رايفين فرجاني - مائة مدونة عربية مهمة 9

2019​

[1] أحمد خالد توفيق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا هو عرّابنا

وكبيرهم الذي علمهم السحر

من بين جميع المدونات الأدبية,هذه هي الأكثر حميمية بالنسبة لي

غني عن التعريف هذا الرجل,فيكفي ذكر اسمه ليلقي بحضوره على ذهن المثقف العربي فيسترجع صورا من أبرز أعماله,التي تمثلت سرديا في سلاسله الثلاثة الأشهر؛ما وراء الطبيعة وفانتازيا ثم سافاري. وتبعتها محاولات ضعيفة لصنع سلاسل أخرى تحاول تحقيق نفس النجاح. هذا غير مترجماته السبّاقة والانتخابية,وأيضا خماسية اليوتوبيا العربية.

وأعماله التي تمثلت بحثيا في مجموعة كبيرة من المقالات الدورية المتناثرة على مجموعة من الإصدارات الورقية والمواقع على الشبكة. منها مقالات تم جمعها أو كتابتها خصيصا لمجموعة من الكتب المقالية أو الدراسية. وقد اتسمت جميع مقالاته بالسخرية والتهكم والنقد اللاذع لكل جوانب المجتمع؛السياسية والدينية والثقافية والأدبية والفنية. عربيا أو عالميا في إدلاء بآراء تنم عن مفكر ثقيل رغم ما اتصف بعضها بكونها آراء صبيانية تدل على تفكير غير ناضج.

يقول صاحب المدونة

(أضنانى البحث دوما عن كتاباته .. ففكرت فى تجميعها) فهذا أكبر تجمع لكتابات العرّاب.

[2] البيان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تخلط بعض المواقع بين كونها مواقع إعلامية تقدم خدمات إخبارية,أو مواقع سياسية (والسياسة جزء من الإعلام أو العكس) تقدم تدوينا سياسية متضمنا لتحليلات لا تكون حيادية في أغلبها. أي تحليل سياسي للوضع لا ينطلق من قاعدة اجتماعية علمية أو تاريخية,بل من منطلق تصوراته وتوجهاته الفكرية والحزبية.

والمواقع الإخبارية الكبرى مثل إندبندنت عربية أو هافينغتون بوست عربي لا تخالف ذلك كثيرا,وإن محتواها أكثر رقيا من العبث السياسي القائم في البلاد بالفعل. ولكنها مدونات الفضل في إنشاءها جهات غير عربية. لهذا فضلت التركيز قليلا على الصحف السياسية التابعة لأنظمتها (أي الغير مستقلة,وبشكل صريح). وعلى جهودها العملاقة لرصد الخبر ومتابعتها انطلاقا من قاعدة مؤساستية ممولة من جهات عملاق مثل دولة الإمارات.

ملحقها الخاص بالاقتصاد (البيان الاقتصادي) يعد من أهم الصحف الاقتصادية في العالم العربي.

[3] الدحيح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كما يقول المدون التقني بأراجيك:-

مقتطفات عربية عبارة عن فيديوهات لا تتخطى الدقيقتين مقدمة من فريق مكون من مجموعة من المجانين العرب من جميع أنحاء العالم،اهتموا فيها بتوصيل محتوى عربي قصير وثري بالمعلومات،AJ+ عربي ليست خدمة إخبارية،بل هي فن وإبداع ... ببساطة هي إيقاع.

ويقول عن الدحيح:-

صفحة على الفيسبوك وبرنامج على يوتيوب يتناول أحمد الغندور -وهو المسؤول عنها- الكثير من المواضيع المحيرة،علمية كانت أم فلسفية ويشرحها ويناقشها ببساطة،يتميز أحمد بشرحه العلمي الذي يطغى عليه الجانب الكوميدي فلا تمل من فيديوهاته مهما شاهدتها.

وأقول أنا عنه,أنه أنشأ ما يشبه يوتوبيا علمية على اليوتيوب,عبر تنقله من قناته عام 2014 إلى الإعلام القطري AJ+ عربي,ثم الإعلام الإمارتي متمثلا في قناتي متحف المستقبل وNew Media Academy.

مع ذلك لي تحفظات كثيرة عنه,فهو مواكب للموجة,بدلا من الاهتمام بمسائل بعينها (مع أنه قدم بعض أفضل العروض الممتعة نحو تنمية الشغف بالعلم) كما أنه يخدم توجهات بعينها, ومعلوماته إما معروفة إلى حد كبير,وإما مستندة إلى مصادر غير أكيدة,وإما المعقد منها يصعب تبسيطه.

[4] الدوحة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظهرت الدوحة بداية كدوحة في صحراء جرداء من الجهل,وساهمت في تحقيق العصر الذهبي للصحافة العربية,ذلك الذي نتمنى عودته. إلى جوار مجلات مهمة مثل العربي والفيصل. أو الجديد منها مثل الجديد والعربية. وتصدر شهريا الدوحة منذ عام 1969 لولا بعض التوقفات,وهي مجلة مهمة جدا,تضرب في جميع ضروب الثقافة. وتلقي عناية كبيرة بتصميم وتنسيق الدورية. وتصميم أغلفتها. ومؤخرا في 2019 أطلقت موقعها الرسمي الذي يعد ربائد أو أرشيفا لما سبق من أعداد المجلة,المصحوبة دائما بدورية من الكتب اسمها (كتاب الدوحة).

تمثل الدوحة هنا,وموقعها عددا من المجلات المهمة التي كنت أتمنى تخصيص مرتبة لها في هذه القائمة,وعلى رأسها صحيفة العربية ومجلتها القافلة. وقد حاولت الكتابة في كلا المجلتين الدوحة والقافلة (لا أذكر ماذا جرى بالضبط الصراحة).

[5] الميزان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الميزان من وزن,ويفترض به التمييز بين الصدق والزيف,وأقول الزيف لا الكذب لأنه أشمل ربما,فالكذب قد يأخذ تلونات عديدة الزيف نوع منها فلعل الكذب هو الأشمل ربما. الميزان هو محراب (وكنت محتار أن أضع مدونة تحمل عنوان محرابي),ومدونات أخرى مثل مستنقعات الفحم (عنوان المدونة وليس وصفها) أو بركة بيتس,أو حتى مؤسسة الدراسات الفلسطينية التي احترت ذكرها موضع متراس أو الميزان. الميزان موقع جميل وشيق وموضوعاته جذابة,وموزعة على سبعة أقسام رئيسية

1-المصطبة

2-المشربية

3-البيانولا

4-التخت

5-الربابة

6-زاوية

7-خردواتي

وأقسامه تلك تتناول موضوعات عامة,وكما لاحظتم هو تقريبا يقلد مدينة في التقسيم الفريد والمفاجئ لأسماء العناوين. موقع جيد,ولكن يعيبه أنه يميل لإعلانات رخيصة لا فائدة منها حفاظا على استمراره.

[6] إندبندنت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إندبندنت عربية ومثل كل شيء آخر,تم تحويله العربية من أجل ضمان مكسب كبير متمثل في شريحة مجتمعية هائلة ومؤثرة في العالم مثل المجتمع العربي. وهو مكسب تحقق منذ تحول النقد إلى سيل من المتابعات الإعلامية. أي أن الناس هنا,وعدد أنفارهم أو أفرادهم هم نقود. عقول خاوية تعمل كحّصالات نقود للغير. ولكن مهلا,قد يبدوا من نقدي القاسي طوال الفقرات الماضية أنني معترض على وجود هذه المدونات والصحف. لو كان الأمر كذلك لما أعددت قائمتي المطولة تلك اعترافا وتقديرا. وإنما النقد الذي يكشف عيوب الشيء ليس بالضرورة أن يقتله. وما لا يقتلك يقويك (أو لا يقويك .. لا يهم,هذا تحدده أنت). أنت أيا كانت الجهة التي تمثلها. صدقني إندبندنت Independent موقع عظيم فهو النسخة الرقمية العربية من نظيره البريطاني. ولكن أين الصحافة المستقلة مع كل هذه التبعية الغربية التي تمد ذراعا إعلاميا يعد امتدادا لما بعد الاستعمارية.

[7] أوان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مدونة ثقافية وفنية,لديها ملفات هامة حول فنانين عرب مؤثرين في عصرنا,أمثال يوسف عبدلكي وأحمد اللباد. ولكن ما نقصده هنا هو مجلة أوان Awan. التي تبدوا مشروعا جيدا جدا وإن كان متعثرا قليلا خاصة في محاولة إنشاء منصة بيع الكتب ضمن أبوابه (منتج واحد معروض!) هو كتاب لدوستويفسكي.

تعرّف عن نفسها بـ

مجلة إلكترونية موضوعها يتمحور حول الفكر والثقافة والتاريخ والذاكرة . تسعى لأن تكون فضاءاً مفتوحاً تتداخل فيها العلوم والمعارف والفنون. أما رهانها فمعلق على إنجاز فعل ثقافي وفكري إلكتروني مغاير تتعانق فيه الصورة مع الكتاب واللوحة.

هذه العبارة الأخيرة لمستني حقا,لأنها ربما تنشد ما أطلبه دائما حول التعالق بين النص والصورة.

ولكنها ليست المقصودة هنا,بل قصدت صحيفة أوان (ما قبل الحقيقة) المشابهة للمنصة والجمهورية وتلك الصحف الجديدة.

[8] قراءات عشوائية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-الكتابة

-تكوين

-أبجد

-ثقافات

-نقطة ضوء

-عصير الكتب

-قراءات

-مقال كلاود

-الرواية

-إسكاتوبيا

-كلمات

-هنداوي

-نديم

-التحولات

-مدينة

-إضاءات

-رصيف 22

-رقيم

وغيرهم الكثير. انسى كل هذا وركز معي قليلا هنا على قراءات عشوائية (هل تذكرون عشوائيات؟). الغريب هو استخدام مفردات مثل (قراءات عشوائية Random Reads) و(كتب مملة Boring Books) في المدونة الأخرى,والتي انطلقتا معا في عام 2019. العشوائية تفيد أن تأخذ من كل بستان زهرة,والكتب المملة للدلالة على أن لا تظل على السطح مكتفيا برحيق الزهرة,بل وتظل تحللها كما يقول أحمد خالد توفيق. إن ميزة تحليل البرتقالة بدلا من تذوقها,رغم أنه قد يفسد متعة التذوق,ولكنه يجعلنا نفهم أكثر كيف يمكن أن نستخلص العطور والعصير من الزهور والبرتقال,بل وحتى الدواء لنعالج الأمراض.

[9] كتب مملة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من نحن (هكذا تتحدث المدونة عن نفسها)

تسود المحتوى العربي على الإنترنت خطوط محدودة، وحين تتساءل عن سبب ذلك تكون الإجابة «هذا ما يطلبه القراء»، وفي وجهة نظرنا إنه من غير المنطقي أن تقدم للقارئ وجبة واحدة، ثم تزعم أنها الوجبة الوحيدة التي يحبها، لأنك ساعتها لم تقدم له ما يكفي من الخيارات، ويشبه هذا المثال العديد من الجوانب في واقعنا.

نقدم في موقعنا خيارًا آخر، نتحدث عن كتب قد يحسبها البعض مملة في حين أنها ممتلئة بالمعرفة والمتعة، نكتب ونترجم عنها من أجل أن نتعلم ومن أجل متعتنا الشخصية، ونرى أنها قد تكون مصدر معرفة ومتعة للعديد من القراء.

لا نزعم أننا نقوم بدور تنويري، أو ندافع عن قضايا كبرى، إنما نحن نلعب ونجرِّب في مساحة مختلفة تخصنا، وندعو القارئ أن يشاركنا اللعب والتجريب.

المؤسس: أمير زكي

إشراف: أمير زكي وحسين الحاج وأحمد الشربيني.

وهي مشابهة كثيرا لقراءات عشوائية.

[20] معنى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منصة معنى Manaa منصة ثقافية كبرى,تعرّف عن نفسها بأنها مؤسسة ثقافية تقدّمية ودار نشر تهتم بالفلسفة والمعرفة والفنون،عبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية. انطلقت في 20 مارس 2019،بهدف إثراء المحتوى العربي،ورفع ذائقة ووعي المتلقّي المحلي والدولي،عبر الإنتاج الأصيل للمنصة والترجمة ونقل المعارف.

حاولت سابقا التواصل مع منصة معنى,وسأحاول ثانية,خاصة مع تأكيد الجهود نحو الارتقاء بالمحتوى العربي من خلال الدعم والدفع المادي (هذا أمر جيد من حين لآخر,ليس سيء على الإطلاق). وهي تحاول أن تستقطب البارزين من الباحثين (والظاهر أنني لست باحثا ولا كاتبا ولا ذو قيمة أصلا).

مقترح

-ما بين الوجود والعدم: بيتٌ في الدنيا، وبيتٌ في الحنين – حوار مع إبراهيم الكوني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى