لا أعرف بالضبط مالذي جرى
ولا أفكر فيه كثيرا
كل ما في الأمر
أن مدينتي القديمة
توقف قلبها عن العمل
فزرعوا لها قلبا جديدا في قفاها
قلبا كبيرا
أكبر منها
صارت مدينة كبيرة
كبيرة جدا
وأنت تعرف
في كل مدينة كبيرة شارع اسمه "الثورة"
وشارع اسمه "بورسعيد"
وناد اسمه " الشعب "
حول نادي الشعب سور
السور كله -الآن - دكاكين
مئات من الدكاكين
أمام كل دكان
عشرون مانيكان
تخيل
في شارع ضيق طويل
آلاف المانيكانات
كل واحد منهم كرنڤال
ورغم ذلك
كلهم في وضع انتباه
كأنهم جنود في سور الشعب العظيم
هنا ينحني شارع بورسعيد
ويسلم نفسه لشارع الجلاء
هذا شارع مستقيم
كأبناء الموظفين
على يسارك السلخانة
وعلى يمينك مدرسة الصنائع
أمامها عربة فول
نصبة شاي
وبائع كتب قديمة
اشتريت من عنده مرة
سيرة ذاتية لأستاذ جامعي :
" في الخمسين عرفت طريقي "
بيني وبين الخمسين عشرون عاما
وليس لدي رغبة في الوصول
ورغم ذلك كان في العنوان طمأنينة ما
وجاذبية أيضا
في الخمسين يشبه الواحد منا شارع الجلاء
مستقيم
مليء بالحفر
وفتحات الرجوع إلى الوراء
في الخمسين
تكتشف أن البنات في التاسعة
يتوقفن عن نط الحبل
وأن ابنة الجيران
لم يعد اسمها " أمل "
في الخمسين
تغير أربعة شرايين
وتشعل سيجارة أمام غرفة الإنعاش
فينهمر المطر في الكوريدور الأبيض الطويل
في الخمسين
تنسى حذاءك في الجامع
تعود إلى البيت حافيا
يسألونك : مالذي جرى ؟
ستدخل مباشرة إلى غرفة نومك
تضيء أباچورة
وتجلس في نورها الخافت
وأنت مخير بين أمرين :
أن تمضغ الكراهية
وأنت ساكت
أو تنفجر في نوبة من الضحك
تنتهي - غالبا -
بالدموع
١١ اكتوبر ٢٠١٧
كسر إيهام
ولا أفكر فيه كثيرا
كل ما في الأمر
أن مدينتي القديمة
توقف قلبها عن العمل
فزرعوا لها قلبا جديدا في قفاها
قلبا كبيرا
أكبر منها
صارت مدينة كبيرة
كبيرة جدا
وأنت تعرف
في كل مدينة كبيرة شارع اسمه "الثورة"
وشارع اسمه "بورسعيد"
وناد اسمه " الشعب "
حول نادي الشعب سور
السور كله -الآن - دكاكين
مئات من الدكاكين
أمام كل دكان
عشرون مانيكان
تخيل
في شارع ضيق طويل
آلاف المانيكانات
كل واحد منهم كرنڤال
ورغم ذلك
كلهم في وضع انتباه
كأنهم جنود في سور الشعب العظيم
هنا ينحني شارع بورسعيد
ويسلم نفسه لشارع الجلاء
هذا شارع مستقيم
كأبناء الموظفين
على يسارك السلخانة
وعلى يمينك مدرسة الصنائع
أمامها عربة فول
نصبة شاي
وبائع كتب قديمة
اشتريت من عنده مرة
سيرة ذاتية لأستاذ جامعي :
" في الخمسين عرفت طريقي "
بيني وبين الخمسين عشرون عاما
وليس لدي رغبة في الوصول
ورغم ذلك كان في العنوان طمأنينة ما
وجاذبية أيضا
في الخمسين يشبه الواحد منا شارع الجلاء
مستقيم
مليء بالحفر
وفتحات الرجوع إلى الوراء
في الخمسين
تكتشف أن البنات في التاسعة
يتوقفن عن نط الحبل
وأن ابنة الجيران
لم يعد اسمها " أمل "
في الخمسين
تغير أربعة شرايين
وتشعل سيجارة أمام غرفة الإنعاش
فينهمر المطر في الكوريدور الأبيض الطويل
في الخمسين
تنسى حذاءك في الجامع
تعود إلى البيت حافيا
يسألونك : مالذي جرى ؟
ستدخل مباشرة إلى غرفة نومك
تضيء أباچورة
وتجلس في نورها الخافت
وأنت مخير بين أمرين :
أن تمضغ الكراهية
وأنت ساكت
أو تنفجر في نوبة من الضحك
تنتهي - غالبا -
بالدموع
١١ اكتوبر ٢٠١٧
كسر إيهام