من البديهي عند الحديث عن اللغة العربية في يومها أن يتسابق الأشخاص للحديث عنها من ناحية البلاغة والجمال والتفرد، وأن ننظر إليها بعين التبجيل والتقدير كما تقدر كل أمة لغتها وثقافتها وتحتفي بها كجزء من كينونتها وهويتها، لكن وسط التحديات التي تشهدها لغتنا ومحاولات التشويش التي تتعرض لها بإستمرار ولا يخفى على الناس أن البعض من أبنائها أو الناطقين بها جزء من هذه المحاولات أو الحملات المستمرة التي تسعى إلى التقليل من قيمتها ومكانتها رغم ثباتها مقابل انحسار مثبت بالأرقام والإحصائيات للغات أخرى حول العالم، فالبعض كما سبق وتحدثنا يربطها بمشكلته الواضحة مع الدين الإسلامي بشكل مباشر فيدعم اللغات الأجنبية على حسابها (ونقول هذا من باب تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية ولنضع يدنا على أحد أسباب المشكلة)، والبعض الآخر فلنفس السبب أو لما يعتقده شعوراً غامراً بالوطنية يسعى لإستبدالها باللهجات العامية وجعلها في مواجهة اللغة العربية وهو ما ثبت فشله رغم جمال لهجاتنا المحلية وخصوصيتها، أو البعض الذي يقوم بإثارة الفتن بينها وبين اللغات المحلية لقوميات عزيزة أخرى تشاركنا بلادنا كالكردية والأمازيغية واللغات الإفريقية القبائلية وبطبيعة الحال اللغة الأرمينية كونهم جزءًا لا يتجزأ من نسيجنا وشعوبنا..
إلا أن كل هذه المشكلات المصطنعة لم تفلح في زعزعة مكانة اللغة العربية لأنها لم تكن يوماً عن قصد منافساً لأحد، فكانت محافظةً على خصائصها وأيضاً حاضنةً لغيرها من اللغات واللهجات، فنجد مفرداتها مزروعةً في قلب لهجاتنا المحلية من اليمن إلى سوريا ومن سلطنة عمان حتى المملكة المغربية وموريتانيا وكانت عاملاً مؤثراً في لغاتٍ أخرى فأثرت وتأثرت بشكلٍ طبيعي جداً وأبدع فيها كما ذكرنا مراراً إخوتنا من بقية الثقافات بل وتفوقوا في كثير من الأحيان على كثير من العرب الذين لا يتقنون لغتهم، وهنا المشكلة ليست مرتبطة بالدين أو الثقافة لأن منطقتنا وأبنائها تقبل على تعلم واكتساب ثقافات بعيدة عنها ولا تمت لها بصلة، لكن المشكلة هي مشكلة وعي ومشكلة تعميم لمشاكل فردية تحصل بين الجميع دون استثناء ومشكلة الإنسياق وراء دعوات تسييس مشاكل يمكن احتوائها ببذل بعض الجهد داخلياً وتعاون الجميع على ذلك، واللغة العربية ليست حكراً على المسلمين أو على طائفة معينة لأن المسيحيين العرب وأبناء الطائفة الدرزية وغالبية الثقافات كانت لها اسهاماتها فيها كما كانت على وعي بوجودها وانتمائها وانحازت إلى تاريخها، والتغني باللغة العربية لا يعني أن ننكر مزايا وجماليات اللغات الأخرى، ولا أن نتصرف بعنصرية كما نرى من تصرفات متعصبة كما نرى في الغرب للغاتهم المحلية كالفرنسية والألمانية وغيرها بل يعني الإحترام للنفس واعطائها حقها والسعي لزيادة الوعي بمكانة بلادنا لنساعدها على الوقوف على قدميها والنهوض من جديد وهذا النهوض لا يأتي إلا بالوعي واحترامنا جميعاً لبعضنا والنظر للتنوع الديني والثقافي والإجتماعي والعرقي على أنه مصدر قوة، خاصةً أن الأحداث المتتابعة حول العالم تثبت ذلك (لمن يرغب أن يرى) ولمن يرفض أن يعيش بمنطق النكاية مع بقية مكونات المجتمع، وحتى وإن كان هناك مشكلات فعلية لا يجب إنكارها فإن دور المثقف الحقيقي والحر والمنتمي هو تقريب وجهات النظر والمسافات والتعامل مع الغير بما يرضاه لنفسه وليس السخرية والتكبر والتنظير على شعوبنا بكافة فئاتها وهي تكافح يومياً لتأمين أساسيات العيش الكريم أو النبش في قضايا تاريخية يعود بعضها إلى عدة قرون على أقل تقدير كنوع من الإثارة الرخيصة لجذب الأنظار لمدة ساعات على الأكثر والظهور بدور المفكر والباحث والمصلح، حيث تعمد هذه الفئات من وقت لآخر كلما انحسر عنها الإهتمام لإنتقاء واختيار موضوعات تثير الفتن مع أنه لم يوجد أي طرف دون أخطاء على مدار التاريخ..
اليوم وبعد كل الأحداث التي عشناها آن لنا أن نقدم الوعي على أي شيء آخر وأن لا نسمح لأحد بالنيل من ثقافتنا وأن نفهم أن وجود كل منا مرتبط بالآخر، حيث كلنا مهمون وفاعلون وشعوب قادرة على الإنتاج والإبتكار وتصدير الفكر نساءاً ورجالاً وقادرة على ترك بصمة على المستوى الإنساني، ولنتعلم أن جمال شيء لا يعني أن الآخر أقل جمالاً منه فلكلٍ جماله الخاص ولمسته وبصمته كما أن منافسة الغير تحجيم للذات ولقدراتها ولتكن المنافسة على الإرتقاء بأنفسنا، وفي يوم اللغة العربية ليتنا نتعلم منها الشموخ والصمود والتعالي عن الأحقاد والتوافه وقدرتها على المحبة والتعبير عنها واحتضان كل من يحبها دون تمييز وثقتها بمكانتها دون الإنتقاص من مكانة غيرها لأنها فعلاً منبع للحب..
ومن جمال اللغة العربية هذه اللوحة لبيت من الشعر لاتتصل حروفه:
زُرْ دَارَ وُدٍّ إنْ أرَدْتَ وُرُوْدَا
زَادُوْكَ وُدَّاً أنْ رَأوْكَ وَدُوْدَا..
خالد جهاد..
تحية حب في يوم اللغة العربية إلى كل شعوب العالم..
إلا أن كل هذه المشكلات المصطنعة لم تفلح في زعزعة مكانة اللغة العربية لأنها لم تكن يوماً عن قصد منافساً لأحد، فكانت محافظةً على خصائصها وأيضاً حاضنةً لغيرها من اللغات واللهجات، فنجد مفرداتها مزروعةً في قلب لهجاتنا المحلية من اليمن إلى سوريا ومن سلطنة عمان حتى المملكة المغربية وموريتانيا وكانت عاملاً مؤثراً في لغاتٍ أخرى فأثرت وتأثرت بشكلٍ طبيعي جداً وأبدع فيها كما ذكرنا مراراً إخوتنا من بقية الثقافات بل وتفوقوا في كثير من الأحيان على كثير من العرب الذين لا يتقنون لغتهم، وهنا المشكلة ليست مرتبطة بالدين أو الثقافة لأن منطقتنا وأبنائها تقبل على تعلم واكتساب ثقافات بعيدة عنها ولا تمت لها بصلة، لكن المشكلة هي مشكلة وعي ومشكلة تعميم لمشاكل فردية تحصل بين الجميع دون استثناء ومشكلة الإنسياق وراء دعوات تسييس مشاكل يمكن احتوائها ببذل بعض الجهد داخلياً وتعاون الجميع على ذلك، واللغة العربية ليست حكراً على المسلمين أو على طائفة معينة لأن المسيحيين العرب وأبناء الطائفة الدرزية وغالبية الثقافات كانت لها اسهاماتها فيها كما كانت على وعي بوجودها وانتمائها وانحازت إلى تاريخها، والتغني باللغة العربية لا يعني أن ننكر مزايا وجماليات اللغات الأخرى، ولا أن نتصرف بعنصرية كما نرى من تصرفات متعصبة كما نرى في الغرب للغاتهم المحلية كالفرنسية والألمانية وغيرها بل يعني الإحترام للنفس واعطائها حقها والسعي لزيادة الوعي بمكانة بلادنا لنساعدها على الوقوف على قدميها والنهوض من جديد وهذا النهوض لا يأتي إلا بالوعي واحترامنا جميعاً لبعضنا والنظر للتنوع الديني والثقافي والإجتماعي والعرقي على أنه مصدر قوة، خاصةً أن الأحداث المتتابعة حول العالم تثبت ذلك (لمن يرغب أن يرى) ولمن يرفض أن يعيش بمنطق النكاية مع بقية مكونات المجتمع، وحتى وإن كان هناك مشكلات فعلية لا يجب إنكارها فإن دور المثقف الحقيقي والحر والمنتمي هو تقريب وجهات النظر والمسافات والتعامل مع الغير بما يرضاه لنفسه وليس السخرية والتكبر والتنظير على شعوبنا بكافة فئاتها وهي تكافح يومياً لتأمين أساسيات العيش الكريم أو النبش في قضايا تاريخية يعود بعضها إلى عدة قرون على أقل تقدير كنوع من الإثارة الرخيصة لجذب الأنظار لمدة ساعات على الأكثر والظهور بدور المفكر والباحث والمصلح، حيث تعمد هذه الفئات من وقت لآخر كلما انحسر عنها الإهتمام لإنتقاء واختيار موضوعات تثير الفتن مع أنه لم يوجد أي طرف دون أخطاء على مدار التاريخ..
اليوم وبعد كل الأحداث التي عشناها آن لنا أن نقدم الوعي على أي شيء آخر وأن لا نسمح لأحد بالنيل من ثقافتنا وأن نفهم أن وجود كل منا مرتبط بالآخر، حيث كلنا مهمون وفاعلون وشعوب قادرة على الإنتاج والإبتكار وتصدير الفكر نساءاً ورجالاً وقادرة على ترك بصمة على المستوى الإنساني، ولنتعلم أن جمال شيء لا يعني أن الآخر أقل جمالاً منه فلكلٍ جماله الخاص ولمسته وبصمته كما أن منافسة الغير تحجيم للذات ولقدراتها ولتكن المنافسة على الإرتقاء بأنفسنا، وفي يوم اللغة العربية ليتنا نتعلم منها الشموخ والصمود والتعالي عن الأحقاد والتوافه وقدرتها على المحبة والتعبير عنها واحتضان كل من يحبها دون تمييز وثقتها بمكانتها دون الإنتقاص من مكانة غيرها لأنها فعلاً منبع للحب..
ومن جمال اللغة العربية هذه اللوحة لبيت من الشعر لاتتصل حروفه:
زُرْ دَارَ وُدٍّ إنْ أرَدْتَ وُرُوْدَا
زَادُوْكَ وُدَّاً أنْ رَأوْكَ وَدُوْدَا..
خالد جهاد..
تحية حب في يوم اللغة العربية إلى كل شعوب العالم..