المقدمة
التنوع في الكتابة ضمن مناهج السرد القصصي يعطي مدلولات واسعة من خلال التحليل الواقعي للحكاية وتلك الانقلابات الفكرية المجردة من حيثيات التفكر ..فترى القاص عبدالله جعيلان يجود لنا ماسطره قلمة في سرد الحكاية الدرامية التي تخضع إلى وقائع مختلفة لأغراض وضع الأفكار الجديدة المقرونة بتماسك...
بين ثنايا الروح هناك
روحٌ تبكي
لاتعلم مماذا تشتكي
من قلبٍ قد سُلب فؤاده
من جسدٍ خاوٍ متعب
قد يصلح للناي عتابه
من جوعٍ قد نهش ثيابه
من ديانٍ يطرق بابه
من وطنٍ تنهشهُ أناسه
من وطنٍ يغرق بعذابه
من سترٍ قد سُلب حجابه
من عينٍ لا تُبصر رمشاً
من حلمٍ قد أوعدم صبحاً
من عَلَمٍ قد رُفع...
بعد رحلةٍ شاقة، قد جابت أربعة عشر تقاطعاً لمدينة بغداد، عادت مع اختفاء الشمس، لخيمتها التي تتكون من أربعة أعمدة من الخشب، مغطاة بصورة دعاية انتخابية كبيرة.
جلست "مينا" وهي تعصر قدميها المتورمتين:
_آه... متى ينتهي هذا الألم؟
تُخرج من تحت الوسادة صورة والديها، تعانقها بشدة! وهي تحدق بالسقف بعيون...
من أين......
أسافر أليك
من أين .....
حينما أشرئب الفراق
وغممت الوجوه
بدتُ أستجدي ملامحي
معانقاً قدمي الثالثة
تسلقتُ نفسي
باحثاً عنك
بين طيات ذاكرتي
ورسائل العشق
خلف أسوار النجوم
وسمار المحطات
أستنشق أثرك
مستأنساً صوت القطار
من أين.....
أناديك
من أين.....
هزني أيها الريح
فأنا شجرة عاشقة...