إن كان لنا أن نصنف جميع العلوم المعروفة إلى علوم طبيعية وعلوم إنسانية -التي قد تشمل الفنون أيضا في هذا التصنيف- فعلم النفس واحد من أكثر العلوم الإنسانية ارتباطا بالإنسان, وشمولا له,ولا يوازيه في ذلك ويضارعه سوى علم الإجتماع المعني بالنفس البشرية في إطار المجتمع (وذلك يشمل علم التاريخ أيضا,لأن الزمن / السرد التاريخي غير متخلي بأي حال من الأحوال عن إطاره الإجتماعي). إلا أن علم النفس يدرس النفس البشرية انطلاقا من بنيتها الأكثر حضورا في العيان لاستنباط ما داخلها من بيان. أي ندرس الفرد الذي يمثل هذه النفس في شكلها الأكثر إلتحاما (النفس في ذاتها). فلا يوجد ما هو أكثر تفردا وإتساقا من فرد واحد,مستقل تماما عن التجارب الشعورية والفكرية لشخص آخر.
ولا يمكن معاينة النفس من منظور خارجي,حتى ولو كان الراصد هو نفسه صاحب هذه (الذات / النفس),إلا من خلال منظارين / محورين / ركيزتين
1-الجسد
2-السلوك
وبما أن القول هنا هو النظر,فإن كلمات من قبيل النظر والمنظور والمنظار تحيلنا إلى الوضع الطبيعي لهذا القسم من علم النفس والدراسات النفسية / السايكولوجية. وهو علم النفس النظري. أي المتمحور بشكل أساسي حول مفهوم (النظرية). والنظرية هنا,تظل نظرية لأنها قائمة على محاولة استخراج مكنونات النفس,حتى وإن مالت هذه المحاولات إلى التجريب في أغلب معايناتها للجسد أو السلوك. بل يمكننا القول أن الجسد والسلوك ما هم إلا علوم تجريبية بامتياز,لولا التشابك المعقد وعلى مستويات عديدة بين هذين المفهومين وبين علوم أخرى,مثل علم النفس التحليلي الذي يعتمد بشكل رئيسي في دراساته على رؤية الفرد لذاته,في تداخل واضح بين سلوك الفعل,وسلوك الفكر,أي أن المرء قد يمر بتجربة أو يفعل الفعل,وهذا سلوك لا يخرج عن استجابة لعامل خارجي,أو مؤثر نتج عن استجابة لعامل داخلي,بعد أن يمر المرء بالفعل -أو قبله- يمر بتجربة أخرى هو تفكيره بهذا الفعل -في تداخل بين المدرسة المعرفية والسلوكية والتحليلية- كل هذا أمام ملاحظ ذكي يحاول أن يدون وينظم ملاحظاته وفق سياق معين قياسا على ما يراه إلى أن يستنبط بناء على قانون السببية ترتيب معين للأفعال,بحيث يغدوا الفعل ب نتيجة للفعل أ. يتداخل هذا التحليل,مع أنواع أخرى غير التحليل العيادي,مثل التحليل الإحصائي (في الصورة الأكبر للإحصاء والاستقراء) الذي يقدمه لنا علم النفس الاجتماعي. على كل حال يمكن فض هذا التداخل بالقول أن علم النفس النظري,مهمته الأساسية هو جمع النتائج وتنظيمها حول محورين؛ الجسد والسلوك. لاستخراج البنى الأساسية (وعلائقها) المكونة للنفس البشرية,وآلياتها وأنماطها. هذا هو العلم؛علم النفس.
أما علم النفس التجريبي فغايته ببساطة هو التجريب (من خلال نظريات علم النفس أو مستقلا عنها غير مفارق لها),من أجل التعلم والتعليم والتطبيق.
والحقول الأساسية المعنية بالتجريب من أجل التعلم,هم ثلاثة
-علم النفس التجريبي
-علم النفس العصبي
-علم النفس التحليلي
-علم النفس العيادي (وهو مشابه لعلم النفس التحليلي)
أما عن الحقول الأساسية المعنية بالتجريب من أجل التعليم والتطبيق,فتشمل ثلاثة عشر موضوعا رئيسا,هي
-العيادة
-الأعصاب
-التحليل
-التجريب
-الإدارة
-التربية
-التسويق
-التنمية
-الجريمة
-الجسد
-الحرب
-الصحة
-المجتمع
كل ذلك,وبين النظرية والتطبيق,يجب اشتماله داخل إطار نظري أو نموذج فكري,نحاول أن نقدم له مدخل هنا (وهو المذكور في الفقرة السابقة) -علما أن عنوان المقال مغاير لمقال آخر لم ينشر بعد حمل عنوان (رسالة في علم النفس) نستفيد منه هنا- ثم نفصل أكثر في هذا المدخل باعتبار أن ما فات كان تمهيد ضروري وموضح وباعتباره جزء مما هو آت. والآتي هو بيان النقاط الأساسية في علم النفس,والتي سوف نحاول فيها محاكاة الأجهزة الحيوية في الجسد البشري مثل الجهاز الهضمي,والتنفسي,والدوري,إلخ... وتلك الأجهزة مكونة من أعضاء والأعضاء تتكون من خلايا وأنسجة. هذه الخلايا والأنسجة نحاكيها بالقول أنها تقابل الاستجابات والاستعدادات المعرفية (الموجودة فطرة أو اكتسابا) لدى الإنسان. وهي المكونة للأجهزة المفاهيمية (النفسية) التي يتبناها الفرد أو تُفرض عليه. ويمكننا تبين هذه الأجهزة واضحة ومكتملة فقط في ذروة نضج المرء من سن الـ 18 إلى سن الـ 40 عاما حين نشوء أزمة منتصف العمر (منتصف عمر الثمانين). هذا قد يقتضى عادة الرجوع إلى مراحل الطفولة (من الأجنة والولادة والرضاعة والطفولة المبكرة والمتوسطة والمتأخرة والمراهقة وبداية البلوغ). من خلال مرجعيات تكون عبارة عن شواهد أو مراقب أو مراقبة ذاتية من الشخص نفسه يقيمها على نفسه.
وفي فعل المراقبة (وهو أحد تنويعات فعل وفكرة النظر) يتمظهر التداخل العميق والمحكم بين الجانب النظري في علم النفس وجانبه التجريبي. خاصة وأن الأخير قائم تماما على نفس أسس الأول,ويعد أساسا للأول ما قد ينبثق عنه السؤال حول جدوى الفصل بينهما,وضرورة إدخال الجانب النظري في الشق العملي كما ينادي التجريبيون من علماء النفس.
لا أنكر ضرورة الانطلاق من قاعدة تجريبية / سلوكية استنادا إلى المدرستين الشهيرتين في هذا المضمار,ولكن هذا وإن كان مسلكا لي في بعض أو عديد من معايناتي المعيشية أو التجريبية. والتجريب هنا ربما يشكل إطارا فكريا لمشروع قائم بالفعل. إلا أن هذا لا يزيل ولا ينكر أو يطمس بأي شكل من الأشكال المدارس النظرية في علم النفس وضرورة حضورها لأنها تقريبا تمثل نصف طُرق التفكير البشري. فبالإضافة إلى ما تضيفه إلى التجربة من أدوات فحص عيانية وعيادية وشخصية لا يمكن للتجريب بعد التحصل عليها مستقلا عن التحليل النفسي. يساعدنا الجانب النظري على تنظيم علم النفس ومفرداته الموزعة على
1-جوانبه التطبيقية
2-المدارس النفسية والنظريات النفسية
3-الظواهر النفسية
4-علم النفس وتاريخ علم النفس
5-علم النفس الاجتماعي (أو العلاقة بين علم النفس وعلم الاجتماع)
6-علاقة علم النفس بالعلوم القياسية / الرياضية / المنطقية
7-كتب علم النفس
8-مصطلحات علم النفس
9-مكونات النفس
10-النفسانيون والمؤسسات النفسية
وغيرها,وبالطبع لا يجب أن ننسى الحديث عن الجسد والسلوك.
ولا يمكن معاينة النفس من منظور خارجي,حتى ولو كان الراصد هو نفسه صاحب هذه (الذات / النفس),إلا من خلال منظارين / محورين / ركيزتين
1-الجسد
2-السلوك
وبما أن القول هنا هو النظر,فإن كلمات من قبيل النظر والمنظور والمنظار تحيلنا إلى الوضع الطبيعي لهذا القسم من علم النفس والدراسات النفسية / السايكولوجية. وهو علم النفس النظري. أي المتمحور بشكل أساسي حول مفهوم (النظرية). والنظرية هنا,تظل نظرية لأنها قائمة على محاولة استخراج مكنونات النفس,حتى وإن مالت هذه المحاولات إلى التجريب في أغلب معايناتها للجسد أو السلوك. بل يمكننا القول أن الجسد والسلوك ما هم إلا علوم تجريبية بامتياز,لولا التشابك المعقد وعلى مستويات عديدة بين هذين المفهومين وبين علوم أخرى,مثل علم النفس التحليلي الذي يعتمد بشكل رئيسي في دراساته على رؤية الفرد لذاته,في تداخل واضح بين سلوك الفعل,وسلوك الفكر,أي أن المرء قد يمر بتجربة أو يفعل الفعل,وهذا سلوك لا يخرج عن استجابة لعامل خارجي,أو مؤثر نتج عن استجابة لعامل داخلي,بعد أن يمر المرء بالفعل -أو قبله- يمر بتجربة أخرى هو تفكيره بهذا الفعل -في تداخل بين المدرسة المعرفية والسلوكية والتحليلية- كل هذا أمام ملاحظ ذكي يحاول أن يدون وينظم ملاحظاته وفق سياق معين قياسا على ما يراه إلى أن يستنبط بناء على قانون السببية ترتيب معين للأفعال,بحيث يغدوا الفعل ب نتيجة للفعل أ. يتداخل هذا التحليل,مع أنواع أخرى غير التحليل العيادي,مثل التحليل الإحصائي (في الصورة الأكبر للإحصاء والاستقراء) الذي يقدمه لنا علم النفس الاجتماعي. على كل حال يمكن فض هذا التداخل بالقول أن علم النفس النظري,مهمته الأساسية هو جمع النتائج وتنظيمها حول محورين؛ الجسد والسلوك. لاستخراج البنى الأساسية (وعلائقها) المكونة للنفس البشرية,وآلياتها وأنماطها. هذا هو العلم؛علم النفس.
أما علم النفس التجريبي فغايته ببساطة هو التجريب (من خلال نظريات علم النفس أو مستقلا عنها غير مفارق لها),من أجل التعلم والتعليم والتطبيق.
والحقول الأساسية المعنية بالتجريب من أجل التعلم,هم ثلاثة
-علم النفس التجريبي
-علم النفس العصبي
-علم النفس التحليلي
-علم النفس العيادي (وهو مشابه لعلم النفس التحليلي)
أما عن الحقول الأساسية المعنية بالتجريب من أجل التعليم والتطبيق,فتشمل ثلاثة عشر موضوعا رئيسا,هي
-العيادة
-الأعصاب
-التحليل
-التجريب
-الإدارة
-التربية
-التسويق
-التنمية
-الجريمة
-الجسد
-الحرب
-الصحة
-المجتمع
كل ذلك,وبين النظرية والتطبيق,يجب اشتماله داخل إطار نظري أو نموذج فكري,نحاول أن نقدم له مدخل هنا (وهو المذكور في الفقرة السابقة) -علما أن عنوان المقال مغاير لمقال آخر لم ينشر بعد حمل عنوان (رسالة في علم النفس) نستفيد منه هنا- ثم نفصل أكثر في هذا المدخل باعتبار أن ما فات كان تمهيد ضروري وموضح وباعتباره جزء مما هو آت. والآتي هو بيان النقاط الأساسية في علم النفس,والتي سوف نحاول فيها محاكاة الأجهزة الحيوية في الجسد البشري مثل الجهاز الهضمي,والتنفسي,والدوري,إلخ... وتلك الأجهزة مكونة من أعضاء والأعضاء تتكون من خلايا وأنسجة. هذه الخلايا والأنسجة نحاكيها بالقول أنها تقابل الاستجابات والاستعدادات المعرفية (الموجودة فطرة أو اكتسابا) لدى الإنسان. وهي المكونة للأجهزة المفاهيمية (النفسية) التي يتبناها الفرد أو تُفرض عليه. ويمكننا تبين هذه الأجهزة واضحة ومكتملة فقط في ذروة نضج المرء من سن الـ 18 إلى سن الـ 40 عاما حين نشوء أزمة منتصف العمر (منتصف عمر الثمانين). هذا قد يقتضى عادة الرجوع إلى مراحل الطفولة (من الأجنة والولادة والرضاعة والطفولة المبكرة والمتوسطة والمتأخرة والمراهقة وبداية البلوغ). من خلال مرجعيات تكون عبارة عن شواهد أو مراقب أو مراقبة ذاتية من الشخص نفسه يقيمها على نفسه.
وفي فعل المراقبة (وهو أحد تنويعات فعل وفكرة النظر) يتمظهر التداخل العميق والمحكم بين الجانب النظري في علم النفس وجانبه التجريبي. خاصة وأن الأخير قائم تماما على نفس أسس الأول,ويعد أساسا للأول ما قد ينبثق عنه السؤال حول جدوى الفصل بينهما,وضرورة إدخال الجانب النظري في الشق العملي كما ينادي التجريبيون من علماء النفس.
لا أنكر ضرورة الانطلاق من قاعدة تجريبية / سلوكية استنادا إلى المدرستين الشهيرتين في هذا المضمار,ولكن هذا وإن كان مسلكا لي في بعض أو عديد من معايناتي المعيشية أو التجريبية. والتجريب هنا ربما يشكل إطارا فكريا لمشروع قائم بالفعل. إلا أن هذا لا يزيل ولا ينكر أو يطمس بأي شكل من الأشكال المدارس النظرية في علم النفس وضرورة حضورها لأنها تقريبا تمثل نصف طُرق التفكير البشري. فبالإضافة إلى ما تضيفه إلى التجربة من أدوات فحص عيانية وعيادية وشخصية لا يمكن للتجريب بعد التحصل عليها مستقلا عن التحليل النفسي. يساعدنا الجانب النظري على تنظيم علم النفس ومفرداته الموزعة على
1-جوانبه التطبيقية
2-المدارس النفسية والنظريات النفسية
3-الظواهر النفسية
4-علم النفس وتاريخ علم النفس
5-علم النفس الاجتماعي (أو العلاقة بين علم النفس وعلم الاجتماع)
6-علاقة علم النفس بالعلوم القياسية / الرياضية / المنطقية
7-كتب علم النفس
8-مصطلحات علم النفس
9-مكونات النفس
10-النفسانيون والمؤسسات النفسية
وغيرها,وبالطبع لا يجب أن ننسى الحديث عن الجسد والسلوك.