د. محمد عباس محمد عرابي - الزلزال لدى بعض الشعراء المعاصرين

أثار الزلزال الأخير الذي أصاب دولتي تركيا وسوريا أشجان ومشاعر وأحاسيس الشعراء المعاصرين فجادت قرائحهم بدرر شعرية رائعة في وصف الفاجعة، وآثارها التدمرية في الأرواح والمباني والممتلكات.
وقد خصص عدد مجلة رابطة الإسلامي الإلكتروني العدد(133) شعبان 1444هـ سبع قصائد من ثلاث عشرة قصيدة تم نشرها في العدد المذكور في باب الشعر تحدثت عن كل ما يتعلق بالزلزال الأخير الذي راح ضحيته آلاف الأرواح.
وفيما يلي تعريف موجز بهذه القصائد:
القصيدة الأولى: بعنوان حوار مع الزلزال للشاعر الدكتور د. أحمد الخاني : وفيها حاور الزلزال يطالبه أن يتمهل بالفناء حيث مات وقُتل بسببه الآلاف ،فبين الزلزال أن كل شيء بقضاء وقدر، كما يحاور الزلزال مبينا شدته وآثاره التدمرية ،ثم يتضرع الشاعر لربه داعيه سبحانه أن يرحم الضعفاء والمنكوبين :

يــــا أيــهــا الــزلــزال عــــذراً، بالفـناء تـمـهَّـلا

جــيــش مـــن الآلام يــزحـف، بـالـمـنية أرقـــلا


يـــا فــارسـاً خــيـل الـفـنـا مـــا آن أن تـتـرجَّلا؟

الـمـوت عـندك مـتعة. والـقتل عـنــدك قـد حـلا؟
***


مـن ذا يـسائلني الـقضا؟ ضـاقـــت به سوح الفضا

زلـزلـتُ أركــان الـبـسيطة، لحظ عـيـن أومـضـا


أنـــا مــن جـنـود الله مـأمـور، فـطـرفَك فـاخـفضا

ســلـم أمـــورك لــلإلـه، نـعِـمْـتَ عـيـناً بـالـرضا
***


يــا أيـهـا الـزلـزال أفـهـمني فـقـد عـدت اللهيــفــا

مـا سـر ثـورة بـاطن الأغوار قد أمسى خسـوفـا؟


طـاشـت عـقـول بـالـورى إذ هـزهـا هــزاً عـنيفا

قـالـوا: الـقيامة أقـبلت؟ فـلرعينا أضـحى مــــخيفا
***


مــاذا تـظـن أيــا فـتـى؟ الـعــقـــل مـنـــكم شـتـتا؟

أتــظــن رجــفـة بــاطـن الأرجـــاء عـنـفـاً أُثـبتـا


بـالـذنب يـجـنيه الـعـصاة، فـعـاد سـيـفاً مـصلــتـا؟

قـدر الإلـه، مـتى ستفهم سره، فمتى؟ مــتـــــــى؟ ***


يــا أيـهـا الـزلـزال هــل هـذا الـدمار لـــه سـببْ؟

مـــاذا أقـــول لأمـتـي؟ فـبـيانكم فـــــرط الـعـجبْ


ضـلـت سـفـينتنا دجــىً ربـانـها يـشـكــو الـعطبْ

مـالـت، ومــوج الـبـغي يـحـدو بـالـنكاية والـكُرَبْ
***


نـسـماتكم كـانـت نـديـةْ وحـياتكم كـانــت رضـيــةْ

فـبـجحر ضــب أدخـلوا مـن لـج فـي بـحر الرزيةْ


أضـحـت نـساؤهم دجـىً فـوضى بـآفات الـدنـــيةْ

عـقمت أسـارير الـندى مـن غـيهم فقدوا الهويــــةْ
***
قــد لــج فـيـها الـمذنب فـشكا الـفضاءُ الأرحـــبُ

هــذا يـغـوص مــع الـذنـوب، وذاك عـنها يـحجبُ


فـأخـذت جـمـع سـوادهم والـخال فـيهم تـــــرعبُ

لـــم يــأمـروا، لـــم يـنـتـهوا بـالـمـوبقات تــــقـلبوا
***


بـالـلـيل قــد فـاضـت عـبـرْ وتـقـلبت غِـيَـرُ الأثــرْ

فـترى الـعوالي الـشاهقات، تـــــــحط ترحال السفرْ


رجـفـت، وأغـمض طـرفها بـصراخ نـاعية الـبشرْ:

هــبـوا إلـــى مـأسـاتكم صـفـعــتــكــم كــــفُّ الـقـدرْ
***


يــا أيـها الـزلزال هـل تـنهـــي الـمآسيَ أم تــعــيــدْ؟

سـيان عـندك كوخهم في الحـتـــف أم قــــصر مشيدْ


أُســرٌ تـبـاد بـجـمعها فـالـعـقـــــل مـشـدوهاً يـجــيــدْ
لـطـفـاً إلـــه الـعـالمين، دعـاؤنـا، لا لــن يــفـــــيدْ؟
***

تـحت الـدمار بـدا الأنـينْ فـالقلب، يحرقـــــه الحنينْ
هــذا يـلـف صـغـيره: يـا شـمعة الـقلـــــب الـحزينْ

أمٌّ تــداري مــا بـهـا لـفـظته، وهـــــــو بـهـا جـنـينْ
لا تـبـك مــن مـس الـردى لا تــبـــــك، فالله الـمعينْ
***

ربـــاه كــلـت حـيـلـتي عــيـنٌ تـصـيــــبــك أمـتـي؟
هـذا الـدعاء إلـى الـسما ء، مـلـفَّـعــاً فــي حرقــــتي

وأريـتـنا عـنـف الـعـقا ب، عـلــى شـــواطـئ غـفلةِ
أرنــــا إلــهــي عــفـوك الـمـأمـولَ أكـــرمَ مــنَّــــةِ
***

إنـــا عـبـيـدك يـــا إلـهـي فــي الـعـوالم نـــذنــــــبُ
عــفـواً إلـــه الـعـالمين، فـأيـن مـنـك الــــــمـهربُ؟

يــــا رب تــوبــة مــذنــب فـبـهـا لــكـــــم نـتـقـربُ
نـكـبـو ونـنـهـض، ربــنـا هـــل تــائـــبٌ يـتـعـذَّبُ؟
***

هـمـي هـمـوم الـقـانطـيــنْ أمــــل يـــزور الـيائسينْ
إنـي لـمست جـراحـــهم ومسحت دمــع الـبـائـســينْ

ولــقـد رفـعـنـا كَـفَّـنـا فـــي ذلـــةٍ، والـــســــــائلينْ
يـــا رب مــنـك مــنـارة تـهـدي قـــلـوب الـتـائهينْ
***

الله أكـــبـــر، كـــبــروا درب الرزايــا فــاعــبـروا
مـحـن تـرود مـع الـردى سـتـرد لـلباغي، اصـبروا

وتــعــاونـوا، وتــآلـفـوا إمــــا صــبـرتـم تُنْصَـروا
قـــد هــدمـت آثــاركـم، بـالــبـذل مـــنـــكـم تُـعْـمَرُ
***

يــــا أيــهــا الــزلــزال عــدنـا قـصـعـة لـلآكـلـينْ
فـلقد تـداعى جـمـعــهـــــم جـوف الـدجى لـلناهبينْ

الله حـسـبي فــي الـوجـــــــود، فـرد كـيد الـكائدينْ
سنقيم شرعك في العوالم، رغــم حـقــد الحاقــدينْ
***

شــــــــــق الـخلودُ طـريقَه شـفق المنى يجلى لدينا
وبـقـية الـسيــــف الـذي يـندى، ومـنه قـد اكـتوينا

فـاصـرف إلـهـيَ رجـفـة الـزلـزال لـلـباغي عـلينا
دَمْــدِمْ عـلـيه ونـــجِّـنا فــي نـصـرنا، سـنقِرُّ عـينا

