقـاتـه = و جَهَدْتَ نفسك فوق جُهدِ المُتقي
وَ أَخفْتَ أهلَ الشِرك حتى أَنَّه = لَتخَافكَ النُطف التي لَمْ تُخلقِ
كمَا قام الشعراء بتصوير الأحداث والحروب في قصائد المدح والفخر وبذلك أصحبت قصائد المدح وثائق تاريخية تُصوَّر البطولات العربية. وافضل ما قيل بهذا المعنى قصيدة أبي تمام في فتح مدينة عمورية:
السيف أصدق إنباءً من الكتب = في حدَّهِ الحَدُّ بينَ الجد واللعبٍ
وبروز حالات التجديد في هذا الفن مثل مدح المدن والتعصب لها و الإفاضة في تعداد محاسنها وأشهر المدن التي مُدحت الكوفة والبصرة وبغداد باعتبار هذه المدن مراكز رئيسية للحياة الفكرية و الاجتماعية والاقتصادية في العالم الاسلامي او الدولة العربية . لاحظ قول عمارة بن عقيل في مدح بغداد:
أعاينت في طول من الأرض أو = عرض كبغداد داراً إنها جنة الأرضِ
صفا العيش في بغداد واخضر عوده = وعيش سواها غير صاف ولا غض
تطول بها الأعمار إن غذاءها مريء = وبعض الأرض أمرؤ من بعض
*
والغزل من الفنون المعروفة منذ القدم في العصر الجاهلي وقد تميز فيه عدة اتجاهات الاول التغزل بالمرأة وفيه اتجاهين الغزل الحسي الجسدي والثاني الغزل العفيف – لاحظ كتابي ( الغزل في الشعرالعربي ) وقد أدَّ ت طبيعة الحياة في العصر العباسي إلى ازدهار فن الغزل فبرزت فيه أنواع من الغزل كالغزل القصصي وهو امتداد لما كان معروفًا في العصور السابقة وكذلك الغزل الحسي او الجسدي ولكنه صارأكثر مجونًا وخلاعة وتعابثًا. وللزندقة والشعوبية دور كبير في شيوع هذا الغزل وانتشاره وتعدد الملاهي وذيوع الآراء والافكار الإباحية التي نشرها الموالي .
نلاحظ قول حماد عجرد في الغزل:
أني لأهوى (جوهراً) = ويحب قلبي قلبها
وأحب من حبّي لها = من ودَّها وأحبها
وأحب جارية لها = تخفي وتكتم ذنبها
ومن الغزل العفيف وهو امتداد للغزل العذري الذي ساد في العصر الاموي قول العباس بن الاحنف يتغزل في حبيبته:
ألم تعلمي يا فوز أني معـــــــــــــذب ُ = بحبكم، والحين للمرء يجلـــــــــــــب ُ
وقد كنت أبكيكم بيثرب مـــــــــــــــــرة ً = وكانت منى نفسي من الأرض ِ يثـــرب ُ
أُؤملكم حتى إذا ما رجعتمـــــــــــــــــــوا = أتاني صدود ٌ منكم ُ وتجنــــــــــــــــــب ُ
فان ساءكم ما بي من الصبر، فارحموا = وان سرّكم هذا العذاب، فعذّبــــــــــــوا
فأصبحت ُ فيما كان بيني وبينكـــــــــــم = أحدّث عنكم من لقيت ُ فيعجـــــــــــــب
ولون جديد او اخر ظهرَ في الشعر العباسي هو الغزل بالغلمان أو الغزل بالمذكر. على ايدي نخبة من الشعراء المجان مثل والبة بن الحباب وابي نؤاس والحسين بن الضحاك وغيرهم .
