الطيب صالح - خطوة للامام

كانت ممرضة وكان معلما، تزوجا، كان أسمر داكنا أسود إذا شئت، لم تكن سمرتها داكنة بيضاء إذا شئت، كان انفه أفطس لكنه لم يكن قبيحا، وكان أنفها افريقيا جذابا بأي قياس قسته، وكان شعرها نحاسي اللون ناعما وطويلا، وكانت عيناها رماديتين تذكران الرائي بأمسيات رائعة.
وكانت عيناه سوداوين، وكذا شعره الذي لم يكن أسود فحسب، بل كان أكرت أيضا، في مكتب التسجيل في «فولان رود» حيث أخذها وحيث تركته يأخذها، كانت تصرفات المسجل لا غبار عليها، لكن خيل لبعض الحاضرين أنه كان محرجا بعض الشيء. وأخذها معه إلى أهله, أخذ يعلم، وأخذت تمرض، وولدت له أبنا، ماذا تسميه؟، "سامي"، يسهل لفظه بالانجليزية والعربية، ونما صحيح الجسم وافر الحكمة, فكما الأب كذلك الابن، والأم ممرضة، أما الغنى فلم يكن مؤكدا, كانت عيناه رماديتين تذكران الرائي بأمسيات معينة في لندن وكان شعره نحاسي اللون وكان مع هذا أكرت أشعت, لم يكن أنفه إغريقيا ولا كان أفطس وهو أمر حسن. «سيكون طبيبا» تردد أمه باستمرار.
أعلى