يدور هذا المقال حول :وَصَفَالدكتور عبد الرحمن العشماويالأرضفي قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي )؛حيث بين أن الأرض مسرح للناس،وأنه لا أرض بدون سماء،وبين أن جسر المودة في أرض الأحلام ممدودٌ، وتحدث عن لقاء الأمطار بالأرض والعشق الذي بينهما ، كما تحدث عن بناء قصور الأفراح فوق أرض السعادة ، وبين أن آثار الحب في كل أرض، وتحدث عن أثر حزن العيد على الأرض، و أشار إلى أنهأحيانًا تكون الأرض جدباء لا يهطل عليها واكف، وبين أن أرض الصفاء ذلول،وأشار إلى سعادة الأرض بالمزارعين وتفتحها لهم،،وتحدث عن حراثةالأرضوزراعتهابالقمح، وفيما يلي بيان ما قاله في ذل :
الأرض مسرح للناس:
يبين الشاعرفي قصيدة (وقفة على حمى ظبيان ) أن الأرض مسرح للناسحيث يقول:
هم الناس في الدنيا ،صنوف تنوعت ** مشاربهم ،والأرض للناس مسرح
فشهمٌ ترى في وجهه نور قلبه ** إلى الخير في كل الميادين يطمح ( )
لا أرض بدون سماء :
يبين الشاعر في قصيدة (هبني فمًا يشدو) أنه لا أرض بدون سماءفيقول :
لِمَ هكذا تقسو على مَنْ قلبه ** مأواك، هذي شيمة الجبناءِ
أذبلت في قلبي زهور محبتي ** وحصدتها بمناجل البغضاء
أو تدعي حُبي فأين عطاؤه **أسمعت عن حب بدون عطاء؟
أسمعت عن شوق بدون تحرقٍ؟**أسمعت عن أرض بدون سماء؟( )
جسر المودة في أرض الأحلام ممدودٌ:
يبين الشاعرأن جسر المودة في أرض الأحلام ممدودٌ ؛فيقول في قصيدة (من القلب ):
أنا مؤمن بالله ،حبل مشاعري ** بجلاله وعطائه معقودُ
أنا مؤمن بالله ،جسر مودتي ** في أرض أحلامي به ممدودُ
أنا مؤمن بالله حبلٌ لم يزل ** لم ينقطع حبلي ولست أحيدُ
تبلي جميع رغائبي ومقاصدي ** ويقين قلبي بالإله جديد( )
لقاء الأمطار بالأرض :
تحدث الشاعر في قصيدة (أغنية على شفة الرياض )عن عطاء السحب والغيوم المتمثل في الأمطار التي تلتقي بالأرض عشقًا لها فيقول :
أو ما تعشقون حُسن عطائي ** فأزيلوا ما بيننا من حجاب
عندها أرتمي على الأرض عشقًا ** وأريكم سريرة الإخصاب
يحبس الله غَيْثه حين تَعْشى ** أعين الناس عن طريق الصواب ( )
بناء قصور الأفراح فوق أرض السعادة:
يتحدث الشاعر عن بناء قصور الأفراح فوق أرض السعادة فيقولفي قصيدة (وثيقة حب لا تقبل النقض ) :
يناجيك قلبي، لا يمل من النجوى ** ويشرب من ماء الحنين فما يروى
تحير قلبي كيف يبْرأ جرحه ** وكيف ينال الصبر أو يجد السلوى
أيبكي ،وماذا ينفع القلب إنْ بكى ** أيشكو، بماذا سوف تنفعه الشكوى؟
أميرة قلبي لست أدري إلى متى ** أصبّر هذا القلب عنك فلا يقوى ( )
آثار الحب في كل أرض :
يبين الشاعر أن آثار حبه لأمته عم كل أرضونجم يقول في قصيدة (منهاوإليها ):
رأيت حبك يسمو بي فطرت به ** أبني على شرفات النجم بنيانًا
فجّرْتكل أرض– بعد أن أمنت ْ**نفسي إلى قلبك الخفاق- بركانا( )ِ
أثر حزن العيد على الأرض :
يبين الشاعرأثر حزن العيد على الأرض حيث يقول في قصيدة (عندما يحزن العيد) :
أقبلت يا عيد ،هذي أرض حسرتنا **تموج موجًا وأرض الأنس قيعان .
أقبلت يا عيد والظلماء كاشفة ** عن رأسها ،وفؤاد البدر حيران ( )
أرض جدباء:
في قصيدة (أين غاب العازف )يبين الشاعر أن الأرض جدباء لم يهطل عليها واكف فيقول:
هذي سمائي تحت جبة غيمها *** برقٌ يلوح لنا ،ورعدٌ قاصفُ
لكن أرضي لم تزل في جدبها***تشكو ،ولم يهطل عليها واكفُ
يا ليلة ما لاح لي في ظلها *** إلا رؤى سودٌ وبدرٌ خاسفٌ( )ِ
وفي قصيدة (أغنية على شفة الرياض ) يبين تعب الأرض من الجفاف والجدب فيقول:
ونداءٌ إلى الغيوم صريحٌ *** وحنينٌ مغلفٌ بالعتاب
اركضي يا غيوم في كل شبر *** من سمائي وأظهري كل خابي
تتراءين من بعيد خيالا *** فمتى تُسعديننا باقتراب ؟
ومتى تَنْفُضين عنا وجومًا *** جعل النفس في أسى واضطراب ؟
لقني الجدب درسَ خصبٍ وردِّي *** بسمة الروض بعد طول غياب
عكري صفو جونا ،فجميلٌ *** أن نرى وجه أفقنا في اكتئاب
تعبت أرضنا جفافًا وجدْبا ** واحتواها اللهاث خلف السراب ( )
وفي قصيدته (يا من رحلتَ) يدعو الله (تعالى)أن يمنن علينا بروض ناضر فالأرض قد جفت فيقول:
يا رب أقدام الجفاف تمكنت **من أرضنا فامنن بروض ناضر
يا رب شكونا إليك من امرئٍ ** يبني سعادته بجرح الآخر ( )ِ
أرض الصفاء ذلول:
يبين الشاعر أن ليل الرياض جعل أرض الصفاء ذلولا فيقول في قصيدة (حوار مع ليل طويل ):
عهدتك بالأمس القريب تجيئني ** بشوشًا تزف الذكريات شُكولا
وتحمل من نور بدرك باقة** وتجعل لي أرض الصفاء ذلولا( )ِ
سعادة الأرض بالمزارعين وتفتحها لهم:
يبين الشاعر أن قريته قرية خضراء من كثرة زروعها يستيقظ أهلها مبكرين منذ الفجر متوكلين على الله في عملهم ،والأرض تسعد بالمزارع وتتفتح لهم فتسهل عملية الزراعة بإذن الله فيقول في قصيدة (وقفة على حمى ظبيان ) :
وكنتُ إذا ما أضحكَ الفجرُ سِنَّهُ ** أرى القرية الخضراء في النور تسبحُ
إذا ضرب المسحاة سمَّى ربه بربه ** فهشت له الأرضُ التي تتفتح ُ ( )
حراثة الأرض وزراعتها بالقمح :
يتحدث الشاعر عن حراثةالأرضوزراعتهابالقمح الذي كان يبذره جده حيث يقول في قصيدة "بوابة الشعر" :
هنا في رُبَى الزيتون واللوز غرّدتْ ** بلابل شوقي فاستراح لها صدري
هنا كانت الآكام ترفع رأسها ** شموخًا وإدلالا بأشجارها الخضر
هنا كان جدي يحرث الأرض كلما ** شدا الغيم في الآفاق أغنية القطر
ويبذر باسم الله قمحًا، فما ترى ** سوى بركات الله في ذلك البذر ( )
*خاتمة :
وهكذا يتضح لنا براعة الشاعر الكبير الدكتور عبد الرحمن العشماويفي وصف الأرض معتمدا على عرض الحقائق الكونية المتعلقة بالأرض بأسلوب متميز مؤثر في النفس حيث بين أن الأرض مسرح للناس،وأنه لا أرض بدون سماء، وحديثه عن سعادة الأرض بالمزارعين وتفتحها لهم،،و حديثه عن حراثةالأرضوزراعتهابالقمح،و بيانه أن الأرض قد تكون جدباء لا يهطل عليها واكف ،بالإضافة إلى توظيف الخيال كوصفه لأرض الصفاء بأنها ذلول،و بيانه أن جسر المودة في أرض الأحلام ممدودٌ، و وحديثه عن لقاء الأمطار بالأرض وحديثه عن العشق الذي بينهما ،وحديثه عن بناء قصور الأفراح فوق أرض السعادة ، وبيان آثار الحب في كل أرض،وأثر أثر حزن العيد على الأرض.
المراجع:
عبد الرحمن العشماوي : ديوان مراكب ذكرياتي ،الرياض ،مكتبة العبيكان ،1424هـ
الأرض مسرح للناس:
يبين الشاعرفي قصيدة (وقفة على حمى ظبيان ) أن الأرض مسرح للناسحيث يقول:
هم الناس في الدنيا ،صنوف تنوعت ** مشاربهم ،والأرض للناس مسرح
فشهمٌ ترى في وجهه نور قلبه ** إلى الخير في كل الميادين يطمح ( )
لا أرض بدون سماء :
يبين الشاعر في قصيدة (هبني فمًا يشدو) أنه لا أرض بدون سماءفيقول :
لِمَ هكذا تقسو على مَنْ قلبه ** مأواك، هذي شيمة الجبناءِ
أذبلت في قلبي زهور محبتي ** وحصدتها بمناجل البغضاء
أو تدعي حُبي فأين عطاؤه **أسمعت عن حب بدون عطاء؟
أسمعت عن شوق بدون تحرقٍ؟**أسمعت عن أرض بدون سماء؟( )
جسر المودة في أرض الأحلام ممدودٌ:
يبين الشاعرأن جسر المودة في أرض الأحلام ممدودٌ ؛فيقول في قصيدة (من القلب ):
أنا مؤمن بالله ،حبل مشاعري ** بجلاله وعطائه معقودُ
أنا مؤمن بالله ،جسر مودتي ** في أرض أحلامي به ممدودُ
أنا مؤمن بالله حبلٌ لم يزل ** لم ينقطع حبلي ولست أحيدُ
تبلي جميع رغائبي ومقاصدي ** ويقين قلبي بالإله جديد( )
لقاء الأمطار بالأرض :
تحدث الشاعر في قصيدة (أغنية على شفة الرياض )عن عطاء السحب والغيوم المتمثل في الأمطار التي تلتقي بالأرض عشقًا لها فيقول :
أو ما تعشقون حُسن عطائي ** فأزيلوا ما بيننا من حجاب
عندها أرتمي على الأرض عشقًا ** وأريكم سريرة الإخصاب
يحبس الله غَيْثه حين تَعْشى ** أعين الناس عن طريق الصواب ( )
بناء قصور الأفراح فوق أرض السعادة:
يتحدث الشاعر عن بناء قصور الأفراح فوق أرض السعادة فيقولفي قصيدة (وثيقة حب لا تقبل النقض ) :
يناجيك قلبي، لا يمل من النجوى ** ويشرب من ماء الحنين فما يروى
تحير قلبي كيف يبْرأ جرحه ** وكيف ينال الصبر أو يجد السلوى
أيبكي ،وماذا ينفع القلب إنْ بكى ** أيشكو، بماذا سوف تنفعه الشكوى؟
أميرة قلبي لست أدري إلى متى ** أصبّر هذا القلب عنك فلا يقوى ( )
آثار الحب في كل أرض :
يبين الشاعر أن آثار حبه لأمته عم كل أرضونجم يقول في قصيدة (منهاوإليها ):
رأيت حبك يسمو بي فطرت به ** أبني على شرفات النجم بنيانًا
فجّرْتكل أرض– بعد أن أمنت ْ**نفسي إلى قلبك الخفاق- بركانا( )ِ
أثر حزن العيد على الأرض :
يبين الشاعرأثر حزن العيد على الأرض حيث يقول في قصيدة (عندما يحزن العيد) :
أقبلت يا عيد ،هذي أرض حسرتنا **تموج موجًا وأرض الأنس قيعان .
أقبلت يا عيد والظلماء كاشفة ** عن رأسها ،وفؤاد البدر حيران ( )
أرض جدباء:
في قصيدة (أين غاب العازف )يبين الشاعر أن الأرض جدباء لم يهطل عليها واكف فيقول:
هذي سمائي تحت جبة غيمها *** برقٌ يلوح لنا ،ورعدٌ قاصفُ
لكن أرضي لم تزل في جدبها***تشكو ،ولم يهطل عليها واكفُ
يا ليلة ما لاح لي في ظلها *** إلا رؤى سودٌ وبدرٌ خاسفٌ( )ِ
وفي قصيدة (أغنية على شفة الرياض ) يبين تعب الأرض من الجفاف والجدب فيقول:
ونداءٌ إلى الغيوم صريحٌ *** وحنينٌ مغلفٌ بالعتاب
اركضي يا غيوم في كل شبر *** من سمائي وأظهري كل خابي
تتراءين من بعيد خيالا *** فمتى تُسعديننا باقتراب ؟
ومتى تَنْفُضين عنا وجومًا *** جعل النفس في أسى واضطراب ؟
لقني الجدب درسَ خصبٍ وردِّي *** بسمة الروض بعد طول غياب
عكري صفو جونا ،فجميلٌ *** أن نرى وجه أفقنا في اكتئاب
تعبت أرضنا جفافًا وجدْبا ** واحتواها اللهاث خلف السراب ( )
وفي قصيدته (يا من رحلتَ) يدعو الله (تعالى)أن يمنن علينا بروض ناضر فالأرض قد جفت فيقول:
يا رب أقدام الجفاف تمكنت **من أرضنا فامنن بروض ناضر
يا رب شكونا إليك من امرئٍ ** يبني سعادته بجرح الآخر ( )ِ
أرض الصفاء ذلول:
يبين الشاعر أن ليل الرياض جعل أرض الصفاء ذلولا فيقول في قصيدة (حوار مع ليل طويل ):
عهدتك بالأمس القريب تجيئني ** بشوشًا تزف الذكريات شُكولا
وتحمل من نور بدرك باقة** وتجعل لي أرض الصفاء ذلولا( )ِ
سعادة الأرض بالمزارعين وتفتحها لهم:
يبين الشاعر أن قريته قرية خضراء من كثرة زروعها يستيقظ أهلها مبكرين منذ الفجر متوكلين على الله في عملهم ،والأرض تسعد بالمزارع وتتفتح لهم فتسهل عملية الزراعة بإذن الله فيقول في قصيدة (وقفة على حمى ظبيان ) :
وكنتُ إذا ما أضحكَ الفجرُ سِنَّهُ ** أرى القرية الخضراء في النور تسبحُ
إذا ضرب المسحاة سمَّى ربه بربه ** فهشت له الأرضُ التي تتفتح ُ ( )
حراثة الأرض وزراعتها بالقمح :
يتحدث الشاعر عن حراثةالأرضوزراعتهابالقمح الذي كان يبذره جده حيث يقول في قصيدة "بوابة الشعر" :
هنا في رُبَى الزيتون واللوز غرّدتْ ** بلابل شوقي فاستراح لها صدري
هنا كانت الآكام ترفع رأسها ** شموخًا وإدلالا بأشجارها الخضر
هنا كان جدي يحرث الأرض كلما ** شدا الغيم في الآفاق أغنية القطر
ويبذر باسم الله قمحًا، فما ترى ** سوى بركات الله في ذلك البذر ( )
*خاتمة :
وهكذا يتضح لنا براعة الشاعر الكبير الدكتور عبد الرحمن العشماويفي وصف الأرض معتمدا على عرض الحقائق الكونية المتعلقة بالأرض بأسلوب متميز مؤثر في النفس حيث بين أن الأرض مسرح للناس،وأنه لا أرض بدون سماء، وحديثه عن سعادة الأرض بالمزارعين وتفتحها لهم،،و حديثه عن حراثةالأرضوزراعتهابالقمح،و بيانه أن الأرض قد تكون جدباء لا يهطل عليها واكف ،بالإضافة إلى توظيف الخيال كوصفه لأرض الصفاء بأنها ذلول،و بيانه أن جسر المودة في أرض الأحلام ممدودٌ، و وحديثه عن لقاء الأمطار بالأرض وحديثه عن العشق الذي بينهما ،وحديثه عن بناء قصور الأفراح فوق أرض السعادة ، وبيان آثار الحب في كل أرض،وأثر أثر حزن العيد على الأرض.
المراجع:
عبد الرحمن العشماوي : ديوان مراكب ذكرياتي ،الرياض ،مكتبة العبيكان ،1424هـ