يقول والبة بن الحباب في غلام متغزلا به:
ﻗﻠﺕ ﻟﺴﺎﻗﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ خلوﺓ = ﺃﺩﻥ كدا رﺃسك من رأسي
ﻭنم ﻋﻠﻰ ﻭجهك ﻟﻲ ساﻋﺔ = ﺇني لاﻤﺭﺅ ﺃنكح جلاسي
وهناك نوع اخر من الغزل هو الغزل الصوفي وهو نوع جديد وهو وليد شعرالزهد .وقد تطرّق الصوفيون إلى الحب فجعلوا منه النور الذي يُستضاء به والسر الذي يتكئ عليه والمشعل الذي يسير الصوفي على هداه ليؤكدوا قاعدة اساسية هي ( أن الحب هو طريق الوصول إلى الله ) وهذا يعني أن غاية الحب القصوى هي حب الله تعالى او الاتصال بالله مما يمهد الطريق للمعارف والإشراقات والفتوحات وتلازم الأقوال والأفعال مع بعضها ليكون الحب الإلهي قمة السلوك البشري الرفيع كالتوبة والإنابة والورع والزهد، والتوكل والرضى .. وما إلى ذلك مما يدعو إلى التحرر من صرخة الجسد وطغيان الرغبات الحسية او الجنسية والترفع إلى المعاني الراقية والمراتب الذوقية التي تنأى في كل الأحوال عن شؤون المعرفة العقلية حيث الذوقُ والكشفُ وميلُ القلب إلى الله وليس لسواه، فيطيب عيشه فالحب الصوفي فناء مطلق يجعل من الحب والمحبوب كُلاً موحِّداً –
لاحظ كتابي (شرح ديوان الشيخ عبد القادرالكيلاني وشئ في تصوفه) الجزء الاول الصفحات \ 93-104 .
فالحب الروحي المثالي المجرد عن رغبة الجسد ونزوة الغريزة، يجعل من صاحبه في حالة اندماج والتصاق حقيقي بالمحبوب فتتألق النزعة الوجدانية الصافية في شعر الحب الصوفي .
ولاحظ قول السهروردي:
لمعت نارهم وقد عسـعس = الليل وملّ الحادي وحار الدليل
فتأملتها وفكري من البيـن = علـيل، ولحظ الغرام الدخيلُ
وفؤادي ذاك الفؤاد المعنّى وغـرامي ذاك الغرام الدخيلُ
ثم مالوا إلى الملام فقالوا: = خُلَّبٌ مـا رأيـت أم تـخييلُ
اما في فن الوصف فالشعراء بطبيعة انفسهم ودواخلهم وصّافون وبسبب اتساع خيالهم ودقة ملاحظتهم فالشعر العربي زاخر بفن الوصف ابتداء من العصر الجاهلي وحتى الشعرالمعاصر في هذا الوقت. اما في العصر العباسي فنظرا للتطور الحضاري والنمو الاقتصادي والحياة المترفة فقد اتسع مجال الوصف وظهرت عدة اتجاهات في الوصف اهمها الاتجاه القديم وقد امتدت يد الحضارة لهذا الاتجاه بالتهذيب والتطوير وفقا للتطور الزمني والحضاري وفيه وصف الشعراء الرحلة في الصحراء ووصف الناقة والفرس والليل والنجوم ووصف المعارك والحروب ومن ثم الاتجاه التجديدي في العصر العباسي ويتمثل في الابتكار الجديد اذ كان نتاج التطور الحضاري والنمو الاقتصادي وشيوع الترف والاسراف، وفيه وصفوا المظاهر الحضارية كالجسور والحدائق والبساتين والرياض والحدائق والزهور والموائد والقصور والمآكل والمشارب.
نلاحظ قول ابي الفرج في وصف جسر جديد شيد على نهر دجلة:
أيا حبذا جسراً على متن دجلة = بإتقان تأسيس وحسنٍ ورونق
جمالٌ وفخر للعراق ونزهة = وسلوة من أضناه فرط التشوق
كما وصفوا القصور وما فيها من فرش وأثاث ورياش وما يحيط بها من حدائق غنّاء منسقة وما فيها من ورود وازهار مختلفة الالوان والاريج تتغني فيها الطيور وتلعب فيها الظباء والغزلان ووصفوا الآلات الموسيقية والنغمية والألعاب ورحلات الصيد والطرد ووصفوا الخمرة ومجالسها وأدواتها وسقاتها وغلمانها وما يتردد فيها من أصوات المغنين والمغنيات.
يتــــــــــــع
امير البيـــــــــان العربي
د. فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق -ديالى – بلـــــد روز
www.alnaked-aliraqi.net
د. فالح نصيف الكيلاني: الشعرفي العصرالعباسي الاول (5) القسم الخامس - الناقد العراقي
اما القوافي فهي تعتمد على الحرف الاخير من البيت الشعري وحركته وحركة الحرف الذي قبله ويسمى الروي فقديما كانت القصيدة نهاية ابياتها كائنة على وتيرة واحدة ونسق واحد وروي واحد مهما طالت القصيدة او قصرت فهي من بحر واحد وقافية واحدة ويشكل الحرف الاخير قافية القصيدة فيقال هذه قصيدة بائية اذا كانت...
www.alnaked-aliraqi.net www.alnaked-aliraqi.net
وفي العصرالعباسي فقد اوجد التطور انواعا اخرى من القصيد منها المربع ومنها المخمس والمشطور ومنها ما يسمى الموشح والمواليا وهكذا الا ان الجميع كانت تحتكم الى البحور الشعرية العربية الستة عشر ولا تخرج منها الا نادرا وحسب مقتضات القصيدة والضرورة الشعرية التي اجازت للشاعر ما لم تجزه لغيره.
اما فيما يخص الفنون الشعرية واغراضها وكيفية تطورها فاقول:
مما لاشك فيه ان الأغراض الشعرية في العصر العباسي هي امتداد للأغراض الشعرية في العصور السابقة ولكنَّ هذا لا يعني عدم بروز موضوعات جديدة فقد تطورت الموضوعات التقليدية في العصر العباسي في الشعر وبرزت موضوعات جديدة في هذا العصر واهمها مايلي:
واول هذه الفنون الفخر والمدح وهي اغراض شعرية معروفة منذ العصر الجاهلي ومتداخلة بين الفخر والمدح وفي العصر العباسي اشتق فن المدح لنفسه مضامين جديدة فقد برز الإلحاح في هذا العصر على المعاني الإسلامية خاصةً في مدح الخلفاء والوزراء على نحو لم يُعهد مِنْ قبل. فالخليفة في نظر الشعراء هو إمام المسلمين وحامي حمى الإسلام وقد بالغ الشعراء في وصف مكانة الممدوح الدينية لاحظ قول أبي نؤاس في مدح الخليفة هارون الرشيد وهي حالة جديدة لم يسبق لها مثيل:
لقـد اتقيتَ الله حقَّ تُقـاتـه = و جَهَدْتَ نفسك فوق جُهدِ المُتقي
وَ أَخفْتَ أهلَ الشِرك حتى أَنَّه = لَتخَافكَ النُطف التي لَمْ تُخلقِ
كمَا قام الشعراء بتصوير الأحداث والحروب في قصائد المدح والفخر وبذلك أصحبت قصائد المدح وثائق تاريخية تُصوَّر البطولات العربية. وافضل ما قيل بهذا المعنى قصيدة أبي تمام في فتح مدينة عمورية:
السيف أصدق إنباءً من الكتب = في حدَّهِ الحَدُّ بينَ الجد واللعبٍ
وبروز حالات التجديد في هذا الفن مثل مدح المدن والتعصب لها و الإفاضة في تعداد محاسنها وأشهر المدن التي مُدحت الكوفة والبصرة وبغداد باعتبار هذه المدن مراكز رئيسية للحياة الفكرية و الاجتماعية والاقتصادية في العالم الاسلامي او الدولة العربية . لاحظ قول عمارة بن عقيل في مدح بغداد:
أعاينت في طول من الأرض أو = عرض كبغداد داراً إنها جنة الأرضِ
صفا العيش في بغداد واخضر عوده = وعيش سواها غير صاف ولا غض
تطول بها الأعمار إن غذاءها مريء = وبعض الأرض أمرؤ من بعض
*
والغزل من الفنون المعروفة منذ القدم في العصر الجاهلي وقد تميز فيه عدة اتجاهات الاول التغزل بالمرأة وفيه اتجاهين الغزل الحسي الجسدي والثاني الغزل العفيف – لاحظ كتابي ( الغزل في الشعرالعربي ) وقد أدَّ ت طبيعة الحياة في العصر العباسي إلى ازدهار فن الغزل فبرزت فيه أنواع من الغزل كالغزل القصصي وهو امتداد لما كان معروفًا في العصور السابقة وكذلك الغزل الحسي او الجسدي ولكنه صارأكثر مجونًا وخلاعة وتعابثًا. وللزندقة والشعوبية دور كبير في شيوع هذا الغزل وانتشاره وتعدد الملاهي وذيوع الآراء والافكار الإباحية التي نشرها الموالي .
