المنفعة التي نجنيها من خلال البحث وراء المضمر النسقي الذي يطالعنا إزاء قراءتنا للإرث الأدبي والتاريخي بل حتى السياسي هي إضاءة المتواري بكل تداعياته الجمالية والإنسانية المقترحة حيال الصورة التي نروم كشفها عن طريق تقشير البلاغة والتفريط باستعاراتها تبعاً للحصول على بريق المؤن المستتر داخل النص، لربما يحتاج هذا الكد المعرفي إلى النزوع نحو إدراك المعنى بقصدية، بغية بيان الإحالة الضمنية له ومعرفة الدلالة المنضوية في داخله والخارجة عن السياق المعلن ليخضع إلى مجهر الناقد بحسب الرؤية التي يجترحها بأبعادها الراسخة في ذهنيته والمتوائمة من وجهة نظره وفقاً لتقلبات الواقع وما يصاحب هذا الواقع من هزات معرفية ومجتمعية بل ثمة نصوص معينة متعكزة على معناها الدلالي وان كانت خالية من التزويق اللفظي والتحشيد البلاغي.
أن ما يسترعي الانتباه له بعناية أن هناك حمولة متداولة من الجمل الثقافية المكثفة أوجزت معناها بصورة دقيقة من خلال تجاوب المفردة داخل بنية النص وارتباطها بعلاقة ضمنية توحي للقارئ إلى إيفاء الغرض واتساعه دلالياً لتكون الغاية المختزلة متسقة ومتضامنة في السياق، فمثلاً لو اقترحنا بعضاً من الجمل الثقافية على اختلاف مقاصدها لوجدنا أن ثمة أمارات عديدة مشكّلة بصورة فنية وإن كان المحتوى العام لهيأة الجملة مكرس لغير ذلك، فلو أخذنا على سبيل المثال القول المأثور للإمام علي (ع) (لو كان الفقرُ رجلاً لقتلته)، أشير هنا إلى أن الحاق دلالة الفقر واعطائها للرجل لم تأت عبثاً فقد أوكل الإمام هذه الصفة بكل ما تحمله من نكوص وتصحر وابتذال بوصفها مفردة مذابة في عموميتها لكنها أتت عظيمة حال الصاقها ب(الرجل) كونها استعارة وتشبيه للحاضنة الثقافية للعربي وطبيعة تنشئته، فالهيبة التي أشار بها هو (الرجل) بوصفه قيمة الفارس الشجاع المقدام الذي لا يشق له غبار ليطيح به وأن التمع بهاتيك الصفات وهنا تأتي الدلالة المجازية واضحة وجلية لا تخرج عن حدود معناها فلم تكن وصفية بقدرها المبالغ به بل بعمقها المستدل على استجلاء مكنون مفردة الفقر وما يخلّفه من ترهل يصاحب الإنسان، فقد برز الوجه الثقافي لهذه الجملة مع الأخذ بعين الاعتبار النظرة المتقدة التي أوعزت لنا بفداحة الفقر وقوته من خلال (الرجل) الذي لم تعرّفه الجملة ولم تشر إليه بأية سمة تبشر بجبروته وشجاعته، كونها أتت مخبوءة نشعرها دون أن نمسكها وهنا نستكشف المضمر من خلال تظافر عنصرا الدال والمدلول في هذه الجملة.
فلو تتبعنا أثر الحِكم والأمثال العربية لوجدنا أن ثمة اتساعا ضمني كبير يصل إلى الإحاطة الكلية بمجمل العبارة على الرغم من ضيق مساحتها بيد أن لها اثرها القائم يتكفل في التعبير عما تريده بعمق وبصيرة، فعلى الرغم من قوامها وامتدادها المختصر لكنها تختزل ما اشرنا اليه بكلمات موجزة ناهيك عن إلزام الهدف المعول عليه داخل الجملة بتضادات تعضّد من وهجها وتزيد من اتساقها كما في الحكمة العربية التي تقول (ربما كان السكوتُ جواباً)، وقد نتساءل كيف يكون الجواب صامتاً دون أن يبان الصوت كفعل فيزيائي واضح له ايقاعه ومداه ولو عن طريق الإيماءة التي تفي نصف الإجابة أو كلها في أحايين معينه، لعله قد الزم السكوت بالجواب كونه أراد أن يقي المتحدث وينبهه عن الخطر الوارد بمعناه المتأصل والراسخ في الذهنية بأن يدّعي شيئاً مغايراً عن النقاش الذي يحاكي جلسة معينة أو عرفاً متوارثاً له مسلماته غير القابلة للدحض أو تحشيد لأمور لا تتفق ومسار الحديث أو هاجس المجتمع، وهناك جملة اخرى تنصف ما نصبو إليه (إذا كان الكلام من فضه فالسكوت من ذهب), فهل نتفق على أن الصمت بقيمته المادية ما يعادله من الذهب بالطبع ليس هذا هو المقصود لكنه نوه بأن الصمت في مواطن معينة يبعد صاحبة عن الدخول في معمعة الجدال غير المجدي ليكتفي بالصمت محتفظاً بما لدية لذلك وازن بين الترفع عن الثرثرة بما هو أغلى وأنفس سلعة لإظهار الدرس بحلة مثمرة، بطبيعة الحال أجد أن نسقية الجملة الثقافية تنص على حيلة بلاغية خالية من الإفاضة مصدّرة لنا الخلاصة بدراية دونما اسهاب أو لغة زائدة.
