خطابات أوربا وامريكا ومعهم كل من خضع للقوى الراسمالية خطابات وقحة مع من يخالفونهم. وهذا تم بناء على تدريبات خاطئة، ولكن لها تأصيلها التاريخي والفلسفي.
فمثلاً؛ لقد كان ترودو وقحاً مع الرئيس الصيني، والرئيس الفرنسي مع بوتين، وتعليقات الألمان على قطر، والصحفيون الغربيون مع الرؤساء الشرقيين وهكذا.. وهم يتعاملون مع الوقاحة كاداة حوارية تحقق الصدمة وتؤكد الإصرار على الاستمرار.
لكن الأمر ليس فقط متعلقاً بالعمليات النفسية أثناء التخاطب بل لها جذورها أيضا.
كانت الدول الأوروبية ذات نظام ارستقراطي، وكان النظام الارستقراطي له إيتكيته الخاص أي فن التعامل مع الآخرين. اهتمت الطبقة الارستقراطية في أوروبا بأدب الحوار اهتماماً بالغاً، وسنشاهد ذلك في الأفلام التي تتناول تلك العصور، كما يمكن أن نقرأ ذلك في المسرحيات والروايات القديمة. لذلك كان المجاز مهماً، والجمل القصيرة المكثفة التي تحاول أن تزن نفسها بميزان الذهب. لذلك اعتبرت الثقافة البرجوازية الصاعدة أن ثقافة الأرستقراطية ثقافة منافقة، وأنها ثقافة الكبت المضاد للحرية الفردية. لذلك ناهض البرجوازيون كل الثقافة الأرستقراطية، ومن هنا نشأت مفاهيم حرية التعبير. أن تكون حراً اي أن تقول ما تريد.
لقد قلت من قبل، أن الإنسان فقد براءته حين عرف المجاز. وهذا بالضبط هو توجه الرأسمالية الماسونية. سنشاهد مثلاً شخصية تافهة ككريس الذي أخذ يمارس وقاحة لفظية على زوجة ويل سميث فصفعه هذا الأخير، ورغم أن هذا أقل من الطبيعي، لكن ويل سميث هو من تعرض للعقاب وتمت محاصرته حصاراً قاتلاً من كل الجهات رغم خضوعه واعتذاره مراراً وتكراراً. ومع ذلك فحرية التعبير يجب أن لا تمس من يمسون النظام الراسمالي، فنتيجة ارتداء تيشيرت وقليل من التغريدات، تمت محاصرة كوني ويست بحجة العنصرية، وتمت محاصرة ترامب، وقبلهم تمت محاصرة بعض الفلاسفة أمثال شومسكي وإدوارد سعيد وخلافه. بالمثل وإبان وفاة ملكة بريطانيا، قامت صفحات الصحف البريطانية بحظر إمكانية التعليق لمدة ٤٨ ساعة في الأخبار المتعلقة بوفاة الملكة، منعاً لأي تعليقات تمس الملكة باعتبارها رمزاً لبريطانيا. في ذات الوقت تعتبر بريطانيا وأوروبا أن المساس بالرموز الدينية للآخرين حرية تعبير.
فالوقاحة إذا ذات إتجاه واحد لا يدعم في حقيقته حرية التعبير، بل يدعم الثقافة الرأسمالية. غير أن الوقاحة لم تنل رضاءً كاملاً من الشعوب الغربية. لأن شخصاً مثل ترودو فقد احترامه كممثل للشعب الكندي، والشعب الكندي لا يميل إلى الوقاحة، فالتأدب الخطابي ليس فقط من طبائع الإنسان السوي، بل هي أحد استلزامات التواصل، وهذا ما قعدت له النظرية البراغماتية أو التداولية. وتعتبر حوارات سقراط التي نقلها أو ألفها أفلاطون دليلاً على الأصل التاريخي لأدب الحوار.
فمثلاً؛ لقد كان ترودو وقحاً مع الرئيس الصيني، والرئيس الفرنسي مع بوتين، وتعليقات الألمان على قطر، والصحفيون الغربيون مع الرؤساء الشرقيين وهكذا.. وهم يتعاملون مع الوقاحة كاداة حوارية تحقق الصدمة وتؤكد الإصرار على الاستمرار.
لكن الأمر ليس فقط متعلقاً بالعمليات النفسية أثناء التخاطب بل لها جذورها أيضا.
كانت الدول الأوروبية ذات نظام ارستقراطي، وكان النظام الارستقراطي له إيتكيته الخاص أي فن التعامل مع الآخرين. اهتمت الطبقة الارستقراطية في أوروبا بأدب الحوار اهتماماً بالغاً، وسنشاهد ذلك في الأفلام التي تتناول تلك العصور، كما يمكن أن نقرأ ذلك في المسرحيات والروايات القديمة. لذلك كان المجاز مهماً، والجمل القصيرة المكثفة التي تحاول أن تزن نفسها بميزان الذهب. لذلك اعتبرت الثقافة البرجوازية الصاعدة أن ثقافة الأرستقراطية ثقافة منافقة، وأنها ثقافة الكبت المضاد للحرية الفردية. لذلك ناهض البرجوازيون كل الثقافة الأرستقراطية، ومن هنا نشأت مفاهيم حرية التعبير. أن تكون حراً اي أن تقول ما تريد.
لقد قلت من قبل، أن الإنسان فقد براءته حين عرف المجاز. وهذا بالضبط هو توجه الرأسمالية الماسونية. سنشاهد مثلاً شخصية تافهة ككريس الذي أخذ يمارس وقاحة لفظية على زوجة ويل سميث فصفعه هذا الأخير، ورغم أن هذا أقل من الطبيعي، لكن ويل سميث هو من تعرض للعقاب وتمت محاصرته حصاراً قاتلاً من كل الجهات رغم خضوعه واعتذاره مراراً وتكراراً. ومع ذلك فحرية التعبير يجب أن لا تمس من يمسون النظام الراسمالي، فنتيجة ارتداء تيشيرت وقليل من التغريدات، تمت محاصرة كوني ويست بحجة العنصرية، وتمت محاصرة ترامب، وقبلهم تمت محاصرة بعض الفلاسفة أمثال شومسكي وإدوارد سعيد وخلافه. بالمثل وإبان وفاة ملكة بريطانيا، قامت صفحات الصحف البريطانية بحظر إمكانية التعليق لمدة ٤٨ ساعة في الأخبار المتعلقة بوفاة الملكة، منعاً لأي تعليقات تمس الملكة باعتبارها رمزاً لبريطانيا. في ذات الوقت تعتبر بريطانيا وأوروبا أن المساس بالرموز الدينية للآخرين حرية تعبير.
فالوقاحة إذا ذات إتجاه واحد لا يدعم في حقيقته حرية التعبير، بل يدعم الثقافة الرأسمالية. غير أن الوقاحة لم تنل رضاءً كاملاً من الشعوب الغربية. لأن شخصاً مثل ترودو فقد احترامه كممثل للشعب الكندي، والشعب الكندي لا يميل إلى الوقاحة، فالتأدب الخطابي ليس فقط من طبائع الإنسان السوي، بل هي أحد استلزامات التواصل، وهذا ما قعدت له النظرية البراغماتية أو التداولية. وتعتبر حوارات سقراط التي نقلها أو ألفها أفلاطون دليلاً على الأصل التاريخي لأدب الحوار.