طالب عمران المعموري - النص المضمر في نص (حرية) للقاص عبد الله جعيلان.. قراءة نقدية

فكرة التجريب ممارسة مختبرية يمارسها القاص عل شكل من الاشكال القصصية سواء كان التجريب في الموضوع او التجريب في التقنية في اضفاء الشعرية او الفنتازيا او قد يلجأ الى الترميز او الرؤيا ، دعوة الى الجديد يصحبها خرق للقواعد الخروج عن المألوف وطرق تعبيرية اخرى تتناسب والانقلاب الذي حدث في العالم الخارجي في انماط وأشكال الكتابة

هذا ما يلمسه القارئ لنص (حرية) الذي تم رسم المشهد السردي منذ الجملة الاولى بفعلها (ابتلع) يكشف النص عبر هذا النمط عن بشاعة مشهد قطع الرأس على اثره اعتراه شعور طاغ بالرعب وبالمأساة من هول المنظر واضطرابه الشديد ولجوؤه الى آية من الذكر الحكيم ليستقر قلبه ويطمأن وهو يرى فاجعة أخرى ثمة آخر يدفن حياً

فلم يتوقف نص (حرية) للقاص عبد الله جعيلان عند المظهر الخارجي للحدث الذي تم تخليقه بوصفه واقعاً متخيلاً ليفتح قناة تواصلية مع القارئ لإنتاج نص آخر مضمر يشكل مدلولا للنص الظاهري بعده دالا في انتقاله لخلق بنية المفارقة، انتقال وظيفي للنص الذي يحفز القارئ على قراءة مرة اخرى بشطريه المتخيل ليتمكن من تأويل الوظيفة الثانية للنص وهو اصرار الكاتب على التحدي في اكمال عنونة قصته

حازت الجمل الاخيرة بعد الفعل /قطعوا على وظيفة المفارقة بانقلاب الحال وفق رؤية دلالية اكتنفها غموض فني

وبغض النظر عن مقصديه الكاتب في تكوين موجهات نصه المضمر فان النص ينفتح على قراءات متعددة وهنا تكمن قدرة النص في منح المتلقي فرصة تجريب جملة من المفاتيح لفك مغاليق النص

استطاع القاص بخبرة سردية متقنة ومكثفة اتاحت للقارئ حرية التأويل للوصول الى مدلول النص.

تمكن النص من تحقيق تشكله الاجناسي للقصة القصيرة جدا



حرية

ابتلع ريقه حينما طار رأس صديقه أمامه،
قلّب آية الكرسي وهو يرى الآخر يدفن حياً، قطعوا كفه،
كتب عنوان هذه القصة بكفه الأخرى.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى