في 12 فبراير 1992 فتحت المخابرات الجزائرية المراكز الأمنية بالصحراء الجزائرية
رغم مشروع المصالحة الوطنية الذي كان الانطلاقة القوية لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين و عودتهم إلى أهاليهم ، فما تزال صورة المعتقلين السياسيين و نعتهم بالإرهابيين تلاحقهم إلى يومنا هذا، و رغم المراسلات التي وجهوها للسلطات العليا في البلاد ، لإعادة لهم الاعتبار لكن لا يزال السجناء السياسيين يقبون داخل السجون ، أما المسرحين فقد أصيبوا باضطرابات نفسية ، و ظلت صور التعذيب تلاحقهم و لا تفارق مخيلتهم
كيف هي الحياة في معتقل الصحراء؟ لا أحد يمكنه أن يرسم هذه الصورة إلا من عاش تجربتها، عذاب و شقاء، تلك هي حياة المعتقلين السياسيين الذين زُجَّ بهم فيما سمّي بالمراكز الأمنية بالصحراء الجزائرية و بالضبط ولاية تندوف، التي فتحت ابوابها في فيفري 1992 ثم أغلقت بعد صدور قرار تحويل المعتقلين، إلى وادي الناموس بولاية بشار ثم تحويلهم في عام 1994 إلى منطقة عين امقل بتمنراست، المركز الذي استقر فيه المعتقلون و كانوا معزولين عن بقية المتواجدين فيه، و عين امقل كان عبارة عن سلسلة جبلية جاءت على شكل "نون" يتوسطها المعتقل، و هو يبعد بـ: 12 كلم عن بلدية عين امقل التي تبعد عن مقر الولاية ( تمنراست) بـ: 150 كلم، و مسافة 2250 كلم عن الجزائر العاصمة، و السفر إلى عين امقل لا يكون إلا عبر الطائرة، و من الصعب على العائلات الفقيرة توفير ثمن تذكرة التنقل آنذاك، حيث كانت تقارب 30 ألف دينار.
كان اصغر معتقل عمره 17 سنة و أكبرهم عمره 72 سنة و هو رجل من نواحي الأخضرية كان راع للأبقار بجبال زبربرة، يصف المعتقلين السياسيين الحياة بالمعتقل بالصعبة جدا تشعرك بأنك على خطوة من الآخرة هكذا عبر احد المعتقلين السياسيين المسرحين، بعضهم توفوا لتعرضهم بأمراض مزمنة خطيرة ( الفيروس الكبدي) و آخرون اصيبوا برصاصات طائشة، و منهم من اصابه الجنون، ناهيك عن لسعات العقارب، الذين أطلق سراحهم يعانون اليوم من اضطرابات نفسية و اضطرابات في الذاكرة ، فضلا عن الأثار التي خلفتها الإشعاعات النووية التي قامت بها فرنسا، و هي تبعد عن المعتقل سوى بـ: 100 متر ، كون الموقع كان محاذيا لقاعدة الوحدة الإفريقية، في سنة 1993 اضطر بعض المعتقلين إلى الإضراب عن الطعام لمدة 18 يوما، و آخر اضطر الى ابتلاع مقص من أجل الإفراج عنه
لما أطلق سراحهم واستفادوا على الحرية رفضت السلطات العليا إعادة إدماجهم في مناصب عملهم أو تعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم أو حتى حقهم في امتلاك جواز سفر، رغم أن العدالة براتهم من كل التهم التي كانت توجه لهم، و هي الانتماء إلى الجماعات الإرهابية المسلحة، (سليماني. ن) كنموذج كان تاجرا معروفا في ولاية من ولايات الشرق، تم اعتقاله في سنة 2002 بتهمة الانخراط في جماعة إرهابية و تحصل على حكم البراءة بعد الإفراج عنه، التقينا به و و كان في حالة إحباط ، كشف لنا أنه لا يعرف شيئا عن سبب اعتقاله، كل الذين اعتقلوا لأسباب مجهولة ، ظلت صورة الإرهابي تلاحقهم بل وصل الأمر إلى حد ما سمّوه بالحرمان الفعلي الغير معلن من حقوق المواطنة كحق امتلاك جواز سفر و ممارسة الحق السياسي بل حتى الحصول على حقوقهم المدنية، و لم تنفع المراسلات التي بعثوا بها إلى الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة و الرابطة الوطنية لحقوق الإنسان، و هم إلى اليوم على أمل لاستعادة حقوقهم المهضومة، ما تزال ىا تزال التعذيب في جسد هذا المعتقل ، و هو يصف حياة السجون يعب على المرء سماعها أو معايشتها ، كانوا يشربون الماء ممزوج بالبول ( أكرمكم الله) و كانوا ينامون على الأرض و أحيان على الحديد من دون فراش، و تارة يبيتون من دون عشاء، كانت الدموع تغسل وجنتيه، هكذا يبكي الرجال و بكاء الرجال غالٍ جدا.
علجية عيش
رغم مشروع المصالحة الوطنية الذي كان الانطلاقة القوية لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين و عودتهم إلى أهاليهم ، فما تزال صورة المعتقلين السياسيين و نعتهم بالإرهابيين تلاحقهم إلى يومنا هذا، و رغم المراسلات التي وجهوها للسلطات العليا في البلاد ، لإعادة لهم الاعتبار لكن لا يزال السجناء السياسيين يقبون داخل السجون ، أما المسرحين فقد أصيبوا باضطرابات نفسية ، و ظلت صور التعذيب تلاحقهم و لا تفارق مخيلتهم
كيف هي الحياة في معتقل الصحراء؟ لا أحد يمكنه أن يرسم هذه الصورة إلا من عاش تجربتها، عذاب و شقاء، تلك هي حياة المعتقلين السياسيين الذين زُجَّ بهم فيما سمّي بالمراكز الأمنية بالصحراء الجزائرية و بالضبط ولاية تندوف، التي فتحت ابوابها في فيفري 1992 ثم أغلقت بعد صدور قرار تحويل المعتقلين، إلى وادي الناموس بولاية بشار ثم تحويلهم في عام 1994 إلى منطقة عين امقل بتمنراست، المركز الذي استقر فيه المعتقلون و كانوا معزولين عن بقية المتواجدين فيه، و عين امقل كان عبارة عن سلسلة جبلية جاءت على شكل "نون" يتوسطها المعتقل، و هو يبعد بـ: 12 كلم عن بلدية عين امقل التي تبعد عن مقر الولاية ( تمنراست) بـ: 150 كلم، و مسافة 2250 كلم عن الجزائر العاصمة، و السفر إلى عين امقل لا يكون إلا عبر الطائرة، و من الصعب على العائلات الفقيرة توفير ثمن تذكرة التنقل آنذاك، حيث كانت تقارب 30 ألف دينار.
كان اصغر معتقل عمره 17 سنة و أكبرهم عمره 72 سنة و هو رجل من نواحي الأخضرية كان راع للأبقار بجبال زبربرة، يصف المعتقلين السياسيين الحياة بالمعتقل بالصعبة جدا تشعرك بأنك على خطوة من الآخرة هكذا عبر احد المعتقلين السياسيين المسرحين، بعضهم توفوا لتعرضهم بأمراض مزمنة خطيرة ( الفيروس الكبدي) و آخرون اصيبوا برصاصات طائشة، و منهم من اصابه الجنون، ناهيك عن لسعات العقارب، الذين أطلق سراحهم يعانون اليوم من اضطرابات نفسية و اضطرابات في الذاكرة ، فضلا عن الأثار التي خلفتها الإشعاعات النووية التي قامت بها فرنسا، و هي تبعد عن المعتقل سوى بـ: 100 متر ، كون الموقع كان محاذيا لقاعدة الوحدة الإفريقية، في سنة 1993 اضطر بعض المعتقلين إلى الإضراب عن الطعام لمدة 18 يوما، و آخر اضطر الى ابتلاع مقص من أجل الإفراج عنه
لما أطلق سراحهم واستفادوا على الحرية رفضت السلطات العليا إعادة إدماجهم في مناصب عملهم أو تعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم أو حتى حقهم في امتلاك جواز سفر، رغم أن العدالة براتهم من كل التهم التي كانت توجه لهم، و هي الانتماء إلى الجماعات الإرهابية المسلحة، (سليماني. ن) كنموذج كان تاجرا معروفا في ولاية من ولايات الشرق، تم اعتقاله في سنة 2002 بتهمة الانخراط في جماعة إرهابية و تحصل على حكم البراءة بعد الإفراج عنه، التقينا به و و كان في حالة إحباط ، كشف لنا أنه لا يعرف شيئا عن سبب اعتقاله، كل الذين اعتقلوا لأسباب مجهولة ، ظلت صورة الإرهابي تلاحقهم بل وصل الأمر إلى حد ما سمّوه بالحرمان الفعلي الغير معلن من حقوق المواطنة كحق امتلاك جواز سفر و ممارسة الحق السياسي بل حتى الحصول على حقوقهم المدنية، و لم تنفع المراسلات التي بعثوا بها إلى الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة و الرابطة الوطنية لحقوق الإنسان، و هم إلى اليوم على أمل لاستعادة حقوقهم المهضومة، ما تزال ىا تزال التعذيب في جسد هذا المعتقل ، و هو يصف حياة السجون يعب على المرء سماعها أو معايشتها ، كانوا يشربون الماء ممزوج بالبول ( أكرمكم الله) و كانوا ينامون على الأرض و أحيان على الحديد من دون فراش، و تارة يبيتون من دون عشاء، كانت الدموع تغسل وجنتيه، هكذا يبكي الرجال و بكاء الرجال غالٍ جدا.
علجية عيش