أن ما يسترعي الانتباه له بعناية أن هناك حمولة متداولة من الجمل الثقافية المكثفة أوجزت معناها بصورة دقيقة من خلال تجاوب المفردة داخل بنية النص وارتباطها بعلاقة ضمنية توحي للقارئ إلى إيفاء الغرض واتساعه دلالياً لتكون الغاية المختزلة متسقة ومتضامنة في السياق، فمثلاً لو اقترحنا بعضاً من الجمل الثقافية على اختلاف مقاصدها لوجدنا أن ثمة أمارات عديدة مشكّلة بصورة فنية وإن كان المحتوى العام لهيأة الجملة مكرس لغير ذلك، فلو أخذنا على سبيل المثال القول المأثور للإمام علي (ع) (لو كان الفقرُ رجلاً لقتلته)، أشير هنا إلى أن الحاق دلالة الفقر واعطائها للرجل لم تأت عبثاً فقد أوكل الإمام هذه الصفة بكل ما تحمله من نكوص وتصحر وابتذال بوصفها مفردة مذابة في عموميتها لكنها أتت عظيمة حال الصاقها ب(الرجل) كونها استعارة وتشبيه للحاضنة الثقافية للعربي وطبيعة تنشئته، فالهيبة التي أشار بها هو (الرجل) بوصفه قيمة الفارس الشجاع المقدام الذي لا يشق له غبار ليطيح به وأن التمع بهاتيك الصفات وهنا تأتي الدلالة المجازية واضحة وجلية لا تخرج عن حدود معناها فلم تكن وصفية بقدرها المبالغ به بل بعمقها المستدل على استجلاء مكنون مفردة الفقر وما يخلّفه من ترهل يصاحب الإنسان، فقد برز الوجه الثقافي لهذه الجملة مع الأخذ بعين الاعتبار النظرة المتقدة التي أوعزت لنا بفداحة الفقر وقوته من خلال (الرجل) الذي لم تعرّفه الجملة ولم تشر إليه بأية سمة تبشر بجبروته وشجاعته، كونها أتت مخبوءة نشعرها دون أن نمسكها وهنا نستكشف المضمر من خلال تظافر عنصرا الدال والمدلول في هذه الجملة.
فلو تتبعنا أثر الحِكم والأمثال العربية لوجدنا أن ثمة اتساعا ضمني كبير يصل إلى الإحاطة الكلية بمجمل العبارة على الرغم من ضيق مساحتها بيد أن لها اثرها القائم يتكفل في التعبير عما تريده بعمق وبصيرة، فعلى الرغم من قوامها وامتدادها المختصر لكنها تختزل ما اشرنا اليه بكلمات موجزة ناهيك عن إلزام الهدف المعول عليه داخل الجملة بتضادات تعضّد من وهجها وتزيد من اتساقها كما في الحكمة العربية التي تقول (ربما كان السكوتُ جواباً)، وقد نتساءل كيف يكون الجواب صامتاً دون أن يبان الصوت كفعل فيزيائي واضح له ايقاعه ومداه ولو عن طريق الإيماءة التي تفي نصف الإجابة أو كلها في أحايين معينه، لعله قد الزم السكوت بالجواب كونه أراد أن يقي المتحدث وينبهه عن الخطر الوارد بمعناه المتأصل والراسخ في الذهنية بأن يدّعي شيئاً مغايراً عن النقاش الذي يحاكي جلسة معينة أو عرفاً متوارثاً له مسلماته غير القابلة للدحض أو تحشيد لأمور لا تتفق ومسار الحديث أو هاجس المجتمع، وهناك جملة اخرى تنصف ما نصبو إليه (إذا كان الكلام من فضه فالسكوت من ذهب), فهل نتفق على أن الصمت بقيمته المادية ما يعادله من الذهب بالطبع ليس هذا هو المقصود لكنه نوه بأن الصمت في مواطن معينة يبعد صاحبة عن الدخول في معمعة الجدال غير المجدي ليكتفي بالصمت محتفظاً بما لدية لذلك وازن بين الترفع عن الثرثرة بما هو أغلى وأنفس سلعة لإظهار الدرس بحلة مثمرة، بطبيعة الحال أجد أن نسقية الجملة الثقافية تنص على حيلة بلاغية خالية من الإفاضة مصدّرة لنا الخلاصة بدراية دونما اسهاب أو لغة زائدة.