الخلط بين الزعيم والدكتاتور : هذه الدعوى لا تميز بين الزعيم والدكتاتور ، والفارق بينهم أن الأول تحقق الاراده الشعبية بتوحدها خلف زعامته أهدافها، ويصبح بالتالي محل رضا من اغلب الشعب. أما الثاني فيحول بدكتاتوريته دون تحقيق الاراده الشعبية لأهدافها،ويصبح بالتالي محل غضب اغلب الشعب . ولا يكاد يجادل احد على أن مواقف عبد الناصر الهادفة للتحرر من للاستعمار ، والداعمة للتضامن العربي ، والساعية لتحقيق العدالة الاجتماعية نالت تأييد اغلب الشعوب العربية- وليس الشعب المصري فقط - فضلا عن استمرار مكانته الوجدانية كرمز للكرامة والعزة عند هذه الشعوب حتى الان، كل هذا وغيره يثبت أن عبد الناصر هو زعيم قومي وبالتالي ليس دكتاتور..[/HEADING]
[HEADING=2]خطا حصر الديموقراطيه في صيغتها الليبراليه : كما أن هذه الدعوى تحصر الديموقراطيه في صيغتها الليبراليه،اى تفترض أن لمصطلح الديموقراطيه دلاله واحده (هي احدى دلالاتها الخاصة - المنفردة ، ممثلة في الصيغه الليبراليه للديموقراطيه)، وبالتالي تعتبر أن من يرفض هذه الصيغه للديموقراطيه يرفض الديموقراطيه ذاتها . والواقع من الأمر أن لمصطلح الديموقراطيه دلالات متعددة:[/HEADING]
[HEADING=2]دلاله عامه – مشتركه "التعبير عن الاراده الشعبيه: فهناك دلالته العامة " اى المصطلح كمفهوم مجرد” ، المشتركة “اى المعنى الذى تشترك في فهمه كل الفلسفات والمناهج” .[/HEADING]
[HEADING=2]الاصل التاريخى اليونانى: وهذه الدلالة تتصل بالأصل الاغريقى للمصطلح والذي ترجمته حكم- سلطه- الشعب ، ومضمونها " ان يكون التنظيم القانوني للمجتمع متفقا مع ما يريده الناس فيه"( د.عصمت سيف الدولة، الطريق، ج 2، ص 93) …[/HEADING]
[HEADING=2]دلالات خاصه - منفرده: كما أن لمصطلح الديموقراطيه دلالات خاصة " اى ما يكتسبه المصطلح من معنى كمحصله لتطبيقه في كل واقع اجتماعي معين زمانا ومكانا ، منفردة “اى المعنى الذي تنفرد بفهمه كل فلسفه اومنهج معرفه معينين “.[/HEADING]
[HEADING=2]مثال لها بالمفهوم الليبرالى للديمقراطيه: ومثال لهذه الدلالات الخاصه المنفرده الصيغه الليبرالي للديموقراطيه، اى الديموقراطيه الليبرالية من حيث هي محصله تطبيق مفهوم الديموقراطيه في واقع المجتمعات الغربية منذ القرن السابع عشر، وطبقا للمعنى الذى تنفرد بفهمه الليبرالية كفلسفة ومنهج معرفه . ان شيوع الصيغه الليبراليه للديمقراطية او الديمقراطية الليبرالية ، لا يلغى حقيقة أن الديمقراطية الليبرالية هي دلاله خاصة منفردة لمصطلح الديمقراطية يدل على هذا:[/HEADING]
[HEADING=2]أولا: ان الديمقراطية الليبرالية ظهرت تاريخيا في مرحلة تاريخية لاحقة، بدأت في القرن السابع عشر وما تزال قائمة لم تنقض تماما.[/HEADING]
[HEADING=2]ثانيا:قبل ظهور الديموقراطيه الليبرالية ” النيابية ” كان هنا صيغه أخرى للديمقراطية، أكثر تعبيرا عن المصطلح في أصله الاغريقى، والذي يقتضى ان يكون الشعب هو الفاعل، وهى الديموقراطيه المباشرة. …(د.عصمت سيف الدولة، الديموقراطيه والوحدة العربية).[/HEADING]
[HEADING=2]ثالثا:ان هناك صيغ أخرى للديموقراطيه منها الديموقراطيه الشعبية والديموقراطيه الاشتراكية..[/HEADING]
[HEADING=2] عبد الناصر رفض الصيغه الليبراليه للديموقراطيه وليس الديموقراطيه ذاتها: ..استنادا إلى هذا التعدد الدلالي لمصطلح الديموقراطيه فان عبد الناصر كان يرفض الصيغه الليبراليه للديموقراطيه لأنها إذ يحرر الشعب من استبداد الحاكمين ، لا تضمن عدم استبداد اقليه من الرأسماليين فيه، لان النظام الراسمالى هو النظام الليبرالي في الاقتصاد ( د.عصمت سيف الدولة، النظرية ، ج2، ص197-198 ) وهو ما كاد سائدا في مصر قبل قيام ثوره 23 يوليو حيث يوجد نظام ديموقراطى من الناحية الشكلية ” برلمان، تعدديه حزبيه، صحف حزبيه..”، لكن يسطر عليه ” فعليا ” تحالف من الإقطاعيين والرأسماليين والملك ، الخاضع للسلطة “الفعلية” للاحتلال البريطاني. ولكن رفض عبد الناصر للصيغه الليبراليه للديموقراطيه لا يعنى رفضه للديمقراطية من حيث هي نظام فني لضمان سلطه الشعب ضد استبداد الحكام ، وهو يتبنى صيغه معينه للديموقراطيه هي الديموقراطيه الشعبية ذات المضمون الاجتماعي...[/HEADING]
[HEADING=2]عدم التمييز بين مضمون الديموقراطيه وشكلها:كما هذه الدعوى لا تميز بين مضمون الديموقراطيه " ان تعبر السلطة عن الاراده الشعبية"، وشكلها" شكل النظام السياسي الذي تعبر الاراده الشعبية من خلاله عن ذاتها"،و الأول ثابت بينما الثاني يخضع للتغيير في المكان وخلال الزمان، والدليل على هذا ان تعدد النظم السياسية الديموقراطيه الليبرالية بتعدد مجتمعاتها (بريطانيا، فرنسا، امريكا ،سويسرا…)، استنادا على هذا فان هذه الدعوى تتخذ من بعض المواقف المواقف السياسية لعبد الناصركرفضه لتعدد الأحزاب و أخذه بأسلوب التنظيم السياسي الشعبي الواحد كدليل على رفضه للديموقراطيه ، بينما هذه المواقف تتصل بشكل الديموقراطىه وليس مضمونها، فهو مرتبط بظروف تاريخيه معينه ، هي مرحله التحرر الوطني والقومي من الاستعمار القديم...[/HEADING]
[HEADING=2]أسلوب التغيير”تحليل لظاهره الانقلاب العسكري”:[/HEADING]
[HEADING=2]اسباب قيام ثوره 23 يوليو بفعل مجموعه من ضباط القوات المسلحه: [/HEADING]
[HEADING=2]مشكله التخلف الديموقراطى: لقد كانت هناك اسباب تاريخيه معينه أدت إلى قيام ثوره يوليو بفعل مجموعة من ضباط القوات المسلحة ، وليس بتنظيم وتدبير وفعل حزب جماهيري . تتمثل هذه الأسباب في ان الظروف الاجتماعية والسياسية التي سادت مصر ما قبل ثورة 1952 كانت قد وفرت الشروط الموضوعية للثورة، والمتمثلة في السيطرة المطلقة لتحالف الاستعمار والإقطاع والرأسمالية على الشعب المصري وثرواته ، ولكنها لم تسمح باكتمال نضج شروطها الذاتية متمثله فى ان هذه الظروف لم تسمح للممارسة الديمقراطية بان تتعمق وتنمو إلى الحد الذي تستطيع فيه الجماهير امتلاك المقدرة الشعبية على فرض إرادتها . إن تلك الأسباب التاريخية هي التي تفسر قيام الثورة بتنظيم وتدبير وفعل مجموعة من ضباط القوات المسلحة تحت قيادة عبد الناصر ( تنظيم الضباط الأحرار )، وليس بتنظيم وتدبير وفعل حزب جماهيري .[/HEADING]
[HEADING=2]تحالف النظام الملكى مع الاستعمار:فضلا عن ان تحالف النظام الملكى مع الاستعمار يعنى ان التغيير السياسى فى تلك المرحله كان يستهدف استعمار خارجى يستخدم القوه المسلحه الغاشمه لاحتلال بلد اخر ونهب ثرواته، وبالتالى لا يمكن تغييره الا بقوه مسلحه ، ولم يكن يستهدف نظام وطنى يمكن تغييره باساليب سلميه.[/HEADING]
[HEADING=2]الظاهره تعبير عن مرحله تاريخيه عامه وليس مقصورعلى التجربه الناصريه: هذا بالاضافه الى ان الانقلابات العسكرية كظاهرة تكاد تكون المرحلة التالية لمرحلة التحرر من الاستعمار على مستوى العالم الثالث كله. وهذه الظاهرة هي حصيلة فشل تطبيق الديمقراطية فى العالم الثالث نتيجة للتخلف الديمقراطي : انعدام أو ضعف التقاليد الديمقراطية بفعل الاستعمار وما صاحبه من تخلف ثقافي ومادي، إضافة إلى تطبيق المفهوم الليبرالي القائم على سلبية الدولة بالنسبة للممارسة الديمقراطية.[/HEADING]
[HEADING=2]ضروره استحداث اساليب التغيير السلمى: إذا الانقلابات العسكرية تعبير عن مرحله تاريخيه انقضت او تكاد تنقضي، ولابد من استحداث آليات جديدة للتغيير الجماهيري السلمي ، الذي لم يرفضه عبد الناصر.[/HEADING]
[HEADING=2]ظاهره التعذيب: ان التقييم الموضوعي- البعيد عن التوظيف السياسي- للممارسات السالبه التي صاحبت التجربة الناصرية ومنها ظاهره التعذيب ،يقوم على الاتى:[/HEADING]
[HEADING=2]ان التقييم الموضوعي لاى تجربه يجب ان يقوم على الإقرار بايجابياتها وسلبياتها،وليس اتخذا سلبياتها كمبرر لإنكار ايجابياتها.[/HEADING]
[HEADING=2]انه يجب ادانه التعذيب كممارسه سالبه لا إنسانيه مرفوضة أخلاقيا وقانونيا ودينيا.[/HEADING]
[HEADING=2]ان ظاهره التعذيب مرتبطه بالبنية السياسية “مجموع الانظمه السياسيةوأنماط التفكير السياسي..” للعالم الثالث، وليست مرتبطه بالنظم السياسية”السلطة السياسية” للعالم الثالث ، وسبب ذلك أنها نشأت نتيجة لعوامل تاريخيه استمرت عهود تاريخيه متطاولة كالاستعمار وتعاقب النظم الاستبدادية .فقد كانت ظاهره التعذيب موجودة قبل عهد عبد الناصر “النظام الملكى”،واستمرت بعد عهده (عهد الرئيسين السادات ومبارك)، بل تفاقمت بعده عهده وكانت احد أسباب قيام ثوره 25 يناير الشعبية المصرية ضد نظام مبارك،ولم يبد الغرب” الديموقراطى” اى اعترض جدى ضدها خلال هذين العهدين لأنهما كانا تابعين له سياسيا.[/HEADING]
[HEADING=2]ان عبد الناصر لم يكن يعلم بهذه الممارسات بدليل ان بعضهم “شمس بدران”
اقر بعد وفاه عبد الناصر بأنه قام بذلك دون إذن من السلطة، وعندما علم بهذه الممارسات قدم قام بها للمحاكمة، وسجنهم بعضهم . إلى ان قام الرئيس السادات بالإفراج عنهم بعرض التوظيف السياسي. اتساقا مع هذا قام الاعلام فى عصره- ومن ضمنه بعض الافلام التى ظهرت فى ذلك العهد- بتضخيم حجم هذه الظاهره السلبيه فى العهد الناصرى، لتبرير ارتداده السياسى عن كثير من ايجابياته.فى ذات الوقت الذى صمت عن استمرار هذه الظاهره فضلا عن تفاقمها فى عهد السادات وخلفه مبارك.[/HEADING]
[HEADING=2]وقد اشار بعض الكتاب – منهم الدكتور عصمت سيف الدوله - إلى بعض أسباب ظهور هذه الممارسة السالبة في العهد الناصري ، ومن هذه الأسباب الضغوط التي تعرضت لها مصر لدورها الريادي في قياده حركه التحرر من الاستعمار حينها ، وما صاحب ذلك من تضخم دور الاجهزه الامنيه، ومن هذه الأسباب ان المشروع الناصري أراد حشد الناس ضد الاستعمار القديم والجديد والصهوينيه، لكنه استند في ذلك الى تنظيمات جامعه ( اى تقبل كل من يعلن الالتزام بمبادئها ، والتي كانت ذات طبيعةعامه) ولكن غير مانعه (اى لم تتوافر فيها إليه لتمييز بين من يؤمن بهذه المبادئ فعلا و من يدعي الالتزام بها، فضلا عن عدم وجود تفاصيل جزئيه لهذه المبادئ )، حيث ابتكرت الدوله تنظيمات سياسيه عامه تتضمن داخلها كل جهاز الدوله (هيئه التحرير، الاتحاد القومي، الاتحاد الاشتراكي)، وهنا اتيح لمجموعه من البيروقراطيين ان يقوموا بالعديد من الممارسات السالبه كالتعذيب وغيره ، وبذلك لطخوا ثوب ثوره يوليو الأبيض بما علق به من نقاط سوداء…[/HEADING]
[HEADING=2]تفسير وليس تبرير: غير ان كل ما ذكروه هو تفسير”اى بيان للأسباب الذي لا يمنع رفض السلبيات” وليس تبرير” اى دفاع عن السلبيات “، إذ ان التعذيب – وغيره من الممارسات السالبه- لا تبرير له.[/HEADING]
[HEADING=3][/HEADING]
[HEADING=2]--------------------------
للإطلاع على مقالات أخرى للدكتور صبري محمد خليل يمكن زيارة المواقع التالية:[/HEADING]
[HEADING=2]-1الموقع الرسمي للدكتور/ صبري محمد خليل خيري | دراسات ومقالات الموقع الرسمي للدكتور صبري محمد خليل خيري
2- د. صبري محمد خليل Google Sites
[/HEADING]
[HEADING=2]خطا حصر الديموقراطيه في صيغتها الليبراليه : كما أن هذه الدعوى تحصر الديموقراطيه في صيغتها الليبراليه،اى تفترض أن لمصطلح الديموقراطيه دلاله واحده (هي احدى دلالاتها الخاصة - المنفردة ، ممثلة في الصيغه الليبراليه للديموقراطيه)، وبالتالي تعتبر أن من يرفض هذه الصيغه للديموقراطيه يرفض الديموقراطيه ذاتها . والواقع من الأمر أن لمصطلح الديموقراطيه دلالات متعددة:[/HEADING]
[HEADING=2]دلاله عامه – مشتركه "التعبير عن الاراده الشعبيه: فهناك دلالته العامة " اى المصطلح كمفهوم مجرد” ، المشتركة “اى المعنى الذى تشترك في فهمه كل الفلسفات والمناهج” .[/HEADING]
[HEADING=2]الاصل التاريخى اليونانى: وهذه الدلالة تتصل بالأصل الاغريقى للمصطلح والذي ترجمته حكم- سلطه- الشعب ، ومضمونها " ان يكون التنظيم القانوني للمجتمع متفقا مع ما يريده الناس فيه"( د.عصمت سيف الدولة، الطريق، ج 2، ص 93) …[/HEADING]
[HEADING=2]دلالات خاصه - منفرده: كما أن لمصطلح الديموقراطيه دلالات خاصة " اى ما يكتسبه المصطلح من معنى كمحصله لتطبيقه في كل واقع اجتماعي معين زمانا ومكانا ، منفردة “اى المعنى الذي تنفرد بفهمه كل فلسفه اومنهج معرفه معينين “.[/HEADING]
[HEADING=2]مثال لها بالمفهوم الليبرالى للديمقراطيه: ومثال لهذه الدلالات الخاصه المنفرده الصيغه الليبرالي للديموقراطيه، اى الديموقراطيه الليبرالية من حيث هي محصله تطبيق مفهوم الديموقراطيه في واقع المجتمعات الغربية منذ القرن السابع عشر، وطبقا للمعنى الذى تنفرد بفهمه الليبرالية كفلسفة ومنهج معرفه . ان شيوع الصيغه الليبراليه للديمقراطية او الديمقراطية الليبرالية ، لا يلغى حقيقة أن الديمقراطية الليبرالية هي دلاله خاصة منفردة لمصطلح الديمقراطية يدل على هذا:[/HEADING]
[HEADING=2]أولا: ان الديمقراطية الليبرالية ظهرت تاريخيا في مرحلة تاريخية لاحقة، بدأت في القرن السابع عشر وما تزال قائمة لم تنقض تماما.[/HEADING]
[HEADING=2]ثانيا:قبل ظهور الديموقراطيه الليبرالية ” النيابية ” كان هنا صيغه أخرى للديمقراطية، أكثر تعبيرا عن المصطلح في أصله الاغريقى، والذي يقتضى ان يكون الشعب هو الفاعل، وهى الديموقراطيه المباشرة. …(د.عصمت سيف الدولة، الديموقراطيه والوحدة العربية).[/HEADING]
[HEADING=2]ثالثا:ان هناك صيغ أخرى للديموقراطيه منها الديموقراطيه الشعبية والديموقراطيه الاشتراكية..[/HEADING]
[HEADING=2] عبد الناصر رفض الصيغه الليبراليه للديموقراطيه وليس الديموقراطيه ذاتها: ..استنادا إلى هذا التعدد الدلالي لمصطلح الديموقراطيه فان عبد الناصر كان يرفض الصيغه الليبراليه للديموقراطيه لأنها إذ يحرر الشعب من استبداد الحاكمين ، لا تضمن عدم استبداد اقليه من الرأسماليين فيه، لان النظام الراسمالى هو النظام الليبرالي في الاقتصاد ( د.عصمت سيف الدولة، النظرية ، ج2، ص197-198 ) وهو ما كاد سائدا في مصر قبل قيام ثوره 23 يوليو حيث يوجد نظام ديموقراطى من الناحية الشكلية ” برلمان، تعدديه حزبيه، صحف حزبيه..”، لكن يسطر عليه ” فعليا ” تحالف من الإقطاعيين والرأسماليين والملك ، الخاضع للسلطة “الفعلية” للاحتلال البريطاني. ولكن رفض عبد الناصر للصيغه الليبراليه للديموقراطيه لا يعنى رفضه للديمقراطية من حيث هي نظام فني لضمان سلطه الشعب ضد استبداد الحكام ، وهو يتبنى صيغه معينه للديموقراطيه هي الديموقراطيه الشعبية ذات المضمون الاجتماعي...[/HEADING]
[HEADING=2]عدم التمييز بين مضمون الديموقراطيه وشكلها:كما هذه الدعوى لا تميز بين مضمون الديموقراطيه " ان تعبر السلطة عن الاراده الشعبية"، وشكلها" شكل النظام السياسي الذي تعبر الاراده الشعبية من خلاله عن ذاتها"،و الأول ثابت بينما الثاني يخضع للتغيير في المكان وخلال الزمان، والدليل على هذا ان تعدد النظم السياسية الديموقراطيه الليبرالية بتعدد مجتمعاتها (بريطانيا، فرنسا، امريكا ،سويسرا…)، استنادا على هذا فان هذه الدعوى تتخذ من بعض المواقف المواقف السياسية لعبد الناصركرفضه لتعدد الأحزاب و أخذه بأسلوب التنظيم السياسي الشعبي الواحد كدليل على رفضه للديموقراطيه ، بينما هذه المواقف تتصل بشكل الديموقراطىه وليس مضمونها، فهو مرتبط بظروف تاريخيه معينه ، هي مرحله التحرر الوطني والقومي من الاستعمار القديم...[/HEADING]
[HEADING=2]أسلوب التغيير”تحليل لظاهره الانقلاب العسكري”:[/HEADING]
[HEADING=2]اسباب قيام ثوره 23 يوليو بفعل مجموعه من ضباط القوات المسلحه: [/HEADING]
[HEADING=2]مشكله التخلف الديموقراطى: لقد كانت هناك اسباب تاريخيه معينه أدت إلى قيام ثوره يوليو بفعل مجموعة من ضباط القوات المسلحة ، وليس بتنظيم وتدبير وفعل حزب جماهيري . تتمثل هذه الأسباب في ان الظروف الاجتماعية والسياسية التي سادت مصر ما قبل ثورة 1952 كانت قد وفرت الشروط الموضوعية للثورة، والمتمثلة في السيطرة المطلقة لتحالف الاستعمار والإقطاع والرأسمالية على الشعب المصري وثرواته ، ولكنها لم تسمح باكتمال نضج شروطها الذاتية متمثله فى ان هذه الظروف لم تسمح للممارسة الديمقراطية بان تتعمق وتنمو إلى الحد الذي تستطيع فيه الجماهير امتلاك المقدرة الشعبية على فرض إرادتها . إن تلك الأسباب التاريخية هي التي تفسر قيام الثورة بتنظيم وتدبير وفعل مجموعة من ضباط القوات المسلحة تحت قيادة عبد الناصر ( تنظيم الضباط الأحرار )، وليس بتنظيم وتدبير وفعل حزب جماهيري .[/HEADING]
[HEADING=2]تحالف النظام الملكى مع الاستعمار:فضلا عن ان تحالف النظام الملكى مع الاستعمار يعنى ان التغيير السياسى فى تلك المرحله كان يستهدف استعمار خارجى يستخدم القوه المسلحه الغاشمه لاحتلال بلد اخر ونهب ثرواته، وبالتالى لا يمكن تغييره الا بقوه مسلحه ، ولم يكن يستهدف نظام وطنى يمكن تغييره باساليب سلميه.[/HEADING]
[HEADING=2]الظاهره تعبير عن مرحله تاريخيه عامه وليس مقصورعلى التجربه الناصريه: هذا بالاضافه الى ان الانقلابات العسكرية كظاهرة تكاد تكون المرحلة التالية لمرحلة التحرر من الاستعمار على مستوى العالم الثالث كله. وهذه الظاهرة هي حصيلة فشل تطبيق الديمقراطية فى العالم الثالث نتيجة للتخلف الديمقراطي : انعدام أو ضعف التقاليد الديمقراطية بفعل الاستعمار وما صاحبه من تخلف ثقافي ومادي، إضافة إلى تطبيق المفهوم الليبرالي القائم على سلبية الدولة بالنسبة للممارسة الديمقراطية.[/HEADING]
[HEADING=2]ضروره استحداث اساليب التغيير السلمى: إذا الانقلابات العسكرية تعبير عن مرحله تاريخيه انقضت او تكاد تنقضي، ولابد من استحداث آليات جديدة للتغيير الجماهيري السلمي ، الذي لم يرفضه عبد الناصر.[/HEADING]
[HEADING=2]ظاهره التعذيب: ان التقييم الموضوعي- البعيد عن التوظيف السياسي- للممارسات السالبه التي صاحبت التجربة الناصرية ومنها ظاهره التعذيب ،يقوم على الاتى:[/HEADING]
[HEADING=2]ان التقييم الموضوعي لاى تجربه يجب ان يقوم على الإقرار بايجابياتها وسلبياتها،وليس اتخذا سلبياتها كمبرر لإنكار ايجابياتها.[/HEADING]
[HEADING=2]انه يجب ادانه التعذيب كممارسه سالبه لا إنسانيه مرفوضة أخلاقيا وقانونيا ودينيا.[/HEADING]
[HEADING=2]ان ظاهره التعذيب مرتبطه بالبنية السياسية “مجموع الانظمه السياسيةوأنماط التفكير السياسي..” للعالم الثالث، وليست مرتبطه بالنظم السياسية”السلطة السياسية” للعالم الثالث ، وسبب ذلك أنها نشأت نتيجة لعوامل تاريخيه استمرت عهود تاريخيه متطاولة كالاستعمار وتعاقب النظم الاستبدادية .فقد كانت ظاهره التعذيب موجودة قبل عهد عبد الناصر “النظام الملكى”،واستمرت بعد عهده (عهد الرئيسين السادات ومبارك)، بل تفاقمت بعده عهده وكانت احد أسباب قيام ثوره 25 يناير الشعبية المصرية ضد نظام مبارك،ولم يبد الغرب” الديموقراطى” اى اعترض جدى ضدها خلال هذين العهدين لأنهما كانا تابعين له سياسيا.[/HEADING]
[HEADING=2]ان عبد الناصر لم يكن يعلم بهذه الممارسات بدليل ان بعضهم “شمس بدران”
اقر بعد وفاه عبد الناصر بأنه قام بذلك دون إذن من السلطة، وعندما علم بهذه الممارسات قدم قام بها للمحاكمة، وسجنهم بعضهم . إلى ان قام الرئيس السادات بالإفراج عنهم بعرض التوظيف السياسي. اتساقا مع هذا قام الاعلام فى عصره- ومن ضمنه بعض الافلام التى ظهرت فى ذلك العهد- بتضخيم حجم هذه الظاهره السلبيه فى العهد الناصرى، لتبرير ارتداده السياسى عن كثير من ايجابياته.فى ذات الوقت الذى صمت عن استمرار هذه الظاهره فضلا عن تفاقمها فى عهد السادات وخلفه مبارك.[/HEADING]
[HEADING=2]وقد اشار بعض الكتاب – منهم الدكتور عصمت سيف الدوله - إلى بعض أسباب ظهور هذه الممارسة السالبة في العهد الناصري ، ومن هذه الأسباب الضغوط التي تعرضت لها مصر لدورها الريادي في قياده حركه التحرر من الاستعمار حينها ، وما صاحب ذلك من تضخم دور الاجهزه الامنيه، ومن هذه الأسباب ان المشروع الناصري أراد حشد الناس ضد الاستعمار القديم والجديد والصهوينيه، لكنه استند في ذلك الى تنظيمات جامعه ( اى تقبل كل من يعلن الالتزام بمبادئها ، والتي كانت ذات طبيعةعامه) ولكن غير مانعه (اى لم تتوافر فيها إليه لتمييز بين من يؤمن بهذه المبادئ فعلا و من يدعي الالتزام بها، فضلا عن عدم وجود تفاصيل جزئيه لهذه المبادئ )، حيث ابتكرت الدوله تنظيمات سياسيه عامه تتضمن داخلها كل جهاز الدوله (هيئه التحرير، الاتحاد القومي، الاتحاد الاشتراكي)، وهنا اتيح لمجموعه من البيروقراطيين ان يقوموا بالعديد من الممارسات السالبه كالتعذيب وغيره ، وبذلك لطخوا ثوب ثوره يوليو الأبيض بما علق به من نقاط سوداء…[/HEADING]
[HEADING=2]تفسير وليس تبرير: غير ان كل ما ذكروه هو تفسير”اى بيان للأسباب الذي لا يمنع رفض السلبيات” وليس تبرير” اى دفاع عن السلبيات “، إذ ان التعذيب – وغيره من الممارسات السالبه- لا تبرير له.[/HEADING]
[HEADING=3][/HEADING]
[HEADING=2]--------------------------
للإطلاع على مقالات أخرى للدكتور صبري محمد خليل يمكن زيارة المواقع التالية:[/HEADING]
[HEADING=2]-1الموقع الرسمي للدكتور/ صبري محمد خليل خيري | دراسات ومقالات الموقع الرسمي للدكتور صبري محمد خليل خيري
2- د. صبري محمد خليل Google Sites
د صبري محمد خليل
sites.google.com