د. محمد عباس محمد عرابي - تلاوة القرآن وذكر الله والصلاة على النبي في شعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي (نماذج مختارة) إعداد

لتلاوة القرآن فضل عظيم؛ فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول "اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه " رواه مسلم
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها " رواه أبو داود والترمذي والنسائي
أما عن ذكر الله فإنه سبب الفلاح (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، [سورة الأنفال: الآية 45]
وقال أبو الدرداء -رضي الله تعالى عنه: «لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله "عز وجل"».
أما عن الصلاة على النبي فيقول الله (تعالى ) :" إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا "[الأحزاب:56]
وقد تحدث الكثير من الشعراء عن تلاوة القرآن الكريم، وذكر الله والصلاة على النبي (صلى الله عليه)،ومنهم الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي،فيما يلي بعض المختارات الشعرية للشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي وهي تدور حول: تلاوة القرآن الكريم، وذكر الله والصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم):
*تلاوة القرآن الكريم:
حول تلاوة القرآن الكريم يقول الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي:
لما سمعتك تالياً….
لما سمعتك تالياً للمصحفِ
أحسست أن الكون أصبح مِعطفي
وشعرت أن الأفق أصبح درّةً
بيضاءَ تمنحني بياض الأحرفِ
وشعرت أن الأرض صارت واحةً
خضراءَ تمنحني جناحَ مُرفرفِ
لما سمعتك تالياً مسترسلاً
جدّدتُ معرفتي، كأنْ لم أعرفِ
كانت تلاوتك المزاميرَ التي
مُنِحَتْ لداودَ النبيِّ الأشرفِ
إيقاع صوتك في مسامع مُهجتي
إيقاعُ صوتِ الماء للمتلهّفِ
لما سرت فيّ التلاوةُ خِلْتُني
لم تبقَ عينٌ في دمي لم تَذرفِ
حتى شراييني سمعتُ بكاءَها
نبضاً زكيَّ اللحنِ لم يتوقفِ
لما سمعتك تالياً أبصرتُني
فوق الكواكب من جلال الموقفِ
ورأيت مكةَ لوحةً مرسومةً
تسبي فؤاد المُنصِتِ المتشوِّفِ
بطحاؤها وجبالها وصخورها
إحساس ُمشتاقٍ ونظرةُ مُحتفي
يا تاليَ القرآن في شهر الهدى
والخير، رتلْ ما استطعتَ وشنّفِ
رتلْ، فما في الجسم عرقٌ نابضٌ
إلا وقد أصغى بسمعٍ مُرْهَفِ
ما أجملَ القرآنَ يُتلى صافياً
عذباً نقيَّ الحرفِ دون تَكلُّفِ
لما سمعتك تالياً أحسسَتُني
في الروض أقطف منه مالم أقطفِ
إني لأسمع في معالم لهفتي
همساً يُزيلُ مخاوفَ المتخوّفِ
همساً يقول لكلّ قلبٍ خافقٍ
مُتطلّعٍ للوحي ، قَولةَ مُنصِفِ
مَتّعْ فؤادك بالكتابِ وآيِهِ
فالمُتعةُ الكبرى تلاوةُ مُصحَفِ
ذكر الله (التسبيح ):
وفي هذا يقول شاعرنا الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي"
‏سبحان ربي لا إله سـواهُ
‏هتفت بها بعد القلوب شِفَاهُ
‏سبحانه متفرّد بجلاله
‏وكماله متفرد بعلاهُ
‏في سورة الإخلاص نبع جلاله
‏كم ظاميء متعطّشٍ أرواه
‏وبآية الكرسي سرُّ كماله
‏في لفظها وحروفها نلقاه
‏في الكون في ذراته، في أرضه
‏وسمائه، في الكائنات نراه
الاستغفار:
وفي هذا يقول شاعرنا الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي":
‏"أستغفر اللهَ " نورٌ يَدفعُ الخطَرا
‏ويُذهِبُ الهمَّ لا يُبقي له أثرا
‏"أستغفرُ اللهَ " أبوابٌ مُفَتّحةٌ
‏إلى الجِنانِ ونَبْعٌ يغسلُ الكدرا
‏ ‏"أستغفرُ اللهَ" أشجارٌ تُظلِّلُنا
‏في قَيظِ أخطائنا تُلقي لنا الثّمَرا
‏"أستغفرُ اللهَ" ردّدْها على ثقَةٍ
‏بمن إذا جئتَه مُستغفِراً غفَرا
الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم:
حول الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم يقول الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي:

‏أعوذ بربّ الناس من شرَ (خِنزٍبٍ)
‏ومن شرّ (ولهان) ومن شرّ (داسمِ)
‏ومن شرّ (بَثْرٍ) ، في المصائب بَثرهُ
‏ينادي بويلٍ في الخطوبِ العظائم
‏وشرّ (زَلَنْبورٍ) يبثً سمومه
‏على الناس في الأسواق بثَّ الأراقمِ
ومن شرّ(هَفّافٍ)ومن شرّ (زَوبَعٍ)
يُحرّك في الصحراء رِيحَ القواصِمِ
ومن (مُطْوِسٍ)يسري بأخبارِ باطلٍ
يُرَوّجها في الناس تَرويجَ ظالمِ
ومن (أعورِ ) الأعراض يُغري بهَتْكها
وترويجِ أسباب انتهاك المَحارمِ
ومن شرّ (إبليسَ) اللعينِ فإنه
عدوٌّ مُبينٌ ناشرٌ للجرائم
فضل النبي (صلى الله عليه وسلم) والصلاة والسلام عليه :
حول فضل النبي (صلى الله عليه وسلم ) والصلاة والسلام عليه يقول الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي:
ختام الأنبياء …
مَقامُ المصطفى أعلى مقامِ
هنالك عندَ خلّاقِ الأنامِ
ختام الأنبياء أتى بشيراً
جديراً بالنبوّة والختامِ
أتى بشريعة الإسلامِ ديناً
تميّزَ بالكمالِ وبالتَّمامِ
فديتُ المصطفى قلباً مُحبّاً
وروحاً تبتغي رُتَبَ التَّسامي
لقد بُعثَ الرسولُ لنا ضياءً
يفرّقُ ما تراكمَ من ظلامِ
فبدّد نورُه ليلَ انحرافٍ
وجلَّى ما تكاثفَ من قَتَامِ
وأسرجَ خيلَ إيمانٍ وهَدْيٍ
فكانَ صهيلُها لحنَ السلامِ
وكان صدى حوافرِها نشيداً
به يُشفى المريضُ من السَّقامِ
شواهدُه بمكّةَ قائماتٌ
نَواطِقُ بينَ زمزمَ والمقامِ
وفي الحجَرِ المُباركِ منه رمزٌ
أراح الناسَ من وهَجِ الصّدامِ
وفي صحنِ المَطافِ نرى خًطاه
نجومَ الخيرِ تلمعُ في الزحام
لخير الأنبياء نَسجتُ شعري
ثياباً من وفائي والتزامي
وأرسلتُ الصلاةَ عليه نَبْضاً
يفيض به سروري وابتسامي
تَوارثنا الصلاةَ عليه جيلاً
فجيلاً بعد أجيالٍ كِرامِ
هنا لغة الشموخِ فلا مكانٌ
هنا لحروف ذلٍّ وانهزامِ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى