د. محمد عباس محمد عرابي - التناص في قصيدة "الجسد الواحد" لفضيلة الشيخ الشاعر عبد الله بن علي العامري

الزلزال وما أدارك ما الزلزال وآثاره التدميرية وقانا الله والجميع إياها، وأمام ما يصيب الناس من الزلزال يجب غوثهم ومساعدتهم، وقد تحدث فضيلة الشيخ الشاعر عبد الله بن علي العامري عن التآزر والتعاون والتكافل والتساند مع المنكوبين في قصيدة الجسد الواحد حيث يقول:
تزلزلتْ في جسدي
زِلزاَلها في البلدِ
في أمةٍ وِحْدتُها
في دينها الموحِّدِ
ما زُلزلت في الجَمَدِ
بل زلزلت في كبدي
وحَّدنا مصابنُا
في ولدٍ و والدي
واحدنا يجمعنا
و كلنا كواحدِ
أُخوَّةٌ تجمعنا
تحفظنا للأبدِ
إذا المصابُ ضامنا
نصده ملء اليدِ
وربُّنا أورثتا
دينَ النبيْ محمد
دينٌ قويمٌ صامدٌ
دينُ الهُدى والرشدِ
علمنا أدبنا
لا ننحني للصَعدِ
يا شامنا أصابنا
مصابُكم بالسَهَدِ
يا ربُّ فاحفظنا لهم
واحفظ لهم أمنَ الغدِ
فأرضهم تجمعنا
للحشر يوم الموعدِ
وقد اتضحت لنا في هذه القصيدة ثقافة فضية الشيخ الشاعر عبد الله بن علي العامري الدينية، حيث أشار إلى أهمية التكافل، والوقوف صفًا واحدًا وهو ما حث عليه ديننا الحنيف.
ففي قوله:
تزلزلتْ في جسدي
زِلزاَلها في البلدِ
في أمةٍ وِحْدتُها
في دينها الموحِّدِ
ما زُلزلت في الجَمَدِ
بل زلزلت في كبدي
يتضح لنا تأثر الشاعر بقوله تعالى:
إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) سورة الزلزلة.
وقوله تعالى:" إِنَّ هذه أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) سورة الأنبياء
كما أن قول الشاعر :
وحَّدنا مصابنُا
في ولدٍ و والدي
واحدنا يجمعنا
و كلنا كواحدِ
أُخوَّةٌ تجمعنا
تحفظنا للأبدِ
فيه تناص مع قول رسول الله ﷺ: الذي رواه أبو موسى الأشعري "المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كالْبُنْيانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا. ثُمَّ شَبَّكَ بيْنَ أصابِعِهِ. "رواه البخاري ومسلم.
وفي قوله: إذا المصابُ ضامنا
نصده ملء اليدِ
وربُّنا أورثتا
دينَ النبيْ محمد
دينٌ قويمٌ صامدٌ
دينُ الهُدى والرشدِ
وفي هذا تناص مع قوله تعالى من سورة آل عمران:
إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)
وتناص مع قوله تعالى:
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) آل عمران
وقول شاعرنا العامري
علمنا أدبنا
لا ننحني للصَعدِ
يا شامنا أصابنا
مصابُكم بالسَهَدِ


تناص مع قول رسول الله ﷺ: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" رواه مسلم
وفي قول العامري:
يا ربُّ فاحفظنا لهم
واحفظ لهم أمنَ الغدِ
فأرضهم تجمعنا
للحشر يوم الموعدِ
وفيه تناص مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا وفي نجدنا فقال اللهم بارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا .............رواه الترمذي وصححه الألباني
وقول رسول الله " صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((هاهُنا تُحشَرونَ، هاهُنا تُحشَرونَ، هاهُنا تُحشَرونَ -ثَلاثًا-رُكبانًا، ومُشاةً، وعلى وُجوهِكم))، قال ابنُ أبي بكيرٍ: فأشارَ بيَدِه إلى الشَّامِ، فقال: ((إلى هاهُنا تُحشَرونَ))
اللهم رحمتك بالضعفاء والمنكوبين، وكن لهم – سبحانك عونًا ونصيرا اللهم آمين.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى