على قارعة الطريق
يا سحائب الأفق الممتدة كم أودعت لنفسك من قطرات ماء؟
كلما رحلت في السماء، تعبرين الفضاء دون عناء، لا تمنعك سياط الشمس الحارقة، ولا أنصال الجبال الشاهقة...تخترقين صدور الناسكين، و تحملين أحلام السالكين، و تعبرين المقامات، تركضين كمن يبحث عن الرحمة بين البلدان قاطعا المسافات، لهفة و لوعة و حرقة و كل ذي شجن و حزن و ألم، فرح و غبطة و مسرة، شرود و حيرة....غمام و غمام و سلاف طلى....اسكبي من مزنك كاساتك لكل راج رغبته....
يركض النسيم، لا شيء يعكر صفوه، من بين الشعاب، يخرج ملثم على دراجته، سحنته الحمراء، تخبرك بأنه يقتفي أثر إبل...
طفل صغير يرفع الدلو، يداه بلغت القاع، وارتفعت حيث المزن، اقتلع قطرة ماء ليضعها في الجب، لك أن تتخيل كيف الطفل وسط ورقة صفراء من الحجم الكبير....
الأجانب يسلكون دروب الآلام، يبحثون عن المسيح، بل يبحثون عن المتعة، التي هي شظف العيش لصاحب السحنة الحمراء، أو للعجوز التي تنتظر بساطا يحملها حيث تريد.
في عتمة المرتفعات، غاب النبات، الجفاف سرق بسمات كانت تعلو الجباه، عنزان يتناطحان هكذا التشبيه....كيف جعل البدو من هضاب الساحل، تيوسا تتناطح....
السالك دروب العيش يناطح هفواته، رغباته، لذاته الصخرية، من أجل الفناء، جعل من الفضاء، كومة فناء، وفي ذؤاباتها توجد المدن الحقيرة...
حين تعبر الغياب بكل مسالكه و شعابه، تبدو لك كم هي العمارة التي يتحدث عنها الانسان، مجرد نقطة في يم ملكوت، لا يسلكه إلا العابرون....
ذات مرة عبر المحيط أمكنة حجرية فرسم فيها ثغورا مهترئة الأسنان، البحر يجر خيبة قوم لا يبادلونه نفس الشعور، جعلوه وراءهم، يرغبون في الماعز الأسود، ويرغب هو في شباب مفتول العضلات يقاسمه زحمة ساكنته، كم من خير يجول و يجول، كل يبحث عن عيشه، ويظل الصوفي بين البر و البحر، بين البحر و الصحراء، يرقب فضاءان متزاحمان يقتفيان أثر الوجود، لحظة انتشاء الكون و تمدده سارحا في بساط غير متناهي...
يحمل المحارب سلاحه، ويخرج عقب الصلاة مهرولا، محج ممتد، و حيطان إدارات قصيرة، لم تسعفه فتمنع عنه بعض حرقة الظهيرة، سبحته و لثامه كفيلان برد العدا، تتداور الحبات بين أصابعه، حلقات تتسارع بتسارع خطواته نحو الدار، يا دار يا دار و الحبات في مدار، الخطوات على مسار، متى يصل، متى تصل...
.
يا سحائب الأفق الممتدة كم أودعت لنفسك من قطرات ماء؟
كلما رحلت في السماء، تعبرين الفضاء دون عناء، لا تمنعك سياط الشمس الحارقة، ولا أنصال الجبال الشاهقة...تخترقين صدور الناسكين، و تحملين أحلام السالكين، و تعبرين المقامات، تركضين كمن يبحث عن الرحمة بين البلدان قاطعا المسافات، لهفة و لوعة و حرقة و كل ذي شجن و حزن و ألم، فرح و غبطة و مسرة، شرود و حيرة....غمام و غمام و سلاف طلى....اسكبي من مزنك كاساتك لكل راج رغبته....
يركض النسيم، لا شيء يعكر صفوه، من بين الشعاب، يخرج ملثم على دراجته، سحنته الحمراء، تخبرك بأنه يقتفي أثر إبل...
طفل صغير يرفع الدلو، يداه بلغت القاع، وارتفعت حيث المزن، اقتلع قطرة ماء ليضعها في الجب، لك أن تتخيل كيف الطفل وسط ورقة صفراء من الحجم الكبير....
الأجانب يسلكون دروب الآلام، يبحثون عن المسيح، بل يبحثون عن المتعة، التي هي شظف العيش لصاحب السحنة الحمراء، أو للعجوز التي تنتظر بساطا يحملها حيث تريد.
في عتمة المرتفعات، غاب النبات، الجفاف سرق بسمات كانت تعلو الجباه، عنزان يتناطحان هكذا التشبيه....كيف جعل البدو من هضاب الساحل، تيوسا تتناطح....
السالك دروب العيش يناطح هفواته، رغباته، لذاته الصخرية، من أجل الفناء، جعل من الفضاء، كومة فناء، وفي ذؤاباتها توجد المدن الحقيرة...
حين تعبر الغياب بكل مسالكه و شعابه، تبدو لك كم هي العمارة التي يتحدث عنها الانسان، مجرد نقطة في يم ملكوت، لا يسلكه إلا العابرون....
ذات مرة عبر المحيط أمكنة حجرية فرسم فيها ثغورا مهترئة الأسنان، البحر يجر خيبة قوم لا يبادلونه نفس الشعور، جعلوه وراءهم، يرغبون في الماعز الأسود، ويرغب هو في شباب مفتول العضلات يقاسمه زحمة ساكنته، كم من خير يجول و يجول، كل يبحث عن عيشه، ويظل الصوفي بين البر و البحر، بين البحر و الصحراء، يرقب فضاءان متزاحمان يقتفيان أثر الوجود، لحظة انتشاء الكون و تمدده سارحا في بساط غير متناهي...
يحمل المحارب سلاحه، ويخرج عقب الصلاة مهرولا، محج ممتد، و حيطان إدارات قصيرة، لم تسعفه فتمنع عنه بعض حرقة الظهيرة، سبحته و لثامه كفيلان برد العدا، تتداور الحبات بين أصابعه، حلقات تتسارع بتسارع خطواته نحو الدار، يا دار يا دار و الحبات في مدار، الخطوات على مسار، متى يصل، متى تصل...
.