أ. د. محمد حسن عبدالله - نعمات البحيري!!

تذكرت اسمها الجميل (نعمات) حين تصادف واستمعت إلى أغنية "الكينج محمد منير" عن (نعناع الجنينة) الذي يظلله شجر الموز ، فيستدعي عشق البنات . ففي هذه الأغنية جاءت عبارة : "تلات نَعمات". وفي زمن مضى كنا في رحلة جماعية وتغنى "منير" بنعناع الجنينة ، فعلقت "نعمات البحيري" شاكرة للكينج أنه ذكر اسمها، الذي تتجاهله الأغاني !!
عرفت "نعمات البحيري" بعد أن قرأت روايتها المتميزة، موضوعاً، وبناءً، وأسلوباً: "أشجار قليلة عند المنحنى" - وفيها طرحت جانباً مهماً عن حياة المغتربين/المغتربات المصريات في الأقطار العربية، والفكرة السائدة لدى أهل تلك الأقطار عن المرأة المصرية بخاصة .. وهذا جانب مسكوت عنه تماماً في فن الرواية المصرية، وفي البحوث النقدية – على السواء .
لقد كانت "نعمات البحيري" نموذجاً للمرأة الشجاعة، المتميزة باستقلال شخصيتها الإنسانية، والإبداعية – على السواء ، وقد توحدت الشخصيتان فيما أنتجت من أدب ، وإن كتابها الذي صنعته بين الرواية، والمذكرات، والاعترافات، تحت عنوان :"يوميات امرأة مشعة" عقب إصابتها بالسرطان، ليدل على هذه القامة السامقة التي قرأت مصيرها ، كما قرأت غربتها من قبل .. قراءة إنسانية ، جمعت بين : الشجاعة، والصدق، والجمال ..
رحم الله – نعمات البحيري – رحمة واسعة ..
أعلى