الكتاب (Holy Bible, Biblia)، الذي يضمّ أسفار العهد القديم، مقدّس عند اليهود؛ وكتاب العهديْن، القديم والجديد، مقدّس لدى المسيحيّين. اِسمه المختصر بالعبريّة تناخ، أي: توراة مكتوبة أو مِقْرا وفيها خمسة أسفار؛ أنبياء وأسفاره ثمانية؛ كتابات وعددها أحد عشر سفرًا، فمجموع الأسفار لدى اليهود أربعة وعشرون، وغالبًا ما تُعرف بالاختصار כד أي 24 سِفْرا. وهذه الأسفار هي: التوراة وأسفارها خمسة وهي: التكوين واختصاره تك، الخروج واختصاره خر، اللاويّون واختصاره لا، العدد واختصاره عد، التثنية واختصارها تث؛ الأنبياء وعددهم ثمانية وهم: يشوع واختصاره يش، القضاة واختصارهم قض، صموئيل واختصاره صم، الملوك واختصارهم مل، إرميا واختصاره إر، حزقيال واختصاره حز. إشعياء واختصاره إش؛ الاثنا عشر وهم: هوشع واختصاره هو، يوئيل واختصاره يؤ، عاموس واختصاره عا، عوبديا واختصاره عو، يونان واختصاره يون، ميخا واختصاره مي، ناحوم واختصاره نا، حبقوق واختصاره حب، صفنيا واختصاره صف، حجي واختصاره حج، زكريا واختصاره زك، وملاخي واختصاره ملا؛ والكتابات اثنتا عشرة وهي: راعوت واختصاره را، المزامير واختصاره مز، أيوب واختصاره أي، الأمثال واختصاره أم، الجامعة واختصاره جا، نشيد الأنشاد واختصاره نش، مراثي إرميا واختصارها مرا، دانيال واختصاره دا، استير واختصارها اس، عزرا واختصاره عز، وأخبار الأيّام واختصارها أخ. أغلبيّة أسفار العهد القديم، تعدّ مقدّسة منذ القرن الرابع ق.م.، وثمّة خلاف بخصوص أسفار معيّنة مثل سفر نشيد الأنشاد، الذي يحوي شعر الحبّ، وقد عارض بعض رجال الدين إدراجَه في نطاق الكتاب المقدّس. يذكر أنّ هذا الكتاب المقدّس لليهود وللمسيحيّين قد أخذ شكله النهائيّ في بداية القرن الثالث ميلادي. وفي العهد القديم 929 إصحاحًا و 23145 آية.
في التوراة نجد قصّة شعب إسرائيل، حتّى وفاة النبيّ موسى سنة 1273 ق.م.، ودخول بني إسرائيل أرض الميعاد، وفيها الفرائض والأحكام التي فرضها الله على بني إسرائيل. وفي القسم الثاني من العهد القديم، تتمّة التاريخ ، في حين أنّ القسم الثالث يشمُل شعرًا دينيًّا وحِكَمًا وتاريخًا أيضًا. في الواقع، هنالك تسعة وثلاثون سِفْرًا في العهد القديم (OT)، كما هي الحال لدى المسيحيّين، ولكن التقليد اليهودي منذ عهد التنّائين، 68–136 م، دمج كلّ سفرين أ وب بسفر واحد، وأسفار الأنبياء الاثنا عشر عدّت واحدًا، وقلِ الأمر ذاته بخصوص سفْري عزرا ونحميا. ووفق التقليد اليهوديّ كاتب التوراة هو النبيّ موسى.
سفْر المزامير، كان أوّلَ ما طُبع من أسفار العهد القديم، وكان ذلك في العام 1477. وفي العام 1482 طُبعت التوراة، الأسفار الخمسة الأولى. وفي العام 1488 طُبعت أسفار العهد القديم برمّتها. يؤمن المسيحيّ بهذه الأسفار، العهد القديم، وبالعهد الجديد ذي الأناجيل القانونيّة الأربعة، والرسائل وسفْر الأعمال والرؤيا. والكتاب المقدّس بعهديه، قد نُقِل إلى معظم لغات العالم ولهجاته، قُرابة الألفين، وطُبعت منه في القرنين الأخيرين حوالي ستّة مليارات نسخة. وفي العهد الجديد (NT) سبعة وعشرون سِفرًا (الأناجيل الأربعة، أعمال الرُّسل، أربع عشرة رسالة لبولس، سبع رسائلَ لرُسل وتلاميذ آخرين وسفر الرؤيا). في الكتاب المقدّس لدى المسيحيّين، ستّة وستّون سفرًا، تسعة وثلاثون في العهد القديم وسبعة وعشرون في العهد الجديد. عدد الإصحاحات في العهد الجديد هو 260 وعدد الآيات 7957.
يُذكَر أنّ تقسيم أسفار الكتاب المقدّس إلى أجزاء، قد تمّ منذ القِدم. قبل السبي البابليّ، 586 ق.م. قُسِّم الكتاب المقدّس إلى أجزاء وصل عددها 154 بالنسبة لأسفار موسى الخمسة (Pentateuch)، وتمّت قراءتها في خلال ثلاث سنوات. وبعد ذلك، قبل 300 ق.م. لغاية 100 م. كان التقسيم لأقسام سمّيت پَرَشوت (פרשות)/فقرات/نوبات. يذكر أنّ العهد الجديد، في بدايات القرن الرابع للميلاد، كان قد قُسِّم إلى عناوين أي فقرات (kephalia) بغية الإحالة وكان ذلك لمدّة معيّنة، في القرن الرابع للميلاد، كما نرى ذلك مثلًا في مخطوط Codex Vaticanus باليونانيّة. وفي زمن التلمود، القرن الثالث إلى الخامس، قسّمت التوراة مثلًا إلى 53 فقرة بحسب المعنى، قطف عند السمرة/פרשה مفتوحة/פ أو مغلَقة/ס، وفي كلّ أسبوع تقرأ فقرة معيّنة ويبلغ عددها 669. وهنالك تقسيم لما يسمّى بـ סְדָרים، قطع معيّنة بحسب تِلاوة التوراة كلّ ثلاث سنوات في أرض إسرائيل، وكلّ سنة بخصوص قراءة أسفار الأنبياء والكتابات.
السؤال المطروح هو مَن قسّم الكتاب المقدّس إلى إصحاحات (capitula)، وإلى آيات ومتى كان ذلك؟ من المعروف أنّ تلك الأسفار في شكلها الأصليّ لم تحتوِ على أيّ تقسيم. الكتاب المقدّس وحدة واحدة من ألِفها إلى يائها، مكوّنة من الأسفار المذكورة أعلاه. يعود التقسيم المألوف والمعمول به حاليًّا، إلى بدايات القرن الثالث عشر للميلاد، وبالتحديد إلى العام 1205م. وقد قام به كاهن بريطانيّ كاثوليكيّ، أصبح لاحقًا رئيسَ أساقفة كانتربري، ستيفن لانچتون (Stephen Henry Langton, c. 1150 -1228). آونتها كان لانچتون أُستاذًا لللاهوت في جامعة باريس، وانتمى طلّابُه لجنسيّات مختلفة، وكلّ واحد جاء بنسخة الكتاب المقدّس المستعملة في وطنه. وهكذا تعذّر على المحاضرين والطلبة، استخدام إحالات موحّدة لاختلاف الترقيمات في المخطوطات. عندها كانت الحاجة أُمَّ الاختراع بالنسبة للمحاضر لانچتون، وسُرعان ما انتشرت في أرجاء أوروبا. إذن، التقسيم جاء تلبيةً للراحة والسرعة والسهولة في معرفة أماكن ورود اقتباسات من الكتاب المقدّس. والكتاب المقدّس الذي استخدمه لانچتون للتقسيم كان الڤولچاتا، أي الترجمة اللاتينيّة. وهذا التقسيم في أساسه، قد تبنّاه سلومون بن يشمعيل (Salomon ben Ishmael) بالنسبة للأصل العبريّ في القرن الرابع عشر ولكن هنالك بعض الاختلافات. والكتاب المقدّس الكامل الأوّل ذو هذا التقسيم للإصحاحات وللآيات، كان طبعة ستيڤن عام 1555 وهو الڤولچاتا، أمّا النصّ بالإنچليزيّة فقد صدر في جنيف في العام 1560. يذهب الموقف اليهوديّ في هذا الصدد إلى أنّ هنالك ثلاثة أصناف من التقسيم لإصحاحات: أ) إصحاحات قُسّمت على ضوء المنطق وهي الأغلبية، ويتراوح عدد الآيات في الإصحاح الواحد ما بين الثلاثين والخمسين آية. ب) إصحاحات ناتجة عن سوء فهم. ت) إصحاحات قُسّمت بغية التأكيد على فكرة مسيحيّة. باختصار، يمكن القول إنّ التقسيم لإصحاحات هو أمر تقنيّ، باستثناء سفر المزامير ففيه التقسيم يهودي الأصل.
وفي أعقاب هذا التقسيم لإصحاحات أَعدّ راهب فقدّيس باسم أنتوني من پادوا 1195–1231 المعجم المفهرس الأول (concordance) لأسفار العهد القديم بالترجمة اللاتينيّة أي الڤولچاتا، التي أنجزها هيرونيموس القدّيس التلحميّ 340–420. ولكن المعجم المفهرس الموثوق به الأول للڤولچاتا، يعود إلى الراهب الدومنكيّ هوچو كارو في حوالي العام 1244، وهو الذي أوجد لفظة ”الكونكوردانس“، وقد ساعده في الإعداد هذا مئات الرهبان. في حين أنّ مثل هذا المعجم بالعبريّة، قد صدر في بدايات القرن السادس عشر، بقلم مردخاي ناتان. وقد ازدهرت طباعة هذا المعجم المفهرس في منتصف القرن الخامس عشر في أعقاب اختراع الطباعة.
وقبل ذلك حاول باحثون تقسيم أسفار الكتاب المقدّس بطرق شتّى، على أساس قِطع قصيرة لتسهيل البحث والاستقراء. من نافلة القول، ثمّة سهولة في البحث في إصحاح واحد مقارنة بالبحث في ستّة وستّين إصحاحًا مثلا، كما هي الحال في سفْر إشعياء. وكانت هنالك طريقة ذهبت إلى تقسيم إنجيل مرقس مثلًا إلى خمسين إصحاحًا، واليوم ستّة عشر إصحاحًا فقط.
كانت طبعة وايكلف (Wycliffe) للإنجليزيّة المطبوعة في العام 1382 الأولى، التي اعتمدت هذا التقسيم إلى إصحاحات. يعود توحيد تقسيم أسفار العهد القديم إلى آيات إلى أسرة بن أشير حوالي العام 900م. وكان التقسيم معمولًا به قرونًا قبل ذلك.
كان الرابي باسم ناتان في العام 1448 قد قسّم العهد القديم إلى آيات، وبخصوص العهد الجديد فإنّ الباحث الفرنسيّ، روبرإتين المعروف باسم ستيفانوس (1559-1503 Robert Estienne, Stephanus)، قام بالتقسيم المذكور في العام 1551. وقدِ ٱستخدم ستيفانوس تقسيم ناتان للعهد القديم. ومنذ بداية ما يدعى بـ Geneva Bible اُعتمد تقسيم ستيفانوس في كافّة طبعات الكتاب المقدّس تقريبا. ويذكر أنّ النسّاخ اليهود في القرون الوسطى، كانوا قد قسّموا أسفار العهد القديم، إلى آيات فقط وليس لإصحاحات وهنا أيضا كانت طرق مختلفة.
لا ريبَ أن التقسيم لإصحاحات فآيات، قد سهّل وسرّع وحسّن كثيرًا عمليّة الدراسة والبحث، مع هذا يجب رؤية الصورة بأكملها، لفهم رسالة الباري بالتمام. هذا التقسيم من صُنع الإنسان، وهو أحيانًا عشوائيّ ويتدخّل في مدلول الفقرة. لذلك ثمّة مبدأ يقول: الخطوة الأولى في تفسير الكتاب المقدّس، هي تجاهل هذا التقسيم. مؤلّفو الكتاب المقدّس الأصليّون، قصدوا قراءة كلّ سفر بالكامل، وليس تجزيئه أو تفكيكه إلى أجزاء كبيرة أو صغيرة.
في التوراة نجد قصّة شعب إسرائيل، حتّى وفاة النبيّ موسى سنة 1273 ق.م.، ودخول بني إسرائيل أرض الميعاد، وفيها الفرائض والأحكام التي فرضها الله على بني إسرائيل. وفي القسم الثاني من العهد القديم، تتمّة التاريخ ، في حين أنّ القسم الثالث يشمُل شعرًا دينيًّا وحِكَمًا وتاريخًا أيضًا. في الواقع، هنالك تسعة وثلاثون سِفْرًا في العهد القديم (OT)، كما هي الحال لدى المسيحيّين، ولكن التقليد اليهودي منذ عهد التنّائين، 68–136 م، دمج كلّ سفرين أ وب بسفر واحد، وأسفار الأنبياء الاثنا عشر عدّت واحدًا، وقلِ الأمر ذاته بخصوص سفْري عزرا ونحميا. ووفق التقليد اليهوديّ كاتب التوراة هو النبيّ موسى.
سفْر المزامير، كان أوّلَ ما طُبع من أسفار العهد القديم، وكان ذلك في العام 1477. وفي العام 1482 طُبعت التوراة، الأسفار الخمسة الأولى. وفي العام 1488 طُبعت أسفار العهد القديم برمّتها. يؤمن المسيحيّ بهذه الأسفار، العهد القديم، وبالعهد الجديد ذي الأناجيل القانونيّة الأربعة، والرسائل وسفْر الأعمال والرؤيا. والكتاب المقدّس بعهديه، قد نُقِل إلى معظم لغات العالم ولهجاته، قُرابة الألفين، وطُبعت منه في القرنين الأخيرين حوالي ستّة مليارات نسخة. وفي العهد الجديد (NT) سبعة وعشرون سِفرًا (الأناجيل الأربعة، أعمال الرُّسل، أربع عشرة رسالة لبولس، سبع رسائلَ لرُسل وتلاميذ آخرين وسفر الرؤيا). في الكتاب المقدّس لدى المسيحيّين، ستّة وستّون سفرًا، تسعة وثلاثون في العهد القديم وسبعة وعشرون في العهد الجديد. عدد الإصحاحات في العهد الجديد هو 260 وعدد الآيات 7957.
يُذكَر أنّ تقسيم أسفار الكتاب المقدّس إلى أجزاء، قد تمّ منذ القِدم. قبل السبي البابليّ، 586 ق.م. قُسِّم الكتاب المقدّس إلى أجزاء وصل عددها 154 بالنسبة لأسفار موسى الخمسة (Pentateuch)، وتمّت قراءتها في خلال ثلاث سنوات. وبعد ذلك، قبل 300 ق.م. لغاية 100 م. كان التقسيم لأقسام سمّيت پَرَشوت (פרשות)/فقرات/نوبات. يذكر أنّ العهد الجديد، في بدايات القرن الرابع للميلاد، كان قد قُسِّم إلى عناوين أي فقرات (kephalia) بغية الإحالة وكان ذلك لمدّة معيّنة، في القرن الرابع للميلاد، كما نرى ذلك مثلًا في مخطوط Codex Vaticanus باليونانيّة. وفي زمن التلمود، القرن الثالث إلى الخامس، قسّمت التوراة مثلًا إلى 53 فقرة بحسب المعنى، قطف عند السمرة/פרשה مفتوحة/פ أو مغلَقة/ס، وفي كلّ أسبوع تقرأ فقرة معيّنة ويبلغ عددها 669. وهنالك تقسيم لما يسمّى بـ סְדָרים، قطع معيّنة بحسب تِلاوة التوراة كلّ ثلاث سنوات في أرض إسرائيل، وكلّ سنة بخصوص قراءة أسفار الأنبياء والكتابات.
السؤال المطروح هو مَن قسّم الكتاب المقدّس إلى إصحاحات (capitula)، وإلى آيات ومتى كان ذلك؟ من المعروف أنّ تلك الأسفار في شكلها الأصليّ لم تحتوِ على أيّ تقسيم. الكتاب المقدّس وحدة واحدة من ألِفها إلى يائها، مكوّنة من الأسفار المذكورة أعلاه. يعود التقسيم المألوف والمعمول به حاليًّا، إلى بدايات القرن الثالث عشر للميلاد، وبالتحديد إلى العام 1205م. وقد قام به كاهن بريطانيّ كاثوليكيّ، أصبح لاحقًا رئيسَ أساقفة كانتربري، ستيفن لانچتون (Stephen Henry Langton, c. 1150 -1228). آونتها كان لانچتون أُستاذًا لللاهوت في جامعة باريس، وانتمى طلّابُه لجنسيّات مختلفة، وكلّ واحد جاء بنسخة الكتاب المقدّس المستعملة في وطنه. وهكذا تعذّر على المحاضرين والطلبة، استخدام إحالات موحّدة لاختلاف الترقيمات في المخطوطات. عندها كانت الحاجة أُمَّ الاختراع بالنسبة للمحاضر لانچتون، وسُرعان ما انتشرت في أرجاء أوروبا. إذن، التقسيم جاء تلبيةً للراحة والسرعة والسهولة في معرفة أماكن ورود اقتباسات من الكتاب المقدّس. والكتاب المقدّس الذي استخدمه لانچتون للتقسيم كان الڤولچاتا، أي الترجمة اللاتينيّة. وهذا التقسيم في أساسه، قد تبنّاه سلومون بن يشمعيل (Salomon ben Ishmael) بالنسبة للأصل العبريّ في القرن الرابع عشر ولكن هنالك بعض الاختلافات. والكتاب المقدّس الكامل الأوّل ذو هذا التقسيم للإصحاحات وللآيات، كان طبعة ستيڤن عام 1555 وهو الڤولچاتا، أمّا النصّ بالإنچليزيّة فقد صدر في جنيف في العام 1560. يذهب الموقف اليهوديّ في هذا الصدد إلى أنّ هنالك ثلاثة أصناف من التقسيم لإصحاحات: أ) إصحاحات قُسّمت على ضوء المنطق وهي الأغلبية، ويتراوح عدد الآيات في الإصحاح الواحد ما بين الثلاثين والخمسين آية. ب) إصحاحات ناتجة عن سوء فهم. ت) إصحاحات قُسّمت بغية التأكيد على فكرة مسيحيّة. باختصار، يمكن القول إنّ التقسيم لإصحاحات هو أمر تقنيّ، باستثناء سفر المزامير ففيه التقسيم يهودي الأصل.
وفي أعقاب هذا التقسيم لإصحاحات أَعدّ راهب فقدّيس باسم أنتوني من پادوا 1195–1231 المعجم المفهرس الأول (concordance) لأسفار العهد القديم بالترجمة اللاتينيّة أي الڤولچاتا، التي أنجزها هيرونيموس القدّيس التلحميّ 340–420. ولكن المعجم المفهرس الموثوق به الأول للڤولچاتا، يعود إلى الراهب الدومنكيّ هوچو كارو في حوالي العام 1244، وهو الذي أوجد لفظة ”الكونكوردانس“، وقد ساعده في الإعداد هذا مئات الرهبان. في حين أنّ مثل هذا المعجم بالعبريّة، قد صدر في بدايات القرن السادس عشر، بقلم مردخاي ناتان. وقد ازدهرت طباعة هذا المعجم المفهرس في منتصف القرن الخامس عشر في أعقاب اختراع الطباعة.
وقبل ذلك حاول باحثون تقسيم أسفار الكتاب المقدّس بطرق شتّى، على أساس قِطع قصيرة لتسهيل البحث والاستقراء. من نافلة القول، ثمّة سهولة في البحث في إصحاح واحد مقارنة بالبحث في ستّة وستّين إصحاحًا مثلا، كما هي الحال في سفْر إشعياء. وكانت هنالك طريقة ذهبت إلى تقسيم إنجيل مرقس مثلًا إلى خمسين إصحاحًا، واليوم ستّة عشر إصحاحًا فقط.
كانت طبعة وايكلف (Wycliffe) للإنجليزيّة المطبوعة في العام 1382 الأولى، التي اعتمدت هذا التقسيم إلى إصحاحات. يعود توحيد تقسيم أسفار العهد القديم إلى آيات إلى أسرة بن أشير حوالي العام 900م. وكان التقسيم معمولًا به قرونًا قبل ذلك.
كان الرابي باسم ناتان في العام 1448 قد قسّم العهد القديم إلى آيات، وبخصوص العهد الجديد فإنّ الباحث الفرنسيّ، روبرإتين المعروف باسم ستيفانوس (1559-1503 Robert Estienne, Stephanus)، قام بالتقسيم المذكور في العام 1551. وقدِ ٱستخدم ستيفانوس تقسيم ناتان للعهد القديم. ومنذ بداية ما يدعى بـ Geneva Bible اُعتمد تقسيم ستيفانوس في كافّة طبعات الكتاب المقدّس تقريبا. ويذكر أنّ النسّاخ اليهود في القرون الوسطى، كانوا قد قسّموا أسفار العهد القديم، إلى آيات فقط وليس لإصحاحات وهنا أيضا كانت طرق مختلفة.
لا ريبَ أن التقسيم لإصحاحات فآيات، قد سهّل وسرّع وحسّن كثيرًا عمليّة الدراسة والبحث، مع هذا يجب رؤية الصورة بأكملها، لفهم رسالة الباري بالتمام. هذا التقسيم من صُنع الإنسان، وهو أحيانًا عشوائيّ ويتدخّل في مدلول الفقرة. لذلك ثمّة مبدأ يقول: الخطوة الأولى في تفسير الكتاب المقدّس، هي تجاهل هذا التقسيم. مؤلّفو الكتاب المقدّس الأصليّون، قصدوا قراءة كلّ سفر بالكامل، وليس تجزيئه أو تفكيكه إلى أجزاء كبيرة أو صغيرة.