القصيدة الثانية دمعة في الزلزال للشاعر يحيى حاج يحيى:
وفيها يخاطب الزلزال أيضًا مبينا أثاره المادية والنفسية والاجتماعية حيث أصاب الجميع باللوعة والحزن على فراق الأحبة مبينا أنه هذا هو حال الدنيا الفراق بين الأحبة ،مبينا ضرورة أخذ العبرة والعظات من الأحداث ،داعيا الله (تعالى )الرحمة بالعباد :
يـا أيـها الـزلزالُ كـم من لوعةٍ
فـي الـقلب بـاقيةٍ طوالَ حياةِ
أفراحُنا غابت وحلّ بنا الأسى
وجرتْ دموعُ الحزن منسكبات
فـرّقتَنا، ومـضى الأحـبةُ بعدما
كـانـت لـنـا الأيـامُ مـبتسماتِ
لـكـننا والـحـزنُ فــاض بـأهـله
نـدعو ونـسأل بارئَ النسمات
أن يـنُزل الأحـبابَ جـلّ جـلالُه
بـجـنانه الـخـضِرات والـنـضرات
هذي هي الدنيا فلا تُخدعْ بها
كـم آذنـتْ بـعد الـلقا بـشتات
لـم يبقَ فيها غيرُ رحمةِ راحم
سـبحانه مِـن واهب الرحمات
القصيدة الثالثة : زلزال في تركيا للشاعر مصطفى أحمد البيطار :
والتي قدم لها بقوله : (يوم ليس كمثله يوم في حياتي كلها.. رحلت من خيال الوهم إلى واقع الحقيقة؛ لأرى الأحلام من بعيد)..،مبينا أن ما حدث حدث بقدر الله وقدرته ،والنفس تحزن للمصاب الجلل حزنا على ما أصاب المنكوبين مبينا الخطر الكبير الذي أصاب الناس في سوريا وتركيا حيث يقول

إليك يا سورية
تذكرت في رسالةٍ أُمنيةَ القدر
فألهمني ربي وأنا على مشارفِ الخطر..
ما أبوحُه عند زلزلة الأرض
مستسلمين للقدر..
لكل منا قدره... يمشي على قدر..
ونافذتي أشرعْتُها للنوء والزلزال والمطر..
ولم أكنْ يوم ذاك على حذر..
وتهيأتْ للموت للخطر...
والنارُ في أحشائي تتراقصُ..
ويذوبُ من لهيبها الوتر..
كمْ خانني حلمي في خريف العمر..
تساقطتْ أبنية وتَعرى شجَر..
رعدٌ تفجَّرَ في أوردتي..
والقلبُ تلوى على جمرٍ
وتهيأ للخطر..
يا زلزال الموت والأسى قد دفنت
أناسا صغاراً وكباراً
تحت الركام
وإلى اليوم
نعيش الألم المُرَّ والأَمَرّ
وأحجار المباني معفَّرة بدماء القتلى والجرحى كالمطر..
تركيا وسورية مازالوا يعانون الخطر.
القصيدة الرابعة: شُهَداء للشاعر الدكتورعبد المجيد البيانوني
وقد استهلها بقوله تعالى:
((إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)) [الأحزاب:56].
حيث وصف ضحايا الزلزال بأنهم شهداء ،واصفا ما أصابهم من الزلزال داعيا الله تعالى لهم الرحمة حيث يقول

شُهَدا وربّكَ إنّهم شُهَداءُ
هذا البلاءُ وما سواه هراء

الحِبُّ بشّرهُم بحُسن مَآلهِم
والله أهداهم وجلّ عطاءُ

باتُوا بأمنٍ دُونَ خَوفِ كريهةٍ
ويُقدّرُ المَولى الفَنا ويشَاءُ

ثارَ الترابُ مُزَمجراً ومُدمّراً
وبإذن ربّكَ زُلزلَت غَبراء

ثارَ الترابُ ومَا درى أنَّ السما
رحماتُها يَعنُو لها الرحماء

وهناك من يهذي بتهمة جاهل
أنسيتَ نفسَكَ أيّها الخطّاء

يلغُو بقول دون رشد أو هدى
إنّ التالي قولة شَنعاءُ
اللهُ أرحمُ بالعباد كما يشَا
ضرّاؤه للمُؤمنين عطاءُ

يا ربِّ تُبنا مِن بُنيّات الهوى
رحماك إنّا ربّنا ضُعفاء

وعلى الحبيب صلاة ربّي دائماً
مَن يحتمي بجنابه الشفعاء
القصيدة الخامسة: صبرُ الشّام للشاعر "غزوان فائز سمّاك وفيها بين أن ما أصاب أهل سوريا في الزلزال الأخير لا نملك أمامه إلا الصبر والتضرع إلى الله حيث يقول:
يــا صـبـرَ أيّــوبَ يــا طـوداً مـن الـجلَدِ
أشــكـــــو إلــــى الله مـا قد حلّ في بلدي







