البنية الأسلوبية في التراكيب النحوية أطروحة تقدم بها الباحث / مهدي حمد مصطفى عبد الله إلى مجلس كلية الآداب -جامعة بغداد، وهي جزء من متطلبات نيل درجة دكتوراه فلسفة في اللغة العربية وآدابها، إشراف /الدكتورة هدى محمد صالح الحديثي، رمضان 1424هـ/ تشرين الثاني2003م
مكونات الدراسة:
تكونت الدراسة من مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول:
- المقدمة.
- التمهيد: توجيه العلاقة بين البنية والأسلوبية.
الفصل الأول: العلاقات والثوابت النحوية
المبحث الأول: التراكيب النحوية مفهومها وأنواعها وأشكالها
المبحث الثاني: الاستدلال بالتركيب وطرائقه
المبحث الثالث: طرائق التركيب في إيصال المعنى
الفصل الثاني: مستويات تأليف التركيب النحوي
المبحث الأول: أساليب التأليف الخبرية والانشائية والطلبية
المبحث الثاني: الحمل على المعنى
المبحث الثالث: مستوى التأليف بين التأويل وظاهر النص
الفصل الثالث: التطابق بين التركيب والموقف
المبحث الأول: الترتيب بين أجزاء التركيب
المبحث الثاني: الإعمال والإهمال في الأفعال والأدوات.
المبحث الثالث: الأسلوب والسياق والمقام
*خاتمة:
توصلت الدراسة لعدة نتائج أبرزها ما يلي:
- إن بنية التركيب النحوي تتصل اتصالا وثيقا بما يدور في النفس من صور وانفعالات يفصح عنها المبدع بما يمتلك من ذخيرة لغوية معيارية متواضع عليها تعد الخطوة الاولى في الانطلاق إلى النص الابداعي.
- إن النحاة العرب في تحديدهم القوانين العلمية التي يخضع لها ترتيب أجزاء بنية التركيب النحوي قد استطاعوا أن يقدموا أسسا موضوعية صالحة للأخذ بها منطلقاً إلى النص الإبداعي؛ لأن بنية التركيب التي لا توافق معيارية اللغة لا تعبر في كثير من الأوقات عن اغراض المتكلم التي يريد ايصالها إلى المتلقي بل قد تؤدي إلى التعقيد اللفظي او المعنوي فتسم النص بسمة الوعورة والاغفال.
- إنّ النحاة العرب أدركوا بتحليلهم انماط العلاقات المختلفة التي تربط بين الكلمات داخل بنية التركيب النحوي من ثم بين التركيب والموقف، كثيراً من السمات الجمالية التي تتمثل في وجود صور التطابق بين الموقف أو المقام وبنية التركيب المعبر عنه.
- إن لزوم الرتبة في بنية التركيب النحوي لا يصح في كثير من المواضع إذ لا يتضح مقصود المتكلم الذي يريد ايصاله إلى المتلقي.
- إن البحث الاسلوبي ينظر إلى النص اللغوي نظرة شاملة إذ اتسع مصطلح (الأسلوبية) الذي يمثل نقطة انطلاق الباحثين في سعيهم لتأسيس علم الأساليب ليشمل البناء العام للنص بجميع مكوناته واجزائه.
- إن بنية اللغة الفنية تعود إلى المعنى والسياق والموقف وهي التي تملي على المبدع ما يقتضيه التركيب من ألفاظ لأن الجانب الفني في اللغة لا يكون في الوقوف على ظاهر الأوضاع اللغوية في بنية التركيب النحوي وأن صور البلاغة من استعارة وتمثيل وكناية ومجاز لا تحصل الا بالخروج عن أوضاع اللغة بموقف وسياق ومقتضى يتلاءم مع المعاني المقصودة التي يريد المتكلم نقلها إلى المتلقي.
- إن ميل السليقة العربية إلى الايجاز يمنع تقدير حذف بعض أجزاء بنية التركيب النحوي لذلك فإن البلاغيين لم يفاضلوا بين بنية الحذف وبنية التقدير، إذ لكل بنية سياقها وموضعها فالحاجة إلى الإيجاز في موضعه كالحاجة إلى المساواة أو الاطناب في موضعهما .
