شيما Šēma
Šēma and not YHWH and its Brothers in Samaritan Arabic Literature
وليس يهوه وإخوته في الأدب السامري العربي
”عيشِ كْتير بِتْشوفِ كْتير“
أ.د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
لا حاجة لتفسير خاصّ لهذا القول العربي الفلسطيني المأثور، ”عيشِ كْتير بِتْشوفِ كْتير“، الذي يُسمع بين الفينة والأخرى للتعبير عن الدهشة والذهول إزاء أمور وظواهرَ عديدة تصادف الانسان في مشوار حياته القصير على وجه هذه الأرض. ومع هذا فمن الصعوبة بمكان إيجاد بديل حقيقي له في لغة أجنبية كالإنجليزية على سبيل المثال. والأمر العجيب الغريب هذه المرة، يختصّ بالطائفة السامرية، ربّما أقدم وأصغر طائفة في عصرنا الحاضر. ولا أشكّ لحظة واحدة بأنّ ردة فعل القرّاء السامريين للفقرة المقتبسة أدناه ستكون مشابهة لما أُدرج بين معقوفتين في عنوان هذه المقالة.
في الآونة الأخيرة قرأنا مقالا باللغة الإنجليزية عن السامريين لأستاذ جامعي في مصدر باسم ”موسوعة الدين“ أو ”دائرة المعارف بشأن الدين“ الصادرة في نيويورك عام ١٩٨٧، في المجلد الثالث عشر وفي الصفحة الخامسة والثلاثين يجد القارىء ما يلي:
“God among Samaritans is most commonly referred to by the name El or Ela (akin to the Arabic Allāh), but the tetragrammaton, YHVH, is also in regular use. Samaritans, like Jews, avoid the use of images, but unlike Jews, they show less anxiety about using the divine name, and a pronunciation (Yahveh) still survives (the emphasis is mine). God reveals himself through the creation and the Torah1”.
وترجمة هذه الفقرة إلى العربية:
”الله لدى السامريين يُشار إليه في جلّ الحالات بالاسم ”إيل“ أو ”إيلا“ (القريب من ”الله“ بالعربية) ولكن اسم الجلالة ”يهوه“ يستعمل بانتظام أيضا. السامريون مثل اليهود يتجنّبون استعمال الصور والتماثيل ولكنهم يختلفون عن اليهود في أنهم يظهرون قلقًا أقلَّ في استخدام اسم الجلالة والتلفظ بـ”يهوه“ ما زال حيّاً يرزق.2 الله يُظهر نفسه من خلال الخليقة والتوراة“.
لا ريبَ في أنّ كل دان وقاص، ذي علم أوّلي بعلم الأديان عامة وبالطائفة السامرية خاصة، يعلم علم اليقين أن العقيدة السامرية تقوم على خمسة أركان وهي:
١) إله واحد لا غير هو إله إسرائيل ويُلفظ الاسم יהוה، على ما يبدو، منذ عهد مرقة في القرن الرابع للميلاد ”شيما“ (Shēma) أي ”الاسم“، وذلك درءًا للتجسيد (anthropomorphism). לית אלה אלא אחד. وهذا الاسم الرباعي للخالق يرد في نهاية الصلوات السامرية فتلفظ أولا حروفه yūt, īy, bā, īy ثم شيما. والله خلق العالمين، العلوي والسفلي، وهو قديم حيّ لذاته بذاته وله اطلاع كامل ودقيق ودائم على كل شيء مرئي ومخفي وهو المحيي والمميت وبإرادته يحصل كل شيء في العالمين ولا مكان ولا زمان له ولا يشبه شيئا من المخلوقات.3 إنه ”القديم بلا ابتدا الباقي بلا انتهى“.4 وهذا يذكّرنا بما تقوله كلّ من الصوفية الإسلامية والقبّالاة، علم التصوف اليهودي، بأن الله غير متناه (אין סוף).
وكما قال أبو الحسن الصوري (اسمه الكامل: أبو الحسن إسحق فرج بن ماروث) تنقسم صفات الله إلى أربعة أقسام وهي: ذاتية وفعلية ومقتضية ومعنوية.5 ويسمّى توحيد الله وتنزيهه ومعرفة صفاته بـ ”علم المكاشفة“ 6 أمّا ”علم المعاملة“ فهو يبحث في ”تهذيب الأخلاق وإصلاح قوي النفس وكسر قوي البدن من نحو الشهوه والغضب بكسر القوي الشهوانيه والغضبيه“.7 وقد استعمل إبراهيم القبّاصي هذين المصطلحين بالمعنى ذاته في كتابيه المخطوطين ”سِيَر القلب في معرفة الرب“ و”شرح الفاتحة“8. ومن الطرافة بمكان ذكر ما نقله القبّاصي في شرحه آنف الذكر من أن ”الباذنجان كان أول من أقرّ لله بالوحدانية من نوع النبات والأشجار“ (ص. ١٢٤).
٢) نبي واحد فقط هو موسى بن عمران وهو أعظم الأنبياء قاطبة، سيّد المرسلين، سيّدنا موسى الأمين، لم يقم ولن يقوم نبي مثله. وفي التراث السامري العربي مادّة واسعة عن هذا النبي ما زال معظمها قابعًا في غياهب المخطوطات المحفوظة في شتّى مكتبات بلاد المعمورة، بعد أن كانت قبل قرن ونصف من الزمان بأيدى أصحابها السامريين، لا سيّما في مدينة نابلس ولم يتبق منها بأيديهم إلا العُشر تقريبا.
اخترت هذا المديح التالي لموسى لأقدّمه كما هو (أبدلت فقط اسم ”موسى“ من الحرف السامري إلى الحرف العبري المربّع) لأبناء الطائفة السامرية فقد يكون غير معروف للكثيرين منهم. وهذا المديح المسجّع مأخوذ من مخطوط في مكتبة سانت بطرسبورغ آنفة الذكر المشتملة على ١٣٥٠ مخطوطًا سامريًا، كان الراب والزعيم القرّائي، أبراهام شموئيل فيركوڤتش، (ابن ريشف، ١٧٨٧-١٨٧٤) قد اقتناها من السامريين في نابلس في ربيع العام ١٨٦٤ بمساعدة يعقوب الشلبي.9 وكما هو معروف، فالنبي موسى، كليم الله، كان قد وُلد يوم السبت في الساعة السابعة وفي الشهر السابع.
”سيدنا موسي اليوم علي ساري بهده الانواري لهدا عظم اقتداري وزاد افتخاري واستمر ينشد في تلك الاشعاري الي حين نزول بنت فرعون الي الخليج وجوارها قايمين حولها على شط الخليج فنظرت السفينه في وسط الديس وبها موضع انيس جليس راييس قديس فزال عنها الجانب الخسيس النجيس وطلبت نفسها التقديس فارسلت امتها واحضرت السفينه وفتحتها فنظرت النور قد مال اليها واشرق وانتشر عليها فاندهشت واندهلة (هكذا في الأصل وبالحبر الأحمر) من هده الانوار الباهره والاسرار الظاهره فدنت اليه في الوقت والحضره ونشلته من السفينه بعز وفخره حينيدٍ شفيت من بلاها بقدرت من ابلاها وشفاها وهدا هو سبب رافتها وموجب ؟ (ثقب في الأصل) ومحبتها ثم احضرت له نسا المرضعات في اسرع الساعات فلم يرضع الا من والدته بقدوسيته وزكوته تم احضرت له امه من ساعتها وارضعته واعطتها اجرتها ودعت اسمه משה وقالت اد من الما نجي ونشي وتربا في بيت فرعون العدو في عز وراحه وهدو وهدا من اعظم معجزاته سلام الله عليه وصلواته“. أضف إلى ذلك أن هناك قصيدة ذات ٤١٦ بيتًا في مدح النبي موسى كان الشيخ إبراهيم آل يعقوب الدنفي الملقّب بالعيّه10 قد نظمها عام ١١٩٤ للهجرة أي عام ١٧٣٦ للميلاد.11
٣) كتاب مقدّس واحد هو توراة النبي موسى، الأسفارالخمسة الأولى فقط والمعروفة عند السمرة بالأسماء: السفر الأوّل، السفر الثاني، السفر الثالث، السفر الرابع، السفر الخامس. أمّا في الاستعمال العربي العامّ ولدى العرب المسيحيين خاصّة فيشار إلى أسفار النبي موسى بالأسماء التالية: سفر التكوين، سفر الخروج، سفر اللاويين أو الأحبار، سفر العدد، سفر التثنية أو سفر تثنية الاشتراع. وتختلف التوراة السامرية عن التوراة اليهودية في حوالي ٦٠٠٠ حالة معظمها ليست ذات أهمية تذكر. بعبارة أخرى، لا يؤمن السامريون بالقسمين الباقيين من كتاب العهد القديم، الأنبياء والكتابات، ولا بالمشناة والتلمود أي بالتوراة الشفوية.
وهناك تفسير سامري طريف لاكتفاء بني إسرائيل السامريين بأسفار موسى الخمسة وعدم وجود أيّة حاجة أو ضرورة لأسفار إضافية من العهد القديم. يقول هذا التفسير أو المدراش، كما يُدعى باللغة العبرية، إنّ الحرف الأول في التوراة هو الباء، وهو الـ bīt في اللفظ السامري (بَاراشِتْ) والحرف الأخير فيها هو اللام، وهو lā'bāt في اللفظ السامري (يِشْرائِل) ومعنى اللفظة ”بل“ المؤّفة من هذين الحرفين المذكورين هو ”يكفي، كفاية“، كما أنّ القيمة العددية لهذين الحرفين هو ٣٢ (قيمة الباء العددية ٢ وقيمة اللام ٣٠)، أو كما قال أبو الحسن الصوري في كتابه الطبّاخ ”العدة الحرفية“12 وعدد أسنان الانسان الراشد البالغ ٣٢ سنًا وهذا رمز الاكتفاء والرشد والكمال.
٤) مكان مقدّس واحد هو جبل جريزيم المسمّى عادة بالعربية بـ ”جبل الطور“ أو ”الطور“ الواقع في مدينة نابلس في الضفة الغربية لنهر الأردن. وهو أشمخ العالم بالنسبة للسامريين، يبلغ ارتفاعه ٨٨١ مترًا عن سطح البحر وأسماؤه ثلاثة عشر في التوراة. ويكتب اسم الجبل بكلمة واحدة في العبرية السامرية وفي الرسم العربي أيضًا ”הרגריזים، أي هرچريزيم“، وفي بعض المخطوطات السامرية الموجودة في المكتبة الوطنية الروسية في سانت بطرسبورغ (مكتبة سالتيكوڤ تشدرينا في لينينغراد سابقًا) وجدنا انّ اسم الجبل المذكور قد كتب هكذا: كاريزيم أو ار كريزم13 أو حتى هرجريزّيم14 بتشديد الزاي بالحروف العربية. ومما يجدر ذكره أنّ المصادر العربية الإسلامية في القرون الوسطى، منذ القرن الثاني عشر وإلى القرن الرابع عشر، مثل مؤلفات الهروي وياقوت وصاحب المراصد والقزويني استعملت اللفظة ”كريزيم“.15 كما أنّ كتابة الكلمتين ككلمة واحدة بالحرف السامري والحرف العربي في نهاية الكلمة أمر مألوف مثل ”הרגריזيم“ وغالبًا ما يحدث ذلك في نهاية السطر حيث الحيّز جدّ صغير ولا يتّسع للحرفين السامريين الأخيرين. وغالبًا ما تكتب الياء العربية بدون النقطتين.
وممّا يجدر ذكره أنّنا عثرنا على ثلاث حالات حتى الآن لكتابة ”هرچريزيم“ ككلمتين وبالحرف السامري. هذه الكتابة اللافتة للنظر موجودة في ثلاثة مخطوطات، أوّلها Sam XIV 42 في المكتبة الروسية آنفة الذكر. يعود تاريخ نسخ الورقتين الباقيتين من هذا المخطوط إلى عام ١٠٧٨ هجرية أي عام ١٦٦٧م16 والناسخ غير معروف. وثانيها المخطوط Sam 9A في مكتبة جون رايلندس في مانشستر، والناسخ إبراهيم بن مرجان بن إبراهيم بن اسماعيل السامري الدنفي وتاريخ النسخ هو ما بين ١٦٩٢-١٧١١17. وثالثها Sam III 24, p. 15b والمخطوط شرح للتوراة مبتور البداية والنهاية منسوب للكاهن الأكبر يعقوب بن إسماعيل في دمشق. لا ذكر لناسخ ولا لتاريخ النسخ، وعدد الأوراق ٧٥ بمقياس ٢١ x ١٥،٥سم والمساحة المكتوبة حوالي ١٥ x ١١سم.
وفي الأدب السامري العربي أسماء وألقاب وصفات عديدة لأقدس مكان في العالم بالنسبة لأبناء / جماعة / طائفة السامرة أو الملة الإسرائيلية / الموسوية / السامرة أو قهل يشرال أو المحافظين أو أهل التوحيد18، ألا وهو ”جبل جريزيم، جبل الفرايض وجبل القِبلة بنابلس المقدسة“ 19 أو ”بلد نابلس هو القدس“ 20؛ وهناك من أطلق عليه اسم ”القدس“ قائلا ”هرچريزيم هو القدس“.21 للتدليل على ذلك نأتي بالفقرة التالية المقتطعة من أحد مخطوطات المجموعة الثالثة، شروح التوراة، في مكتبة سانت بطرسبورغ والناسخ وتاريخ النسخ غير معروفين.22 ”שער השמים = הרגריזים المحل الشريف ذو العظمة والتشريف اشمخ الجبال واخصها بالجلال جبل المنقطعين والسايلين والمصلين والمتمسكين23 بالدين المتين والمتنزرين والمتورعين وعليه تقبل هدايا المهتدين واليه تدفع ندورات المتبرعين باب قبلة المبتهلين والشاكرين والمسبحين والمادحين والموحدين والساجدين وعليه تدبح القرابين بايدي المتقربين وهو اشرف الارضين اد اطتهُ24 اقدام الازكيا والاوليا الاولين ونصب فيه منسك الرحمه وحل به الشان المبين نسال الله تعالى بقلوب منكسرين العوده له بالعمار كما قال واختار פעלת יהוה מקדש יהוה כוננו ידך“ (سفرالخروج ١٥: ١٧).
٥) الايمان بمجيء ”تاهب“ بن يوسف وهو بمثابة المهدي، المسيح المنتظر. وهو نبي مثل موسى سوف يجيء في عاقبة الزمان، يوم العقاب والثواب. يقال إنّ السامريين في القرن السابع عشر كانوا يقفلون كل نوافذ البيت باستثناء واحدة إثر وفاة أيّ شخص في العائلة، وذلك ليتسنّى للروح الصعود إلى السماء. وقد جاء في بعض المراجع السامرية المخطوطة ”وقيل ما يدخل الجنه دو دقن بل الجميع مرد...“25. هذا الركن الخامس لا ذكر له في رسالة مفرج الكبير لإخوته الوهميين المؤرّخة عام ١٦٨٧ حيث كتب ”اننا نعرفكم عن اعتقادنا ومدهبنا معلومكم ان اعتقادنا وقيام مدهبنا اربعه الايمان بالله اله اسراييل وموسى ابن عمران والتوراه وهرجريزيم“.26
زبدة بعض هذه المعلومات الأولية والأساسية تُنشر منذ مدة ليست بالوجيزة بالعبرية والعربية والإنجليزية في المجلة النصف شهرية ا. ب.- أخبار السامرة التي تصدر في حولون بالقرب من تل أبيب منذ أواخر العام ١٩٦٩. وباختصار شديد ينطُق السامري بالجملة التالية معبّرًا عن دعائم إيمانه واعتقاده الخمس: האמנתי בך ה’ ובמשה בן עמרם עבדך, בתורה הקדושה, ובהרגריזים בית אל וביום נקם ושלם, أي: ”آمنت بك يا الله وبموسى بن عمران عبدك وبالتوراة المقدسة وبجبل چريزيم بيت الله وبيوم العذاب والثواب“.
يبدو أن ذلك الأستاذ، كاتب المقال المذكور في الموسوعة، قدِ اعتمد في موضوع كيفية لفظ اسم الجلالة لدى بني إسرائيل السامريين على ما ورد في بعض المصادر الدينية اليهودية الربانية القديمة مثل التلمود. هناك مثلا في مقالة السنهدرين ١٠: ١يجد المطّلع أنّ اليهود قد ادّعوا بأن السامريين يلفظون اسم الجلالة ”يهوه“ كما هو في حالات القسم. ويقول مصدر آخر من القرن الخامس للميلاد ان السامريين كانوا يلفظون اسم الجلالة المكوّن من أربعة أحرف ”يهوه“ Iaßε, Iabe, Iave27. ويبدو ان لفظ ”شيما“ بدلا من ”يهوه“ لا سيّما في الصلوات قد ظهر في مرحلة قديمة من التاريخ السامري، أمّا بخصوص قراءة ”أدوناي“ أي سيّدي بدلا من ”يهوه“ في الأصل العبري فلا تتوفّر أيّة معلومات. وعلى كل حال، يبدو أنّ اليهود قد توقّفوا عن النطق بالاسم المقدس יהוה كما هو بعد القرن الرابع قبل الميلاد. وهذا الموضوع لدى اليهود وتلفظ الكاهن الأكبر في الأزمنة الغابرة بالاسم الأعظم مرّة واحدة في السنة، في يوم الغفران، الخ. خارج عن نطاق بحثنا الحالي. وتجدر الإشارة إلى أن هناك أسماء مجرّدة لاسم الجلالة في الأدب السامري. ففي سفينة أو ميمر مرقة من القرن الرابع للميلاد وفي ترانيم الدفتر، أي المقتطفات الليتورجية السامرية، يمكن العثور على الأسماء التالية: الهوت (الأُلوهية)، قشطه (الحقيقة)، طوبه (الجودة). وينبغي التنويه بحقيقة هامة في تاريخ السامريين الطويل والمليء بالمقاسي والويلات، وهي وجود فرق شتّى على مرّ الأزمنة والعصور مثل الدستان، على سبيل المثال، فمن المؤكّد أنّ بعض هذه الفِرق كانت تختلف عن غيرها، كما نعلم، في شؤون دينية معيّنة. وممّا يجدر ذكره في هذا الصدد أن المؤرّخ السامري المعروف، أبا الفتح ابن أبي الحسن السامري الدنفي، قد تتطرّق إلى فرقة الدستان هذه ومسألة التلفّظ باسم الله ”يهوه“ في مؤلّفه المعروف باسم ”تاريخ أبي الفتح“. وكان أبو الفتح قد أعدّ تأليف كتابه هذا تلبية لطلب تقدّم به الإمام الكبير فنحاس بن يوسف بنابلس الذي توفي عام ١٣٦٣. وقد انتهى من تأليف كتاب ”تاريخ السامريين“ هذا عام ١٣٥٥ وتُرجم في العصر الحديث إلى اللغة العبرية السامرية مرّتين، واحدة أعدّها إبراهيم بن مفرج صدقة الصباحي المتوفى عام ١٩٢٨ والأخرى بقلم أبو الحسن بن يعقوب الكاهن اللاوي المتوفى عام ١٩٥٩، كما أنّ هناك ترجمة إلى اللغة الإنجليزية صدرت في أستراليا بقلم الأب پول ستنهاوس (Paul Stenhouse).
إن الاهتمام بموضوع كيفية لفظ الاسم ”يهوه“ لدى السامريين في العصر الحديث يعود إلى أواسط القرن التاسع عشر. ففي عام ١٨٦٢ بحث م. چرينباوم في هذه المسألة.28 اعتمد الباحثون آنذاك في هذا الشأن، كما كان الوضع بالنسبة لمواضيعَ سامرية أخرى، على مصدرين أساسيين. أوّلهما المراسلة التي كانت تتمّ بين أولائك الباحثين الأوروبيين وبعض السامريين، لا سيّما الكهنة في نابلس ودمشق والقاهرة وغزّة. إنّ اهتمام الباحثين الغربيين بالكتاب المقدّس لدى السامريين في الشرق جعلهم يتّصلون بأبناء الطائفة مباشرة أو عن طريق وسطاء أو بالمراسلة بغية الحصول على معلومات وعلى مخطوطات.
استهلّ هذه المراسلة مع سامريي القاهرة ونابلس التي استمرت حوالي قرنين ونصف من الزمان يوسف سكاليچر (Joseph Scaliger, 1540-1609) في أواخر القرن السادس عشر. وكان قد تسلّم رسالتين عام ١٥٨٩ الواحدة من نابلس والأخرى من القاهرة، وذلك ردًّا على أسئلته. وهكذا بدأت بعض المخطوطات السامرية بالانتقال تدريجيًا إلى الغرب منذ عام ١٥٣٦. في ذلك العام تمكن وليم پوستل (Guillaume Postel, 1510-1581) من اقتناء مخطوط لغوي سامري بالعربية. وبعد سنتين نشر پوستل الأبجدية السامرية في Tractatus de duodecim linguarum characteribus. وفي زيارته الثانية للشرق الأوسط في ١٥٤٩-١٥٥٠ تمكّن من شراء نسخة من التوراة السامرية بالعربية من دمشق. أما سكاليچر فقد اشترى في القاهرة عام ١٥٨٤ مخطوطاتٍ لسفر يهوشع السامري بالعربية وتقويمين نُشر أحدهما عام ١٥٩٨. كما وعثر في غزّة على مخطوطات سامرية كانت مصدرًا لدراسته العلمية الأولى في موضوعها عن السامريين وتاريخهم وتقاليدهم. الجدير بالتنويه ان أجوبة السامريين على رسائل سكاليچر لم تصله، إلا انّها نشرت في فرنسا عام ١٧٨٣ بقلم المستشرق الفرنسي المعروف دي ساسي Antoine Isaac Sylvestre, de Sacy, 1758-1838) 29). يمكن القول إنّه في غضون قرنين من الزمان، من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر، وصل إلى أوروبا ٤٠ مخطوطًا سامريًا فقط. إن فكرة وجود سامريين فيأوروبا قد تبلورت وترسّخت في القرن السابع عشر وكان للمستشرق وللمطران هنتنچتون (Robert Huntington, 1637-1701) اليد الطولى في ذلك. عاش هنتنچتون أكثر من عشر سنوات في حلب وأقام علاقاتٍ مع السامرة وسُلّم له مخطوط للتوراة السامرية ورسالة للطائفة السامرية المزعومة في انجلترا. كما واستطاع هنتنچتون أن يخدع السامريين بوجود جالية سامرية في انجلترا بعد أن أظهر لهم معرفته بالخط السامري وذكره لجبل جريزيم. ومن ضمن الذين تسلّموا رسائل من السامريين فيما بعد يمكن التنويه بكاوتش وكاولي ومونتچومري.
تلك المراسلات كانت في بداية الأمر المصدر الأساسي الذي استمدّ منه الباحثون الغربيون المعلوماتِ لإجراء أبحاثهم. ويعتبر هذا المصدر، بطبيعة الحال، هامًّا لمعرفة أحوال السامريين في تلك الايام. وللتدليل على ذلك نلخّص ما ورد في رسالة العالم السامري مفرّج بن يعقوب بن إبراهيم بن يوسف المفرجي (المعروف بمفرج الكبير) المؤرخة عام ١٦٧٢ والمحتوية على ثماني صفحات والمحفوظة في مكتبة مارشال في دبلن No Z 3.1.19 6 . هذه واحدة من ضمن عشرات الرسائل التي أرسلها مفرّج إلى أوروبا.
يُدعى السامريون باسم ”شاميريم“ أي ”المحافظون على قدسية السبت“. لا يخرج السامري من بيته يوم السبت إلا لغرض الصلاة. لا عمل بتاتا يوم السبت فهو مكرّس للصلوات ولتسبيح الربّ وللقراءة في التوراة. لا جِماع في ليلة هذا اليوم، بعكس الوضع عند اليهود ولا ركوب على البهائم أثناءه بعكس ما يفعله اليهود. في عهد الكاهن الأكبر فنحاس بن العازر في القرن السادس عشر عُثر على بقرة حمراء وحُرقت وخُزن رمادُها في قرية السارين في نابلس (שומרים על הזיית דמי נידה מפני טמאת המת). واستخدم هذا الرماد حتى نهاية القرن السابع عشر. الامرأة التي تُنجب ذكرًا تكون غير طاهرة مدّة واحد وأربعين يوما أما إذا كان المولود أنثى ففترة العزلة ثمانون يوما. يحافظ السامريون على توراة أبيشع القديمة في نابلس ويقومون بزيارة قبور الصدّيقين. يكره اليهودُ في الديار المقدسة السامريين. يؤمن السامريون بمجيء المسيح ”التاهب“ يوم الدينونة وهو من آل يوسف في حين أن اليهود يعتقدون أنه من آل داؤود. ويسمي مفرّج كاتب الرسالة العبرية أبناء طائفته باسم ”طائفة بني إسرائيل السامريين“ وقبلتهم جبل چريزيم. وفي رسالة أخرى لنفس الكاتب مفرج من العام ١٦٨٤ يتتطرّق إلى النبي في آخر الزمان قائلا ”ويكون اول اسم هدا النبى الدى يقوم ويموت ويدفن عند יוסף בן פרת ويكون ظهور המשכן على يده وينصب على הרגריזים.
وفي العقود الأولى من القرن التاسع عشر ورد في أسئلة الغربيين الموجهة للسمرة موضوع لفظ ”الاسم الأعظم“30 “يهوه“. فقد جاء في كتاب دي ساسي ”ان الله فى الشريعه يسمّى تارة יהוה وتارة אלהים ويعبّر عنه مرة بلفظة אדוני واخرى بلفظة שדי فاعلمونا كيف تلفظون انتم هذه الكلمات بما تكتبونها باحرف عربية مع حركاتها وسكونها فنحن نظنّ انكم انتم تلفظونها هكذا يَهُوَه أَلُوهِيم أَدُونايْ شَادَّايْ غير اننا لسنا محققين كيفية تلفظّكم بها“.31
أما المصدر الثاني الذي كان في متناول يد الباحثين في مسألة لفظ ”يهوه“ فكان الأدب الليتورجي السامري ابتداءًا من القرن الرابع عشر فصاعدًا. وفي هذه الحقبة التاريخية دوّنت الليتورجيا السامرية بالعبرية السامرية المشربة بالآرامية والعربية وتدعى في البحث العلمي العالمي اليوم باسم Neo-Samaritan Hebrew بدلا من المصطلح שומרונית غير الموفّق الذي استعمله الأستاذ زئيڤ بن حاييم في أواخر العشرينات من القرن الفائت وآخرون من بعده دون تمحيص.
ولا بدّ في هذا الصدد من الإشارة إلى مقالة كان شيخ الدراسات السامرية في العصر الحديث قد خطّها قبل حوالي نصف قرن من الزمان. ففي عام ١٩٥٤ تتطرق الأستاذ زئيڤ بن حاييم (وولفسون چولدمان سابقا، ١٩٠٧-٢٠١٣) في مقالة بالعبرية إلى موضوع لفظ السامريين لاسم الجلالة ”يهوه“.32 وفي هذا المقال أثبت الباحث أنّ السامريين لم يلفظوا ”يهوه“ كما هو مدوّن بل نطقوه ”شيما” Šēma كما يتجلّى من قول الكاتب اليهودي المعروف أبراهام بن مئير بن عزرا (١٠٩٢-١١٦٧). كما وأضاف بن حاييم، فيما بعد، عام ١٩٦٧ وفي كتابه المعروف عن العبرية والآرامية لدى السامريين، أن هناك دليلا يهوديًا واضحًا من القرن العاشر للميلاد يقول ”شيما شيما بالسامرية“.33 وفي نفس الصفحتين المذكورتين نرى بوضوح تامّ وبشكل مقنع مفحم دون أدنى شكّ بأنّ السامريين في عهد أعظم علمائهم على الإطلاق، مرقة بن عمران الزمان (داره)، في القرن الرابع للميلاد قد نظم في شعره مستعملا اللفظة ”يهوه“ لتستهلّ الحرف الأبجدي ما قبل الأخير أي حرف ”الشان“ أي قراءة ”يهوه“ ”شيما“. هذا طبعا في حالة عدم وقوع تزييف واليك القطعة المقصودة بالحرف العبري.
יהוה רבה דאנדה עלמה
אשמע קלה ברבו
ומשה דאזדעק אלהים
קעם ברבו רבה
ושת מואן דאלפים בשפולי טורה
וארתת כל עמה מן שמעין קלה
תמן אמרו לנביה
קרב אתה ושמע
לעלם נימר
ويتلو السامريون اليوم ذلك كما سمع بن حاييم قبل نصف قرن من الزمان ونيّف ودوّن فونيطيقيا على المنوال التالي.34
Šēma råbbå dandå ˓åLåmå
ašma qåle abrēbu
wmuši diz' dēq ēluwwƏm
qåm abr ēbu råbbå
wšåt måb' ån dåLåfƏm
afšibbūli ṭūrå
wartƏt kal ˓åmmå man šåmīn qåle
tåmmån åmåru alnibyå
qēråb åttå wšēma
lå:Låm nīmår
والترجمة العربية:
الله (الاسم) العظيم الذي خلق العالم
أسمعَ صوته بعظمة
وموسى المدعو الله
وقف بعظمة فائقة
وستمائة ألف
في أسفل الجبل
وارتجف كل الشعب عند سماعه صوته
عندها قالوا للنبي: اقترب أنت واسمع
إلى الأبد نقول
وكان كاتب هذه السطور قد تتطرّق إلى موضوع لفظ اسم الجلالة “يهوه“ في أطروحته لنيل درجة الدكتوراة التي قدّمها للمجلس الأعلى للجامعة العبرية قبل أكثر من أربعة عقود.35 وما زال النص من كتاب الطباخ تأليف أبي الحسن اسحق بن فرج بن ماروث الصوري (אב חסדה הצורי)36، أواخر القرن الحادي عشر وأوائل القرن الثاني عشر أقدم نص بالعربية بل وأوفى دليل في الموضوع قيد البحث. وهذه القطعة المقتبسة من ”الطباخ“ وردت في آخر فصل من الكتاب المذكور، وهو شرح الكلمات العشر أي الوصايا العشر، وهو أطول الفصول، حوالي أربعين صفحة ولم ير النور بعد. وإليك النص المذكور بناء على مخطوط المكتبة البريطانية (المتحف البريطاني سابقا) رقم OR. 12275 في لندن وهو لدى الراب موسى چاستر رقم ١١٦٠ من صفحة ٢٤٠ السطر الأخير وحتّى صفحة ٢٤٢، أمّا ما يرد بين قوسين فهو مأخوذ من مخطوط SAM 80 20 في المكتبة الجامعية والوطنية في القدس من الصفحة ٣٢٨ السطر الأخير وحتّى نهاية الصفحة ٣٣٠. غني عن القول بأنّ المادة العبرية وردت في الأصل بالرسم السامري كما أنّ الضوابط قد أضيفت هنا.
”...ابتدي التدوين باسم الهيم، اذ ذلك الاسم يفيد المعبود، لانه تسما به على الخليقه، دون غيره من الاسما، لان كل (لكل) اسم من اسما الله تعالى معنى يفهم عليه الاصطلاح والبقا بين المكلفين، فهدا الاسم يفيد المعبود ولهذا صاروا المخالفين (من هذه الجملة بقي فقط: يفهم به ويقع اليه المخالفين) الذين (الذي) يعبدون معابيد المحال يسموها بهذا الاسم، لاجل انهم يعتقدون اهل الحق في معابيدهم. وسوف ابين ذلك في مكانه. فكان استفتاح كلام الله: אנכי יהוה אלהיך، فاسم الله، יהוה، هو الاسم الدي (الذي) شرح على يد السيد موسى، عليه السلام، حسب قوله: ואמרו לי מה שמו מה אומר (אמר) אליהם? فورد (فرد) الجواب ثم قال: אהיה אשר אהיה ثم قال: יהוה אלהי אבותיכם. وعقيب ذكره יהוה قال: זה שמי לעולם وتمامه، وهو الاربعة الاحرف لم يكن النطق بها، بل يشار بها (باشارتها) الى القديم. لان الاسما قد يمكن منها (لها) اشتقاق، وقد يتلفظ (يلتفظ) بها بحسب (يجب) تركيبها في اللغة (اللغه) بغير اشتقاق (استقاق). وليس كذلك هذا الاسم، بل يشار به (باشارته) فقط دليل على انه يدل على شي (شى) لا كالاشيا، وموجود ليس كساير الموجوداه (الموجودات). وبعض العلما قال: ان هذا الاسم مركب من: יהוה והיה، فيكون יהוה من: יהיה כי היה יהוה יהיה מן יהוה). معنى ذلك انه كان ويكون. ويكون ذلك صفة القديم، وهو الموجود بلا ابتدا (انتها) والباقي بغير انتهى (زوال). وقد يجوز في لغة العبراني ان يكون اسم مركب من اسم وفعل ومن اسمين. مثل: יהודה فانه مشتق من اسم الله والشكر. وكذلك יהושע مشتق من اسم الله والخلاص (+والاغاثه). وكذلك יהוה على الصفه المذكوره وفيه اثباث (اثبات) القديم المستحق للعباده بلا انتهى (انتها) الموجودات اليه ويجب عبادته لذلك ولاختصاصه بالصفات الذاتيه الواجبه له الذي يستحيل مفارقتها لذاته. وبها يتميز عن ساير الذوات وله في الشريعه المقدسه اسما يتعبد بها مثل: אל שדי37 ואל فمن اسماه بما يدل على صفاته العقليه فما يدل على صفاته الذاتيه فهو (فهوا): יהוה, אל, אלהים ואל שדי אל שדי). فاما אל שדי فان فيه (محذوفة) تفسيرين احدهما يدل على صفة المعنى (العني) في יהוה אלהים ואל אלהيم ואל) والداتيه (والذاتيه) والاخر على صفه فعله، فاما ما يدل على الصفه الداتيه (الذاتيه) فعلى مذهب من قال انه القادر المكتفي، بمعنى انه مكتفي (محذوفة) بذاته ووحدانيته (ووحدانيه) مستغني على عن ساير الموجودات، وقيل القادر الكافي بمعنى انه مكفي (محذوف) عبيده الطايعين له، ما يحذروه من المضار ويوصل اليهم كفايتهم من الخير، بحسب استحقاقهم فالمتكلم (في الاصل في مخطوط لندن ١٢٢٥٧: المتعلم!) بهذه العشرة كلمات هو القديم تعالى الذي ليس لوجوده اول“.
وأورد هنا أيضا ترجمة عبرية خدمة لأبناء الطائفة في حولون ولا سيما الشباب الذين يجيدون العبرية الحديثة ولا يجيدون، وللأسف الشديد، قراءة اللغة العربية وفهمها بشكل مرض، لغة كم هائل من تراثهم على مرّ العصور.
”...אתחיל את הכתיבה בשם אלהים שהרי שם זה מורה על הנעבד, מפני שהוא כונּה בו לפני הבריאה, הוא ולא שם אחר מבין השמות. מפני שלכל שם משמות אלהים יתעלה, הוראה מובנת, וחלים עליה הנוהג והקיום בקרב בני המצוה. הרי שם זה מורה על הנעבד ולכן החלו המתנגדים אשר עובדים אלילי האבסורד, מכנים אותם בשם הזה, כי הם מאמינים שהם אנשי האמת באליליהם. אני אסביר זאת בהמשך במקומו. דברי ה’ פתחו ב: אנכי יהוה אלהיך וגו’ (שמות כ: 5) ושם ה’ הוא השם אשר הסביר האדון משה עליו השלום, לפי דבריו: ואמרו לי מה שמו מה אמר אליהם (שם ג: 31). התשובה באה ואמר: אהיה אשר אהיה וגו’ (שם שם 41) ואחר כך אמר: יהוה אלהי אבותיכם וגו’ (שם שם 51, 61) ומיד אחר הזכירו יהוה אמר: זה שמי לעולם וגו’ (שם) והוא ארבע האותיות שלא הגו אותן (מילולית: היגוין לא היה) אלא רומזים בהן לקדמון (הקיים מאז ומעולם–מתארי אלהים). מפני שהשמות ניתנים לגזירה ואפשר לבטאם על פי מבנם בלשון ללא גזירה. אולם, אין הדבר כך לגבי השם הזה, אלא נרמז בו בלבד. ראיה לכך ציונו דבר שלא כדברים וקיומו לא כשאר היצורים. מקצת המלומדים אמרו: השם הזה מורכב מן: יהוה והיה ויהיה יהוה מורכב מן: יהיה כי היה. פירוש הדבר שהוא היה ויהיה. זאת תהיה תכונת הקדמון והוא הקיים ללא התחלה והנשאר ללא סוף. בלשון העברית ייתכן קיומו של שם המורכב משם ופעל ומשני שמות. לדוגמא: יהודה, הרי הוא גזור משם ה’ (והמושג) תודה. כמו כן, יהושע גזור משם ה’ והגאולה. יתר על כן, יהוה, על פי התכונה הנזכרת ובו הוכחת הקדמון הראוי לעבודה אין סופית על ידי הברואים ויש לעבדו בגלל זאת ובגלל היחוד שבתכונותיו העצמיות המצויות בו ומן הנמנע שתפרדנה ממהותו (של יהוה). בתכונות אלה מתאפיין הוא משאר העצמים, ויש לו בתורה הקדושה שמות שניתן לעבדם כמו: אל שדי ואל, בפי אלה המכנים אותו במה שמצביע על תכונותיו השכליות, ומה שמצביע על תכונותיו העצמיות: יהוה אל אלהים ואל שדי (!). שני פירושים לאל שדי. האחד מורה על תכונת המובן ביהוה, אלהים ואל, מבחינת המהות. האחר אמור לגבי פועלו. הפירוש הראשון לפי אלה שאמרו שהוא בעל היכולת והמסתפק, דהיינו, מסתפק בעצמו והיותו יחיד ואינו נזקק לשאר הברואים. ונאמר, מצד שני, בעל היכולת, המספיק במובן שהוא משלם שכר לעבדיו המצייתים לו, מפני הנזקים שמהם הם נזהרים ומספק להם את צרכיהם בטוב, לפי מה שהם ראויים לו. הדובר בעשרת הדברים האלה הוא הקדמון יתעלה אשר אין לקיומו ראשית“.
وفيما يلي نورد ما جاء في ”كتاب التاريخ“ لأبي الفتح السامري بشأن فرقة الدستان وتتطرقه للنطق بالاسم ”يهوه“. المادّة المقتبسة أدناه مستقاة من نسخة مخطوطة لتاريخ أبي الفتح وهي في حوزتي وناسخها هو الكاهن أبو الحسن بن يعقوب في ١٩ جمادى اول (هكذا في الأصل) سنة ١٣٥١ عربية أي عام ١٩٣٢م. ويذكر أن الكلمات العبرية قد وردت في الأصل كالمعتاد بالحرف السامري أي الحرف العبري القديم وبالحبر الأحمر أحيانًا وحولناه هنا إلى الحرف العبري الحديث المسمى بالمربّع أو الأشوري، ص. ٦٧-٦٩.
”... وبعد ذلك مات شمعون ملك اليهود لا رحمه الله وملك بعده חזקיה ووقع في تلك المده خصومه بين بيت איתמר وبين بيت מנשה لان بيت מנשה قالوا لآل איתמר اجعلوا لنا حصه فى مرج البها وقام حساب وظن ان يرضيهم وما افلح في شى وقال جبل جريزيم لكم ولهم ولكل اسرائيل ونابلس لبيت افرايم خاصه هوا مرج البها لكل الاسباط ومدرج التوراه لكل اسرائيل وزادوا اليهود فى الكفر والضلال وانزعجت الامم من جورهم وضلالهم واجتمعوا الملوك وقتلوا منهم ما لا يُعد ولا يُحصى عدده وحاصروهم فى القدس الى ان هلكوا وملكوها واخربوها وتبدد شمل اليهود فى كل الاقطار وحل الوبا والفنا فيهم فهناك اجتمعوا السامره من كل الاماكن من البحر ومن بابل ومن وادى كوتا ومن كل مكان وعادوا الى هرجريزيم مسرورين بعودتهم فان ذلك كان عن امر الملك وعادوا الى الحجاره الاثنى عشر الى موضعهم في الجبل ليكون تذكاراً لاجيالهم كون مكتوب عليهم خطوب المدرج واخرجوا الكتب من الارض وقرأوا التوراه فى جميع الاماكن وشهروا ديانتهم على روس الجبال بالعز والاقبال وفى ذلك الوقت انفصل من السامره جماعه وعملوهم38 مذهباً بمفردهم وسميو الدستان لاجل ابطالهم اعياد الحق وجميع ما يوجد فيه שרץ ميت يطمونه واذا حاضت الامراه لا يحسبوا لها الا غد ذلك النهار شبه الاعياد من الغروب الى الغروب وحرموا اكل البيض39 الا الذى يوجد عند ذبح الطاير وكذلك طموا جنس الحيات بعد موتها وطموا اصل المقابر وقالوا كلمن وقع ظله على المقابر יטמא سبعة ايام وحرموا قول: ברוך אלהינו לעולם וברוך שמו לעולם وحرموا النطق فى اسم יהוה كما نقلوها الطايفه وكانوا يقولوها אלהים لا مثل ما نقولها40 نحن ولا مثل ما يقولها اليهود وادعو ان السفر الذى معهم لاولاد الرسول فيه ان الله يخدم فى ارض زويله الى ان يخدم فى هرجريزيم وبطلوا حساب חשבן קשטה (حساب حق) وكانوا يعملوا الشهور بالعدد تلاتين تلاتين لا غير وابطلوا الاعياد والضحيه41 وبطلوا يصوموا יום הכפור وابطلوا رفع הקדשים من دبايحهم الى בני לוי وكانوا يعدوا الخماسين من غد الفسح مثل اليهود واباحوا لكهنتهم42 ان يدخلوا الى بيت الناظر ينظروا ما فيه ولا يتكلموا واذا خرجوا الى خارج يكونوا طاهرين والبيت ناطر قياساً على البيت الوضح واذا كان بيت طاهر متصل ببيت טמא وارادوا ان يعرفوا ان كان طاهراً ام طمياً يقعدوا انساناً مقابله ينظروا اليه فان حط عليه طاير طاهراً من الطيور طهروه وان حط عليه طمياً طموه وكانوا يوم السبت لا يستحلون لا ياكلون ولا يشربون فى آنيه نحاس ولا قزاز43 ولا ما يدخل عليه الطمى ويطهر الا في آنيه فخار اذا טמא لا يمكن طهره وما كانوا يطعمون بهيمه ولا يسقوها فى يوم السبت ولا يهيوا لها قدامها ما تحتاج اليه من يوم الجمعه وكانوا يخالفوا السامره فى اشيا كثيره من سوءِ اعتقادات واحكام ولذلك افتردوا منهم وجعلوا لهم44 كنايس بذاتهم وكهنه بذاتهم وكان ابن الربيس الكبير امامهم وسبب ذلك ان الجماعه شهدوا عليه شهاده محققه انهم وجدوه مع خاطيه فاحرموه وابعدوه وكان اسمه זרעו فلما آيس من السامره مال الى الدستان فقبلوه وجعلوه امامهم فعمل كتاباً بايحاً45 فيه كل الايمه وابدع فيه بان لم يكن فى زمانه اعلم منه ولذلك اسمه זרעו’’46.
واليك ترجمة عبرية لهذه القطعة من تاريخ أبي الفتح السامري:
”...אחרי כן נפטר שמעון מלך היהודים שלא ירחם עליו השם ומלך אחריו חזקיה. באותה תקופה נתגלע ריב בין בית איתמר לבין בית מנשה משום שאנשי בית מנשה אמרו לאנשי איתמר תנו לנו נחלה בעמק המוראה וקם חשבון וחשב לרצותם אך לא הצליח לעשות מאומה. הוא אמר שהר גריזים לכם ולהם ולכל ישראל אולם שכם הינה לבית אפרים במיוחד. באשר לעמק המוראה הרי הוא לכל השבטים וכן מגילת התורה לכלל ישראל. היהודים הוסיפו בכפירה ובסטיה מדרך הישר והודרכה מנוחתם של העמים בשל עושקם ותעייתם. אי לכך נאספו המלכים וטבחו בהם מספר לא יספר מרוב. כן שמו מצור עליהם בירושלים עד שאבדו והשתלטו עליה והרסוה והיהודים התפזרו בכל המדינות ופגעו בהם הדֶבר והאבדון. שם נאספו השומרונים מכל המקומות, מן המערב, מבבל ומנחל כותה וחזרו בשמחה אל הר גריזים והשיבה נתאפשרה בצו המלך. הם שבו אל שתים עשרה האבנים, אל מקומם בהר לשם זכרון לדורותיהם היות וכתובים עליהן דברי התורה. הם הוציאו את הספרים מן האדמה וקראו את התורה בכל המקומות וגילו קבל עם ועדה، מילולית, על ראשי ההרים, את דתם בכבוד ובהארת פנים. באותהּ עת נפרדה מן השומרונים קבוצת אנשים ועשו לעצמם דרך אמונה משלהם, ונתכנו בשם אל-דוסתאן משום שביטלו את חגי האמת וכל דבר שיש בו שרץ מת מטמאים אותו. וכאשר האשה דוה אין מונים לה אלא ממחרת אותו יום בדומה לחגים מן השקיעה ועד לשקיעה. כמו כן, הם אסרו אכילת ביצים פרט למה שמוצאים בעת שחיטת העוף. כן הם טימאו מין הנחשים אחרי מותם וטימאו את בתי הקברות ואמרו שכל מי שצלו נפל על בתי הקברות יטמא שבעה ימים. כמו כן, הם אסרו את האמירה ’’ברוך אלהינו לעולם וברוך שמו לעולם“. הם אסרו את הגיית השם ’’יהוה“ כפי שנמסרה על ידי העדה וביטאו אותו (מילולית: והיו אומרים אותה) ’’אלהים“ לא כפי שאנו הוגים, מילולית: אומרים, אותו ולא כפי שהוגים היהודים. הם טענו כי הספר שברשותם, הוא לבני,לילדי השליח ולפיו עובדים את אלהים בארץ זוילה עד שיעבדו אותו בהר גריזים. הם ביטלו את חשבון קשטה ונהגו לחלק את החודשים לשלושים יום כל אחד בלא יוצא מן הכלל. הם ביטלו את החגים ואת הקרבן והפסיקו לצום ביום כיפור והפסיקו להפריש את הקדשים מזבחיהם לבני לוי, ונהגו למנות את חג השבועות החל ממחרת הפסח כמו היהודים, והרשו לכוהניהם להיכנס לבית הרואה לראות מה שיש בו ללא פציית פה ואם ייצאו החוצה יהיו טהורים. והבית נוטר? בהיקש לבית שיש בו בהרת. אם יימצא בית טהור המחובר לבית טמא ורצו להיווכח האם הוא טהור או טמא הרי, הם הכוהנים, מושיבים אדם מולו ויסתכלו לעברו. אם נחת עליו עוף טהור טיהרו אותו ואם העוף היה טמא טימאו אותו. בימי שבת הם נהגו לא לאכול ולא לשתות בכלי נחושת וזכוכית ולא מה שעשוי להיטמא ולהיטהר פרט לכלי חרס שהרי אם ייטמא אי אפשר לטהרו. כן הם לא נהגו להאכיל ולהשקות בהמה ביום שבת ולא דאגו להניח לפניה מה שהיא צריכה כבר ביום שישי. הם חלקו על השומרונים בדברים רבים בשל רוע באמונות ודינים ולכן נפרדו מהם. הם בנו לעצמם בתי כנסת וקבעו כוהנים לעצמם ובנו של הכוהן הגדול היה כוהנם. הסיבה לכך נעוצה בכך שהאנשים העידו עליו עדות מאוששת שמצאוהו עם זונה (מילולית: חוטאת) ואז נידו אותו ונטשוהו ושמו היה זרעו. כאשר נתיאש מן השומרונים נטה אל הדוסתאנים ונתקבל בקרבם ומינו אותו לכוהן. הוא כתב (מילולית, עשה ספר) שבו הפריך את דעותיהם, של כל הכוהנים וחידש בו עד כדי כך שלא היה בזמנו מי שהשיגו בדעת ועל כן נתכנה בשם זרעו.
وبغية إكمال الصورة بقدر ما تسمح به المعطيات بخصوص اشتقاق اسم الجلالة ”يهوه“ والتلفظ به ”شيما“، وهو المعروف في الأدب السامري العربي بـ ”الاسم الأعظم“ / الشريف“، لا مندوحة من جمع كل المادة المتوفّرة لدينا حتى الآن. وأقصد بذلك ما في مخطوطات فيركوڤتش في المكتبة الروسية الوطنية في سانت بطرسبورغ على وجه الخصوص وهي تبدأ بالحروف Sam يعقبها رقم لاتيني. وخلاصة ما في هذه المصادر:
ا) ورد في شرح الشيخ إبراهيم بن يوسف القباصي (ت. ١٥٨٤) כי בשם (كِي أفْشَمْ) الموجود في المخطوط Sam III 23, p. 28a-28b الذي قام بنسخه مسلم بن مرجان بن مسلم بن مرجان بن إبراهيم السامري الدنفي عام ١٧٤٥ (وفيه ٩٦ ورقة بمقياس ٢٢ x١٦،١ سم والمساحة المكتوبة حوالي ١٥ x ١١ سم) ما يلي بشأن יהוה :
”...التطويل والمد في الشين اجلالا له وتعظيماً واليهود يقولو אדונאי47 فلم يفهم منه الا السياده لا غير ونطقه على التحقيق بلغه العربيه يهوه فتقديره يا هوه فتدغم الالف وتقال يهوّه بغير فتحه فهذا هو نطقه الصحيح بلغة العربية وقد اجاد بعظهم (بعضهم، في الهامش) وقال في ذلك:
افردني عنهمو هواهُ وليس مقصدٌ سواهُ
اهيم وحدي بصدق وجدي وكل قصدي عسى اراهُ
تحيّر الناس فيه طرَداً وجملة الخلق فيه تاهُ
ولا اسميهِ غير اني ان غلب الوجد قلت اياهُ يهوه
فلا يجوز يقول شخص لشخص يا هوه كما ذلك مستعمل كثير بين الناس ولا يقول له ايضا به فجميع ذلك يشار به الى الاسم الاعظم فحيّث (هكذا في الأصل) ذلك يشار به الي الاسم الاعظم فلا يجوز ان يشار به الى غيره لكن العارفين بالله اذا قالوا مثل ذلك يعرفوا كيف يتصرفوا ويعرفوا لمن يشيروا وان عكست هدا الاسم الشريف فيكون عكسه هو هي فهو اشاره الي الحق تعالي وهي اشاره الى ذاته الشريفه وان طردته وعكسته / فكان يهوه هي هو فالجميع عايد اليه تعالي وما ثم سواه لقوله تعالي אין עוד מלבדו (السفر الخامس، سفر تثنية الاشتراع ٤: ٣٥) فالاشارات تغني عن العبارات فنتكلم ها هنا علي قاعدة علم الحرف بحسب ما يليق بهذا المختصر ونقول ان علم الحرف مبني على حروف א ב ג ד وتمامه ويضاف اليهم الحروف الزوايد ذوات المخرجين ومجمعهم كلمه בפדות على قاعده العبرانية والقاعدة العربيه ايضا مبنيه على حروف ابجد وتمامه ويضاف...48“
ب) في مخطوط آخر لنفس المؤلف وفي نفس الموضوع Sam III 16, p. 24a تفسير تأويلي (مدراشي) للاسم الاعظم יהוה كالتالي:
י = ١٠، عشرة الأقوال الخاصة بالخلق (الكلمات/الوصايا العشر)
ה = إشارة إلى اسم אלהים الذي اختص بخلق الخليقة
ו = ستة أيام الخليقة
ה = إشارة إلى خمسة أسفار49 الشرع الشريف الواردة مع שני הלוחות المخلوقة من اليوم الثالث.50
كما قيل في بعض التفاسير السامرية العربية إن الاسم الاعظم יהוה جمترته أي مقدار القيمة العددية لحروفه الأربعة (حساب الجمّل) هو ٢٦ وهو عدد الصدّيقين.51
جـ) وفي مخطوط آخر Sam III 28, p. 7a لنفس المؤلف وبنفس الموضوع، شرح فاتحة الكتاب، يتطرّق القبّاصي بجملة واحدة إلى اسمي الجلالة ”يهوه“ و”إلوهيم“ كما سنرى في الحال. عدد أوراق المخطوط المتآكل في الجزء العلوي ثماني ورقات بمقياس ١٩،٢x١٦،٢ سم والمساحة المكتوبة ١٦ x ٨،٧ سم. والناسخ هو إسماعيل بن إبراهيم بن يعقوب بن إبراهيم المفرجي وسنة التدوين ١٦٨٤ وكان ذلك عن نسخة للشيخ يوسف الرميحي يعود تاريخ كتابتها إلى ٢٢ محرم الحرام افتتاح سنة ٩٧٠ هجرية أي عام ١٥٦٢م.
”...ولا تظن ببالك ان יהוה غير אלהים ואלהים غير יהוה فهو فهو فيكون اشار بقوله הוא الي ذلك وغيره والله اعلم فالجمع والتفرق حقيقة والجمع بلا تفرقه زندقه“.
د) فيما تبقى من المخطوط Sam III 29, p. 18a في ذات المكتبة آنفة الذكر فقرة حول دوسيس وبعض ما جاء به من مبادىء وتغيير لفظ الاسم الاعظم. هناك عشرون ورقة حسب ما رأيت وفحصت في أواخر العام ١٩٩٣ في حين أن فيركوڤتش ذكر، كعادته على الغلاف الورقي، أن عدد الأوراق أربعون. مقياس الورقة ١٨ x ١٣،٢سم والمساحة المكتوبة ١٣ x ٩ سم وتبدأ المخطوطة التي هي عبارة عن شرح لبعض الأماكن في التوراة وكذلك عن التاريخ السامري لا سيما عن تسلسل الكهنة بالكلمات ”كما نقارنها لكواكب السبعه وكان يصح بها...ולא עתה אשורנו“. ناسخ المخطوط هو المملوك الاصغر الراجي عفو ربه عبد اللطيف بن يعقوب بن صدقة بن الحكيم صفي (؟) الاسرائيلي وذلك على اسم الشيخ ؟ (ثقب) بن ابراهيم العفيف صدقة وذلك عام ٩٢٨ هجرية أي ١٥٢١م وكان ذلك العام قاسيا على قهل يشرال ”من النكد الزايد وغرامة المال والتشتت“.
”وقال (أي دوسيس52) ان الدي يصلي الى هرجريزيم مثل الذي يصلي {الى} قبر وجعل الطماوات قسمين. وكان يبيح في الامم مس الامراه في طماها واباح ايضا مس الميت...وقال ان المولود يلزمه ما يلزم والدته من الطما وقال ليس قدس في زمان ضلال ومنع من المواصله والصبوغ في يوم السبت ودعا اسم نفسه المفيش وجعل الصلاه مثل القراه من قعود وقال ان الكنايس مثل بيت الاوثان ومن دفع شياً للكنيسه كان مثل من يدفعه لبيت الاوثان...وغير قراءه الاسم الاعظم وابطل طلوع الجبل الشريف...وجعل النسا يقروا مع الرجال في الجميع ومات لا رحمه الله في يوم السبت ولم يطلع الى هرجريزيم في حياته“.
في الواقع، لا علم لنا البتّة بهذا الاسم الغريب ”المفيش“ من أي مصدر آخر. هناك شخص يُدعى ابن فراشه عاش في القرن التاسع ميلادي أيام الخليفة المأمون بن هارون الرشيد (٧٨٦-٨٣٣م) وقد نعته السامريون كما ورد في بعض المخطوطات السامرية في سانت بطرسبورغ بـ” انسان سو يبغض السامره ويريد منهم يخرجوا من دينهم الى دينه وعاقبهم وملا الجيوش منهم رجال ونسا واطفال وضيق عليهم بالجوع والعطش ومات ناس كثير في الجيوش...“53.
هـ) Sam III 37, p. 5a، في هذا المخطوط ذي الأربع والثلاثين ورقة، ٢١ x ١٥،٤سم والمساحة المكتوبة ١٥ x ٩،٢سم، من شرح القباصي لبعض التوراة جاء ” יהוה وهو الاسم الاعظم الذاتي جامع الاسما الدال على القدم...“ وان أصل אלהים אל. ويضيف أن الاسم אלהים مركّب من خمسة أحرف وذلك كعدد أسفار التوراة وبخصوص الميم في نهاية الاسم يقول ”وجا حرف ם زايدا في اخره اما لمعنى العلميه او لمعنى التفخيم والاول ارجح... وقد يطلق اسم אלהים علي الافراد وعلى الجمع“.
و) في المخطوط Sam IV 6, pp. 29, 37 إشارات إلى ”الاسم الأعظم“ من حيث الكتابة والنطق والتعريف كما سنرى. في المخطوط ٤٤ ورقة بمقياس ٦٢ x ١٨سم والمساحة المكتوبة ١٩ x ١٣ سم ولا ذكر للمؤلف أو الناسخ أو التاريخ.54
في الواقع هناك خليط من الموضوعات في هذا المخطوط كما هي الحالة في الكثير الكثير من المخطوطات السامرية المبتورة في مكتبة سانت بطرسبورغ. أوراق مختلفة وفي بعض الأحيان ليست في مكانها الصحيح نسخت بأيد مختلفة تتحدّث عن مواضيعَ شتى مثل الفرائض؛ الترجمة من العبرية إلى العربية؛ التفسير؛ حكم الميراث؛ حقوق الكهنة وسبط لاوي؛ ”الاسم الأعظم“، فصل إثبات القبلة لأبي الحسن الصوري؛ شرح وعته يشرال (سفر التثنية ٤: ١) وجزء من كتاب ”شرح الطباخ“. يستهلّ المخطوط بالكلمات ”والله اعلم، الفريضه الثالثه والاربعون“ وفي الجهة الثانية للورقة الثانية وبالحبر الأحمر يظهر العنوان ”الفريضة الاربعون“ وفي الصفحة التالية ”الفريضة الثانية والاربعون“! الكولوفون في نهاية المخطوط (ص. ٤٤ب) متآكل ولم يتسن لنا استنباط أية معلومة ذات بال. والمادة المقتبسة الآتية مأخوذة في الأصل من كتاب ”شرح الطباخ“ كما سترى في البند ز) أدناه.
”اسم الله حقيقه في المنطوق مجاز في المكتوب55 والحمل على الحقيقه دون المجاز...وذلك بالمنطوق اولي من المكتوب“. ”قوله يهوه هو اسم الله الاعظم الذى لا يفصح به بمقتضى المكتوب وهو معرفه حقيقيه ولهذا امتنع دخول ها التعريف القايمه مقام الالف واللام في العربيه بخلاف ساير اسمايه تعالى التي جوز فيها الشركة مثل ال جذول جبور...“
ز) من الواضح أن القليل الذي اقتبسناه عن ”الاسم الأعظم“ من المخطوط السابق Sam IV 6 متعدّد المواضيع والمختلطة أوراقه مأخوذ من مخطوط آخر. هذا المخطوط، ساسون رقم ٧٢٦56، ورقم فليمه في معهد فليمات المخطوطات العبرية في المكتبة الوطنية اليهودية والجامعية في القدس هو ס’ 9766، يحمل اسم كتاب الشرح لكتاب أبي الحسن الصوري ”الطباخ“. والحقيقة أن هذا المخطوط ليس كله بمثابة شرح للطباّخ كما يدّعي داڤيد ساسون في كاتالوجه إذ أن الصفحات الإحدى عشرة الأولى، على سبيل المثال، لا تمتّ إلى الطباخ بصلة. وكنت قد ذكرت قبل أكثر من أربعة عقود إن موضوع كتابة ”الاسم الأعظم” יהוה والتلفّظ به جدير بالاهتمام في هذا المخطوط.57 حان الوقت الآن لنشر ما ورد في هذا الصدد في مخطوط ساسون (ص. ٣٠-٣١) كما هو دون زيادة أو نقصان اللهم إلا إضافة مكان الآية في التوراة وقد وضعت بين قوسين.
”قوله יהוה هو اسم الله الاعظم الذى لا يفصح به بمقتضى المكتوب وهوا معرفه حقيقيه ولهذا امتنع دخول ها58 التعريف القايمه مقام الالف واللام فى العربيه بخلاف ساير اسمايه تعالي التي جوز فيها الشركه مثل אל גדול גבור נורא59 (سفر تثنية الاشتراع ١٠: ١٧) فانك تقول האל הגדול وسايره ومن لا يرى الشركه فى هذه الاسما حقيقةً يجعل دخول هذا الحرف عليها تعظيما لانه بالحقيقه لا يستحقها الا سبحانه فاستحقاق هذا الاسم الاعظم من الكون والدوام والثبوت من قوله והיו נכונים ליום (سفر الخروج ١٩: ١١) واما ان يكون اشتقاقه من كان ويكون فيفيد فايده قوله אהיה אשר אהיה (سفر الخروج ٣: ١٤) وهذا الوجه لقرب قوله אלהים فيحتمل معان احدها استحقاق العبادة كما قيل عن عباد الاصنام יזבחו לשדים לא אלה אלהים60 (سفر تثنية الاشتراع ٣٢: ١٧) ومثلها القدره والسلطنه قوله אלהי האלה (؟) ومنها الولايه والرعايه والنصره והייתי לכם לאלהים (سفر الخروج ٦: ٧) فاما שאל מעמך (سفر تثنية الاشتراع ١٠: ١٢) يبعد ان يكون المراد بها ما يراد بها في العربيه وهو السوال والطلب لان المسوول اعظم ثباتاً والسايل ادون لكن هذه اللفظة استعملت في العبراني فى الله سبحانه وتعالى كما يستعمل / في غيره وكانها فى العبرانى اذا جات من الله تعالى تدل على الاوامر والنواهي علما وعملا اخدا وتركاً وهو المراد بها ها هنا فلو فسرت هذه اللفظه الاراده لما جاز ذلك الا فيما هو صالح من الاعمال فاما القبايح فلا“.
حـ) وفي المخطوط Sam III 48, pp. 22b, 46a, 48a حديث عن ”الاسم الأعظم“ وأربع جمل الفاتحة واشتقاق الالوهية ولفظة אל وما يتركب عليها من حروف خمسة. عدد الأوراق المتبقية ٤٨ (ذكر فيركوڤتش ان عددها ١١) وهي بأحجام متباينة نسخها أكثر من ناسخ وفي جلّها عبارة عن شروحات متقطعة للتوراة. في بعض الأحيان وردت المقتبسات التوراتية بالرسم العربي ومن المواضيع المذكورة يمكن التنويه بما يلي: معاني השחוקים؛ يوم الوقف الأعظم؛ الروحانيات والطلمسات؛ شروط التوبة؛ زمان الرضا بظهور السكينة، غيبة الرضوان؛ يوم المعاد؛ بعض الآيات من سفر تثنية الاشتراع بالعربية (٣٢: ١٩-٤١)؛ موسى شفيع الدارين وسيد الكونين وامام النقلين ومصباح العالمين ونبي البحر والبر... نبي متله لا يقوم ولا قام نرجو شفاعته يوم الانتقام؛ شرح سورة الفاتحة؛ الدولة الثانية؛ البعث ويوم الدين؛ العجل اللعين، جبل جريزيم؛ اشتقاق והבו من הב ومعناها التأويلي المدراشي؛ الصفات الذاتية لله. من أسماء العلماءالمذكورة في المخطوط نشير إلى أبيشع المصنف والإمام مرقة والشيخ أبي الحسن الصوري (الصيويري، في الأصل).
”الفاتحة مؤلفة من أربع جمل وسبعة فصول:
١) כי בשם יהוה אקרא והבו גדל לאלהינו (سفر التثتية ٣٢: ٣-٤
٢) והצור תמים פעלו
٣) כי כל דרכיו משפט
٤) אל אמונה ואין עול צדיק וישר הוא وهادي جملة المدكوره الاربعه ومتفق عليها في دمشق...وهي مبنيه على عدد حروف الاسم الاعظم الدى هو יהוה وقيل بل هي تلاتة جمل وقيل خمس جمل...“
”وقد قيل ان الالوهيه في لغة العربيه والالهيه لفظ مشتق من الوله والحيره اد فيها يحّار (!) العقول ...“61
”وكذلك لفظه אל يتركب عليها خمس حروف وهي الها واللام والميم والواو والبا وكل حرف من ذلك له معنى يخصه فاما الها اذا تركب علي אל فتبقى האל فتفيد معنى القادر... לאל فتفيد معنى الاول بكسر اللام... לאל بفتح اللام فتحه كبرى وتفيد لام التحقيق... מאל فتفيد معنى من لا غير... ואל فتفيد العطف لا غير“. ثم يتطرق بعد ذلك إلى معاني אלהים في بعض الحالات على سبيل المثال ”الهة الاجانب62“ في אלהי מסכה לא תעשה לך (سفر الخروج ٣٤: ١٧)، ”الاصطرلاب“ في למה גנבת את אלהי (سفر التكوين ٣١: ٣٠)، ”سلطان“ في ראה נתתיך אלהים לפרעה (سفر الخروج ٧: ١)، ”حاكم“ في אלהים לא תקלל (سفر الخروج ٢٢: ٢٧).
ط) ويقول موفق الدين صدقة في ”مقالة في عقيدة الدين“ عن الله ”وهو قوله יהוה هو اسم علم الذات خاصه وقوله אל هو القادر عبارةٍ عن من شاء فعل وان لم يشاءِ لم يفعل فذلك اشارةٍ الى اقتران الاقتدار بالاختيار“.63
ي) والشيخ إبراهيم بن يوسف القباصي الدمشقي (ت. ١٥٨٤) يتتطرّق في مؤلفاته للاسم الاعظم في أماكن عديدة نذكر منها ما يلي والموضوع برمّته يحتاج، كما لا يخفى على الباحثين، إلى بحث مستفيض ومنفرد. ففي ”سير القلب في معرفة الرب“ يجد القارىء: ”... وكذلك الاسم الاعظم الامام المقدم الجامع لمعاني الاسما وهوا יהוה فهو منزه ايضاً كتنزه الذات فلا يقدح في ذهنك ان الصفات غير الذات ولا هي الذات اذ لا هي الصفات ولا غيرها بل هي من واجبات الذات والذات واحده بنفسها...“.64
وفي مكان آخر حيث تكلّم عن العشر كلمات بسماع ستمائة ألف شخص يقول القباصي ”فابتدى بقوله אנכי יהוה אלהיך (سفر الخروج ٢٠: ٢) الاسم الاعظم الدال على اتبات الذات وقوامها وهو علمٌ على الذات واراد تعالى بمعرفة امته انه هو الاله وليس اله سواه اله الالهة ورب الارباب خالق الموجودات العلويه والسفليه والكل في قبضته وتحت سلطنته فاذا علموا ذلك قبُح منهم ان يجحدوا ربوبيته ويعبدوا سواه ثم اكد عليهم بقوله לא יהיה לך אלהים אחרים על פני (سفر الخروج ٢٠: ٣) وهي الكلمه الاوله من العشر كلمات المذكوره“ .65 وفي مكان آخر (ص. ٦) يقول إن معنى יהוה ”هو الاسم الاعظم الله جامع الاسما الدال على القدم وقوامه אל هو القادر المجيد الفاعل لما يريد ما شا كان وما لم يشا لم يكون وهذا الاسم من اسما الذات وما ياتي بعده من اسما الصفات والافعال وحقيقة القادر من صح منه الفعل والترك...“
يا) يذكر ابو الفرج منجا بن صدقة بن غروب شمس الحكماء (بداية القرن الثاني عشر) معاني بعض أسماء الله وصفاته. ففي فصل ”التوحيد“ الذي ينهي به كتابه ”مسائل الخلاف“ يقول إن الله قديم لا بقدم وعالم لا بعلم وهو غير متناهي الذات وسائر صفاته واجبة وعند التعارض مع خطاب الشرع فلا بد من التأويل والعدول من الظاهر إلى الباطن فعين الله تنم عن رعايته ويده عن قدرته الخ. والاسم الاعظم معناه الأزلية فهو معنى قوله אהיה אשר אהיה وكذلك אלהים فانه يفيد كمال القدرة وكذلك הצור لأنه بمعنى القادر العظيم الاقتدار وهو مأخوذ من معاني الاسمين אלהים ויהוה יתברך ויתקדש.66
يب) وقد صدق الكاهن خضر (فنحاس) اسحق (أنظر البند التالي والأخير) أن الشيخ إبراهيم يوسف القباصي قد أسهب في موضوع الاسم الاعظم أو الاسم الشريف (ص. ٨، ١١، ١٨، ٢٣، ٢٦، ٢٧، ٢٨، ٣٠، ٣٣، ٣٤، ٣٧، ٤٠، ٤٢، ٥٠، ٥٣، ١٣٣، ١٥٧، ١٦٤، ١٦٥) وذلك في الفصل الأول من كتابه المخطوط ”شرح الفاتحة כי בשם“. وارتأينا أن نقدم خلاصة آراء القباصي وذلك استناداً إلى تصوير المخطوط ENA 1599 (Mic 5336), The Jewish Theological Seminary of America ورقم فليمه في معهد فليمات المخطوطات العبرية في المكتبة الوطنية اليهودية والجامعية في القدس هو ס’ ٣٢٢٢١67 وهو أصل النتف السابقة.
يقول القباصي إن من يقرأ فاتحة الكتاب المقدس كمن قرأ الشرع الشريف برمته وشرحها بالتفصيل يتتطلب مجلدات عدة ولذلك اقتصر الكاتب على شرح بعض خصائصها (ص. ٨، ١٦٢). في الفاتحة أربع جمل وهي: כי בשם יהוה אקרא והבו גדל לאלהינו, הצור תמים פעלו, כי כל דרכיו משפט, אל אמונה ואין עול צדיק וישר הוא وهي متفق عليها في دمشق كما فعل الأوائل لتلائم المواسم والسبوت والأعياد وهي كعدد الاسم الاعظم. وهذا الاسم جامع الاسماء وحرف الميم إشارة إلى آخر اسم الوهيم واشارة إلى الاسم الشريف يهوه (ص. ٢٣). وكما قيل إذا عكست השם حصلت على משה وقال عمرم دره: שמה לשמה אקפה ברבו. إن الاسم يهوه هو الاسم الاعظم الذاتي المختص بالباري تعالى فقط في حين أن الاسماء الأخرى قد تأتي للدلالة على المخلوقات أيضا؛ وعدته ٢٦ وهذه إشارة إلى الـ ٢٦ نبيًا من آدم إلى موسى.
ومن أسرار هذا الاسم يهوه أي ”كان ويكون“ أنه مأخوذ من יהי אור أي יהי + א من אור يصبح יהוה (هكذا، ص. ٢٥-٢٦). وكذلك لكل حرف من أحرفه الأربعة سرّ، فالياء عدتها عشرة وهي تنمّ عن الأقوال العشرة في الخليقة، والهاء الأولى إشارة إلى الوهيم، والواو إشارة إلى أيام الخليقة الستة، والهاء الأخيرة إشارة إلى خمسة أسفار الشرع الشريف (ص. ٢٧). ومن أسراره أيضا وجود حرفين ناريين هما الهاء الأولى والأخيرة وهما مختصان بالعالم العلوي في حين أن الباقيين ترابيان ومتعلقان بالعالم السفلي.
أضف إلى ذلك ”ومن اسراره وخواصه لم ينطق به ولا يقول ولا يفصح68 به بحسب وصفه فى الكتابه بخلاف جميع الاسما الشريفه ينطق بها ويقولب ويفصح بها بموجب وضعها وهذه69 الاسما الشريفه ينطق بها فاستدلو جماعتنا على نطقه واشتقوه70 من الاسم من قوله יהוה שמו (سفر الخروج ١٥: ٣) اي שמה فلم يفهم منه سوى الاسم وحصل التطويل والمد في الشين اجلالاً له وتعظيماً واليهود يقولوا אדוני فلم يفهم منه الا السياده لا غير ونطقه على التحقيق بلغه العربيه يهوه فتقديره يا هو فتدغم الالف يقال يهوه بغير فتحه فهذا هو نطقه الصحيح بلغه العربيه وقد قال بعضهم“71 ... (ص. ٢٨-٢٩).
والجدير بالذكر أن لكل اسم من أسماء الله تبارك وتعالى اختصاصاً بأمر معين (ص. ٣٢). فالاسم الشريف يهوه ”خفي الذات ظاهر الأثر“ وهو علم على الذات وإمام أئمة72 الأسماء وقطبهم وهي له سدنة وهو جامع لمعانيها. ولم يطلع على خواصه وأسراره سوى النبي موسى. وقيل إن تلاوة الأسماء الأربعة: يا كافي، يا مغني، يا فتاح، يا رزاق“ بعد صلاة الصبح مائة وتسعا وعشرين مرّة وهي بعدد الاسم ”لطيف“ تحقّق كل ما يتمنّاه المرء. ومعنى אהיה واجب الوجود، الكاين والذي كان، الأزلى وقيل إن هذا الاسم مكوّن من אה وهي نداء و יה إشارة إلى ”الاسم الأعظم“. وهذه الكلمة قد تكون اسمية وقد تكون فعلية مثل אהיה שלחני אליך (سفر الخروج ٣: ١٤) و ואנכי אהיה עם פיך ועם73 פיו (سفر الخروج ٤: ١٥) على التوالي (ص. ٣٣-٣٨، ١٣٣). ومحل مسكن الاسم الشريف الذي يفيد التوحيد الصرف هو هرچريزيم. وهناك ثلاث مراتب للتوحيد، توحيد الذات وتوحيد الصفات وتوحيد الأفعال (ص. ٤٠، ٤٢، ٤٣، ١٦٤). كما استعمل القباصي لفظة ”الاسم“ للدلالة على ”الله“ (ص. ١٣٧).
يج) وأخيرًا ما وجدناه في مخطوط حديث العهد في نسختين، الأولى Yah. MS. Sam. 4 في المكتبة الوطنية والجامعية في القدس حول تفسير أو شرح سورة אלערות. مؤلِّف هذا التفسير الذي في جوهره منصبّ على الإصحاح الثامن عشر من سفر اللاويين هو الكاهن الأكبر خضر (فنحاس) بن اسحق (١٨٤١-١٩٩٨)، الشاعر واللغوي، والناسخ نجله المشهور ناجي (أبيشع، ١٨٨٠-١٩٦١) عام ١٣٢٩ للهجرة أي ١٩١٠ للميلاد. ويضمّ هذا المخطوط ١١٧ صفحة وفي كل منها ١٦ سطرًا والصفحات الثماني الأخيرة قد نسخت عام ١٩١١م. يورد الكاهن الآية أو العدد من سفر اللاويين بالحرف السامري كالعادة مترجمًا ذلك في بعض الأحيان إلى اللغة العربية ثمّ يشرح ويفسّر معتمدًا على ما جمعه من مادّة74 وهو يستعمل كتب العهد القديم مثل كتاب ”روت“ عند تحدّثه عن اليبّوم.
أما النسخة الثانية لشرح אלערות فموجودة في المكتبة البريطانية (المتحف البريطاني سابقًا) في لندن تحت الرقم OR 12293 (چاستر ١١٨٢) ورقم فُليمها في معهد فليمات المخطوطات العبرية في المكتبة الوطنية اليهودية والجامعية في القدس هو ס’ ٨٢٣٧. الناسخ هو غزال (طابيا، ١٨٨٣-١٩٥٦) ابن الشارح أيضاً75 والتاريخ ٢٣ رجب ١٣٣١ للهجرة أي ١٩١٢ للميلاد وعدد الصفحات ١١٨ وفي كل منها ١٨ سطرا.76 هناك بعض الاختلاف بين هذه النسخة وسابقتها مثلا في المقدمة ولا مجال هنا للتوسع في هذا الشأن.
وبما أن ”الاسم الأعظم“ يرد في بداية الإصحاح المذكور، الكلمة الثانية، فإننا نجد أن الكاهن فنحاس يتتطرق إلى شرح ذلك في ص. ٣- ٥ في النسختين آنفتي الذكر ولغة الأولى أفضل كما سترى في بعض الهوامش التي أضفناها لا في جميع حالات الاختلاف:
”وقد نسق بعد77 كلمة וידבר اسمه الشريف وهو יהוה: ليعرفنا انه تعالى هو المخاطب لا سواه78 وبالحق ان هذا الاسم عظيم79 وسره ظاهر في عالم الكون ولا يوجد لهذا الاسم تلقيب80 لا / في مالاك روحاني ولا فى ناسوتي وهوا من عنصر النار والتراب وهو حرف هجاة י.ה.ו.ה: منها ה:ה81 ناريه ومنها יו ترابيه ليعرفنا من هذا السر انه تعالى اله ووالي سكان السموات والاراضي82 فسكان السموات فهم من אור اعنى من نار اشاره عن احرف الناريه وسكان الارض من عنصر التراب اشاره عن احرف الترابيه. واعلم ان لو يريد الانسان ينطق بهذا الاسم باحرف هجاه لم يستطاع ولا ينطق به لسان حال مطلقاً كما انه صاحب هذا الاسم الشريف لا تدركه الاوصاف ولا يدخل تحت المثال ولهذا قد استصلحت السلف بدعى هذا الاسم المشار اليه שמה بمد الشين83 اجلالاً واكراماً له تعالى اسمه المستفاد من هذا التلقيب انه الاسم فقط واما اليهود ينطقوه אדונאי اى المولا فعلى كل حال ان صاحب هذا هو الاله رب الارباب الذى خاطب سيد الكاينات وافرد عليه هذه السنن والاحكام واعلم ما اكشف / تعالى اسرار هذا الاسم سوى له عبده ورسوله عليه السلام لقوله ואראה אל אברהם ואל יצחק ואל יעקב באל שדי ושמי יהוה לא נודעתי להם (سفر الخروج ٦: ٣) وقال له ايضًا ידעתיך בשם (سفر الخروج ٣٣: ١٢) وهو عن84 الاسم الاعظم واما كانوا الازكيا عليهم السلام ياشرون عن هذا الاسم كما اننا نحن ندعيه ونعنى عنه بداعينا اياه שמה عن ذات هذا الاسم المطوي85 י:ה:ו:ה: ومن اراد التطويل في معاني هذا الاسم الشريف فعليه فى مطالعة شرح כי בשם تاليف العالم الفاضل الشيخ ابراهيم لب86 قباص عليه الرحمة والرضوان وجمعنا نحن واياه فى فسيح الجنان
Šēma and not YHWH and its Brothers in Samaritan Arabic Literature
وليس يهوه وإخوته في الأدب السامري العربي
”عيشِ كْتير بِتْشوفِ كْتير“
أ.د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
لا حاجة لتفسير خاصّ لهذا القول العربي الفلسطيني المأثور، ”عيشِ كْتير بِتْشوفِ كْتير“، الذي يُسمع بين الفينة والأخرى للتعبير عن الدهشة والذهول إزاء أمور وظواهرَ عديدة تصادف الانسان في مشوار حياته القصير على وجه هذه الأرض. ومع هذا فمن الصعوبة بمكان إيجاد بديل حقيقي له في لغة أجنبية كالإنجليزية على سبيل المثال. والأمر العجيب الغريب هذه المرة، يختصّ بالطائفة السامرية، ربّما أقدم وأصغر طائفة في عصرنا الحاضر. ولا أشكّ لحظة واحدة بأنّ ردة فعل القرّاء السامريين للفقرة المقتبسة أدناه ستكون مشابهة لما أُدرج بين معقوفتين في عنوان هذه المقالة.
في الآونة الأخيرة قرأنا مقالا باللغة الإنجليزية عن السامريين لأستاذ جامعي في مصدر باسم ”موسوعة الدين“ أو ”دائرة المعارف بشأن الدين“ الصادرة في نيويورك عام ١٩٨٧، في المجلد الثالث عشر وفي الصفحة الخامسة والثلاثين يجد القارىء ما يلي:
“God among Samaritans is most commonly referred to by the name El or Ela (akin to the Arabic Allāh), but the tetragrammaton, YHVH, is also in regular use. Samaritans, like Jews, avoid the use of images, but unlike Jews, they show less anxiety about using the divine name, and a pronunciation (Yahveh) still survives (the emphasis is mine). God reveals himself through the creation and the Torah1”.
وترجمة هذه الفقرة إلى العربية:
”الله لدى السامريين يُشار إليه في جلّ الحالات بالاسم ”إيل“ أو ”إيلا“ (القريب من ”الله“ بالعربية) ولكن اسم الجلالة ”يهوه“ يستعمل بانتظام أيضا. السامريون مثل اليهود يتجنّبون استعمال الصور والتماثيل ولكنهم يختلفون عن اليهود في أنهم يظهرون قلقًا أقلَّ في استخدام اسم الجلالة والتلفظ بـ”يهوه“ ما زال حيّاً يرزق.2 الله يُظهر نفسه من خلال الخليقة والتوراة“.
لا ريبَ في أنّ كل دان وقاص، ذي علم أوّلي بعلم الأديان عامة وبالطائفة السامرية خاصة، يعلم علم اليقين أن العقيدة السامرية تقوم على خمسة أركان وهي:
١) إله واحد لا غير هو إله إسرائيل ويُلفظ الاسم יהוה، على ما يبدو، منذ عهد مرقة في القرن الرابع للميلاد ”شيما“ (Shēma) أي ”الاسم“، وذلك درءًا للتجسيد (anthropomorphism). לית אלה אלא אחד. وهذا الاسم الرباعي للخالق يرد في نهاية الصلوات السامرية فتلفظ أولا حروفه yūt, īy, bā, īy ثم شيما. والله خلق العالمين، العلوي والسفلي، وهو قديم حيّ لذاته بذاته وله اطلاع كامل ودقيق ودائم على كل شيء مرئي ومخفي وهو المحيي والمميت وبإرادته يحصل كل شيء في العالمين ولا مكان ولا زمان له ولا يشبه شيئا من المخلوقات.3 إنه ”القديم بلا ابتدا الباقي بلا انتهى“.4 وهذا يذكّرنا بما تقوله كلّ من الصوفية الإسلامية والقبّالاة، علم التصوف اليهودي، بأن الله غير متناه (אין סוף).
وكما قال أبو الحسن الصوري (اسمه الكامل: أبو الحسن إسحق فرج بن ماروث) تنقسم صفات الله إلى أربعة أقسام وهي: ذاتية وفعلية ومقتضية ومعنوية.5 ويسمّى توحيد الله وتنزيهه ومعرفة صفاته بـ ”علم المكاشفة“ 6 أمّا ”علم المعاملة“ فهو يبحث في ”تهذيب الأخلاق وإصلاح قوي النفس وكسر قوي البدن من نحو الشهوه والغضب بكسر القوي الشهوانيه والغضبيه“.7 وقد استعمل إبراهيم القبّاصي هذين المصطلحين بالمعنى ذاته في كتابيه المخطوطين ”سِيَر القلب في معرفة الرب“ و”شرح الفاتحة“8. ومن الطرافة بمكان ذكر ما نقله القبّاصي في شرحه آنف الذكر من أن ”الباذنجان كان أول من أقرّ لله بالوحدانية من نوع النبات والأشجار“ (ص. ١٢٤).
٢) نبي واحد فقط هو موسى بن عمران وهو أعظم الأنبياء قاطبة، سيّد المرسلين، سيّدنا موسى الأمين، لم يقم ولن يقوم نبي مثله. وفي التراث السامري العربي مادّة واسعة عن هذا النبي ما زال معظمها قابعًا في غياهب المخطوطات المحفوظة في شتّى مكتبات بلاد المعمورة، بعد أن كانت قبل قرن ونصف من الزمان بأيدى أصحابها السامريين، لا سيّما في مدينة نابلس ولم يتبق منها بأيديهم إلا العُشر تقريبا.
اخترت هذا المديح التالي لموسى لأقدّمه كما هو (أبدلت فقط اسم ”موسى“ من الحرف السامري إلى الحرف العبري المربّع) لأبناء الطائفة السامرية فقد يكون غير معروف للكثيرين منهم. وهذا المديح المسجّع مأخوذ من مخطوط في مكتبة سانت بطرسبورغ آنفة الذكر المشتملة على ١٣٥٠ مخطوطًا سامريًا، كان الراب والزعيم القرّائي، أبراهام شموئيل فيركوڤتش، (ابن ريشف، ١٧٨٧-١٨٧٤) قد اقتناها من السامريين في نابلس في ربيع العام ١٨٦٤ بمساعدة يعقوب الشلبي.9 وكما هو معروف، فالنبي موسى، كليم الله، كان قد وُلد يوم السبت في الساعة السابعة وفي الشهر السابع.
”سيدنا موسي اليوم علي ساري بهده الانواري لهدا عظم اقتداري وزاد افتخاري واستمر ينشد في تلك الاشعاري الي حين نزول بنت فرعون الي الخليج وجوارها قايمين حولها على شط الخليج فنظرت السفينه في وسط الديس وبها موضع انيس جليس راييس قديس فزال عنها الجانب الخسيس النجيس وطلبت نفسها التقديس فارسلت امتها واحضرت السفينه وفتحتها فنظرت النور قد مال اليها واشرق وانتشر عليها فاندهشت واندهلة (هكذا في الأصل وبالحبر الأحمر) من هده الانوار الباهره والاسرار الظاهره فدنت اليه في الوقت والحضره ونشلته من السفينه بعز وفخره حينيدٍ شفيت من بلاها بقدرت من ابلاها وشفاها وهدا هو سبب رافتها وموجب ؟ (ثقب في الأصل) ومحبتها ثم احضرت له نسا المرضعات في اسرع الساعات فلم يرضع الا من والدته بقدوسيته وزكوته تم احضرت له امه من ساعتها وارضعته واعطتها اجرتها ودعت اسمه משה وقالت اد من الما نجي ونشي وتربا في بيت فرعون العدو في عز وراحه وهدو وهدا من اعظم معجزاته سلام الله عليه وصلواته“. أضف إلى ذلك أن هناك قصيدة ذات ٤١٦ بيتًا في مدح النبي موسى كان الشيخ إبراهيم آل يعقوب الدنفي الملقّب بالعيّه10 قد نظمها عام ١١٩٤ للهجرة أي عام ١٧٣٦ للميلاد.11
٣) كتاب مقدّس واحد هو توراة النبي موسى، الأسفارالخمسة الأولى فقط والمعروفة عند السمرة بالأسماء: السفر الأوّل، السفر الثاني، السفر الثالث، السفر الرابع، السفر الخامس. أمّا في الاستعمال العربي العامّ ولدى العرب المسيحيين خاصّة فيشار إلى أسفار النبي موسى بالأسماء التالية: سفر التكوين، سفر الخروج، سفر اللاويين أو الأحبار، سفر العدد، سفر التثنية أو سفر تثنية الاشتراع. وتختلف التوراة السامرية عن التوراة اليهودية في حوالي ٦٠٠٠ حالة معظمها ليست ذات أهمية تذكر. بعبارة أخرى، لا يؤمن السامريون بالقسمين الباقيين من كتاب العهد القديم، الأنبياء والكتابات، ولا بالمشناة والتلمود أي بالتوراة الشفوية.
وهناك تفسير سامري طريف لاكتفاء بني إسرائيل السامريين بأسفار موسى الخمسة وعدم وجود أيّة حاجة أو ضرورة لأسفار إضافية من العهد القديم. يقول هذا التفسير أو المدراش، كما يُدعى باللغة العبرية، إنّ الحرف الأول في التوراة هو الباء، وهو الـ bīt في اللفظ السامري (بَاراشِتْ) والحرف الأخير فيها هو اللام، وهو lā'bāt في اللفظ السامري (يِشْرائِل) ومعنى اللفظة ”بل“ المؤّفة من هذين الحرفين المذكورين هو ”يكفي، كفاية“، كما أنّ القيمة العددية لهذين الحرفين هو ٣٢ (قيمة الباء العددية ٢ وقيمة اللام ٣٠)، أو كما قال أبو الحسن الصوري في كتابه الطبّاخ ”العدة الحرفية“12 وعدد أسنان الانسان الراشد البالغ ٣٢ سنًا وهذا رمز الاكتفاء والرشد والكمال.
٤) مكان مقدّس واحد هو جبل جريزيم المسمّى عادة بالعربية بـ ”جبل الطور“ أو ”الطور“ الواقع في مدينة نابلس في الضفة الغربية لنهر الأردن. وهو أشمخ العالم بالنسبة للسامريين، يبلغ ارتفاعه ٨٨١ مترًا عن سطح البحر وأسماؤه ثلاثة عشر في التوراة. ويكتب اسم الجبل بكلمة واحدة في العبرية السامرية وفي الرسم العربي أيضًا ”הרגריזים، أي هرچريزيم“، وفي بعض المخطوطات السامرية الموجودة في المكتبة الوطنية الروسية في سانت بطرسبورغ (مكتبة سالتيكوڤ تشدرينا في لينينغراد سابقًا) وجدنا انّ اسم الجبل المذكور قد كتب هكذا: كاريزيم أو ار كريزم13 أو حتى هرجريزّيم14 بتشديد الزاي بالحروف العربية. ومما يجدر ذكره أنّ المصادر العربية الإسلامية في القرون الوسطى، منذ القرن الثاني عشر وإلى القرن الرابع عشر، مثل مؤلفات الهروي وياقوت وصاحب المراصد والقزويني استعملت اللفظة ”كريزيم“.15 كما أنّ كتابة الكلمتين ككلمة واحدة بالحرف السامري والحرف العربي في نهاية الكلمة أمر مألوف مثل ”הרגריזيم“ وغالبًا ما يحدث ذلك في نهاية السطر حيث الحيّز جدّ صغير ولا يتّسع للحرفين السامريين الأخيرين. وغالبًا ما تكتب الياء العربية بدون النقطتين.
وممّا يجدر ذكره أنّنا عثرنا على ثلاث حالات حتى الآن لكتابة ”هرچريزيم“ ككلمتين وبالحرف السامري. هذه الكتابة اللافتة للنظر موجودة في ثلاثة مخطوطات، أوّلها Sam XIV 42 في المكتبة الروسية آنفة الذكر. يعود تاريخ نسخ الورقتين الباقيتين من هذا المخطوط إلى عام ١٠٧٨ هجرية أي عام ١٦٦٧م16 والناسخ غير معروف. وثانيها المخطوط Sam 9A في مكتبة جون رايلندس في مانشستر، والناسخ إبراهيم بن مرجان بن إبراهيم بن اسماعيل السامري الدنفي وتاريخ النسخ هو ما بين ١٦٩٢-١٧١١17. وثالثها Sam III 24, p. 15b والمخطوط شرح للتوراة مبتور البداية والنهاية منسوب للكاهن الأكبر يعقوب بن إسماعيل في دمشق. لا ذكر لناسخ ولا لتاريخ النسخ، وعدد الأوراق ٧٥ بمقياس ٢١ x ١٥،٥سم والمساحة المكتوبة حوالي ١٥ x ١١سم.
وفي الأدب السامري العربي أسماء وألقاب وصفات عديدة لأقدس مكان في العالم بالنسبة لأبناء / جماعة / طائفة السامرة أو الملة الإسرائيلية / الموسوية / السامرة أو قهل يشرال أو المحافظين أو أهل التوحيد18، ألا وهو ”جبل جريزيم، جبل الفرايض وجبل القِبلة بنابلس المقدسة“ 19 أو ”بلد نابلس هو القدس“ 20؛ وهناك من أطلق عليه اسم ”القدس“ قائلا ”هرچريزيم هو القدس“.21 للتدليل على ذلك نأتي بالفقرة التالية المقتطعة من أحد مخطوطات المجموعة الثالثة، شروح التوراة، في مكتبة سانت بطرسبورغ والناسخ وتاريخ النسخ غير معروفين.22 ”שער השמים = הרגריזים المحل الشريف ذو العظمة والتشريف اشمخ الجبال واخصها بالجلال جبل المنقطعين والسايلين والمصلين والمتمسكين23 بالدين المتين والمتنزرين والمتورعين وعليه تقبل هدايا المهتدين واليه تدفع ندورات المتبرعين باب قبلة المبتهلين والشاكرين والمسبحين والمادحين والموحدين والساجدين وعليه تدبح القرابين بايدي المتقربين وهو اشرف الارضين اد اطتهُ24 اقدام الازكيا والاوليا الاولين ونصب فيه منسك الرحمه وحل به الشان المبين نسال الله تعالى بقلوب منكسرين العوده له بالعمار كما قال واختار פעלת יהוה מקדש יהוה כוננו ידך“ (سفرالخروج ١٥: ١٧).
٥) الايمان بمجيء ”تاهب“ بن يوسف وهو بمثابة المهدي، المسيح المنتظر. وهو نبي مثل موسى سوف يجيء في عاقبة الزمان، يوم العقاب والثواب. يقال إنّ السامريين في القرن السابع عشر كانوا يقفلون كل نوافذ البيت باستثناء واحدة إثر وفاة أيّ شخص في العائلة، وذلك ليتسنّى للروح الصعود إلى السماء. وقد جاء في بعض المراجع السامرية المخطوطة ”وقيل ما يدخل الجنه دو دقن بل الجميع مرد...“25. هذا الركن الخامس لا ذكر له في رسالة مفرج الكبير لإخوته الوهميين المؤرّخة عام ١٦٨٧ حيث كتب ”اننا نعرفكم عن اعتقادنا ومدهبنا معلومكم ان اعتقادنا وقيام مدهبنا اربعه الايمان بالله اله اسراييل وموسى ابن عمران والتوراه وهرجريزيم“.26
زبدة بعض هذه المعلومات الأولية والأساسية تُنشر منذ مدة ليست بالوجيزة بالعبرية والعربية والإنجليزية في المجلة النصف شهرية ا. ب.- أخبار السامرة التي تصدر في حولون بالقرب من تل أبيب منذ أواخر العام ١٩٦٩. وباختصار شديد ينطُق السامري بالجملة التالية معبّرًا عن دعائم إيمانه واعتقاده الخمس: האמנתי בך ה’ ובמשה בן עמרם עבדך, בתורה הקדושה, ובהרגריזים בית אל וביום נקם ושלם, أي: ”آمنت بك يا الله وبموسى بن عمران عبدك وبالتوراة المقدسة وبجبل چريزيم بيت الله وبيوم العذاب والثواب“.
يبدو أن ذلك الأستاذ، كاتب المقال المذكور في الموسوعة، قدِ اعتمد في موضوع كيفية لفظ اسم الجلالة لدى بني إسرائيل السامريين على ما ورد في بعض المصادر الدينية اليهودية الربانية القديمة مثل التلمود. هناك مثلا في مقالة السنهدرين ١٠: ١يجد المطّلع أنّ اليهود قد ادّعوا بأن السامريين يلفظون اسم الجلالة ”يهوه“ كما هو في حالات القسم. ويقول مصدر آخر من القرن الخامس للميلاد ان السامريين كانوا يلفظون اسم الجلالة المكوّن من أربعة أحرف ”يهوه“ Iaßε, Iabe, Iave27. ويبدو ان لفظ ”شيما“ بدلا من ”يهوه“ لا سيّما في الصلوات قد ظهر في مرحلة قديمة من التاريخ السامري، أمّا بخصوص قراءة ”أدوناي“ أي سيّدي بدلا من ”يهوه“ في الأصل العبري فلا تتوفّر أيّة معلومات. وعلى كل حال، يبدو أنّ اليهود قد توقّفوا عن النطق بالاسم المقدس יהוה كما هو بعد القرن الرابع قبل الميلاد. وهذا الموضوع لدى اليهود وتلفظ الكاهن الأكبر في الأزمنة الغابرة بالاسم الأعظم مرّة واحدة في السنة، في يوم الغفران، الخ. خارج عن نطاق بحثنا الحالي. وتجدر الإشارة إلى أن هناك أسماء مجرّدة لاسم الجلالة في الأدب السامري. ففي سفينة أو ميمر مرقة من القرن الرابع للميلاد وفي ترانيم الدفتر، أي المقتطفات الليتورجية السامرية، يمكن العثور على الأسماء التالية: الهوت (الأُلوهية)، قشطه (الحقيقة)، طوبه (الجودة). وينبغي التنويه بحقيقة هامة في تاريخ السامريين الطويل والمليء بالمقاسي والويلات، وهي وجود فرق شتّى على مرّ الأزمنة والعصور مثل الدستان، على سبيل المثال، فمن المؤكّد أنّ بعض هذه الفِرق كانت تختلف عن غيرها، كما نعلم، في شؤون دينية معيّنة. وممّا يجدر ذكره في هذا الصدد أن المؤرّخ السامري المعروف، أبا الفتح ابن أبي الحسن السامري الدنفي، قد تتطرّق إلى فرقة الدستان هذه ومسألة التلفّظ باسم الله ”يهوه“ في مؤلّفه المعروف باسم ”تاريخ أبي الفتح“. وكان أبو الفتح قد أعدّ تأليف كتابه هذا تلبية لطلب تقدّم به الإمام الكبير فنحاس بن يوسف بنابلس الذي توفي عام ١٣٦٣. وقد انتهى من تأليف كتاب ”تاريخ السامريين“ هذا عام ١٣٥٥ وتُرجم في العصر الحديث إلى اللغة العبرية السامرية مرّتين، واحدة أعدّها إبراهيم بن مفرج صدقة الصباحي المتوفى عام ١٩٢٨ والأخرى بقلم أبو الحسن بن يعقوب الكاهن اللاوي المتوفى عام ١٩٥٩، كما أنّ هناك ترجمة إلى اللغة الإنجليزية صدرت في أستراليا بقلم الأب پول ستنهاوس (Paul Stenhouse).
إن الاهتمام بموضوع كيفية لفظ الاسم ”يهوه“ لدى السامريين في العصر الحديث يعود إلى أواسط القرن التاسع عشر. ففي عام ١٨٦٢ بحث م. چرينباوم في هذه المسألة.28 اعتمد الباحثون آنذاك في هذا الشأن، كما كان الوضع بالنسبة لمواضيعَ سامرية أخرى، على مصدرين أساسيين. أوّلهما المراسلة التي كانت تتمّ بين أولائك الباحثين الأوروبيين وبعض السامريين، لا سيّما الكهنة في نابلس ودمشق والقاهرة وغزّة. إنّ اهتمام الباحثين الغربيين بالكتاب المقدّس لدى السامريين في الشرق جعلهم يتّصلون بأبناء الطائفة مباشرة أو عن طريق وسطاء أو بالمراسلة بغية الحصول على معلومات وعلى مخطوطات.
استهلّ هذه المراسلة مع سامريي القاهرة ونابلس التي استمرت حوالي قرنين ونصف من الزمان يوسف سكاليچر (Joseph Scaliger, 1540-1609) في أواخر القرن السادس عشر. وكان قد تسلّم رسالتين عام ١٥٨٩ الواحدة من نابلس والأخرى من القاهرة، وذلك ردًّا على أسئلته. وهكذا بدأت بعض المخطوطات السامرية بالانتقال تدريجيًا إلى الغرب منذ عام ١٥٣٦. في ذلك العام تمكن وليم پوستل (Guillaume Postel, 1510-1581) من اقتناء مخطوط لغوي سامري بالعربية. وبعد سنتين نشر پوستل الأبجدية السامرية في Tractatus de duodecim linguarum characteribus. وفي زيارته الثانية للشرق الأوسط في ١٥٤٩-١٥٥٠ تمكّن من شراء نسخة من التوراة السامرية بالعربية من دمشق. أما سكاليچر فقد اشترى في القاهرة عام ١٥٨٤ مخطوطاتٍ لسفر يهوشع السامري بالعربية وتقويمين نُشر أحدهما عام ١٥٩٨. كما وعثر في غزّة على مخطوطات سامرية كانت مصدرًا لدراسته العلمية الأولى في موضوعها عن السامريين وتاريخهم وتقاليدهم. الجدير بالتنويه ان أجوبة السامريين على رسائل سكاليچر لم تصله، إلا انّها نشرت في فرنسا عام ١٧٨٣ بقلم المستشرق الفرنسي المعروف دي ساسي Antoine Isaac Sylvestre, de Sacy, 1758-1838) 29). يمكن القول إنّه في غضون قرنين من الزمان، من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر، وصل إلى أوروبا ٤٠ مخطوطًا سامريًا فقط. إن فكرة وجود سامريين فيأوروبا قد تبلورت وترسّخت في القرن السابع عشر وكان للمستشرق وللمطران هنتنچتون (Robert Huntington, 1637-1701) اليد الطولى في ذلك. عاش هنتنچتون أكثر من عشر سنوات في حلب وأقام علاقاتٍ مع السامرة وسُلّم له مخطوط للتوراة السامرية ورسالة للطائفة السامرية المزعومة في انجلترا. كما واستطاع هنتنچتون أن يخدع السامريين بوجود جالية سامرية في انجلترا بعد أن أظهر لهم معرفته بالخط السامري وذكره لجبل جريزيم. ومن ضمن الذين تسلّموا رسائل من السامريين فيما بعد يمكن التنويه بكاوتش وكاولي ومونتچومري.
تلك المراسلات كانت في بداية الأمر المصدر الأساسي الذي استمدّ منه الباحثون الغربيون المعلوماتِ لإجراء أبحاثهم. ويعتبر هذا المصدر، بطبيعة الحال، هامًّا لمعرفة أحوال السامريين في تلك الايام. وللتدليل على ذلك نلخّص ما ورد في رسالة العالم السامري مفرّج بن يعقوب بن إبراهيم بن يوسف المفرجي (المعروف بمفرج الكبير) المؤرخة عام ١٦٧٢ والمحتوية على ثماني صفحات والمحفوظة في مكتبة مارشال في دبلن No Z 3.1.19 6 . هذه واحدة من ضمن عشرات الرسائل التي أرسلها مفرّج إلى أوروبا.
يُدعى السامريون باسم ”شاميريم“ أي ”المحافظون على قدسية السبت“. لا يخرج السامري من بيته يوم السبت إلا لغرض الصلاة. لا عمل بتاتا يوم السبت فهو مكرّس للصلوات ولتسبيح الربّ وللقراءة في التوراة. لا جِماع في ليلة هذا اليوم، بعكس الوضع عند اليهود ولا ركوب على البهائم أثناءه بعكس ما يفعله اليهود. في عهد الكاهن الأكبر فنحاس بن العازر في القرن السادس عشر عُثر على بقرة حمراء وحُرقت وخُزن رمادُها في قرية السارين في نابلس (שומרים על הזיית דמי נידה מפני טמאת המת). واستخدم هذا الرماد حتى نهاية القرن السابع عشر. الامرأة التي تُنجب ذكرًا تكون غير طاهرة مدّة واحد وأربعين يوما أما إذا كان المولود أنثى ففترة العزلة ثمانون يوما. يحافظ السامريون على توراة أبيشع القديمة في نابلس ويقومون بزيارة قبور الصدّيقين. يكره اليهودُ في الديار المقدسة السامريين. يؤمن السامريون بمجيء المسيح ”التاهب“ يوم الدينونة وهو من آل يوسف في حين أن اليهود يعتقدون أنه من آل داؤود. ويسمي مفرّج كاتب الرسالة العبرية أبناء طائفته باسم ”طائفة بني إسرائيل السامريين“ وقبلتهم جبل چريزيم. وفي رسالة أخرى لنفس الكاتب مفرج من العام ١٦٨٤ يتتطرّق إلى النبي في آخر الزمان قائلا ”ويكون اول اسم هدا النبى الدى يقوم ويموت ويدفن عند יוסף בן פרת ويكون ظهور המשכן على يده وينصب على הרגריזים.
وفي العقود الأولى من القرن التاسع عشر ورد في أسئلة الغربيين الموجهة للسمرة موضوع لفظ ”الاسم الأعظم“30 “يهوه“. فقد جاء في كتاب دي ساسي ”ان الله فى الشريعه يسمّى تارة יהוה وتارة אלהים ويعبّر عنه مرة بلفظة אדוני واخرى بلفظة שדי فاعلمونا كيف تلفظون انتم هذه الكلمات بما تكتبونها باحرف عربية مع حركاتها وسكونها فنحن نظنّ انكم انتم تلفظونها هكذا يَهُوَه أَلُوهِيم أَدُونايْ شَادَّايْ غير اننا لسنا محققين كيفية تلفظّكم بها“.31
أما المصدر الثاني الذي كان في متناول يد الباحثين في مسألة لفظ ”يهوه“ فكان الأدب الليتورجي السامري ابتداءًا من القرن الرابع عشر فصاعدًا. وفي هذه الحقبة التاريخية دوّنت الليتورجيا السامرية بالعبرية السامرية المشربة بالآرامية والعربية وتدعى في البحث العلمي العالمي اليوم باسم Neo-Samaritan Hebrew بدلا من المصطلح שומרונית غير الموفّق الذي استعمله الأستاذ زئيڤ بن حاييم في أواخر العشرينات من القرن الفائت وآخرون من بعده دون تمحيص.
ولا بدّ في هذا الصدد من الإشارة إلى مقالة كان شيخ الدراسات السامرية في العصر الحديث قد خطّها قبل حوالي نصف قرن من الزمان. ففي عام ١٩٥٤ تتطرق الأستاذ زئيڤ بن حاييم (وولفسون چولدمان سابقا، ١٩٠٧-٢٠١٣) في مقالة بالعبرية إلى موضوع لفظ السامريين لاسم الجلالة ”يهوه“.32 وفي هذا المقال أثبت الباحث أنّ السامريين لم يلفظوا ”يهوه“ كما هو مدوّن بل نطقوه ”شيما” Šēma كما يتجلّى من قول الكاتب اليهودي المعروف أبراهام بن مئير بن عزرا (١٠٩٢-١١٦٧). كما وأضاف بن حاييم، فيما بعد، عام ١٩٦٧ وفي كتابه المعروف عن العبرية والآرامية لدى السامريين، أن هناك دليلا يهوديًا واضحًا من القرن العاشر للميلاد يقول ”شيما شيما بالسامرية“.33 وفي نفس الصفحتين المذكورتين نرى بوضوح تامّ وبشكل مقنع مفحم دون أدنى شكّ بأنّ السامريين في عهد أعظم علمائهم على الإطلاق، مرقة بن عمران الزمان (داره)، في القرن الرابع للميلاد قد نظم في شعره مستعملا اللفظة ”يهوه“ لتستهلّ الحرف الأبجدي ما قبل الأخير أي حرف ”الشان“ أي قراءة ”يهوه“ ”شيما“. هذا طبعا في حالة عدم وقوع تزييف واليك القطعة المقصودة بالحرف العبري.
יהוה רבה דאנדה עלמה
אשמע קלה ברבו
ומשה דאזדעק אלהים
קעם ברבו רבה
ושת מואן דאלפים בשפולי טורה
וארתת כל עמה מן שמעין קלה
תמן אמרו לנביה
קרב אתה ושמע
לעלם נימר
ويتلو السامريون اليوم ذلك كما سمع بن حاييم قبل نصف قرن من الزمان ونيّف ودوّن فونيطيقيا على المنوال التالي.34
Šēma råbbå dandå ˓åLåmå
ašma qåle abrēbu
wmuši diz' dēq ēluwwƏm
qåm abr ēbu råbbå
wšåt måb' ån dåLåfƏm
afšibbūli ṭūrå
wartƏt kal ˓åmmå man šåmīn qåle
tåmmån åmåru alnibyå
qēråb åttå wšēma
lå:Låm nīmår
والترجمة العربية:
الله (الاسم) العظيم الذي خلق العالم
أسمعَ صوته بعظمة
وموسى المدعو الله
وقف بعظمة فائقة
وستمائة ألف
في أسفل الجبل
وارتجف كل الشعب عند سماعه صوته
عندها قالوا للنبي: اقترب أنت واسمع
إلى الأبد نقول
وكان كاتب هذه السطور قد تتطرّق إلى موضوع لفظ اسم الجلالة “يهوه“ في أطروحته لنيل درجة الدكتوراة التي قدّمها للمجلس الأعلى للجامعة العبرية قبل أكثر من أربعة عقود.35 وما زال النص من كتاب الطباخ تأليف أبي الحسن اسحق بن فرج بن ماروث الصوري (אב חסדה הצורי)36، أواخر القرن الحادي عشر وأوائل القرن الثاني عشر أقدم نص بالعربية بل وأوفى دليل في الموضوع قيد البحث. وهذه القطعة المقتبسة من ”الطباخ“ وردت في آخر فصل من الكتاب المذكور، وهو شرح الكلمات العشر أي الوصايا العشر، وهو أطول الفصول، حوالي أربعين صفحة ولم ير النور بعد. وإليك النص المذكور بناء على مخطوط المكتبة البريطانية (المتحف البريطاني سابقا) رقم OR. 12275 في لندن وهو لدى الراب موسى چاستر رقم ١١٦٠ من صفحة ٢٤٠ السطر الأخير وحتّى صفحة ٢٤٢، أمّا ما يرد بين قوسين فهو مأخوذ من مخطوط SAM 80 20 في المكتبة الجامعية والوطنية في القدس من الصفحة ٣٢٨ السطر الأخير وحتّى نهاية الصفحة ٣٣٠. غني عن القول بأنّ المادة العبرية وردت في الأصل بالرسم السامري كما أنّ الضوابط قد أضيفت هنا.
”...ابتدي التدوين باسم الهيم، اذ ذلك الاسم يفيد المعبود، لانه تسما به على الخليقه، دون غيره من الاسما، لان كل (لكل) اسم من اسما الله تعالى معنى يفهم عليه الاصطلاح والبقا بين المكلفين، فهدا الاسم يفيد المعبود ولهذا صاروا المخالفين (من هذه الجملة بقي فقط: يفهم به ويقع اليه المخالفين) الذين (الذي) يعبدون معابيد المحال يسموها بهذا الاسم، لاجل انهم يعتقدون اهل الحق في معابيدهم. وسوف ابين ذلك في مكانه. فكان استفتاح كلام الله: אנכי יהוה אלהיך، فاسم الله، יהוה، هو الاسم الدي (الذي) شرح على يد السيد موسى، عليه السلام، حسب قوله: ואמרו לי מה שמו מה אומר (אמר) אליהם? فورد (فرد) الجواب ثم قال: אהיה אשר אהיה ثم قال: יהוה אלהי אבותיכם. وعقيب ذكره יהוה قال: זה שמי לעולם وتمامه، وهو الاربعة الاحرف لم يكن النطق بها، بل يشار بها (باشارتها) الى القديم. لان الاسما قد يمكن منها (لها) اشتقاق، وقد يتلفظ (يلتفظ) بها بحسب (يجب) تركيبها في اللغة (اللغه) بغير اشتقاق (استقاق). وليس كذلك هذا الاسم، بل يشار به (باشارته) فقط دليل على انه يدل على شي (شى) لا كالاشيا، وموجود ليس كساير الموجوداه (الموجودات). وبعض العلما قال: ان هذا الاسم مركب من: יהוה והיה، فيكون יהוה من: יהיה כי היה יהוה יהיה מן יהוה). معنى ذلك انه كان ويكون. ويكون ذلك صفة القديم، وهو الموجود بلا ابتدا (انتها) والباقي بغير انتهى (زوال). وقد يجوز في لغة العبراني ان يكون اسم مركب من اسم وفعل ومن اسمين. مثل: יהודה فانه مشتق من اسم الله والشكر. وكذلك יהושע مشتق من اسم الله والخلاص (+والاغاثه). وكذلك יהוה على الصفه المذكوره وفيه اثباث (اثبات) القديم المستحق للعباده بلا انتهى (انتها) الموجودات اليه ويجب عبادته لذلك ولاختصاصه بالصفات الذاتيه الواجبه له الذي يستحيل مفارقتها لذاته. وبها يتميز عن ساير الذوات وله في الشريعه المقدسه اسما يتعبد بها مثل: אל שדי37 ואל فمن اسماه بما يدل على صفاته العقليه فما يدل على صفاته الذاتيه فهو (فهوا): יהוה, אל, אלהים ואל שדי אל שדי). فاما אל שדי فان فيه (محذوفة) تفسيرين احدهما يدل على صفة المعنى (العني) في יהוה אלהים ואל אלהيم ואל) والداتيه (والذاتيه) والاخر على صفه فعله، فاما ما يدل على الصفه الداتيه (الذاتيه) فعلى مذهب من قال انه القادر المكتفي، بمعنى انه مكتفي (محذوفة) بذاته ووحدانيته (ووحدانيه) مستغني على عن ساير الموجودات، وقيل القادر الكافي بمعنى انه مكفي (محذوف) عبيده الطايعين له، ما يحذروه من المضار ويوصل اليهم كفايتهم من الخير، بحسب استحقاقهم فالمتكلم (في الاصل في مخطوط لندن ١٢٢٥٧: المتعلم!) بهذه العشرة كلمات هو القديم تعالى الذي ليس لوجوده اول“.
وأورد هنا أيضا ترجمة عبرية خدمة لأبناء الطائفة في حولون ولا سيما الشباب الذين يجيدون العبرية الحديثة ولا يجيدون، وللأسف الشديد، قراءة اللغة العربية وفهمها بشكل مرض، لغة كم هائل من تراثهم على مرّ العصور.
”...אתחיל את הכתיבה בשם אלהים שהרי שם זה מורה על הנעבד, מפני שהוא כונּה בו לפני הבריאה, הוא ולא שם אחר מבין השמות. מפני שלכל שם משמות אלהים יתעלה, הוראה מובנת, וחלים עליה הנוהג והקיום בקרב בני המצוה. הרי שם זה מורה על הנעבד ולכן החלו המתנגדים אשר עובדים אלילי האבסורד, מכנים אותם בשם הזה, כי הם מאמינים שהם אנשי האמת באליליהם. אני אסביר זאת בהמשך במקומו. דברי ה’ פתחו ב: אנכי יהוה אלהיך וגו’ (שמות כ: 5) ושם ה’ הוא השם אשר הסביר האדון משה עליו השלום, לפי דבריו: ואמרו לי מה שמו מה אמר אליהם (שם ג: 31). התשובה באה ואמר: אהיה אשר אהיה וגו’ (שם שם 41) ואחר כך אמר: יהוה אלהי אבותיכם וגו’ (שם שם 51, 61) ומיד אחר הזכירו יהוה אמר: זה שמי לעולם וגו’ (שם) והוא ארבע האותיות שלא הגו אותן (מילולית: היגוין לא היה) אלא רומזים בהן לקדמון (הקיים מאז ומעולם–מתארי אלהים). מפני שהשמות ניתנים לגזירה ואפשר לבטאם על פי מבנם בלשון ללא גזירה. אולם, אין הדבר כך לגבי השם הזה, אלא נרמז בו בלבד. ראיה לכך ציונו דבר שלא כדברים וקיומו לא כשאר היצורים. מקצת המלומדים אמרו: השם הזה מורכב מן: יהוה והיה ויהיה יהוה מורכב מן: יהיה כי היה. פירוש הדבר שהוא היה ויהיה. זאת תהיה תכונת הקדמון והוא הקיים ללא התחלה והנשאר ללא סוף. בלשון העברית ייתכן קיומו של שם המורכב משם ופעל ומשני שמות. לדוגמא: יהודה, הרי הוא גזור משם ה’ (והמושג) תודה. כמו כן, יהושע גזור משם ה’ והגאולה. יתר על כן, יהוה, על פי התכונה הנזכרת ובו הוכחת הקדמון הראוי לעבודה אין סופית על ידי הברואים ויש לעבדו בגלל זאת ובגלל היחוד שבתכונותיו העצמיות המצויות בו ומן הנמנע שתפרדנה ממהותו (של יהוה). בתכונות אלה מתאפיין הוא משאר העצמים, ויש לו בתורה הקדושה שמות שניתן לעבדם כמו: אל שדי ואל, בפי אלה המכנים אותו במה שמצביע על תכונותיו השכליות, ומה שמצביע על תכונותיו העצמיות: יהוה אל אלהים ואל שדי (!). שני פירושים לאל שדי. האחד מורה על תכונת המובן ביהוה, אלהים ואל, מבחינת המהות. האחר אמור לגבי פועלו. הפירוש הראשון לפי אלה שאמרו שהוא בעל היכולת והמסתפק, דהיינו, מסתפק בעצמו והיותו יחיד ואינו נזקק לשאר הברואים. ונאמר, מצד שני, בעל היכולת, המספיק במובן שהוא משלם שכר לעבדיו המצייתים לו, מפני הנזקים שמהם הם נזהרים ומספק להם את צרכיהם בטוב, לפי מה שהם ראויים לו. הדובר בעשרת הדברים האלה הוא הקדמון יתעלה אשר אין לקיומו ראשית“.
وفيما يلي نورد ما جاء في ”كتاب التاريخ“ لأبي الفتح السامري بشأن فرقة الدستان وتتطرقه للنطق بالاسم ”يهوه“. المادّة المقتبسة أدناه مستقاة من نسخة مخطوطة لتاريخ أبي الفتح وهي في حوزتي وناسخها هو الكاهن أبو الحسن بن يعقوب في ١٩ جمادى اول (هكذا في الأصل) سنة ١٣٥١ عربية أي عام ١٩٣٢م. ويذكر أن الكلمات العبرية قد وردت في الأصل كالمعتاد بالحرف السامري أي الحرف العبري القديم وبالحبر الأحمر أحيانًا وحولناه هنا إلى الحرف العبري الحديث المسمى بالمربّع أو الأشوري، ص. ٦٧-٦٩.
”... وبعد ذلك مات شمعون ملك اليهود لا رحمه الله وملك بعده חזקיה ووقع في تلك المده خصومه بين بيت איתמר وبين بيت מנשה لان بيت מנשה قالوا لآل איתמר اجعلوا لنا حصه فى مرج البها وقام حساب وظن ان يرضيهم وما افلح في شى وقال جبل جريزيم لكم ولهم ولكل اسرائيل ونابلس لبيت افرايم خاصه هوا مرج البها لكل الاسباط ومدرج التوراه لكل اسرائيل وزادوا اليهود فى الكفر والضلال وانزعجت الامم من جورهم وضلالهم واجتمعوا الملوك وقتلوا منهم ما لا يُعد ولا يُحصى عدده وحاصروهم فى القدس الى ان هلكوا وملكوها واخربوها وتبدد شمل اليهود فى كل الاقطار وحل الوبا والفنا فيهم فهناك اجتمعوا السامره من كل الاماكن من البحر ومن بابل ومن وادى كوتا ومن كل مكان وعادوا الى هرجريزيم مسرورين بعودتهم فان ذلك كان عن امر الملك وعادوا الى الحجاره الاثنى عشر الى موضعهم في الجبل ليكون تذكاراً لاجيالهم كون مكتوب عليهم خطوب المدرج واخرجوا الكتب من الارض وقرأوا التوراه فى جميع الاماكن وشهروا ديانتهم على روس الجبال بالعز والاقبال وفى ذلك الوقت انفصل من السامره جماعه وعملوهم38 مذهباً بمفردهم وسميو الدستان لاجل ابطالهم اعياد الحق وجميع ما يوجد فيه שרץ ميت يطمونه واذا حاضت الامراه لا يحسبوا لها الا غد ذلك النهار شبه الاعياد من الغروب الى الغروب وحرموا اكل البيض39 الا الذى يوجد عند ذبح الطاير وكذلك طموا جنس الحيات بعد موتها وطموا اصل المقابر وقالوا كلمن وقع ظله على المقابر יטמא سبعة ايام وحرموا قول: ברוך אלהינו לעולם וברוך שמו לעולם وحرموا النطق فى اسم יהוה كما نقلوها الطايفه وكانوا يقولوها אלהים لا مثل ما نقولها40 نحن ولا مثل ما يقولها اليهود وادعو ان السفر الذى معهم لاولاد الرسول فيه ان الله يخدم فى ارض زويله الى ان يخدم فى هرجريزيم وبطلوا حساب חשבן קשטה (حساب حق) وكانوا يعملوا الشهور بالعدد تلاتين تلاتين لا غير وابطلوا الاعياد والضحيه41 وبطلوا يصوموا יום הכפור وابطلوا رفع הקדשים من دبايحهم الى בני לוי وكانوا يعدوا الخماسين من غد الفسح مثل اليهود واباحوا لكهنتهم42 ان يدخلوا الى بيت الناظر ينظروا ما فيه ولا يتكلموا واذا خرجوا الى خارج يكونوا طاهرين والبيت ناطر قياساً على البيت الوضح واذا كان بيت طاهر متصل ببيت טמא وارادوا ان يعرفوا ان كان طاهراً ام طمياً يقعدوا انساناً مقابله ينظروا اليه فان حط عليه طاير طاهراً من الطيور طهروه وان حط عليه طمياً طموه وكانوا يوم السبت لا يستحلون لا ياكلون ولا يشربون فى آنيه نحاس ولا قزاز43 ولا ما يدخل عليه الطمى ويطهر الا في آنيه فخار اذا טמא لا يمكن طهره وما كانوا يطعمون بهيمه ولا يسقوها فى يوم السبت ولا يهيوا لها قدامها ما تحتاج اليه من يوم الجمعه وكانوا يخالفوا السامره فى اشيا كثيره من سوءِ اعتقادات واحكام ولذلك افتردوا منهم وجعلوا لهم44 كنايس بذاتهم وكهنه بذاتهم وكان ابن الربيس الكبير امامهم وسبب ذلك ان الجماعه شهدوا عليه شهاده محققه انهم وجدوه مع خاطيه فاحرموه وابعدوه وكان اسمه זרעו فلما آيس من السامره مال الى الدستان فقبلوه وجعلوه امامهم فعمل كتاباً بايحاً45 فيه كل الايمه وابدع فيه بان لم يكن فى زمانه اعلم منه ولذلك اسمه זרעו’’46.
واليك ترجمة عبرية لهذه القطعة من تاريخ أبي الفتح السامري:
”...אחרי כן נפטר שמעון מלך היהודים שלא ירחם עליו השם ומלך אחריו חזקיה. באותה תקופה נתגלע ריב בין בית איתמר לבין בית מנשה משום שאנשי בית מנשה אמרו לאנשי איתמר תנו לנו נחלה בעמק המוראה וקם חשבון וחשב לרצותם אך לא הצליח לעשות מאומה. הוא אמר שהר גריזים לכם ולהם ולכל ישראל אולם שכם הינה לבית אפרים במיוחד. באשר לעמק המוראה הרי הוא לכל השבטים וכן מגילת התורה לכלל ישראל. היהודים הוסיפו בכפירה ובסטיה מדרך הישר והודרכה מנוחתם של העמים בשל עושקם ותעייתם. אי לכך נאספו המלכים וטבחו בהם מספר לא יספר מרוב. כן שמו מצור עליהם בירושלים עד שאבדו והשתלטו עליה והרסוה והיהודים התפזרו בכל המדינות ופגעו בהם הדֶבר והאבדון. שם נאספו השומרונים מכל המקומות, מן המערב, מבבל ומנחל כותה וחזרו בשמחה אל הר גריזים והשיבה נתאפשרה בצו המלך. הם שבו אל שתים עשרה האבנים, אל מקומם בהר לשם זכרון לדורותיהם היות וכתובים עליהן דברי התורה. הם הוציאו את הספרים מן האדמה וקראו את התורה בכל המקומות וגילו קבל עם ועדה، מילולית, על ראשי ההרים, את דתם בכבוד ובהארת פנים. באותהּ עת נפרדה מן השומרונים קבוצת אנשים ועשו לעצמם דרך אמונה משלהם, ונתכנו בשם אל-דוסתאן משום שביטלו את חגי האמת וכל דבר שיש בו שרץ מת מטמאים אותו. וכאשר האשה דוה אין מונים לה אלא ממחרת אותו יום בדומה לחגים מן השקיעה ועד לשקיעה. כמו כן, הם אסרו אכילת ביצים פרט למה שמוצאים בעת שחיטת העוף. כן הם טימאו מין הנחשים אחרי מותם וטימאו את בתי הקברות ואמרו שכל מי שצלו נפל על בתי הקברות יטמא שבעה ימים. כמו כן, הם אסרו את האמירה ’’ברוך אלהינו לעולם וברוך שמו לעולם“. הם אסרו את הגיית השם ’’יהוה“ כפי שנמסרה על ידי העדה וביטאו אותו (מילולית: והיו אומרים אותה) ’’אלהים“ לא כפי שאנו הוגים, מילולית: אומרים, אותו ולא כפי שהוגים היהודים. הם טענו כי הספר שברשותם, הוא לבני,לילדי השליח ולפיו עובדים את אלהים בארץ זוילה עד שיעבדו אותו בהר גריזים. הם ביטלו את חשבון קשטה ונהגו לחלק את החודשים לשלושים יום כל אחד בלא יוצא מן הכלל. הם ביטלו את החגים ואת הקרבן והפסיקו לצום ביום כיפור והפסיקו להפריש את הקדשים מזבחיהם לבני לוי, ונהגו למנות את חג השבועות החל ממחרת הפסח כמו היהודים, והרשו לכוהניהם להיכנס לבית הרואה לראות מה שיש בו ללא פציית פה ואם ייצאו החוצה יהיו טהורים. והבית נוטר? בהיקש לבית שיש בו בהרת. אם יימצא בית טהור המחובר לבית טמא ורצו להיווכח האם הוא טהור או טמא הרי, הם הכוהנים, מושיבים אדם מולו ויסתכלו לעברו. אם נחת עליו עוף טהור טיהרו אותו ואם העוף היה טמא טימאו אותו. בימי שבת הם נהגו לא לאכול ולא לשתות בכלי נחושת וזכוכית ולא מה שעשוי להיטמא ולהיטהר פרט לכלי חרס שהרי אם ייטמא אי אפשר לטהרו. כן הם לא נהגו להאכיל ולהשקות בהמה ביום שבת ולא דאגו להניח לפניה מה שהיא צריכה כבר ביום שישי. הם חלקו על השומרונים בדברים רבים בשל רוע באמונות ודינים ולכן נפרדו מהם. הם בנו לעצמם בתי כנסת וקבעו כוהנים לעצמם ובנו של הכוהן הגדול היה כוהנם. הסיבה לכך נעוצה בכך שהאנשים העידו עליו עדות מאוששת שמצאוהו עם זונה (מילולית: חוטאת) ואז נידו אותו ונטשוהו ושמו היה זרעו. כאשר נתיאש מן השומרונים נטה אל הדוסתאנים ונתקבל בקרבם ומינו אותו לכוהן. הוא כתב (מילולית, עשה ספר) שבו הפריך את דעותיהם, של כל הכוהנים וחידש בו עד כדי כך שלא היה בזמנו מי שהשיגו בדעת ועל כן נתכנה בשם זרעו.
وبغية إكمال الصورة بقدر ما تسمح به المعطيات بخصوص اشتقاق اسم الجلالة ”يهوه“ والتلفظ به ”شيما“، وهو المعروف في الأدب السامري العربي بـ ”الاسم الأعظم“ / الشريف“، لا مندوحة من جمع كل المادة المتوفّرة لدينا حتى الآن. وأقصد بذلك ما في مخطوطات فيركوڤتش في المكتبة الروسية الوطنية في سانت بطرسبورغ على وجه الخصوص وهي تبدأ بالحروف Sam يعقبها رقم لاتيني. وخلاصة ما في هذه المصادر:
ا) ورد في شرح الشيخ إبراهيم بن يوسف القباصي (ت. ١٥٨٤) כי בשם (كِي أفْشَمْ) الموجود في المخطوط Sam III 23, p. 28a-28b الذي قام بنسخه مسلم بن مرجان بن مسلم بن مرجان بن إبراهيم السامري الدنفي عام ١٧٤٥ (وفيه ٩٦ ورقة بمقياس ٢٢ x١٦،١ سم والمساحة المكتوبة حوالي ١٥ x ١١ سم) ما يلي بشأن יהוה :
”...التطويل والمد في الشين اجلالا له وتعظيماً واليهود يقولو אדונאי47 فلم يفهم منه الا السياده لا غير ونطقه على التحقيق بلغه العربيه يهوه فتقديره يا هوه فتدغم الالف وتقال يهوّه بغير فتحه فهذا هو نطقه الصحيح بلغة العربية وقد اجاد بعظهم (بعضهم، في الهامش) وقال في ذلك:
افردني عنهمو هواهُ وليس مقصدٌ سواهُ
اهيم وحدي بصدق وجدي وكل قصدي عسى اراهُ
تحيّر الناس فيه طرَداً وجملة الخلق فيه تاهُ
ولا اسميهِ غير اني ان غلب الوجد قلت اياهُ يهوه
فلا يجوز يقول شخص لشخص يا هوه كما ذلك مستعمل كثير بين الناس ولا يقول له ايضا به فجميع ذلك يشار به الى الاسم الاعظم فحيّث (هكذا في الأصل) ذلك يشار به الي الاسم الاعظم فلا يجوز ان يشار به الى غيره لكن العارفين بالله اذا قالوا مثل ذلك يعرفوا كيف يتصرفوا ويعرفوا لمن يشيروا وان عكست هدا الاسم الشريف فيكون عكسه هو هي فهو اشاره الي الحق تعالي وهي اشاره الى ذاته الشريفه وان طردته وعكسته / فكان يهوه هي هو فالجميع عايد اليه تعالي وما ثم سواه لقوله تعالي אין עוד מלבדו (السفر الخامس، سفر تثنية الاشتراع ٤: ٣٥) فالاشارات تغني عن العبارات فنتكلم ها هنا علي قاعدة علم الحرف بحسب ما يليق بهذا المختصر ونقول ان علم الحرف مبني على حروف א ב ג ד وتمامه ويضاف اليهم الحروف الزوايد ذوات المخرجين ومجمعهم كلمه בפדות على قاعده العبرانية والقاعدة العربيه ايضا مبنيه على حروف ابجد وتمامه ويضاف...48“
ب) في مخطوط آخر لنفس المؤلف وفي نفس الموضوع Sam III 16, p. 24a تفسير تأويلي (مدراشي) للاسم الاعظم יהוה كالتالي:
י = ١٠، عشرة الأقوال الخاصة بالخلق (الكلمات/الوصايا العشر)
ה = إشارة إلى اسم אלהים الذي اختص بخلق الخليقة
ו = ستة أيام الخليقة
ה = إشارة إلى خمسة أسفار49 الشرع الشريف الواردة مع שני הלוחות المخلوقة من اليوم الثالث.50
كما قيل في بعض التفاسير السامرية العربية إن الاسم الاعظم יהוה جمترته أي مقدار القيمة العددية لحروفه الأربعة (حساب الجمّل) هو ٢٦ وهو عدد الصدّيقين.51
جـ) وفي مخطوط آخر Sam III 28, p. 7a لنفس المؤلف وبنفس الموضوع، شرح فاتحة الكتاب، يتطرّق القبّاصي بجملة واحدة إلى اسمي الجلالة ”يهوه“ و”إلوهيم“ كما سنرى في الحال. عدد أوراق المخطوط المتآكل في الجزء العلوي ثماني ورقات بمقياس ١٩،٢x١٦،٢ سم والمساحة المكتوبة ١٦ x ٨،٧ سم. والناسخ هو إسماعيل بن إبراهيم بن يعقوب بن إبراهيم المفرجي وسنة التدوين ١٦٨٤ وكان ذلك عن نسخة للشيخ يوسف الرميحي يعود تاريخ كتابتها إلى ٢٢ محرم الحرام افتتاح سنة ٩٧٠ هجرية أي عام ١٥٦٢م.
”...ولا تظن ببالك ان יהוה غير אלהים ואלהים غير יהוה فهو فهو فيكون اشار بقوله הוא الي ذلك وغيره والله اعلم فالجمع والتفرق حقيقة والجمع بلا تفرقه زندقه“.
د) فيما تبقى من المخطوط Sam III 29, p. 18a في ذات المكتبة آنفة الذكر فقرة حول دوسيس وبعض ما جاء به من مبادىء وتغيير لفظ الاسم الاعظم. هناك عشرون ورقة حسب ما رأيت وفحصت في أواخر العام ١٩٩٣ في حين أن فيركوڤتش ذكر، كعادته على الغلاف الورقي، أن عدد الأوراق أربعون. مقياس الورقة ١٨ x ١٣،٢سم والمساحة المكتوبة ١٣ x ٩ سم وتبدأ المخطوطة التي هي عبارة عن شرح لبعض الأماكن في التوراة وكذلك عن التاريخ السامري لا سيما عن تسلسل الكهنة بالكلمات ”كما نقارنها لكواكب السبعه وكان يصح بها...ולא עתה אשורנו“. ناسخ المخطوط هو المملوك الاصغر الراجي عفو ربه عبد اللطيف بن يعقوب بن صدقة بن الحكيم صفي (؟) الاسرائيلي وذلك على اسم الشيخ ؟ (ثقب) بن ابراهيم العفيف صدقة وذلك عام ٩٢٨ هجرية أي ١٥٢١م وكان ذلك العام قاسيا على قهل يشرال ”من النكد الزايد وغرامة المال والتشتت“.
”وقال (أي دوسيس52) ان الدي يصلي الى هرجريزيم مثل الذي يصلي {الى} قبر وجعل الطماوات قسمين. وكان يبيح في الامم مس الامراه في طماها واباح ايضا مس الميت...وقال ان المولود يلزمه ما يلزم والدته من الطما وقال ليس قدس في زمان ضلال ومنع من المواصله والصبوغ في يوم السبت ودعا اسم نفسه المفيش وجعل الصلاه مثل القراه من قعود وقال ان الكنايس مثل بيت الاوثان ومن دفع شياً للكنيسه كان مثل من يدفعه لبيت الاوثان...وغير قراءه الاسم الاعظم وابطل طلوع الجبل الشريف...وجعل النسا يقروا مع الرجال في الجميع ومات لا رحمه الله في يوم السبت ولم يطلع الى هرجريزيم في حياته“.
في الواقع، لا علم لنا البتّة بهذا الاسم الغريب ”المفيش“ من أي مصدر آخر. هناك شخص يُدعى ابن فراشه عاش في القرن التاسع ميلادي أيام الخليفة المأمون بن هارون الرشيد (٧٨٦-٨٣٣م) وقد نعته السامريون كما ورد في بعض المخطوطات السامرية في سانت بطرسبورغ بـ” انسان سو يبغض السامره ويريد منهم يخرجوا من دينهم الى دينه وعاقبهم وملا الجيوش منهم رجال ونسا واطفال وضيق عليهم بالجوع والعطش ومات ناس كثير في الجيوش...“53.
هـ) Sam III 37, p. 5a، في هذا المخطوط ذي الأربع والثلاثين ورقة، ٢١ x ١٥،٤سم والمساحة المكتوبة ١٥ x ٩،٢سم، من شرح القباصي لبعض التوراة جاء ” יהוה وهو الاسم الاعظم الذاتي جامع الاسما الدال على القدم...“ وان أصل אלהים אל. ويضيف أن الاسم אלהים مركّب من خمسة أحرف وذلك كعدد أسفار التوراة وبخصوص الميم في نهاية الاسم يقول ”وجا حرف ם زايدا في اخره اما لمعنى العلميه او لمعنى التفخيم والاول ارجح... وقد يطلق اسم אלהים علي الافراد وعلى الجمع“.
و) في المخطوط Sam IV 6, pp. 29, 37 إشارات إلى ”الاسم الأعظم“ من حيث الكتابة والنطق والتعريف كما سنرى. في المخطوط ٤٤ ورقة بمقياس ٦٢ x ١٨سم والمساحة المكتوبة ١٩ x ١٣ سم ولا ذكر للمؤلف أو الناسخ أو التاريخ.54
في الواقع هناك خليط من الموضوعات في هذا المخطوط كما هي الحالة في الكثير الكثير من المخطوطات السامرية المبتورة في مكتبة سانت بطرسبورغ. أوراق مختلفة وفي بعض الأحيان ليست في مكانها الصحيح نسخت بأيد مختلفة تتحدّث عن مواضيعَ شتى مثل الفرائض؛ الترجمة من العبرية إلى العربية؛ التفسير؛ حكم الميراث؛ حقوق الكهنة وسبط لاوي؛ ”الاسم الأعظم“، فصل إثبات القبلة لأبي الحسن الصوري؛ شرح وعته يشرال (سفر التثنية ٤: ١) وجزء من كتاب ”شرح الطباخ“. يستهلّ المخطوط بالكلمات ”والله اعلم، الفريضه الثالثه والاربعون“ وفي الجهة الثانية للورقة الثانية وبالحبر الأحمر يظهر العنوان ”الفريضة الاربعون“ وفي الصفحة التالية ”الفريضة الثانية والاربعون“! الكولوفون في نهاية المخطوط (ص. ٤٤ب) متآكل ولم يتسن لنا استنباط أية معلومة ذات بال. والمادة المقتبسة الآتية مأخوذة في الأصل من كتاب ”شرح الطباخ“ كما سترى في البند ز) أدناه.
”اسم الله حقيقه في المنطوق مجاز في المكتوب55 والحمل على الحقيقه دون المجاز...وذلك بالمنطوق اولي من المكتوب“. ”قوله يهوه هو اسم الله الاعظم الذى لا يفصح به بمقتضى المكتوب وهو معرفه حقيقيه ولهذا امتنع دخول ها التعريف القايمه مقام الالف واللام في العربيه بخلاف ساير اسمايه تعالى التي جوز فيها الشركة مثل ال جذول جبور...“
ز) من الواضح أن القليل الذي اقتبسناه عن ”الاسم الأعظم“ من المخطوط السابق Sam IV 6 متعدّد المواضيع والمختلطة أوراقه مأخوذ من مخطوط آخر. هذا المخطوط، ساسون رقم ٧٢٦56، ورقم فليمه في معهد فليمات المخطوطات العبرية في المكتبة الوطنية اليهودية والجامعية في القدس هو ס’ 9766، يحمل اسم كتاب الشرح لكتاب أبي الحسن الصوري ”الطباخ“. والحقيقة أن هذا المخطوط ليس كله بمثابة شرح للطباّخ كما يدّعي داڤيد ساسون في كاتالوجه إذ أن الصفحات الإحدى عشرة الأولى، على سبيل المثال، لا تمتّ إلى الطباخ بصلة. وكنت قد ذكرت قبل أكثر من أربعة عقود إن موضوع كتابة ”الاسم الأعظم” יהוה والتلفّظ به جدير بالاهتمام في هذا المخطوط.57 حان الوقت الآن لنشر ما ورد في هذا الصدد في مخطوط ساسون (ص. ٣٠-٣١) كما هو دون زيادة أو نقصان اللهم إلا إضافة مكان الآية في التوراة وقد وضعت بين قوسين.
”قوله יהוה هو اسم الله الاعظم الذى لا يفصح به بمقتضى المكتوب وهوا معرفه حقيقيه ولهذا امتنع دخول ها58 التعريف القايمه مقام الالف واللام فى العربيه بخلاف ساير اسمايه تعالي التي جوز فيها الشركه مثل אל גדול גבור נורא59 (سفر تثنية الاشتراع ١٠: ١٧) فانك تقول האל הגדול وسايره ومن لا يرى الشركه فى هذه الاسما حقيقةً يجعل دخول هذا الحرف عليها تعظيما لانه بالحقيقه لا يستحقها الا سبحانه فاستحقاق هذا الاسم الاعظم من الكون والدوام والثبوت من قوله והיו נכונים ליום (سفر الخروج ١٩: ١١) واما ان يكون اشتقاقه من كان ويكون فيفيد فايده قوله אהיה אשר אהיה (سفر الخروج ٣: ١٤) وهذا الوجه لقرب قوله אלהים فيحتمل معان احدها استحقاق العبادة كما قيل عن عباد الاصنام יזבחו לשדים לא אלה אלהים60 (سفر تثنية الاشتراع ٣٢: ١٧) ومثلها القدره والسلطنه قوله אלהי האלה (؟) ومنها الولايه والرعايه والنصره והייתי לכם לאלהים (سفر الخروج ٦: ٧) فاما שאל מעמך (سفر تثنية الاشتراع ١٠: ١٢) يبعد ان يكون المراد بها ما يراد بها في العربيه وهو السوال والطلب لان المسوول اعظم ثباتاً والسايل ادون لكن هذه اللفظة استعملت في العبراني فى الله سبحانه وتعالى كما يستعمل / في غيره وكانها فى العبرانى اذا جات من الله تعالى تدل على الاوامر والنواهي علما وعملا اخدا وتركاً وهو المراد بها ها هنا فلو فسرت هذه اللفظه الاراده لما جاز ذلك الا فيما هو صالح من الاعمال فاما القبايح فلا“.
حـ) وفي المخطوط Sam III 48, pp. 22b, 46a, 48a حديث عن ”الاسم الأعظم“ وأربع جمل الفاتحة واشتقاق الالوهية ولفظة אל وما يتركب عليها من حروف خمسة. عدد الأوراق المتبقية ٤٨ (ذكر فيركوڤتش ان عددها ١١) وهي بأحجام متباينة نسخها أكثر من ناسخ وفي جلّها عبارة عن شروحات متقطعة للتوراة. في بعض الأحيان وردت المقتبسات التوراتية بالرسم العربي ومن المواضيع المذكورة يمكن التنويه بما يلي: معاني השחוקים؛ يوم الوقف الأعظم؛ الروحانيات والطلمسات؛ شروط التوبة؛ زمان الرضا بظهور السكينة، غيبة الرضوان؛ يوم المعاد؛ بعض الآيات من سفر تثنية الاشتراع بالعربية (٣٢: ١٩-٤١)؛ موسى شفيع الدارين وسيد الكونين وامام النقلين ومصباح العالمين ونبي البحر والبر... نبي متله لا يقوم ولا قام نرجو شفاعته يوم الانتقام؛ شرح سورة الفاتحة؛ الدولة الثانية؛ البعث ويوم الدين؛ العجل اللعين، جبل جريزيم؛ اشتقاق והבו من הב ومعناها التأويلي المدراشي؛ الصفات الذاتية لله. من أسماء العلماءالمذكورة في المخطوط نشير إلى أبيشع المصنف والإمام مرقة والشيخ أبي الحسن الصوري (الصيويري، في الأصل).
”الفاتحة مؤلفة من أربع جمل وسبعة فصول:
١) כי בשם יהוה אקרא והבו גדל לאלהינו (سفر التثتية ٣٢: ٣-٤
٢) והצור תמים פעלו
٣) כי כל דרכיו משפט
٤) אל אמונה ואין עול צדיק וישר הוא وهادي جملة المدكوره الاربعه ومتفق عليها في دمشق...وهي مبنيه على عدد حروف الاسم الاعظم الدى هو יהוה وقيل بل هي تلاتة جمل وقيل خمس جمل...“
”وقد قيل ان الالوهيه في لغة العربيه والالهيه لفظ مشتق من الوله والحيره اد فيها يحّار (!) العقول ...“61
”وكذلك لفظه אל يتركب عليها خمس حروف وهي الها واللام والميم والواو والبا وكل حرف من ذلك له معنى يخصه فاما الها اذا تركب علي אל فتبقى האל فتفيد معنى القادر... לאל فتفيد معنى الاول بكسر اللام... לאל بفتح اللام فتحه كبرى وتفيد لام التحقيق... מאל فتفيد معنى من لا غير... ואל فتفيد العطف لا غير“. ثم يتطرق بعد ذلك إلى معاني אלהים في بعض الحالات على سبيل المثال ”الهة الاجانب62“ في אלהי מסכה לא תעשה לך (سفر الخروج ٣٤: ١٧)، ”الاصطرلاب“ في למה גנבת את אלהי (سفر التكوين ٣١: ٣٠)، ”سلطان“ في ראה נתתיך אלהים לפרעה (سفر الخروج ٧: ١)، ”حاكم“ في אלהים לא תקלל (سفر الخروج ٢٢: ٢٧).
ط) ويقول موفق الدين صدقة في ”مقالة في عقيدة الدين“ عن الله ”وهو قوله יהוה هو اسم علم الذات خاصه وقوله אל هو القادر عبارةٍ عن من شاء فعل وان لم يشاءِ لم يفعل فذلك اشارةٍ الى اقتران الاقتدار بالاختيار“.63
ي) والشيخ إبراهيم بن يوسف القباصي الدمشقي (ت. ١٥٨٤) يتتطرّق في مؤلفاته للاسم الاعظم في أماكن عديدة نذكر منها ما يلي والموضوع برمّته يحتاج، كما لا يخفى على الباحثين، إلى بحث مستفيض ومنفرد. ففي ”سير القلب في معرفة الرب“ يجد القارىء: ”... وكذلك الاسم الاعظم الامام المقدم الجامع لمعاني الاسما وهوا יהוה فهو منزه ايضاً كتنزه الذات فلا يقدح في ذهنك ان الصفات غير الذات ولا هي الذات اذ لا هي الصفات ولا غيرها بل هي من واجبات الذات والذات واحده بنفسها...“.64
وفي مكان آخر حيث تكلّم عن العشر كلمات بسماع ستمائة ألف شخص يقول القباصي ”فابتدى بقوله אנכי יהוה אלהיך (سفر الخروج ٢٠: ٢) الاسم الاعظم الدال على اتبات الذات وقوامها وهو علمٌ على الذات واراد تعالى بمعرفة امته انه هو الاله وليس اله سواه اله الالهة ورب الارباب خالق الموجودات العلويه والسفليه والكل في قبضته وتحت سلطنته فاذا علموا ذلك قبُح منهم ان يجحدوا ربوبيته ويعبدوا سواه ثم اكد عليهم بقوله לא יהיה לך אלהים אחרים על פני (سفر الخروج ٢٠: ٣) وهي الكلمه الاوله من العشر كلمات المذكوره“ .65 وفي مكان آخر (ص. ٦) يقول إن معنى יהוה ”هو الاسم الاعظم الله جامع الاسما الدال على القدم وقوامه אל هو القادر المجيد الفاعل لما يريد ما شا كان وما لم يشا لم يكون وهذا الاسم من اسما الذات وما ياتي بعده من اسما الصفات والافعال وحقيقة القادر من صح منه الفعل والترك...“
يا) يذكر ابو الفرج منجا بن صدقة بن غروب شمس الحكماء (بداية القرن الثاني عشر) معاني بعض أسماء الله وصفاته. ففي فصل ”التوحيد“ الذي ينهي به كتابه ”مسائل الخلاف“ يقول إن الله قديم لا بقدم وعالم لا بعلم وهو غير متناهي الذات وسائر صفاته واجبة وعند التعارض مع خطاب الشرع فلا بد من التأويل والعدول من الظاهر إلى الباطن فعين الله تنم عن رعايته ويده عن قدرته الخ. والاسم الاعظم معناه الأزلية فهو معنى قوله אהיה אשר אהיה وكذلك אלהים فانه يفيد كمال القدرة وكذلك הצור لأنه بمعنى القادر العظيم الاقتدار وهو مأخوذ من معاني الاسمين אלהים ויהוה יתברך ויתקדש.66
يب) وقد صدق الكاهن خضر (فنحاس) اسحق (أنظر البند التالي والأخير) أن الشيخ إبراهيم يوسف القباصي قد أسهب في موضوع الاسم الاعظم أو الاسم الشريف (ص. ٨، ١١، ١٨، ٢٣، ٢٦، ٢٧، ٢٨، ٣٠، ٣٣، ٣٤، ٣٧، ٤٠، ٤٢، ٥٠، ٥٣، ١٣٣، ١٥٧، ١٦٤، ١٦٥) وذلك في الفصل الأول من كتابه المخطوط ”شرح الفاتحة כי בשם“. وارتأينا أن نقدم خلاصة آراء القباصي وذلك استناداً إلى تصوير المخطوط ENA 1599 (Mic 5336), The Jewish Theological Seminary of America ورقم فليمه في معهد فليمات المخطوطات العبرية في المكتبة الوطنية اليهودية والجامعية في القدس هو ס’ ٣٢٢٢١67 وهو أصل النتف السابقة.
يقول القباصي إن من يقرأ فاتحة الكتاب المقدس كمن قرأ الشرع الشريف برمته وشرحها بالتفصيل يتتطلب مجلدات عدة ولذلك اقتصر الكاتب على شرح بعض خصائصها (ص. ٨، ١٦٢). في الفاتحة أربع جمل وهي: כי בשם יהוה אקרא והבו גדל לאלהינו, הצור תמים פעלו, כי כל דרכיו משפט, אל אמונה ואין עול צדיק וישר הוא وهي متفق عليها في دمشق كما فعل الأوائل لتلائم المواسم والسبوت والأعياد وهي كعدد الاسم الاعظم. وهذا الاسم جامع الاسماء وحرف الميم إشارة إلى آخر اسم الوهيم واشارة إلى الاسم الشريف يهوه (ص. ٢٣). وكما قيل إذا عكست השם حصلت على משה وقال عمرم دره: שמה לשמה אקפה ברבו. إن الاسم يهوه هو الاسم الاعظم الذاتي المختص بالباري تعالى فقط في حين أن الاسماء الأخرى قد تأتي للدلالة على المخلوقات أيضا؛ وعدته ٢٦ وهذه إشارة إلى الـ ٢٦ نبيًا من آدم إلى موسى.
ومن أسرار هذا الاسم يهوه أي ”كان ويكون“ أنه مأخوذ من יהי אור أي יהי + א من אור يصبح יהוה (هكذا، ص. ٢٥-٢٦). وكذلك لكل حرف من أحرفه الأربعة سرّ، فالياء عدتها عشرة وهي تنمّ عن الأقوال العشرة في الخليقة، والهاء الأولى إشارة إلى الوهيم، والواو إشارة إلى أيام الخليقة الستة، والهاء الأخيرة إشارة إلى خمسة أسفار الشرع الشريف (ص. ٢٧). ومن أسراره أيضا وجود حرفين ناريين هما الهاء الأولى والأخيرة وهما مختصان بالعالم العلوي في حين أن الباقيين ترابيان ومتعلقان بالعالم السفلي.
أضف إلى ذلك ”ومن اسراره وخواصه لم ينطق به ولا يقول ولا يفصح68 به بحسب وصفه فى الكتابه بخلاف جميع الاسما الشريفه ينطق بها ويقولب ويفصح بها بموجب وضعها وهذه69 الاسما الشريفه ينطق بها فاستدلو جماعتنا على نطقه واشتقوه70 من الاسم من قوله יהוה שמו (سفر الخروج ١٥: ٣) اي שמה فلم يفهم منه سوى الاسم وحصل التطويل والمد في الشين اجلالاً له وتعظيماً واليهود يقولوا אדוני فلم يفهم منه الا السياده لا غير ونطقه على التحقيق بلغه العربيه يهوه فتقديره يا هو فتدغم الالف يقال يهوه بغير فتحه فهذا هو نطقه الصحيح بلغه العربيه وقد قال بعضهم“71 ... (ص. ٢٨-٢٩).
والجدير بالذكر أن لكل اسم من أسماء الله تبارك وتعالى اختصاصاً بأمر معين (ص. ٣٢). فالاسم الشريف يهوه ”خفي الذات ظاهر الأثر“ وهو علم على الذات وإمام أئمة72 الأسماء وقطبهم وهي له سدنة وهو جامع لمعانيها. ولم يطلع على خواصه وأسراره سوى النبي موسى. وقيل إن تلاوة الأسماء الأربعة: يا كافي، يا مغني، يا فتاح، يا رزاق“ بعد صلاة الصبح مائة وتسعا وعشرين مرّة وهي بعدد الاسم ”لطيف“ تحقّق كل ما يتمنّاه المرء. ومعنى אהיה واجب الوجود، الكاين والذي كان، الأزلى وقيل إن هذا الاسم مكوّن من אה وهي نداء و יה إشارة إلى ”الاسم الأعظم“. وهذه الكلمة قد تكون اسمية وقد تكون فعلية مثل אהיה שלחני אליך (سفر الخروج ٣: ١٤) و ואנכי אהיה עם פיך ועם73 פיו (سفر الخروج ٤: ١٥) على التوالي (ص. ٣٣-٣٨، ١٣٣). ومحل مسكن الاسم الشريف الذي يفيد التوحيد الصرف هو هرچريزيم. وهناك ثلاث مراتب للتوحيد، توحيد الذات وتوحيد الصفات وتوحيد الأفعال (ص. ٤٠، ٤٢، ٤٣، ١٦٤). كما استعمل القباصي لفظة ”الاسم“ للدلالة على ”الله“ (ص. ١٣٧).
يج) وأخيرًا ما وجدناه في مخطوط حديث العهد في نسختين، الأولى Yah. MS. Sam. 4 في المكتبة الوطنية والجامعية في القدس حول تفسير أو شرح سورة אלערות. مؤلِّف هذا التفسير الذي في جوهره منصبّ على الإصحاح الثامن عشر من سفر اللاويين هو الكاهن الأكبر خضر (فنحاس) بن اسحق (١٨٤١-١٩٩٨)، الشاعر واللغوي، والناسخ نجله المشهور ناجي (أبيشع، ١٨٨٠-١٩٦١) عام ١٣٢٩ للهجرة أي ١٩١٠ للميلاد. ويضمّ هذا المخطوط ١١٧ صفحة وفي كل منها ١٦ سطرًا والصفحات الثماني الأخيرة قد نسخت عام ١٩١١م. يورد الكاهن الآية أو العدد من سفر اللاويين بالحرف السامري كالعادة مترجمًا ذلك في بعض الأحيان إلى اللغة العربية ثمّ يشرح ويفسّر معتمدًا على ما جمعه من مادّة74 وهو يستعمل كتب العهد القديم مثل كتاب ”روت“ عند تحدّثه عن اليبّوم.
أما النسخة الثانية لشرح אלערות فموجودة في المكتبة البريطانية (المتحف البريطاني سابقًا) في لندن تحت الرقم OR 12293 (چاستر ١١٨٢) ورقم فُليمها في معهد فليمات المخطوطات العبرية في المكتبة الوطنية اليهودية والجامعية في القدس هو ס’ ٨٢٣٧. الناسخ هو غزال (طابيا، ١٨٨٣-١٩٥٦) ابن الشارح أيضاً75 والتاريخ ٢٣ رجب ١٣٣١ للهجرة أي ١٩١٢ للميلاد وعدد الصفحات ١١٨ وفي كل منها ١٨ سطرا.76 هناك بعض الاختلاف بين هذه النسخة وسابقتها مثلا في المقدمة ولا مجال هنا للتوسع في هذا الشأن.
وبما أن ”الاسم الأعظم“ يرد في بداية الإصحاح المذكور، الكلمة الثانية، فإننا نجد أن الكاهن فنحاس يتتطرق إلى شرح ذلك في ص. ٣- ٥ في النسختين آنفتي الذكر ولغة الأولى أفضل كما سترى في بعض الهوامش التي أضفناها لا في جميع حالات الاختلاف:
”وقد نسق بعد77 كلمة וידבר اسمه الشريف وهو יהוה: ليعرفنا انه تعالى هو المخاطب لا سواه78 وبالحق ان هذا الاسم عظيم79 وسره ظاهر في عالم الكون ولا يوجد لهذا الاسم تلقيب80 لا / في مالاك روحاني ولا فى ناسوتي وهوا من عنصر النار والتراب وهو حرف هجاة י.ה.ו.ה: منها ה:ה81 ناريه ومنها יו ترابيه ليعرفنا من هذا السر انه تعالى اله ووالي سكان السموات والاراضي82 فسكان السموات فهم من אור اعنى من نار اشاره عن احرف الناريه وسكان الارض من عنصر التراب اشاره عن احرف الترابيه. واعلم ان لو يريد الانسان ينطق بهذا الاسم باحرف هجاه لم يستطاع ولا ينطق به لسان حال مطلقاً كما انه صاحب هذا الاسم الشريف لا تدركه الاوصاف ولا يدخل تحت المثال ولهذا قد استصلحت السلف بدعى هذا الاسم المشار اليه שמה بمد الشين83 اجلالاً واكراماً له تعالى اسمه المستفاد من هذا التلقيب انه الاسم فقط واما اليهود ينطقوه אדונאי اى المولا فعلى كل حال ان صاحب هذا هو الاله رب الارباب الذى خاطب سيد الكاينات وافرد عليه هذه السنن والاحكام واعلم ما اكشف / تعالى اسرار هذا الاسم سوى له عبده ورسوله عليه السلام لقوله ואראה אל אברהם ואל יצחק ואל יעקב באל שדי ושמי יהוה לא נודעתי להם (سفر الخروج ٦: ٣) وقال له ايضًا ידעתיך בשם (سفر الخروج ٣٣: ١٢) وهو عن84 الاسم الاعظم واما كانوا الازكيا عليهم السلام ياشرون عن هذا الاسم كما اننا نحن ندعيه ونعنى عنه بداعينا اياه שמה عن ذات هذا الاسم المطوي85 י:ה:ו:ה: ومن اراد التطويل في معاني هذا الاسم الشريف فعليه فى مطالعة شرح כי בשם تاليف العالم الفاضل الشيخ ابراهيم لب86 قباص عليه الرحمة والرضوان وجمعنا نحن واياه فى فسيح الجنان