والـجـفنُ مـنـكـسِــرٌ والـقلــبُ فـــي كـمدِ
فــي هــدأة الـليل والأسـحارِ صــــارخةً
آهٍ عــلــيـك وآهٍ مــنــك يــــا ولـــــــدي
إنَّ الـخـطـوبَ بــحـارٌ فـــي مـواطـنـنا
مـنذ الـولادة حـتى الـنوم فـي الـلـــحـــدِ
رغــــم الــجــراح وأشــــلاءٍ مــمـزّقـةٍ
نـبقى عـظاماً ولا نـرجو سوى الصّمدِ
هـا قـد دُفِـنّا وساد الصمت في بــلــدي
لا يـنـفـع الآن مـــن عـــونٍ ولا مــددِ
يـا ريمُ صبراً على الأحداث واحتسبي
إنّ الـشَّـآم لـنـيل الـمـجد فــي صـــــدَدِ
الـصّـبـحُ أســفـرَ والإشـــراقُ مـنـتظرٌ
شُدّي اللِّجام وجِدّي السّيرَ في العـــــددِ
القصيدة السادسة :ألا أيُّـهـا الـضَّـاحـــكُ الــسَّـاخـرُ للشاعر محمد عصام علوش
وقد استهلها بقوله :
(في أثناء الزلزال ظهرت بعض الرُّسوم السَّاخرة، وبعض الوجوه المقيتة الضَّاحكة، وسُمِعتْ بعضُ الأصوات النَّاشزة الشَّامتة بما حلَّ من بلاءٍ بالعباد والبلاد، فكانت هذه الأبيات تتمَّة لقصيدةٍ على نفس الوزن والرّويِّ نشرتها منذ أيَّام) وفيها يقول :

ألا أيُّـها الـضَّاحكُ الـسَّاخرُ

ويــا أيُّـهـا الـمجرمُ الـماكرُ

أسَـرَّك مـا قد أصاب البلادَ

وأشـقى الـعبادَ أيَـا فـاجرُ



أتـهـزأُ مـمَّن طـواه الـرَّدى

وأوْدى بـــه حـظُّـهُ الـعـاثرُ



ومـمَّن يـئِنُّ لهوْلِ المُصابِ

ومَـن بـات لـيس لهُ ساترُ



يـعاني الأمَّـرَّيْنِ من رَجفةٍ

وزلــزلــةٍ سَـيْـفُـهـا بــاتـرُ



أمَ انَّ صراخَ الثَّكالى لديْكَ

وأنَّـاتـهِـنَّ صــدًى سـاحـرُ



تـراه كرشْفةِ كأسِ المُدامِ

ووصــلٍ يـقـوم بـه الـعاهرُ



أتبخلُ حتى ببذلِ الشُّعورِ

يَـمِـيـزُ مَـلامِـحَـه الـنَّـاظـرُ

فـشتَّان بـين ضـميرٍ نـقيٍّ

وآخــرَ فــي غـيِّـهِ ســادرُ

وشـتَّان بـين أصـيلٍ نـبيل
ووغـــدٍ تـجـاهُـلُه ظــاهـرُ

مناظرُ قدَّت صليبَ الصُّخورِ
بـكى وقـعَها الـبَرُّ والـكافرُ

وبـات القريبُ وبات الغريبُ
يـغـالِـبُه الـوجَـــــــعُ الـسَّـاهرُ

وأنـت بـلا ذرَّةٍ مـن شـعورٍ
يسوقك طبعُ الأذى الغادرُ

عـلـيْـكَ مـــن الله لـعْـناتُهُ

ألا أيُّـهـا الـسَّـافلُ الـصَّاغرُ
القصيدة السابعة :الـشِّعـرُ ينزِفُ والحـروفُ عَـوانِ للشاعر محمد عصام علوش
وقد استهلها بقوله :


(تتوالى المشاهد المرعبة والمناظر الموجعة وتتضاعف أعداد القتلى والجرحى والمصابين أضعافا مضاعفة كلَّ ساعة جراء الزّلزال العنيف الذي ضرب الأراضي التُّركيَّة والسُّوريَّة، فكانت هذه الأبيات):



