مملكة الحيرة من الممالك البائدة قديما، واول ملك للحيرة كان جذيمة ابن مالك الابرص والأبرش والدة مالك ابن فهم ، قامت في وسط العراق وأنشاءت الحيرة في القرن الثالث ميلادية،
وامتدت الي القرن السابع وحكمها عدد من الحكام منهم المنذر ابن ماء السماء وغيره
من المناذرة، وكان الحكم فيها للمناذرة وكانت في وسط العراق وحتي النجف والكوفة ، وامتدت حتي بعد ازدهارها الي الشام، وسميت بالحيرة قال بعض العرب نسبة الي الضلال، وقال البعض معناها كلمه فارسيه مقصود بها المدينة الصغيرة، أو مخيم أو معسكر وكان هناك تقارب بين ملوك المناذرة، وملوك الفرس حتي أن يزدجر ملك فرس تعلم بها ،وكان بها عدد من القصور وكذلك الشعراء الذين سوف نتناول عدد منهم، ومن شعرهم فهي مدينة ذات حضارة في شتي العلوم، وكانت من اول ممالك العرب في العصر البائد ، واهم ملوكها الملك النعمان ابن المنذر، سوف نتناول الملك النعمان وحكمه وشعراء الحيرة،
الملك النعمان ابن المنذر ملك الحيرة
ولد عام 552
تولي الحكم بعد أبيه من عام (582 الي 609 ، أسس مدينه النعمانية علي نهر دجله اليمني،
وكان قصره يسمي الخورنق غايه في الجمال وكان ملكا مقدما جسور، وكان أشهب احمر الشعر اسمه بالقابوس، وكان له يومين يوم نعيم ويوم بؤس، فيوم النعيم كان إذا قابل أحد ادخل عليه أحد قضي حاجته، وأعطاه حتي اغناه ويوم البؤس اذا قابل أحد فيه قتله ، وورث هذا العادة عن جده الملك المنذر ابن امرؤ القيس ابن ماء السماء
وفي يوم من الايام كان يوم بؤسه ودخل عليه حنظله الطائ فعلم أنه مقتول لا محالة، فطلب من النعمان أن يري أولاده الصغار قبل أن يقتل ، فقال له الملك النعمان من يضمنك فقال شريكا ابن شرحبيل وكان وزير الملك، فقال انا اضمنه حتي يعود فقال له النعمان إذ لم يأتي فستقتل بدلا منه، فقال ابن شرحبيل وانا قبلت بذلك، وذهب الرجل لرؤية أولاده الصغار وانتظر الجميع عودته وقبل غروب شمس هذا اليوم عاد الرجل، فقال النعمان عجب لكما الاول يرجع وهو يعلم أنه مقتول، فقال عدت حتي لا يضيع الوفاء بالعهد فأوفيت بعهدي
وقال ابن شرحبيل حتي لا يضيع الكرم بين الناس فضمنته، فقال النعمان وان عفوت عنكما ورفعت يوم البؤس عن الناس
وكان النعمان يحب الشعر والشعراء،
النعمان والشعر
كان من الشعراء الملك المنخل اليشكري والنابغة الذبياني وعنترة العبسي
وكان المنخل اليشكري هو شاعر بلاط الملك
وكان هناك علاقه بينه وبين المتجردة زوجه النعمان، وقيل إنها كانت فائقة الجمال وقال فيها قصيدته.
إِن كُنتِ عاذِلَتي فَسيري
نَحوَ العِرقِ وَلا تَحوري
لا تَسأَلي عَن جُلِّ ما
لي وَاِنظُري كَرَمي وَخيري
وَفَوارِسٍ كَأُوارِ حَررِ النارِ أَحلاسِ الذُكورِ
شَدّوا دَوابِرَ بَيضِهِم
في كُلِّ مُحكَمَةِ القَتيرِ
وَاِستَلأَموا وَتَلَبَّبوا
إِنَّ التَلَبُّبَ لِلمُغيرِ
وعلم النعمان ما بين المنخل وزوجته المتجردة فقتله، وكانت فائقة الجمال وكان كل من يراها يفتتن بها لجمالها،
وكان أيضا النابغة الذبياني من شعراء الملك، فطلب منه أن يصف المتجردة في قصيده فقام بوصفها فامعن في وصفها، وأبدع فقام اليشكري بإيغال صدر النعمان عليه، لأ نه كان يغار علي المتجردة ، فعلم الذبياني أنه سيقتل ففر هاربا الي قبيلة الغساسنة
وهذه هي ابيات من قصيدة الذبياني في المتجردة.
أمِنَ آلِ مَيّة َرائحٌ، أو مُغْتَدِ
عجلانَ، ذا زادٍ، وغيرَ مزودِ
أَفِل التّرَحّلُ، غير أنّ ركابنا
لما تزلْ برحالنا، وكأنْ قدِ
زَعَمَ البَوارِحُ أنّ رِحْلَتَنا غَداً،
وبذاكَ خبرنا من الغداف الأسود
لا مرحباً بغدٍ، ولا أهلاً بهِ
إنّ كانَ تَفريقُ الأحبّة ِفي غَدِ
حانَ الرّحيلُ، ولم تُوَدِّعْ مهدَداً،
والصّبْحُ والإمساءُ منها مَوْعِدي
في إثْرِ غانِيَة ٍرَمَتْكَ بسَهَمِها،
فأصابَ قلبَك، غير أنْ لم تُقْصِدِ
غنيتْ بذلك، غذ همُ لكَ جيرة
منها بعَطْفِ رسالَة ٍوتَوددَ
أما عنترة ابن شداد العبسي فكان بينه وبين النعمان مواقف مختلفة، كان عنترة يريد أن يأتي بمهر عبله من حمي الملك النعمان دون إذنه فقال فيه ما قال.
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب
ولا ينال العلا من طبعه الغضب
ومن يكن عبد قوم لا يخالفهم
اذا جفوه ويسترضي إذا غلبوا
قد كنت فما مضي الرعي جمالهم
واليوم احمي حماهم اذما نكبوا
لله در بني عبس لقد نسلوا
من الاكارم ما قد نسل العرب
لئن يعبوا سوادي فهو لي نسب
يوم النزال إذا ما فاتني النسب
وان كنت تعلم يا نعمان أن يدي
قصيره عنك فالأيام تنقلب
اليوم تعلم يا نعمان اي فتي
يلقي أخاك الذي غره العصب
إن الأفاعي وان لا نت ملا مسها
عند التقلب في أنيابها العطب
وبعد أن اغار علي بستان النعمان، لأخذ النوق ، مهرا لعبله قبض عليه النعمان واودعه في السجن، ولكن المنخل اليشكري مدح عنترة عند الملك النعمان، وقال عنه افضل شعراء العرب، فأخرجه النعمان من سجنه وهنا امتدح عنترة الملك النعمان وقال فيه مدحا جميلا قال فيه
يأيها المَلِكُ الَّذي راحاتُهُ
قامَت مَقامَ الغَيثِ في أَزمانِهِ
يا قِبلَةَ القُصّادِ يا تاجَ العُلا
يا بَدرَ هَذا العَصرِ في كيوانِهِ
يا مُخجِلاً نَوءَ السَماءِ بِجودِهِ
يا مُنقِذَ المَحزونِ مِن أَحزانِهِ
يا ساكِنينَ دِيارَ عَبسٍ إِنَّني
لاقَيتُ مِن كِسرى وَمِن إِحسانِهِ
ما لَيسَ يوصَفُ أَو يُقَدَّرُ أَو يَفي
أَوصافَهُ أَحَدٌ بِوَصفِ لِسانِهِ
مَلِكٌ حَوى رُتَبَ المَعالي كُلَّها
بِسُمُوِّ مَجدٍ حَلَّ في إيوانِهِ
وقال فيه وأكمل عنترة قصيدته حتي وصل إلي البيت الذي يقول فيه.
ملك اذاما جال يوم اللقاء
وقف العدو محيرا في شأنه .
وكان عنترة فارس نبيلا وشاعرا عظيماً
فلما عرف أن عنترة شاعر وفارس لبس له مثيل في العرب وأخبر الملك النعمان بقصته فأعطاه مااراد من النوق وأصبح مقرب من الملك النعمان،
وكانت مملكة الحيرة من المالك الجميلة ،وكان الملك النعمان يهتم برعاية الزهور مختلفة الالوان في قصره،
كان الملك النعمان مولعا بالخيول، وكان ينتقي افضل الخيول وكان
فرسه اليحموم أكثر الخيول شهره وكذلك فرسه اليعسوب ،
وكان العرب يتفاخرون بالخيل ونواعها وقوتها،
وكان كسري ملك الفرس قد طلب من النعمان، أن يزوجه أحد بناته فرفض النعمان طلب كسري، وأخبره أن سيجد ضالته في بقر العراق، فغضب غضبا شديدا وكان عدي ابن زيد العبادي، هو ما أغراه أن يتزوج بنت النعمان، وكان عدي مترجم كسري من العربية للفارسية، وكان ذي مكانه عنده فلما رجع الي الحيرة سجنه النعمان وقتله بسبب فعلته،
ولكن كسري لم يكتف بهذا فأرسل الي النعمان أن يأتيه، وكان النعمان يعلم أنه سوف يغدر به، فأوادع ماله وسلاحه وأهله عند
هانئ ابن مسعود الشيباني، و موقعة (ذي قار )
من شيبان هو وافق علي حماية أهل النعمان، وأخذ سلاحه وماله وحمايتهم كما يحمي أهل وعشيرته،
وبالفعل ذهب الملك النعمان الي كسري ملك الفرس وقيل إنه جعل القيلة تدهسه، وقيل إنه سجنه ثم قتله ثم أرسل إلي هائي ابن مسعود الشيباني ليسلمه ممتلكات النعمان وأولاده ونساؤه، ولكن الشيباني كان فارس شجاعا عربيا كريما نبيلا دافع عن حفظ أمانة الملك النعمان، كما حفظ نساء أهل بيته وإنجاز لعروبته ورفض تسليم ملك الفرس اي شيء من أشياء النعمان، فاشتد غضب ملك الفرس فجمع جيشا لتأديب العرب، ولكن ابن مسعود الشيباني ومعه عدد من قبائل العرب دافعو عن الكرامة والعزة ،وكان معه قبائل
بكر وغيرها من القبائل التي رفضت المهانة لكسري، واعد ابن مسعود جيشا لملاقاة الفرس وكان اللقاء في ذي قار، وكان الغرور من أبناء المنذر ممن اشترك في المعركة ضد الفرس، وكان يوم حاسما عظيما انتصر في العرب، بقياده البطل الفارس العربي النبيل الكريم هاني ابن مسعود، وكانت هذه المعركة للكرامة ودخلت هند بنت النعمان الدير وسمي بدير هند، وهي التي من اجلها قامت المعركة بسببها لأنها هي التي طلب ملك الفرس الزواج منها، ولبست المسوخ وحاول الغرور اعاده ملك أبيه، النعمان ولكن كان الوقت قد مضي وظهر الاسلام والدعوة الإسلامية، حتي جاء خالد ابن الوليد وعرض علي هند الاسلام فاختارت المسيحية، وبقيت علي دينها وأمر لها بعطاء ولكنها رفضت وهكذا ندرك بأن الأصل العربي اصل طيب يغلب علي العرب عند المحن والشدائد، وأنهم يدافعون بأرواحهم عن الكرامة والعزة كما فعل الفارس النبيل هانئ ابن مسعود الشيباني، في معركه ذي قار.
بقلم. ناصر فولى
وامتدت الي القرن السابع وحكمها عدد من الحكام منهم المنذر ابن ماء السماء وغيره
من المناذرة، وكان الحكم فيها للمناذرة وكانت في وسط العراق وحتي النجف والكوفة ، وامتدت حتي بعد ازدهارها الي الشام، وسميت بالحيرة قال بعض العرب نسبة الي الضلال، وقال البعض معناها كلمه فارسيه مقصود بها المدينة الصغيرة، أو مخيم أو معسكر وكان هناك تقارب بين ملوك المناذرة، وملوك الفرس حتي أن يزدجر ملك فرس تعلم بها ،وكان بها عدد من القصور وكذلك الشعراء الذين سوف نتناول عدد منهم، ومن شعرهم فهي مدينة ذات حضارة في شتي العلوم، وكانت من اول ممالك العرب في العصر البائد ، واهم ملوكها الملك النعمان ابن المنذر، سوف نتناول الملك النعمان وحكمه وشعراء الحيرة،
الملك النعمان ابن المنذر ملك الحيرة
ولد عام 552
تولي الحكم بعد أبيه من عام (582 الي 609 ، أسس مدينه النعمانية علي نهر دجله اليمني،
وكان قصره يسمي الخورنق غايه في الجمال وكان ملكا مقدما جسور، وكان أشهب احمر الشعر اسمه بالقابوس، وكان له يومين يوم نعيم ويوم بؤس، فيوم النعيم كان إذا قابل أحد ادخل عليه أحد قضي حاجته، وأعطاه حتي اغناه ويوم البؤس اذا قابل أحد فيه قتله ، وورث هذا العادة عن جده الملك المنذر ابن امرؤ القيس ابن ماء السماء
وفي يوم من الايام كان يوم بؤسه ودخل عليه حنظله الطائ فعلم أنه مقتول لا محالة، فطلب من النعمان أن يري أولاده الصغار قبل أن يقتل ، فقال له الملك النعمان من يضمنك فقال شريكا ابن شرحبيل وكان وزير الملك، فقال انا اضمنه حتي يعود فقال له النعمان إذ لم يأتي فستقتل بدلا منه، فقال ابن شرحبيل وانا قبلت بذلك، وذهب الرجل لرؤية أولاده الصغار وانتظر الجميع عودته وقبل غروب شمس هذا اليوم عاد الرجل، فقال النعمان عجب لكما الاول يرجع وهو يعلم أنه مقتول، فقال عدت حتي لا يضيع الوفاء بالعهد فأوفيت بعهدي
وقال ابن شرحبيل حتي لا يضيع الكرم بين الناس فضمنته، فقال النعمان وان عفوت عنكما ورفعت يوم البؤس عن الناس
وكان النعمان يحب الشعر والشعراء،
النعمان والشعر
كان من الشعراء الملك المنخل اليشكري والنابغة الذبياني وعنترة العبسي
وكان المنخل اليشكري هو شاعر بلاط الملك
وكان هناك علاقه بينه وبين المتجردة زوجه النعمان، وقيل إنها كانت فائقة الجمال وقال فيها قصيدته.
إِن كُنتِ عاذِلَتي فَسيري
نَحوَ العِرقِ وَلا تَحوري
لا تَسأَلي عَن جُلِّ ما
لي وَاِنظُري كَرَمي وَخيري
وَفَوارِسٍ كَأُوارِ حَررِ النارِ أَحلاسِ الذُكورِ
شَدّوا دَوابِرَ بَيضِهِم
في كُلِّ مُحكَمَةِ القَتيرِ
وَاِستَلأَموا وَتَلَبَّبوا
إِنَّ التَلَبُّبَ لِلمُغيرِ
وعلم النعمان ما بين المنخل وزوجته المتجردة فقتله، وكانت فائقة الجمال وكان كل من يراها يفتتن بها لجمالها،
وكان أيضا النابغة الذبياني من شعراء الملك، فطلب منه أن يصف المتجردة في قصيده فقام بوصفها فامعن في وصفها، وأبدع فقام اليشكري بإيغال صدر النعمان عليه، لأ نه كان يغار علي المتجردة ، فعلم الذبياني أنه سيقتل ففر هاربا الي قبيلة الغساسنة
وهذه هي ابيات من قصيدة الذبياني في المتجردة.
أمِنَ آلِ مَيّة َرائحٌ، أو مُغْتَدِ
عجلانَ، ذا زادٍ، وغيرَ مزودِ
أَفِل التّرَحّلُ، غير أنّ ركابنا
لما تزلْ برحالنا، وكأنْ قدِ
زَعَمَ البَوارِحُ أنّ رِحْلَتَنا غَداً،
وبذاكَ خبرنا من الغداف الأسود
لا مرحباً بغدٍ، ولا أهلاً بهِ
إنّ كانَ تَفريقُ الأحبّة ِفي غَدِ
حانَ الرّحيلُ، ولم تُوَدِّعْ مهدَداً،
والصّبْحُ والإمساءُ منها مَوْعِدي
في إثْرِ غانِيَة ٍرَمَتْكَ بسَهَمِها،
فأصابَ قلبَك، غير أنْ لم تُقْصِدِ
غنيتْ بذلك، غذ همُ لكَ جيرة
منها بعَطْفِ رسالَة ٍوتَوددَ
أما عنترة ابن شداد العبسي فكان بينه وبين النعمان مواقف مختلفة، كان عنترة يريد أن يأتي بمهر عبله من حمي الملك النعمان دون إذنه فقال فيه ما قال.
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب
ولا ينال العلا من طبعه الغضب
ومن يكن عبد قوم لا يخالفهم
اذا جفوه ويسترضي إذا غلبوا
قد كنت فما مضي الرعي جمالهم
واليوم احمي حماهم اذما نكبوا
لله در بني عبس لقد نسلوا
من الاكارم ما قد نسل العرب
لئن يعبوا سوادي فهو لي نسب
يوم النزال إذا ما فاتني النسب
وان كنت تعلم يا نعمان أن يدي
قصيره عنك فالأيام تنقلب
اليوم تعلم يا نعمان اي فتي
يلقي أخاك الذي غره العصب
إن الأفاعي وان لا نت ملا مسها
عند التقلب في أنيابها العطب
وبعد أن اغار علي بستان النعمان، لأخذ النوق ، مهرا لعبله قبض عليه النعمان واودعه في السجن، ولكن المنخل اليشكري مدح عنترة عند الملك النعمان، وقال عنه افضل شعراء العرب، فأخرجه النعمان من سجنه وهنا امتدح عنترة الملك النعمان وقال فيه مدحا جميلا قال فيه
يأيها المَلِكُ الَّذي راحاتُهُ
قامَت مَقامَ الغَيثِ في أَزمانِهِ
يا قِبلَةَ القُصّادِ يا تاجَ العُلا
يا بَدرَ هَذا العَصرِ في كيوانِهِ
يا مُخجِلاً نَوءَ السَماءِ بِجودِهِ
يا مُنقِذَ المَحزونِ مِن أَحزانِهِ
يا ساكِنينَ دِيارَ عَبسٍ إِنَّني
لاقَيتُ مِن كِسرى وَمِن إِحسانِهِ
ما لَيسَ يوصَفُ أَو يُقَدَّرُ أَو يَفي
أَوصافَهُ أَحَدٌ بِوَصفِ لِسانِهِ
مَلِكٌ حَوى رُتَبَ المَعالي كُلَّها
بِسُمُوِّ مَجدٍ حَلَّ في إيوانِهِ
وقال فيه وأكمل عنترة قصيدته حتي وصل إلي البيت الذي يقول فيه.
ملك اذاما جال يوم اللقاء
وقف العدو محيرا في شأنه .
وكان عنترة فارس نبيلا وشاعرا عظيماً
فلما عرف أن عنترة شاعر وفارس لبس له مثيل في العرب وأخبر الملك النعمان بقصته فأعطاه مااراد من النوق وأصبح مقرب من الملك النعمان،
وكانت مملكة الحيرة من المالك الجميلة ،وكان الملك النعمان يهتم برعاية الزهور مختلفة الالوان في قصره،
كان الملك النعمان مولعا بالخيول، وكان ينتقي افضل الخيول وكان
فرسه اليحموم أكثر الخيول شهره وكذلك فرسه اليعسوب ،
وكان العرب يتفاخرون بالخيل ونواعها وقوتها،
وكان كسري ملك الفرس قد طلب من النعمان، أن يزوجه أحد بناته فرفض النعمان طلب كسري، وأخبره أن سيجد ضالته في بقر العراق، فغضب غضبا شديدا وكان عدي ابن زيد العبادي، هو ما أغراه أن يتزوج بنت النعمان، وكان عدي مترجم كسري من العربية للفارسية، وكان ذي مكانه عنده فلما رجع الي الحيرة سجنه النعمان وقتله بسبب فعلته،
ولكن كسري لم يكتف بهذا فأرسل الي النعمان أن يأتيه، وكان النعمان يعلم أنه سوف يغدر به، فأوادع ماله وسلاحه وأهله عند
هانئ ابن مسعود الشيباني، و موقعة (ذي قار )
من شيبان هو وافق علي حماية أهل النعمان، وأخذ سلاحه وماله وحمايتهم كما يحمي أهل وعشيرته،
وبالفعل ذهب الملك النعمان الي كسري ملك الفرس وقيل إنه جعل القيلة تدهسه، وقيل إنه سجنه ثم قتله ثم أرسل إلي هائي ابن مسعود الشيباني ليسلمه ممتلكات النعمان وأولاده ونساؤه، ولكن الشيباني كان فارس شجاعا عربيا كريما نبيلا دافع عن حفظ أمانة الملك النعمان، كما حفظ نساء أهل بيته وإنجاز لعروبته ورفض تسليم ملك الفرس اي شيء من أشياء النعمان، فاشتد غضب ملك الفرس فجمع جيشا لتأديب العرب، ولكن ابن مسعود الشيباني ومعه عدد من قبائل العرب دافعو عن الكرامة والعزة ،وكان معه قبائل
بكر وغيرها من القبائل التي رفضت المهانة لكسري، واعد ابن مسعود جيشا لملاقاة الفرس وكان اللقاء في ذي قار، وكان الغرور من أبناء المنذر ممن اشترك في المعركة ضد الفرس، وكان يوم حاسما عظيما انتصر في العرب، بقياده البطل الفارس العربي النبيل الكريم هاني ابن مسعود، وكانت هذه المعركة للكرامة ودخلت هند بنت النعمان الدير وسمي بدير هند، وهي التي من اجلها قامت المعركة بسببها لأنها هي التي طلب ملك الفرس الزواج منها، ولبست المسوخ وحاول الغرور اعاده ملك أبيه، النعمان ولكن كان الوقت قد مضي وظهر الاسلام والدعوة الإسلامية، حتي جاء خالد ابن الوليد وعرض علي هند الاسلام فاختارت المسيحية، وبقيت علي دينها وأمر لها بعطاء ولكنها رفضت وهكذا ندرك بأن الأصل العربي اصل طيب يغلب علي العرب عند المحن والشدائد، وأنهم يدافعون بأرواحهم عن الكرامة والعزة كما فعل الفارس النبيل هانئ ابن مسعود الشيباني، في معركه ذي قار.
بقلم. ناصر فولى