الجمعة الفائت كاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن أن يكسر الطاولة التي كانت أمامه وهو يلقي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من فرط ما كان به من قهر وغضب على تصرفات وممارسات دولة الاحتلال ضد شعبه على مدى اكثر من سبعين عاما،وعلى تقصير وتقاعس المجتمع الدولي والشرعية الدولية في تنفيذ قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن ومجلس حقوق الانسان الخاصة بشعب فلسطين وقضيته العادلة.
لكن وبعد عودته الى ارض الوطن السليب،وعندما حلت مناسبة ما يسمى برأس السنة اليهودية ،بادر بالاتصال بوزير الحرب "الاسرائيلي" بني غانس،ورئيس ما يسمى دولة الاحتلال حاييم هرتوسغ لتقديم التهاني لهما ولشعبهما ومجتمعهما بهذه المناسبة.
الحقيقة هناك تناقض صارخ بين الحالتين،لا اقولها من منطلق انساني ، لا ،فقد تكون هناك علاقات انسانية بين البشر والكيانات،وهذا دراج في التاريخ،وفي كل مكان وزمان،لكن الغير دارج والغير مستوعب أن يكون ذلك بين الاعداء، او بالأصح بين قيادة تمثل شعبا تحت الاحتلال لا زال هذا الشعب يتلقى كل ساعة وكل دقيقة،بل كل ثانية ممارسات القهر والقمع والصلف وبطش المحتل تجاه الشعب المحتل،سواء لجهة القتل والجرح والاعتقالات واستباحة وتدنيس المقدسات،وسلب الارض أو ما تبقى من الارض،وبناء ألمستوطنات وهدم البيوت،والترحيل القصري للسكان أصحاب الارض،والزج بعشرات الاف من شبابه في السجون،والحكم الجائر عليهم بسنوات طويلة لا يمكن عد او احصاء بعضها ووو،وكل اساليب البطش والتنكيل التي تفتقت عنها عقيلة هذا المحتل الذي ينوي ويعمل على إفراغ الارض من سكانها الاصليين،و إستمكال إحضار اليهود ليتملكوها،ويسيطروا على ما تبقى منها، وبين قيادات هذا المحتل التي ترسم وتنفذ وتشرف على هذه السياسات في كل لحظة.
هناك تناقض قاتل،لا يركب على عقل،وهي سنة سيئة ومرفوضة ومستهجنة في تاريخ الشعوب والثورات التي قامت في وجه المحتلين والمستعمرين ، فهل سمعتم مرة ان الجنرال جياب قائد زعيم الثورة الفتينامية ارسل ببرقية تهنئة للرئيس الامريكي نيكسون يهنئه بمناسبة العيد الوطني لامريكا أو رأس السنة الميلادية ؟؟ هل فعلها الشيخ المجاهد عمر المختار مع قيادة ايطاليا الفاشية ؟؟هل فعلها القائد عبد القادر الجزائري زعيم الثورة الجزائرية بأن ارسل مثل كهذا تهنئة حتى للزعيم الفرنسي ديغول؟؟وحتى دعونا نتنبأ المستقبل وتقول :- هل تقوم القيادة الاوكرانية بإرسال التهنئة للقيادة الروسية في ذكرى انتصار الثورة البلشفيه التي تصادف ذكراها العشرة الاواخر من تشرن ثان القادم بغض النظر عن موقفنا مما يجري هناك ؟؟وما هو المستفاد من هذه المبادرة بالتمنيات الطيبة لقادة عدو لك ولشعبك؟؟
لقد تمحور الاتصال الاول والاتصال الثاني على مطلب تعزيز التنسيق الامني كما افادت وسائل الاعلام،يعني فائدة المحتل وضالته التي يبحث عنها ويتمنى دوامها،حتى المطالبة الملحة بالسماح لوالدة الاسير المريض والمهدد بالموت والشهادة في أي لحظة ناصر ابو احمد اعتقد لم يقدم،ولم يبحث مقابل هذه التهنئة على أقل تقدير.
نحن الفلسطينيون،أو بالأحرى القيادة الفلسطينية زمن الرئيس الراحل ياسر عرفات وزمن الرئيس الحالي من يمارس هذا العرف الغريب والمستهجن،والذي لا فائدة ترجى منه، ولا يأتي بخير لنا ولقضيتنا،ولا مصلحة لنا به، بل على العكس،فإن فيه إصرار على إشباع عنجهية القيادات " الاسرائيلية " بانهم على حق، وأنهم مصيبون فيما يعملون، ودعونا نسأل التاريخ:- مصافحة الرئيس ابو عمار لرابين في البيت الابيض ماذا جنت؟؟ وتعزية الراحل ياسر عرفات برابين بعد مقتله ماذا غيّرت ؟؟ وتعزية الرئيس ابو مازن لزوجة نتنياهو بوفاة والدها ماذا حصدت؟؟وحتى مواصلة ما يسمى مجموعة التواصل الفلسطيني مع ما يسمى المجتمع الاسرائيلي ماذا جنت؟؟
الجواب،لاشيء،ولن تجني أي شيء يخدم الحقوق المشروعة لشعب فلسطين،لأن اليمينية والتطرف تتغلغل أكثر وأكثر في المجتمع الاسرائيلي وتذهب بنا وبهم نحو الصدامات المتواصلة،بل جر المنطقة الى حروب دامية حتما ستغير وجه المنطقة،عندها سيكون على التاريخ ان يكتب مثل هذا العُرف وهذه التصرفات في باب المكروهات والمخجلات في مسيرة نضال الشعب الفلسطيني.
عصري فياض
كاتب فلسطيني
لكن وبعد عودته الى ارض الوطن السليب،وعندما حلت مناسبة ما يسمى برأس السنة اليهودية ،بادر بالاتصال بوزير الحرب "الاسرائيلي" بني غانس،ورئيس ما يسمى دولة الاحتلال حاييم هرتوسغ لتقديم التهاني لهما ولشعبهما ومجتمعهما بهذه المناسبة.
الحقيقة هناك تناقض صارخ بين الحالتين،لا اقولها من منطلق انساني ، لا ،فقد تكون هناك علاقات انسانية بين البشر والكيانات،وهذا دراج في التاريخ،وفي كل مكان وزمان،لكن الغير دارج والغير مستوعب أن يكون ذلك بين الاعداء، او بالأصح بين قيادة تمثل شعبا تحت الاحتلال لا زال هذا الشعب يتلقى كل ساعة وكل دقيقة،بل كل ثانية ممارسات القهر والقمع والصلف وبطش المحتل تجاه الشعب المحتل،سواء لجهة القتل والجرح والاعتقالات واستباحة وتدنيس المقدسات،وسلب الارض أو ما تبقى من الارض،وبناء ألمستوطنات وهدم البيوت،والترحيل القصري للسكان أصحاب الارض،والزج بعشرات الاف من شبابه في السجون،والحكم الجائر عليهم بسنوات طويلة لا يمكن عد او احصاء بعضها ووو،وكل اساليب البطش والتنكيل التي تفتقت عنها عقيلة هذا المحتل الذي ينوي ويعمل على إفراغ الارض من سكانها الاصليين،و إستمكال إحضار اليهود ليتملكوها،ويسيطروا على ما تبقى منها، وبين قيادات هذا المحتل التي ترسم وتنفذ وتشرف على هذه السياسات في كل لحظة.
هناك تناقض قاتل،لا يركب على عقل،وهي سنة سيئة ومرفوضة ومستهجنة في تاريخ الشعوب والثورات التي قامت في وجه المحتلين والمستعمرين ، فهل سمعتم مرة ان الجنرال جياب قائد زعيم الثورة الفتينامية ارسل ببرقية تهنئة للرئيس الامريكي نيكسون يهنئه بمناسبة العيد الوطني لامريكا أو رأس السنة الميلادية ؟؟ هل فعلها الشيخ المجاهد عمر المختار مع قيادة ايطاليا الفاشية ؟؟هل فعلها القائد عبد القادر الجزائري زعيم الثورة الجزائرية بأن ارسل مثل كهذا تهنئة حتى للزعيم الفرنسي ديغول؟؟وحتى دعونا نتنبأ المستقبل وتقول :- هل تقوم القيادة الاوكرانية بإرسال التهنئة للقيادة الروسية في ذكرى انتصار الثورة البلشفيه التي تصادف ذكراها العشرة الاواخر من تشرن ثان القادم بغض النظر عن موقفنا مما يجري هناك ؟؟وما هو المستفاد من هذه المبادرة بالتمنيات الطيبة لقادة عدو لك ولشعبك؟؟
لقد تمحور الاتصال الاول والاتصال الثاني على مطلب تعزيز التنسيق الامني كما افادت وسائل الاعلام،يعني فائدة المحتل وضالته التي يبحث عنها ويتمنى دوامها،حتى المطالبة الملحة بالسماح لوالدة الاسير المريض والمهدد بالموت والشهادة في أي لحظة ناصر ابو احمد اعتقد لم يقدم،ولم يبحث مقابل هذه التهنئة على أقل تقدير.
نحن الفلسطينيون،أو بالأحرى القيادة الفلسطينية زمن الرئيس الراحل ياسر عرفات وزمن الرئيس الحالي من يمارس هذا العرف الغريب والمستهجن،والذي لا فائدة ترجى منه، ولا يأتي بخير لنا ولقضيتنا،ولا مصلحة لنا به، بل على العكس،فإن فيه إصرار على إشباع عنجهية القيادات " الاسرائيلية " بانهم على حق، وأنهم مصيبون فيما يعملون، ودعونا نسأل التاريخ:- مصافحة الرئيس ابو عمار لرابين في البيت الابيض ماذا جنت؟؟ وتعزية الراحل ياسر عرفات برابين بعد مقتله ماذا غيّرت ؟؟ وتعزية الرئيس ابو مازن لزوجة نتنياهو بوفاة والدها ماذا حصدت؟؟وحتى مواصلة ما يسمى مجموعة التواصل الفلسطيني مع ما يسمى المجتمع الاسرائيلي ماذا جنت؟؟
الجواب،لاشيء،ولن تجني أي شيء يخدم الحقوق المشروعة لشعب فلسطين،لأن اليمينية والتطرف تتغلغل أكثر وأكثر في المجتمع الاسرائيلي وتذهب بنا وبهم نحو الصدامات المتواصلة،بل جر المنطقة الى حروب دامية حتما ستغير وجه المنطقة،عندها سيكون على التاريخ ان يكتب مثل هذا العُرف وهذه التصرفات في باب المكروهات والمخجلات في مسيرة نضال الشعب الفلسطيني.
عصري فياض
كاتب فلسطيني