الـشِّـعـرُ يــنـزِفُ والـحـروفُ عَــوانِ

والـقـلْــــبُ يـحـكـي فــوْرَةَ الأحــزانِ


والـخطبُ كـمَّمَ في المصاب ثغورَنا

وأثــابَــنـــــا عُــقَــدًا بــكــلِّ لــســانِ





هـجرتْ بحورُ الـشِّعرِ فـيْضَ قـرائحٍ

كــانـت تـــــجـود بـدفْـقـةِ الــوجـدانِ



ربَّــاه مــاذا قــد أصــابَ ومـا الَّـذي

قــد حــلَّ فـــــاستخذى لـه الـثَّقَلانِ





هــل قَــدَّ يــومُ الـحــشر دون تـوقُّعٍ



سَــمْـعَ الــزَّمانِ بصـوْتـهِ الــرَّنَّـانِ



مـــا كـــان إلا مِـثْـل لـمْـحةِ نـاظـرٍ

كـــادت تُــكـذِّبُ وَقْـعَـهـا الـعـيْـنانِ



وإذا بـــزلـــزالٍ يَـــدكُّ مُـــدمِّـــراً



مـــا كـــان مَــزهُـوًّا مـــن الـبـنيانِ


فـهَـوَتْ صـروحٌ شاهقاتٌ واخـتفتْ

كـانـت كـأخْـذِ السَّيْفِ بِـضعَ ثـوانِ



وغــدت ركـامًـا مــا لــه مـن قـيمةٍ

قـــــد آل لـلـتَّـدمـيـرِ والــخـسـرانِ
وتكدَّستْ تـحت الـصُّخورِ خـلائقٌ

تـدعـو لـربِّ الـخـلْقِ فــي إذعــانِ



ربَّـــاهُ هــل مِــن مـنـقذٍ ومـخـلِّصٍ



يـجـبي لـــنا الآمـالَ فـي الـحدَثانِ؟

بحَّـت بنا الأصـواتُ تـنشد راحـمًا

أيــن الـمـروءةُ يــا بَـني الإنـسانِ؟



تـتـصـعَّد الأنـفـاسُ فــي سـرَيـانها


وكأنَّــهـا لــهَــبٌ مــــن الــنِّـيـرانِ



والموْتُ يـحصدهمْ كـحصدِ سنابلٍ



بـمنـاجلٍ تــهـوي عـلـى الأبــدانِ



الكلُّ تحت الأرضِ مكـتوفٌ ومــا



مــــن حــيـلـةٍ تــنـداح لـلْـحَـيْرانِ



لا يـعـلمون إذا الـمماتُ أصـابـهم



أو أنَّهــم دُفِــنــوا بــــلا أكــفــانِ





والنَّاسُ فوق الأرضِ في حسَراتهمْ

جـمـدتْ مَـدامــعُهُمْ عـلى الأجـفانِ


تــتـواتـرُ الأنَّاتُ مــن مُــتـضـرِّرٍ



يـبـكي عـلـى الأصحاب والـخلَّانِ





مـا فـرَّق الــزّلـزالُ بـيـن مـعـمَّرٍ
أو بـيـن طـفـلٍ فـي الـرَّبيعِ الـثَّاني





مـــا فـرَّق الـزّلـزالُ بـيـن غـنـيِّهِمْ


وفـقـيــرِهِـمْ فــهـمـا بـــه سِــيَّـانِ





مـافـــرَّق الـزّلـزالُ بـيـن قـويِّـهِمْ



وضعـيـفهـم أو مِــيــزةِ الألــــوانِ





ما فرَّق الـزَّلزالُ بـين الـعُرْبِ وال



أتــراكِ والأكـــرادِ فـــي الـبُـلْـدانِ


فـالـــنَّاسُ فـي قـدَرِ الإلـه جـميعُهُم

هـــم يـــسـتـوون بـكِـفَّـةِ الـمـيزانِ



مــا أضـعـف الإنـسـانَ حـين يـنوبه



فــي دهــــره خـطـبٌ مــن الـدَّيَّانِ!

ربَّـــاه مـا مِـــن مَـهـرَبٍ إلَّا إلــيْ
كَ فـكـنْ لـهـمْ يــا خـالـقَ الأكـوانِ





واجـبُـرْ مصـيبتَهمُ وداوِ جـريـحَهُمْ
واقْـرِ الـشـهـيدَ بـجـنَّـةِ الـرّضـوانِ
ومن خلال استقراء القصائد السبعة يجمع الشعراء على أن الزلزال الذي أصاب سوريا وتركيا بقضاء الله ويستوجب الصبر على آثاره التدميريه، وكلهم احتسبوا قتلى الزلزال شهداء عند ربهم ،ودعوا ربهم الرحمة بالضعاف والمنكوبين .

المراجع:
عدد مجلة رابطة الإسلامي الإلكتروني العدد(133) شعبان 1444هـ- باب الشعر
رابطة اﻷدب الاسلامى العالمية | مقالات | زلزال في تركيا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى