د. محمد عباس محمد عرابي - في مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم) عند الشعراء المعاصرين (نماذج مختارة)

مدح الشعراء المعاصرون الرسول (صلى الله عليه وسلم) بقصائد تكتب بماء الذهب، وما أكثر هذه القصائد، ونقف في هذا المقال مع ثلاث قصائد من هذه القصائد نعرضها على النحو التالي:
القصيدة الأولى: قصيدة ابن الخياط في حب الرسول
وفيها الحب الكبير للرسول (صلى الله عليه وسلم)، وبين مناقبه، وأن هديه منهج للسالكين حيث يقول:
كل القلوب إلى الحبيب تميل، ومعي بهـذا شـــاهد ودليــــل.
أما الــدليل إذا ذكرت محمدًا، صارت دموع العارفين تسيل.
هذا رسول الله نبراس الهدى، هذا لكل العــــالمين رســـول.
يا سيد الكونين يا عــلم الهدى، هذا المتيم في حمــــاك نزيــل.
لو صــادفتني من لدنك عناية، لأزور طيبة والــنخـيل جميل.
هذا رســول الله هذا المصطفى، هذا لـــرب العــــالمين رســول.
هذا الــــذي رد العــــيون بكفه، لما بدت فوق الـــخدود تسـيل.
هـذا الغمـــامة ظللته إذا مشى، كانت تقيل إذا الــــحبـيب يقيل.
هذا الذي شرف الضريح بجسمه، منهاجه للسالكين سبيل.
القصيدة الثانية:
نبي الله (صلى الله عليه وسلم) للشاعر عبد الله مسعد
وفيها بين مناقب الرسول (صلى الله عليه وسلم) حيث بين أن رسول الله جاءَ بِالآيَاتِ تُتْلَى التي بها حياة النفوس والعقول، وأنه مصطفى مختار رَفِيعُ القَدْرِ مَحْمُودُ السَّجَايَا رحيم مهاب كريم، هداية للكون، ثم ذكر معجزاته (صلى الله عليه وسلم) ،وأهمية الصلاة والسلام عليه حيث يقول :

تَطِيبُ النَّفسُ إِنْ ذُكِرَ الرَّسُولُ
وَذِكْرُ اللهِ دَومًا لا يَزُولُ

نَبِيٌّ جَاءَ بِالآيَاتِ تُتْلَى
فَأحْيَا أَنْفُسًا وسَمَتْ عُقُولُ

وأَضْحَتْ فِي سَمَاءِ العِزِّ تَعْلُو
فَذَاكَ الشِّركُ مَرْتَعُهُ وبِيلُ

هُو المُخْتَارُ مِن رَبٍّ كَرِيمٍ
إذا عُدَّتْ شَمَائِلُهُ تَطُولُ

رَفِيعُ القَدْرِ مَحْمُودُ السَّجَايَا
بَلِيغُ القَولِ لِليُسْرى دَلِيلُ

رَؤُوفٌ فِي تَعَامُلِهِ رَحِيمٌ
وإِحْسَانٌ إذا قَلَّ المَثِيلُ

مَهِيبٌ فِي مَهَابَتِهِ سَمَاحٌ
ويَطْمَعُ في مَوَدَّتِهِ الذَّلِيلُ

إِذا أَعْطَى فَجَزْلٌ في عَطَاءٍ
كَريمٌ لا يُلائِمُهُ القَليلُ

أَتَاهُ الوَحْيُ في يَومٍ أَضَاءَتْ
شُمُوسُ الحَقِّ آلَمَهَا الأُفُولُ



وشَعَّ الكَونُ مَسْرُورًا بِنُورٍ
لَهُ فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ سَبِيلُ

