... لم تكن ميلارا تملك جمالا جذابا كجمال أنجلينا تلك الفتاة القادمة من النمسا، و لم تكن تمتلك ذكاء و دهاء ليزي فيلاسكيز المقبلة من تكساس أمريكا، كل ما كانت تملكه وجدانا معبأ بالأحاسيس لو قسمت على البشرية جمعاء لعم الحب و السلام أرجاء العالم، و لإنسحب الجنود من ساحات القتال تاركين حقول الدمار تزهر بأجمل عبارات الود.
ما كان يؤرقها هو ذلك الضياع بين الأعين باحثة عن مرفأ لترسي فيه سفينة الشغف ،تائهة في بحر الأوهام، دنياها ليلا بلا نهار، سماءها نجوما بلا قمر، صيفها سحابا بلا مطر، و أفكارها حروفا دون كلمات.
ضائعة.... تبحث في كل الإتجاهات عسى أن تجد صاحب العيون السوداء التي كانت ترى من خلالهما السعادة، ربما تجده في المكان الذي اعتاد التردد إليه، تنتظر لدقائق.....لساعات......و لأيام، تجلس في هذه الحديقة التي أصبح ربيعها أشواكا بلا زهر منذ غيابه، تقعد مرة هنا .... و مرة هناك، تستمع لحديث لورا الطويل و الممل لتقتل كل ذلك الوقت عله يأتي على غفلة، صبرت طويلا، تريد الإرتحال من هذا المكان الذي طال فيه الإرتقاب.
كانت عينيها التي طالما صنعت اللامبالاة تبحث عنه بين الجماهير و وسط الحاضرين في كل تجمع تشهده البلدة، و كان قلبها يخفق في كل مرة ذكر فيها اسمه، و يرتجف جسدها المهترء بالشوق كلما صادفت أحدا يشبهه إذ تتعمد لمس جسده حين تقاطعه متأسفة و مدعية عدم التركيز. ربما هذا الإحتكاك البريئ يطفئ بعضا من نار الإشتياق؟...... دون جدوى.
و مازالت ميلارا كالطائر الذي يبحث عن عشه، و كالعليل الذي يفتش عن دوائه تبحث عن صاحب العيون السود دون أن تتمكن من رؤيته رغم أنه هو كذلك يبحث عنها في نفس المكان ، لكنهما لا يلتقيان.
هجيرة نسرين بن جدو.
ما كان يؤرقها هو ذلك الضياع بين الأعين باحثة عن مرفأ لترسي فيه سفينة الشغف ،تائهة في بحر الأوهام، دنياها ليلا بلا نهار، سماءها نجوما بلا قمر، صيفها سحابا بلا مطر، و أفكارها حروفا دون كلمات.
ضائعة.... تبحث في كل الإتجاهات عسى أن تجد صاحب العيون السوداء التي كانت ترى من خلالهما السعادة، ربما تجده في المكان الذي اعتاد التردد إليه، تنتظر لدقائق.....لساعات......و لأيام، تجلس في هذه الحديقة التي أصبح ربيعها أشواكا بلا زهر منذ غيابه، تقعد مرة هنا .... و مرة هناك، تستمع لحديث لورا الطويل و الممل لتقتل كل ذلك الوقت عله يأتي على غفلة، صبرت طويلا، تريد الإرتحال من هذا المكان الذي طال فيه الإرتقاب.
كانت عينيها التي طالما صنعت اللامبالاة تبحث عنه بين الجماهير و وسط الحاضرين في كل تجمع تشهده البلدة، و كان قلبها يخفق في كل مرة ذكر فيها اسمه، و يرتجف جسدها المهترء بالشوق كلما صادفت أحدا يشبهه إذ تتعمد لمس جسده حين تقاطعه متأسفة و مدعية عدم التركيز. ربما هذا الإحتكاك البريئ يطفئ بعضا من نار الإشتياق؟...... دون جدوى.
و مازالت ميلارا كالطائر الذي يبحث عن عشه، و كالعليل الذي يفتش عن دوائه تبحث عن صاحب العيون السود دون أن تتمكن من رؤيته رغم أنه هو كذلك يبحث عنها في نفس المكان ، لكنهما لا يلتقيان.
هجيرة نسرين بن جدو.