أ. د. عادل الأسطة - بائع ترمس

أمس تجاذبت وبائع ترمس حديثا عابرا حول استخدام المستخدم . هفت نفسي على الترمس فاشتريت بخمسة شواكل . وضع البائع الترمس بكأس من الكرتون فطلبت منه أن يضع الكأس بكيس نايلون ويغلقه ؛ لأنني لن آكل في الشارع .
لم يسخ البائع بكيس نايلون جديد واستخدم كيسا مجعلكا ، فلما اعترضت أوضح لي سبب تجعلك الكيس . أراد أن يضع الترمس لامرأة فيه ففضلت وضعه بكأس .
عقب البائع على طلبي :
- لا تكن موسوسا . كنا في السجن نشرب من الكأس نفسه بلا خوف ولم يحدث لنا شيء .
قلت له :
- وكنت أفعل ذلك حين كنت أقيم في غرف الطلبة . كان ذلك أيام الشباب ، والآن لا أستطيع فعل ما كنت أقوم به . كانت الأجساد قوية ومقاومة البكتيريا أقوى والآن ...
وسألته :
- هل تستطيع الآن أن تفعل ما كنت تفعله ؟
فأجاب بإسماعي قصة قريبه الذي اعتقل وهو كبير عمرا . اعتقل قريبه وأصيب فورا بالجلطة ، فهو لا يقوى على حياة السجن .
اليوم أيضا اشتريت الترمس ثانية من بائع مختلف . البائع كان كريما جدا ، ولما لاحظت أن الكمية التي وضعها في الكيس مقابل ثلاثة شواكل ضعفي الكمية التي اشتريتها من البائع الأول بخمسة ، قلت له :
- لعلك أخطأت التقدير ، فأنا أعطيتك ثلاثة شواكل فقط .
- البركة من الله .
رد علي موضحا وقال لي إنه لم يعرف .
الحقيقة أن البائعين اليوم كانوا كرماء معي ومبحبحين ، ومنهم بائع الفول ، وأنا أردت أن أكون معهم كذلك ، فحين دفعت لسائق السيارة خمسة شواكل اعتذر أنه لا يملك شيكلين لإعادتهما لي . كان معي شيكلان وأحتاج إلى نصف شيكل ، ولم أخبره مفضلا أن يأخذ هو شيكلين على أن يسامحني بنصف شيكل .أهو بقايا فرح أمس لفوز المغرب ؟
أظن أن اليوم ذكرى انطلاق جبهة فلسطينية ما . أظن ، فلم أقرأ شيئا ولم أسمع صوت رصاص ابتهاجا بالمناسبة .
خربشات
١١ / ١٢ / ٢٠٢٢

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى