في ثوب من الحكمة تحدث فضيلة الشيخ الشاعر عبد الله العامري في شعره عن أحوال الناس في (الغنى والرضى والحمد)، وهو ما يحاول هذا المقال إلقاء الضوء عليه من خلال محورين على النحو التالي:
المحور الأول: حال الناس في جمع المال وإنفاقه (الغنى والرضى) :
يقول فضيلة الشيخ الشاعر عبد الله العامري عن حال الناس في جمع المال وإنفاقه:
ليس الغنى بالعَرَضِ
ما للرضى من عوضِ
مستكثرٌ في جمعه
مستكثرٌ للمرض
يسعى إليه جاهدًا
و دربه من دَحَضِ
يجمعه عن ولهٍ
ينفقه عن مَضَضِ
أنعم بمالٍ صالحٍ
عند التقيِّ المُرتَضي
يقسمه بحكمةٍ
قَسم الحكيم الفرضي
من يُقرضُ الله بفزْ
بالضِعْفِ للمقتَرَضِ
سبع سنابلٍ أتتْ
من حبةِ المقتَرِضِ
والله خيرٌ رازقًا
فكن له و فوِّضِ
فوَّضتُ أمري كله
أنا عُبيدُه الرضي
فالناس مذاهب في جمع المال وإنفاقه، ومن أبرز الحقائق التي يجب على الجميع معرفتهم حقيقة الغنى وأنه ليس بكثرة العرض، بل ويجب على المرء أن يرضى بما قسمه الله له فقد ورد في ضرورة الالتزام بالقناعة أبي هريرة رضي الله عنه؛ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس الغِنَى عن كثرة العَرَض؛ ولكن الغِنَى غِنى النَّفْس)) رواه البخاري ومسلم فعلى المسلم أن يقنع ويرضى بما رزقه الله، وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم ((ولكنَّ الغِنَى غِنَى النَّفْسِ))
ففي الحديث ((مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بحَذَافِيرِها)) رواه الترمذي
وفي هذا يقول فضيلة الشيخ الشاعر عبد الله العامري، وهو من باب التناص مع الأحاديث النبوية سالفة الذكر – يقول:
ليس الغنى بالعَرَضِ
ما للرضى من عوضِ
ويبين شاعرنا العامرى الحرص الشديد في الاستكثار من جمع المال فيتعب المرء نفسه حيث يقول:
مستكثرٌ في جمعه
مستكثرٌ للمرض
يسعى إليه جاهدًا
ودربه من دَحَضِ
يجمعه عن ولهٍ
ينفقه عن مَضَضِ
وقد بينت نصوص القرآن والسنة ذلك حيث يقول الله تعالى :﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ * أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ * إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ﴾ [العاديات: 8، 11].
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو أن لابن آدم واديًا من ذهب، لأحب أن يكون له وادٍ آخر، ولا يملأ جوفَ ابن آدم إلا الترابُ، ويتوب الله على مَن تاب)).
وقول النبي "صلى الله عليه وسلم": ((يقول ابن آدم: مالي مالي، وهل لك يا بن آدم إلا ما أكلتَ فأفنيتَ، أو لبست فأبليت، أو تصدَّقت فأمضيتَ؟!))؛ رواه مسلم
ويبين شاعرنا أنه نعم المال الصالح للرجل الصالح حيث يقول:
أنعم بمالٍ صالحٍ
عند التقيِّ المُرتَضي
يقسمه بحكمةٍ
قَسم الحكيم الفرضي
وفي هذا تناص مع قول النبي "صلى الله عليه وسلم": يا عَمرُو، إنِّي أُريدُ أن أَبعثَك على جَيشٍ فيُغنِمَك اللهُ، وأَرغَبَ لك رغبةً منَ المالِ صالحةً، قُلتُ: إنِّي لم أُسلِمْ رغبةً في المالِ، إنَّما أَسلَمْتُ رغبةً في الإسلامِ، فَأكونَ معَ رَسولِ اللهِ، فَقال: يا عمرُو، نِعْمَ المالُ الصَّالحُ للمَرءِ الصَّالح" رواه البخاري والحاكم والبيهقي.
ويحث على الاعتدال في الإنفاق: الاعتدال في الإنفاق، قال تعالى:﴿ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ﴾[الإسراء: 29].
وقال تعالى: "﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾[الفرقان: 67].
وقول رسول الله "صلى الله عليه وسلم": "إنَّ اللهَ كَرِه لكم ثلاثًا: قِيلَ وقَالَ، وإضاعةَ المالِ، وكثْرةَ السؤالِ". رواه البخاري ومسلم.
ثم يحث شاعرنا العامري على إنفاق المال في أوجه الخير حيث يقول :
من يُقرضُ الله بفزْ
بالضِعْفِ للمقتَرَضِ
سبع سنابلٍ أتتْ
من حبةِ المقتَرِضِ
وذلك امتثالا لقول الله (تعالى) : مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [سورة البقرة:245]
ويبين شاعرنا أن يثق المرء أن الله خير الرازقين فيجب على المرء أن يتوكل عليه ويفوض الأمر إليه حيث يقول:
والله خيرٌ رازقًا
فكن له وفوِّضِ
يقول تعالى " وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" سورة الجمعة /آية (11) ويقول تعالى في سورة غافر : فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44)/غافر
ثم يختم شاعرنا العامري القصيدة بقوله :
فوَّضتُ أمري كله
أنا عُبيدُه الرضي
بتفويض الأمر لله في كل الشؤون والرضا بما قسمه سبحانه فنحن له عبيد سبحانه .
المحور الثاني حال من يحمد الله
ففي قصيدة منزلة الحمد يتحدث شاعرنا العامري عن حال من يحمد الله حيث يقول :
و مالي أرى الأيام تعدوا لقصدها
و تمنعني الأيامُ ما كنتُ أقصدُ
أُسابقها حينًا لنيل مطالبي
وتسبقني في كل حينٍ و أَجهدُ
و أُخفي عن الأيام همِّي و نيتي
فيكشفُ سيري راصدٌ قام يرصدُ
فاكتم في نفسي مقاصد همتي
لأبقى سليم الصدرِ والعقلُ سيِّدُ
و أشهدُ أن الله يحكم بيننا
بأحكم فصلٍ و الملائك تشهدُ
رضيت بحكم الله شرعًا وحكمةً
وهذى التي تخزي العدوَّ و تبعدُ
وإنَّ لحمدِ اللهِ في النفس ركنها
فيسعدُ من يرضى ويرقى ويحمدُ
فالشاعر يحمد الله تعالى في كل أحواء السراء وغيرها ،مبينا أن ذلك من أسباب سعادته مختتما القصيدة بدرة فريدة من درر الحكم حيث يقول :
وإنَّ لحمدِ اللهِ في النفس ركنها
فيسعدُ من يرضى ويرقى ويحمدُ
وهكذا يتضح لنا ثقافة فضيلة الشيخ الشاعر عبد الله العامري الدينية بحكم تخصصه واتضح لنا في نظرته الحقيقة للمال وطبيعة الغنى والرضى الحقيقية.
المحور الأول: حال الناس في جمع المال وإنفاقه (الغنى والرضى) :
يقول فضيلة الشيخ الشاعر عبد الله العامري عن حال الناس في جمع المال وإنفاقه:
ليس الغنى بالعَرَضِ
ما للرضى من عوضِ
مستكثرٌ في جمعه
مستكثرٌ للمرض
يسعى إليه جاهدًا
و دربه من دَحَضِ
يجمعه عن ولهٍ
ينفقه عن مَضَضِ
أنعم بمالٍ صالحٍ
عند التقيِّ المُرتَضي
يقسمه بحكمةٍ
قَسم الحكيم الفرضي
من يُقرضُ الله بفزْ
بالضِعْفِ للمقتَرَضِ
سبع سنابلٍ أتتْ
من حبةِ المقتَرِضِ
والله خيرٌ رازقًا
فكن له و فوِّضِ
فوَّضتُ أمري كله
أنا عُبيدُه الرضي
فالناس مذاهب في جمع المال وإنفاقه، ومن أبرز الحقائق التي يجب على الجميع معرفتهم حقيقة الغنى وأنه ليس بكثرة العرض، بل ويجب على المرء أن يرضى بما قسمه الله له فقد ورد في ضرورة الالتزام بالقناعة أبي هريرة رضي الله عنه؛ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس الغِنَى عن كثرة العَرَض؛ ولكن الغِنَى غِنى النَّفْس)) رواه البخاري ومسلم فعلى المسلم أن يقنع ويرضى بما رزقه الله، وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم ((ولكنَّ الغِنَى غِنَى النَّفْسِ))
ففي الحديث ((مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بحَذَافِيرِها)) رواه الترمذي
وفي هذا يقول فضيلة الشيخ الشاعر عبد الله العامري، وهو من باب التناص مع الأحاديث النبوية سالفة الذكر – يقول:
ليس الغنى بالعَرَضِ
ما للرضى من عوضِ
ويبين شاعرنا العامرى الحرص الشديد في الاستكثار من جمع المال فيتعب المرء نفسه حيث يقول:
مستكثرٌ في جمعه
مستكثرٌ للمرض
يسعى إليه جاهدًا
ودربه من دَحَضِ
يجمعه عن ولهٍ
ينفقه عن مَضَضِ
وقد بينت نصوص القرآن والسنة ذلك حيث يقول الله تعالى :﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ * أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ * إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ﴾ [العاديات: 8، 11].
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو أن لابن آدم واديًا من ذهب، لأحب أن يكون له وادٍ آخر، ولا يملأ جوفَ ابن آدم إلا الترابُ، ويتوب الله على مَن تاب)).
وقول النبي "صلى الله عليه وسلم": ((يقول ابن آدم: مالي مالي، وهل لك يا بن آدم إلا ما أكلتَ فأفنيتَ، أو لبست فأبليت، أو تصدَّقت فأمضيتَ؟!))؛ رواه مسلم
ويبين شاعرنا أنه نعم المال الصالح للرجل الصالح حيث يقول:
أنعم بمالٍ صالحٍ
عند التقيِّ المُرتَضي
يقسمه بحكمةٍ
قَسم الحكيم الفرضي
وفي هذا تناص مع قول النبي "صلى الله عليه وسلم": يا عَمرُو، إنِّي أُريدُ أن أَبعثَك على جَيشٍ فيُغنِمَك اللهُ، وأَرغَبَ لك رغبةً منَ المالِ صالحةً، قُلتُ: إنِّي لم أُسلِمْ رغبةً في المالِ، إنَّما أَسلَمْتُ رغبةً في الإسلامِ، فَأكونَ معَ رَسولِ اللهِ، فَقال: يا عمرُو، نِعْمَ المالُ الصَّالحُ للمَرءِ الصَّالح" رواه البخاري والحاكم والبيهقي.
ويحث على الاعتدال في الإنفاق: الاعتدال في الإنفاق، قال تعالى:﴿ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ﴾[الإسراء: 29].
وقال تعالى: "﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾[الفرقان: 67].
وقول رسول الله "صلى الله عليه وسلم": "إنَّ اللهَ كَرِه لكم ثلاثًا: قِيلَ وقَالَ، وإضاعةَ المالِ، وكثْرةَ السؤالِ". رواه البخاري ومسلم.
ثم يحث شاعرنا العامري على إنفاق المال في أوجه الخير حيث يقول :
من يُقرضُ الله بفزْ
بالضِعْفِ للمقتَرَضِ
سبع سنابلٍ أتتْ
من حبةِ المقتَرِضِ
وذلك امتثالا لقول الله (تعالى) : مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [سورة البقرة:245]
ويبين شاعرنا أن يثق المرء أن الله خير الرازقين فيجب على المرء أن يتوكل عليه ويفوض الأمر إليه حيث يقول:
والله خيرٌ رازقًا
فكن له وفوِّضِ
يقول تعالى " وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" سورة الجمعة /آية (11) ويقول تعالى في سورة غافر : فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44)/غافر
ثم يختم شاعرنا العامري القصيدة بقوله :
فوَّضتُ أمري كله
أنا عُبيدُه الرضي
بتفويض الأمر لله في كل الشؤون والرضا بما قسمه سبحانه فنحن له عبيد سبحانه .
المحور الثاني حال من يحمد الله
ففي قصيدة منزلة الحمد يتحدث شاعرنا العامري عن حال من يحمد الله حيث يقول :
و مالي أرى الأيام تعدوا لقصدها
و تمنعني الأيامُ ما كنتُ أقصدُ
أُسابقها حينًا لنيل مطالبي
وتسبقني في كل حينٍ و أَجهدُ
و أُخفي عن الأيام همِّي و نيتي
فيكشفُ سيري راصدٌ قام يرصدُ
فاكتم في نفسي مقاصد همتي
لأبقى سليم الصدرِ والعقلُ سيِّدُ
و أشهدُ أن الله يحكم بيننا
بأحكم فصلٍ و الملائك تشهدُ
رضيت بحكم الله شرعًا وحكمةً
وهذى التي تخزي العدوَّ و تبعدُ
وإنَّ لحمدِ اللهِ في النفس ركنها
فيسعدُ من يرضى ويرقى ويحمدُ
فالشاعر يحمد الله تعالى في كل أحواء السراء وغيرها ،مبينا أن ذلك من أسباب سعادته مختتما القصيدة بدرة فريدة من درر الحكم حيث يقول :
وإنَّ لحمدِ اللهِ في النفس ركنها
فيسعدُ من يرضى ويرقى ويحمدُ
وهكذا يتضح لنا ثقافة فضيلة الشيخ الشاعر عبد الله العامري الدينية بحكم تخصصه واتضح لنا في نظرته الحقيقة للمال وطبيعة الغنى والرضى الحقيقية.