ومن النتائج الخاصة ما يأتي:
- إن هناك علاقة وثيقة بين البنية والأسلوبية، فالبنية عبارة عن شكل اللغة ونظام تراكيبها، والأسلوبية تدرس هذا الشكل أو النظام وتحلل علاقات أجزائه بعضها ببعض في مستوى بنية التركيب النحوي، ومن ثم علاقة بنية التركيب بالتراكيب الأخرى وهكذا فهي تهتم بدراسة النص اللغوي شكلاً ونظامًا
- إن حصر اللغة في أشكال محددة لا يخدم دراسة التركيب النحوي وبنيته دراسة أسلوبية، وإن التعبير عن حاجة المتكلم لا يخضع لشكل محدد وبعد أن تأخذ الكلمة موضعها في بنية التركيب محققة سلامة البنية الشكلية في التركيب قياسا على ما جاء عن العرب فإنها ترتبط من حيث المعنى بمركز الجملة على وفق الحاجات التي يريد المتكلم التعبير عنها وإن مواقع الكلمات واستعمالها في بنية التركيب على وفق ترتيب المعاني في النفس هو ما يتحكم في بساطة التركيب أو امتداده أو تعدده … إلخ.
- إن تعدد طرائق الاستدلال ببنية التراكيب النحوية وتنوعها يمنح التراكيب خصائص إبداعية مما يجعل من كل بنية ركيزة تثير الانتباه لدى المتلقي لفهم حاجات المتكلم في ايصال ما يريده من معانٍ.
- إن بنية التركيب النحوي لا يمكن أن توصف بالإبداع إلا بعد خضوعها لمعيارية اللغة وثوابتها وذلك يعد منطلق المبدع في التفرّد الذي يحصل في البنية الإبداعية، فهي أولاً غير خارجة عن قوانين الصحة النحوية، ومن ثم نبحث عن الفاعلية الأسلوبية في بنية التركيب نفسه.
- إن الاستعمال اللغوي لبنية التركيب النحوي يجب أن يكون متفقاً مع العرف اللغوي المتواضع عليه مما يحدد الكاتب او الشاعر (المبدع) – عندما ينشئ نصا ادبياً – أن يمر بعمليتين اساسيتين هما:
أ-عملية تحليلية يميز من خلالها عدداً من الاختيارات التي تنشأ بينها علاقات معينة، كالإسناد والتبعية والاضافة وغيرها وهو (مستوى الصواب).
ب-عملية تركيبية يؤلف فيها بنية نحوية من خلال هذه الاختيارات المختلفة لتكون بنية النص الابداعية وهو (مستوى الجودة).
- إن الحمل على المعنى في بنية التركيب النحوي هو أحد اساليب العربية التي يستعملها المتكلم للتعبير عن اغراضه وإن أي حذف او تقدير يحدث تغييرا في المعنى فاللفظ يمكن تغييره للاتفاق مع المعنى المقصود، أما المعنى فلا يمكن حذفه او اختصاره بل يمكن تكثيره.
- إن الاسناد في المجاز العقلي هو نفسه في الحقيقة ولا يختلف الامر بينهما الا في الحكم المترتب عليهما من أثر التغيير الواقع من التجوز بذلك الإسناد، وذلك من خلال اسناد الفعل إلى غير فاعله في الحقيقة أو ما كان فاعلا على سبيل النقل وهو الأمر الذي يشير إلى عد المجاز حقيقة لكثرته وشهرته وسعته، وذلك ما دعا الباحث إلى القول بالمعنى الثالث (المدلول الثالث) ، الذي ينتج من مساواة الحقيقة بالمجاز في المعنى الثاني (المجاز) او (الحقيقة) ، وقد اطلقت عليه مصطلح (مجاز المجاز).
- إن المطابقة بين بنية التركيب النحوي والموقف تتطلب التصرف في ترتيب أجزاء بنية التركيب لكي يكسب العبارة ميزة فنية تتصل بالمعنى وتلونه وتصله بحالة المخاطب في أكثر الأحيان وبحالة المتكلم في القليل منها، إذ تؤثر هذه المطابقة في أجزاء بنية التركيب سواء أكان فعلياً ام اسمياً خبرياً ام انشائياً مما يكشف عن إمكانات اللغة وتطورها وصولاً إلى منهج اسلوبي في فهم أداء بنية التركيب للمعنى المقصود.
- إن للأعمال والإهمال في الأفعال والأدوات أثراً في فهم الفروق الأسلوبية بين بنيات التراكيب وذلك من خلال التفرقة بين ثنائية (النظام والاستعمال) في اللغة وهو ما اهتم به علم اللغة الحديث وكان لعلماء العربية دور الاستشراف في ذلك، الأمر الذي جعلهم يسبقون الباحثين الغربيين مئات السنين .
- إن التطابق بين بنية التركيب والموقف من خلال توافق (الأسلوب والسياق والمقام) يتخذ قيماً أسلوبية يهتم بموجبها الدارس بعناصر التركيب كلها (اللغوية وغير اللغوية) لكي يتسنى له إدراك المستوى الابداعي للغة فإن اختل هذا التوافق اختلت الصياغة واضطربت القيم الاسلوبية المتوخاة من ذلك التركيب ، وفي ذلك تتحقق خصوصية البنية الأسلوبية للتركيب النحوي لكونها من صور حيوية اللغة العربية التي جعلتها تفوق الكثير من اللغات الأخرى في التعبير عن أغراضها .
مكونات الدراسة:
تكونت الدراسة من مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول:
- المقدمة.
- التمهيد: توجيه العلاقة بين البنية والأسلوبية.
الفصل الأول: العلاقات والثوابت النحوية
المبحث الأول: التراكيب النحوية مفهومها وأنواعها وأشكالها
المبحث الثاني: الاستدلال بالتركيب وطرائقه
المبحث الثالث: طرائق التركيب في إيصال المعنى
الفصل الثاني: مستويات تأليف التركيب النحوي
المبحث الأول: أساليب التأليف الخبرية والانشائية والطلبية
المبحث الثاني: الحمل على المعنى
المبحث الثالث: مستوى التأليف بين التأويل وظاهر النص
الفصل الثالث: التطابق بين التركيب والموقف
المبحث الأول: الترتيب بين أجزاء التركيب
المبحث الثاني: الإعمال والإهمال في الأفعال والأدوات.
المبحث الثالث: الأسلوب والسياق والمقام
*خاتمة:
توصلت الدراسة لعدة نتائج أبرزها ما يلي:
- إن بنية التركيب النحوي تتصل اتصالا وثيقا بما يدور في النفس من صور وانفعالات يفصح عنها المبدع بما يمتلك من ذخيرة لغوية معيارية متواضع عليها تعد الخطوة الاولى في الانطلاق إلى النص الابداعي.
- إن النحاة العرب في تحديدهم القوانين العلمية التي يخضع لها ترتيب أجزاء بنية التركيب النحوي قد استطاعوا أن يقدموا أسسا موضوعية صالحة للأخذ بها منطلقاً إلى النص الإبداعي؛ لأن بنية التركيب التي لا توافق معيارية اللغة لا تعبر في كثير من الأوقات عن اغراض المتكلم التي يريد ايصالها إلى المتلقي بل قد تؤدي إلى التعقيد اللفظي او المعنوي فتسم النص بسمة الوعورة والاغفال.
- إنّ النحاة العرب أدركوا بتحليلهم انماط العلاقات المختلفة التي تربط بين الكلمات داخل بنية التركيب النحوي من ثم بين التركيب والموقف، كثيراً من السمات الجمالية التي تتمثل في وجود صور التطابق بين الموقف أو المقام وبنية التركيب المعبر عنه.
- إن لزوم الرتبة في بنية التركيب النحوي لا يصح في كثير من المواضع إذ لا يتضح مقصود المتكلم الذي يريد ايصاله إلى المتلقي.
- إن البحث الاسلوبي ينظر إلى النص اللغوي نظرة شاملة إذ اتسع مصطلح (الأسلوبية) الذي يمثل نقطة انطلاق الباحثين في سعيهم لتأسيس علم الأساليب ليشمل البناء العام للنص بجميع مكوناته واجزائه.
- إن بنية اللغة الفنية تعود إلى المعنى والسياق والموقف وهي التي تملي على المبدع ما يقتضيه التركيب من ألفاظ لأن الجانب الفني في اللغة لا يكون في الوقوف على ظاهر الأوضاع اللغوية في بنية التركيب النحوي وأن صور البلاغة من استعارة وتمثيل وكناية ومجاز لا تحصل الا بالخروج عن أوضاع اللغة بموقف وسياق ومقتضى يتلاءم مع المعاني المقصودة التي يريد المتكلم نقلها إلى المتلقي.
- إن ميل السليقة العربية إلى الايجاز يمنع تقدير حذف بعض أجزاء بنية التركيب النحوي لذلك فإن البلاغيين لم يفاضلوا بين بنية الحذف وبنية التقدير، إذ لكل بنية سياقها وموضعها فالحاجة إلى الإيجاز في موضعه كالحاجة إلى المساواة أو الاطناب في موضعهما .
ومن النتائج الخاصة ما يأتي:
- إن هناك علاقة وثيقة بين البنية والأسلوبية، فالبنية عبارة عن شكل اللغة ونظام تراكيبها، والأسلوبية تدرس هذا الشكل أو النظام وتحلل علاقات أجزائه بعضها ببعض في مستوى بنية التركيب النحوي، ومن ثم علاقة بنية التركيب بالتراكيب الأخرى وهكذا فهي تهتم بدراسة النص اللغوي شكلاً ونظامًا
- إن حصر اللغة في أشكال محددة لا يخدم دراسة التركيب النحوي وبنيته دراسة أسلوبية، وإن التعبير عن حاجة المتكلم لا يخضع لشكل محدد وبعد أن تأخذ الكلمة موضعها في بنية التركيب محققة سلامة البنية الشكلية في التركيب قياسا على ما جاء عن العرب فإنها ترتبط من حيث المعنى بمركز الجملة على وفق الحاجات التي يريد المتكلم التعبير عنها وإن مواقع الكلمات واستعمالها في بنية التركيب على وفق ترتيب المعاني في النفس هو ما يتحكم في بساطة التركيب أو امتداده أو تعدده … إلخ.
- إن تعدد طرائق الاستدلال ببنية التراكيب النحوية وتنوعها يمنح التراكيب خصائص إبداعية مما يجعل من كل بنية ركيزة تثير الانتباه لدى المتلقي لفهم حاجات المتكلم في ايصال ما يريده من معانٍ.
- إن بنية التركيب النحوي لا يمكن أن توصف بالإبداع إلا بعد خضوعها لمعيارية اللغة وثوابتها وذلك يعد منطلق المبدع في التفرّد الذي يحصل في البنية الإبداعية، فهي أولاً غير خارجة عن قوانين الصحة النحوية، ومن ثم نبحث عن الفاعلية الأسلوبية في بنية التركيب نفسه.
- إن الاستعمال اللغوي لبنية التركيب النحوي يجب أن يكون متفقاً مع العرف اللغوي المتواضع عليه مما يحدد الكاتب او الشاعر (المبدع) – عندما ينشئ نصا ادبياً – أن يمر بعمليتين اساسيتين هما:
أ-عملية تحليلية يميز من خلالها عدداً من الاختيارات التي تنشأ بينها علاقات معينة، كالإسناد والتبعية والاضافة وغيرها وهو (مستوى الصواب).
ب-عملية تركيبية يؤلف فيها بنية نحوية من خلال هذه الاختيارات المختلفة لتكون بنية النص الابداعية وهو (مستوى الجودة).
- إن الحمل على المعنى في بنية التركيب النحوي هو أحد اساليب العربية التي يستعملها المتكلم للتعبير عن اغراضه وإن أي حذف او تقدير يحدث تغييرا في المعنى فاللفظ يمكن تغييره للاتفاق مع المعنى المقصود، أما المعنى فلا يمكن حذفه او اختصاره بل يمكن تكثيره.
- إن الاسناد في المجاز العقلي هو نفسه في الحقيقة ولا يختلف الامر بينهما الا في الحكم المترتب عليهما من أثر التغيير الواقع من التجوز بذلك الإسناد، وذلك من خلال اسناد الفعل إلى غير فاعله في الحقيقة أو ما كان فاعلا على سبيل النقل وهو الأمر الذي يشير إلى عد المجاز حقيقة لكثرته وشهرته وسعته، وذلك ما دعا الباحث إلى القول بالمعنى الثالث (المدلول الثالث) ، الذي ينتج من مساواة الحقيقة بالمجاز في المعنى الثاني (المجاز) او (الحقيقة) ، وقد اطلقت عليه مصطلح (مجاز المجاز).
- إن المطابقة بين بنية التركيب النحوي والموقف تتطلب التصرف في ترتيب أجزاء بنية التركيب لكي يكسب العبارة ميزة فنية تتصل بالمعنى وتلونه وتصله بحالة المخاطب في أكثر الأحيان وبحالة المتكلم في القليل منها، إذ تؤثر هذه المطابقة في أجزاء بنية التركيب سواء أكان فعلياً ام اسمياً خبرياً ام انشائياً مما يكشف عن إمكانات اللغة وتطورها وصولاً إلى منهج اسلوبي في فهم أداء بنية التركيب للمعنى المقصود.
- إن للأعمال والإهمال في الأفعال والأدوات أثراً في فهم الفروق الأسلوبية بين بنيات التراكيب وذلك من خلال التفرقة بين ثنائية (النظام والاستعمال) في اللغة وهو ما اهتم به علم اللغة الحديث وكان لعلماء العربية دور الاستشراف في ذلك، الأمر الذي جعلهم يسبقون الباحثين الغربيين مئات السنين .
- إن التطابق بين بنية التركيب والموقف من خلال توافق (الأسلوب والسياق والمقام) يتخذ قيماً أسلوبية يهتم بموجبها الدارس بعناصر التركيب كلها (اللغوية وغير اللغوية) لكي يتسنى له إدراك المستوى الابداعي للغة فإن اختل هذا التوافق اختلت الصياغة واضطربت القيم الاسلوبية المتوخاة من ذلك التركيب ، وفي ذلك تتحقق خصوصية البنية الأسلوبية للتركيب النحوي لكونها من صور حيوية اللغة العربية التي جعلتها تفوق الكثير من اللغات الأخرى في التعبير عن أغراضها .