نلاحظ قول حماد عجرد في الغزل:
أني لأهوى (جوهراً) = ويحب قلبي قلبها
وأحب من حبّي لها = من ودَّها وأحبها
وأحب جارية لها = تخفي وتكتم ذنبها
ومن الغزل العفيف وهو امتداد للغزل العذري الذي ساد في العصر الاموي قول العباس بن الاحنف يتغزل في حبيبته:
ألم تعلمي يا فوز أني معـــــــــــــذب ُ = بحبكم، والحين للمرء يجلـــــــــــــب ُ
وقد كنت أبكيكم بيثرب مـــــــــــــــــرة ً = وكانت منى نفسي من الأرض ِ يثـــرب ُ
أُؤملكم حتى إذا ما رجعتمـــــــــــــــــــوا = أتاني صدود ٌ منكم ُ وتجنــــــــــــــــــب ُ
فان ساءكم ما بي من الصبر، فارحموا = وان سرّكم هذا العذاب، فعذّبــــــــــــوا
فأصبحت ُ فيما كان بيني وبينكـــــــــــم = أحدّث عنكم من لقيت ُ فيعجـــــــــــــب
ولون جديد او اخر ظهرَ في الشعر العباسي هو الغزل بالغلمان أو الغزل بالمذكر. على ايدي نخبة من الشعراء المجان مثل والبة بن الحباب وابي نؤاس والحسين بن الضحاك وغيرهم .
يقول والبة بن الحباب في غلام متغزلا به:
ﻗﻠﺕ ﻟﺴﺎﻗﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ خلوﺓ = ﺃﺩﻥ كدا رﺃسك من رأسي
ﻭنم ﻋﻠﻰ ﻭجهك ﻟﻲ ساﻋﺔ = ﺇني لاﻤﺭﺅ ﺃنكح جلاسي
وهناك نوع اخر من الغزل هو الغزل الصوفي وهو نوع جديد وهو وليد شعرالزهد .وقد تطرّق الصوفيون إلى الحب فجعلوا منه النور الذي يُستضاء به والسر الذي يتكئ عليه والمشعل الذي يسير الصوفي على هداه ليؤكدوا قاعدة اساسية هي ( أن الحب هو طريق الوصول إلى الله ) وهذا يعني أن غاية الحب القصوى هي حب الله تعالى او الاتصال بالله مما يمهد الطريق للمعارف والإشراقات والفتوحات وتلازم الأقوال والأفعال مع بعضها ليكون الحب الإلهي قمة السلوك البشري الرفيع كالتوبة والإنابة والورع والزهد، والتوكل والرضى .. وما إلى ذلك مما يدعو إلى التحرر من صرخة الجسد وطغيان الرغبات الحسية او الجنسية والترفع إلى المعاني الراقية والمراتب الذوقية التي تنأى في كل الأحوال عن شؤون المعرفة العقلية حيث الذوقُ والكشفُ وميلُ القلب إلى الله وليس لسواه، فيطيب عيشه فالحب الصوفي فناء مطلق يجعل من الحب والمحبوب كُلاً موحِّداً –
لاحظ كتابي (شرح ديوان الشيخ عبد القادرالكيلاني وشئ في تصوفه) الجزء الاول الصفحات \ 93-104 .
فالحب الروحي المثالي المجرد عن رغبة الجسد ونزوة الغريزة، يجعل من صاحبه في حالة اندماج والتصاق حقيقي بالمحبوب فتتألق النزعة الوجدانية الصافية في شعر الحب الصوفي .
ولاحظ قول السهروردي:
لمعت نارهم وقد عسـعس = الليل وملّ الحادي وحار الدليل
فتأملتها وفكري من البيـن = علـيل، ولحظ الغرام الدخيلُ
وفؤادي ذاك الفؤاد المعنّى وغـرامي ذاك الغرام الدخيلُ
ثم مالوا إلى الملام فقالوا: = خُلَّبٌ مـا رأيـت أم تـخييلُ
اما في فن الوصف فالشعراء بطبيعة انفسهم ودواخلهم وصّافون وبسبب اتساع خيالهم ودقة ملاحظتهم فالشعر العربي زاخر بفن الوصف ابتداء من العصر الجاهلي وحتى الشعرالمعاصر في هذا الوقت. اما في العصر العباسي فنظرا للتطور الحضاري والنمو الاقتصادي والحياة المترفة فقد اتسع مجال الوصف وظهرت عدة اتجاهات في الوصف اهمها الاتجاه القديم وقد امتدت يد الحضارة لهذا الاتجاه بالتهذيب والتطوير وفقا للتطور الزمني والحضاري وفيه وصف الشعراء الرحلة في الصحراء ووصف الناقة والفرس والليل والنجوم ووصف المعارك والحروب ومن ثم الاتجاه التجديدي في العصر العباسي ويتمثل في الابتكار الجديد اذ كان نتاج التطور الحضاري والنمو الاقتصادي وشيوع الترف والاسراف، وفيه وصفوا المظاهر الحضارية كالجسور والحدائق والبساتين والرياض والحدائق والزهور والموائد والقصور والمآكل والمشارب.
نلاحظ قول ابي الفرج في وصف جسر جديد شيد على نهر دجلة:
أيا حبذا جسراً على متن دجلة = بإتقان تأسيس وحسنٍ ورونق
جمالٌ وفخر للعراق ونزهة = وسلوة من أضناه فرط التشوق
كما وصفوا القصور وما فيها من فرش وأثاث ورياش وما يحيط بها من حدائق غنّاء منسقة وما فيها من ورود وازهار مختلفة الالوان والاريج تتغني فيها الطيور وتلعب فيها الظباء والغزلان ووصفوا الآلات الموسيقية والنغمية والألعاب ورحلات الصيد والطرد ووصفوا الخمرة ومجالسها وأدواتها وسقاتها وغلمانها وما يتردد فيها من أصوات المغنين والمغنيات.
يتــــــــــــع
امير البيـــــــــان العربي
د. فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق -ديالى – بلـــــد روز
www.alnaked-aliraqi.net
د. فالح نصيف الكيلاني: الشعرفي العصرالعباسي الاول (5) القسم الخامس - الناقد العراقي
اما القوافي فهي تعتمد على الحرف الاخير من البيت الشعري وحركته وحركة الحرف الذي قبله ويسمى الروي فقديما كانت القصيدة نهاية ابياتها كائنة على وتيرة واحدة ونسق واحد وروي واحد مهما طالت القصيدة او قصرت فهي من بحر واحد وقافية واحدة ويشكل الحرف الاخير قافية القصيدة فيقال هذه قصيدة بائية اذا كانت...
www.alnaked-aliraqi.net www.alnaked-aliraqi.net