وكَم عَادَاهُ مِن صَلْبٍ عَنِيدٍ
فَأَمْسَى يَومَهُ وَهوَ الكَلِيلُ

إِلَهُ العَرشِ يَنصُرُهُ عَلَيهِمْ
ونَصْرُ اللهِ ليسَ لهُ عَدِيلُ

يَحِنُّ الجِذْعُ مِن شَوقٍ إِليهِ
ولِلأَحْجَارِ تَسْبِيحٌ جَمِيلُ

وقَد جَاءَ البَعِيرُ إِليهِ يَشكُو
ودَمْعُ العَينِ مِن جُوعٍ يَسِيلُ

ومَا قَالَ الرَّسُولُ فَذَاكَ حَقٌّ
وقَولُ الحَقِّ عَدْلٌ لا يَمِيلُ

أَبَا الزَّهرَاءِ لَيسَ المَدْحُ يُجْدِي
ولَكِن رَغْبَةً مِنِّي أَقُولُ

وبَعْضُ القَولِ يَقْصُرُ عَن مَقَامٍ
ويَبقَى الجَاهُ والقَدْرُ الجَلِيلُ

صَلاةُ اللهِ مَا فَاهَتْ شِفَاهٌ
بِأَقوَالٍ وَمَنطِقُهَا جَزِيلُ

ويَتْلُوهَا مِن المَولَى سَلَامٌ
عَلَى المُخْتَارِ أَحْمَدَ لا يَحُولُ
القصيدة الثالثة: وهي بعنوان "بأبي وأمي أنت يا خير الورى" وفيها تم الحديث عن مكانة الرسول "صلى الله عليه وسلم " ومحبة المسلمين له أكثر من أنفسهم ،ويرد على الذين يسخرون منه "صلى الله عليه وسلم " بالرسوم المسيئة ،ويبين مكانة الأمة المحمدية من مجد ورفعة حيث يقول الشاعر :
بأبي وأمي أنت يا خير الورى.

وصلاةُ ربي والسلامُ معطرًا.

يا خاتمَ الرسل الكرام محمدٌ.

بالوحي والقرآن كنتَ مطهرًا.

لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ.

وبفيضها شهِد اللسانُ وعبّرًا.

لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ.

فاقتْ محبةَ كل مَن عاش على الثرى.

لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ.

لا تنتهي أبداً ولن تتغير.

لك يا رسول الله منا نصرةٌ.

بالفعل والأقوال عما يُفترى.

نفديك بالأرواح وهي رخيصةٌ.

من دون عِرضك بذلها والمشترى.

للشر شِرذمةٌ تطاول رسمُها.

لبست بثوب الحقد لوناً أحمرًا.

قد سولتْ لهمُ نفوسُهم التي خَبُثَتْ.

ومكرُ القومِ كان مدبَّرًا.

تبّت يداً غُلَّتْ بِشرّ رسومِها.

وفعالِها فغدت يميناً أو بترًا.

الدينُ محفوظٌ وسنةُ أحمدٍ.

والمسلمون يدٌ تواجِه ما جرى.

أوَ ما درى الأعداءُ كم كنا.

إذا ما استهزأوا بالدين جنداً مُحضَرًا.

الرحمةُ المهداةُ جاء مبشِّرًا.

والأفضل كل الديانات قام فأنذر.

ولأكرمِ الأخلاق جاء مُتمِّماً.

يدعو لأحسنِها ويمحو المنكرا.

صلى عليه اللهُ في ملكوته.

ما قام عبدٌ في الصلاة وكبّرا.

صلى عليه اللهُ في ملكوته.

ما عاقب الليلُ النهارَ وادبرا.

صلى عليه اللهُ في ملكوته.

ما دارت الأفلاكُ أو نجمٌ سرى.

وعليه من لدن الإلهِ تحيةٌ.

رَوْحٌ وريحانٌ بطيب أثمرا.

وختامُها عاد الكلامُ بما بدا.

بأبي وأمي أنت يا خيرَ الورى
وختاما: أجمعت القصائد الثلاثة على ذكر مناقب الرسول "صلى الله عليه وسلم " ومكانته في النفوس ومحبة المسلمين له، مذكرا بأهمية الصلاة والسلام عليه، كما أن فيها رد قاطع على الشانئين، المستهزئين ،كما تمت الإشارة إلى ضرورة أهمية اتباع سنته "صلى الله عليه وسلم "

فاللهم صل وسلم دائم أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى