الشاعر عقيل علي
التقديم:
................
لم يكن الشاعر عقيل علي من الشعراء الذين فات على وفاتهم زمنا طويلا . ومع ذلك ورغم العديد من المقلات التي كتبت عته الاّ إنّ ضوضاء الحرب ومشاغل الناس في العرق بهمومهم الثقال كانت سببا بنسيان هذا الرجل الذي لم ينل من الحياة ولو بعض نصيب.
عقيل علي ومن خلال كلّ ما قرأت عنه وعلى الرغم من أنّه يعدّ من الشعراء الصعاليك في العراق .إلاّ إنّني أجده ليس صعلوكا قدر ماهو متمرد على الواقع ابتداء من تمرده على جسده مرورا بتمرده على الانتماء وعلى السلطة وعلى كلّ ماهو محيط به لقسوة الظروف التي عاشها . لم يكن عقيل الخبّاز الذي اختار مهنته آبها بكلّ مايأبه به غيره من مظاهر الحياة ولا كان يوما يطمح أن ينال من الدنيا الا القليل القليل. تمرد على الواقع ..فلّما لم تتمكن ذاته من تغيير ذلك الواقع تمرّد عليها وكان جسده الذي يرى فيه سببا للمؤامرة على ذاته النقيّة
هو المعاقب .فلم يعره اهتماما وعاقبه بشتى صنوف العقاب من الجوع الى اهمال العلاج من المرض.
ومن هنا فإن هذا الشاعر برأيي لم يكن صعلوكا وإن كان قد حسب على الصعاليك.
وحتى إن كان يلتقي بالصعاليك من ابناء جيله بعدد من نقاط التشابه في المنحى.
ها انا أعيد للقارئ الكريم اليوم شيئا من الذاكرة عن هذا الشاعر الرائع داعيا الله ان اكون قد وفقت بذلك .
ومن الله التوفيق.
علاء الأديب
تونس
18-2-2016
ولادته
.................
ولد الشاعر عقيل علي في مدينة الناصرية بجنوب العراق عام 1949
عمله
.............
عمل الشاعر طوال حياته خبّازا.
إصداراته الشعرية
.................................
للشاعر مجموعتان شعريتان
جنائن آدم ...المغرب ...1990
طائر اخر يتوارى...1992...فرنسا -كولونيا
جمعهما وطبعهما الشاعر والمترجم المرحوم كاظم جهاد .
شعره والنقّاد
.........................
حظيت اشعار عقيل علي باهتمام النقاد العرب أكثر من النقاد العراقيين
لأن النقاد العراقيين لم يكونوا ابهين بالحداثة التي اتسمت بها اشعار عقيل ولا به مظهرا وعملا
فلم يكن لأحد أن يرى ما خلف ملابسه ولا ما خلف مهنة الخبّاز التي كان يمتهنها.
أنصفه من عرفه
...........................
ما أنصف عقيل غير الذين عرفوه عن كثب وأنصفوا تجربته بتشكيل خارطة شعرية جديدة مع العديد من معاصريه
الشعراء الذين كانوا قد سلكوا درب الحداثة بحذر شديد ووضعوه بالمكانة الملائمة من المشهد الثقافي العراقي.
عقيل ومشكلة التشكيل البيئي والثقافي العراقي
.......................................................
واجه عقيل علي مشكلة كبيرة مع نوع التشكيل البيئي والثقافي العراقي ذي المرجعيات السياسية والفكرية والحزبية.
فلقد كانت تمارس هذه التشكيلات على الشاعر شتى صنوف الإضطهاد والإقصاء والتنكر والطرد الممنهج.
فلقد كان يمتاز الشاعر بشخصيّة غير منتمية وهذا مالايروق لهؤلاء منذ ذلك الحين والى يومنا هذا.
عقيل علي بين الألم والشعر
.......................................
اذا كان الشعر طريقا للألم عند الآخرين
فإن الألم طريق للشعر عند عقيل علي.
فقد وجد نفسه غريبا مبعدا عمّا رآى فيه مأساة خلقتها سلطة النظام.
فكانت تلك المأساة العامة حاضنة لمأساته الخاصة اللتي مرّت بالكثير من مرحل التطور حتى وصلت لمرحلة الخطورة
التي اجبرت الشاعر ان يتعايش معها وملازمتها . حيث اصبحت علاقته فيما بعد كعلاقة البمريض بدائه لا كعلاقة المريض بدوائه.
الشاعر والهجرة
...................................
حاول الشاعر الفرار من العراق الى الكويت ولكنه فشل فقد ألقي عليه القبض لعدم حيازته على
اوراق ثبوتية وأعيد الى العراق ليزج في الجيش
وليشارك في حرب العرب والأكراد التي اضفت عليه المزيد من الأسى
ولمّا وجد الشاعر نفسه مضطرا ان يبقى تعايش مع الواقع الذي كان يرى فيه المأساة واستسلم ولم يعد يطالب
بتغيير المشهد العراقي ومرّت به الحياة دون ان يرضى عنها.
...............................
كتب عقيل علي قصائد التعب والتوجس والخوف وفصائد الشارع
وقصائد الأمل والرضى وبقي رغم سوداوية ظروفه الحياتية التي اضفت لونها الغامق المعتم على قصائده
مغريا بشعره .يشدّ القارئ نحو جمالية بجمال غربته.
دوزنات:
...........
أصدرت مؤسسة أوروك للإنتاج الثقافي عن الشاعر الراحل عقيل علي كتابا شعريا تضمن مجموعتيه الشعريتين بعنوان
(دوزنات) وضمّ الكتاب مجموعة من القصائد التي لم ينشرها سابقا بمجموعتيه .وكانت تلك القصائد تتحدث عن ذكرياته
عن الحرب التي شارك بها جنديّا . وقصائد اخرى تحكي حالات التصاقه بالخوف ةالحزن والوهن.
كما نشر بهذا الكتاب العديد من الكتابات النقدية حول حياة الشاعر وتتجربته الشعرية بأقلام (كاظم جهاد – حاتم الصكر – أوروك علي-كريم ناصر-علي البزاز ...وغيرهم).
أطوار الشاعر
................
كان الشاعر رحمه الله مغايرا بمضمونه عن مظهره واكبر حالة تخق كان يعيشها الخبّاز.
لم يألف الأماكن. ولم يكن منسجما مع السلطة.
لم يغازل امرأة بحياتهبل كان يكبت ذكورته تحت سكرته.
لم يطمئن لجسده ايمانا منه بأن الجسد سيد المؤامرة على الذات وسموّها فأسلمه طواعية للجوع والمرض ولطالما هرب من المشفى والعلاج.
كان يعذب جسدا يشعر بأنّه لا ينتمي اليه ويمارس عليه ابشع صور القسوة.
يلقي به الة الفوضى المكتظة بالسيارات والمارّة.
نماذج من شعره:
...........................
...........آخر قصيدة كتبها ..عثر عليها بجيبه في ثلاجة مدينة الطب قبل دفنه" ريح الجمرة":
أغمضت المقلتين
ومضيت
بعد إنطفائها
مازال الانتظار مرتحلٌ
والذي لايجيء قبضُ رمادْ
فالتجيء له
وأهجر الجدار
وسادتك الرصيف
وطعامك بقايا فضلات المزابل
التوجس والدهشة والحيرة وأيام اللاجدوى
فراشك وغطاؤك وزادك دوما
فأغمض المقلتين كذلك أنت إلى الأبد
مازلت مرتحلا وستظل،
داخل روحك
فإلى متى ياعقيل علي
مامن خلاص؟
أهذه مايسمى حياة
كلا،
أنه الموت في الحياة كل رمشة جفن
أنه إذن ماتبقى من مامحسوب عليك حياة بيديك
وكفى
كفى.
*********************************************
حين يمسي الوطن منفى :
فأنت البلاد التي نعرف
وحدك البلاد التي نعرف
و أنت بعد كل هذا نجمة يبدأ أفولها
************
كنت تحبهم بكل يأسك
هم الذين يقفون الآن مثل جدار أمامك
انهم لا يريدون فكاكا ً من حقيقة انهم قد امتلكوك إلى الأبد
يضم أحزان العالم في صرة ثقيلة تجهد كاهله :
أنت وحدك من علمني أن أغترف بيدي أغصان المعرفة و باليد الأخرى هشيمها
ربما اجعل أحلامي محطات اذهب إليها و على كتفي جهات أربع
و ما أكثر السؤال عند عقيل:
الآن ترى ماذا بقى غير أسئلة مجدبة لدهشة عاشق
غير نواح شفيف و مفاتيح الإسطبلات ؟
************
أتذكّر العابَ أبي تتراشقُ فيها الأبواب"
لم يكن ذلك الفضاءُ صباحاً دائماً
كان علينا أن نرتفعَ بعمق
فهذه ليست الشمسُ كلّها.
*************
كيف ألقاكِ أيتها العزلة بكرم اللصوص ؟ ماذا أفعل بهفواتك ؟
أنت يا رحِمَ الأحجار ،
ماذا افعل بكِ ، أنت يا قامة الميت ؟
ها أنا ألقاكِ تتخفين بالأنامل ، برماد اللعبة ذاتها
و ها أنتِ تلقينني أسحبُ يدي ، جاعلاً من كل شيءٍ ذكرى
حسناً كان ما صنعتُ ، حسناً كانَ
حين أعطيتُ للغرباء خلوتي
وفاته
..............
ظلّ التدهور يلاحقه إلى أن عثر عليه صبيحة يوم 15-5-2005 ملقى على الأرض والدم ينزف من انفه وفمه.
رفضت سيارة الإسعاف نقله الى المشفى لشكوكهم بأنه ارهابي حتى اغمض جفنه ولأخر مرة .
ومن ثم عثر الشاعر وجيه عباس على جثته بثلاجة الموتى بمستشفى مدينة الطب ببغداد وقد كتب عليها مجهول الهويّة
كما عثر في جيبه على ورقة كتب بها اخر قصيدة له وكانت بعنوان (ريح الجمرة)
وبعد إكمال اجراءات معقدة وفي صباح يوم 17-5-2005 دفن الشاعر بمقبرة النجف.
رحم الله الشاعر عقيل علي
وإلى شاعر منسيّ اخر من شعرائنا
أستودعكم الله
علاء الأديب
تونس
18-2-2016
المصادر:
التقديم:
................
لم يكن الشاعر عقيل علي من الشعراء الذين فات على وفاتهم زمنا طويلا . ومع ذلك ورغم العديد من المقلات التي كتبت عته الاّ إنّ ضوضاء الحرب ومشاغل الناس في العرق بهمومهم الثقال كانت سببا بنسيان هذا الرجل الذي لم ينل من الحياة ولو بعض نصيب.
عقيل علي ومن خلال كلّ ما قرأت عنه وعلى الرغم من أنّه يعدّ من الشعراء الصعاليك في العراق .إلاّ إنّني أجده ليس صعلوكا قدر ماهو متمرد على الواقع ابتداء من تمرده على جسده مرورا بتمرده على الانتماء وعلى السلطة وعلى كلّ ماهو محيط به لقسوة الظروف التي عاشها . لم يكن عقيل الخبّاز الذي اختار مهنته آبها بكلّ مايأبه به غيره من مظاهر الحياة ولا كان يوما يطمح أن ينال من الدنيا الا القليل القليل. تمرد على الواقع ..فلّما لم تتمكن ذاته من تغيير ذلك الواقع تمرّد عليها وكان جسده الذي يرى فيه سببا للمؤامرة على ذاته النقيّة
هو المعاقب .فلم يعره اهتماما وعاقبه بشتى صنوف العقاب من الجوع الى اهمال العلاج من المرض.
ومن هنا فإن هذا الشاعر برأيي لم يكن صعلوكا وإن كان قد حسب على الصعاليك.
وحتى إن كان يلتقي بالصعاليك من ابناء جيله بعدد من نقاط التشابه في المنحى.
ها انا أعيد للقارئ الكريم اليوم شيئا من الذاكرة عن هذا الشاعر الرائع داعيا الله ان اكون قد وفقت بذلك .
ومن الله التوفيق.
علاء الأديب
تونس
18-2-2016
ولادته
.................
ولد الشاعر عقيل علي في مدينة الناصرية بجنوب العراق عام 1949
عمله
.............
عمل الشاعر طوال حياته خبّازا.
إصداراته الشعرية
.................................
للشاعر مجموعتان شعريتان
جنائن آدم ...المغرب ...1990
طائر اخر يتوارى...1992...فرنسا -كولونيا
جمعهما وطبعهما الشاعر والمترجم المرحوم كاظم جهاد .
شعره والنقّاد
.........................
حظيت اشعار عقيل علي باهتمام النقاد العرب أكثر من النقاد العراقيين
لأن النقاد العراقيين لم يكونوا ابهين بالحداثة التي اتسمت بها اشعار عقيل ولا به مظهرا وعملا
فلم يكن لأحد أن يرى ما خلف ملابسه ولا ما خلف مهنة الخبّاز التي كان يمتهنها.
أنصفه من عرفه
...........................
ما أنصف عقيل غير الذين عرفوه عن كثب وأنصفوا تجربته بتشكيل خارطة شعرية جديدة مع العديد من معاصريه
الشعراء الذين كانوا قد سلكوا درب الحداثة بحذر شديد ووضعوه بالمكانة الملائمة من المشهد الثقافي العراقي.
عقيل ومشكلة التشكيل البيئي والثقافي العراقي
.......................................................
واجه عقيل علي مشكلة كبيرة مع نوع التشكيل البيئي والثقافي العراقي ذي المرجعيات السياسية والفكرية والحزبية.
فلقد كانت تمارس هذه التشكيلات على الشاعر شتى صنوف الإضطهاد والإقصاء والتنكر والطرد الممنهج.
فلقد كان يمتاز الشاعر بشخصيّة غير منتمية وهذا مالايروق لهؤلاء منذ ذلك الحين والى يومنا هذا.
عقيل علي بين الألم والشعر
.......................................
اذا كان الشعر طريقا للألم عند الآخرين
فإن الألم طريق للشعر عند عقيل علي.
فقد وجد نفسه غريبا مبعدا عمّا رآى فيه مأساة خلقتها سلطة النظام.
فكانت تلك المأساة العامة حاضنة لمأساته الخاصة اللتي مرّت بالكثير من مرحل التطور حتى وصلت لمرحلة الخطورة
التي اجبرت الشاعر ان يتعايش معها وملازمتها . حيث اصبحت علاقته فيما بعد كعلاقة البمريض بدائه لا كعلاقة المريض بدوائه.
الشاعر والهجرة
...................................
حاول الشاعر الفرار من العراق الى الكويت ولكنه فشل فقد ألقي عليه القبض لعدم حيازته على
اوراق ثبوتية وأعيد الى العراق ليزج في الجيش
وليشارك في حرب العرب والأكراد التي اضفت عليه المزيد من الأسى
ولمّا وجد الشاعر نفسه مضطرا ان يبقى تعايش مع الواقع الذي كان يرى فيه المأساة واستسلم ولم يعد يطالب
بتغيير المشهد العراقي ومرّت به الحياة دون ان يرضى عنها.
...............................
كتب عقيل علي قصائد التعب والتوجس والخوف وفصائد الشارع
وقصائد الأمل والرضى وبقي رغم سوداوية ظروفه الحياتية التي اضفت لونها الغامق المعتم على قصائده
مغريا بشعره .يشدّ القارئ نحو جمالية بجمال غربته.
دوزنات:
...........
أصدرت مؤسسة أوروك للإنتاج الثقافي عن الشاعر الراحل عقيل علي كتابا شعريا تضمن مجموعتيه الشعريتين بعنوان
(دوزنات) وضمّ الكتاب مجموعة من القصائد التي لم ينشرها سابقا بمجموعتيه .وكانت تلك القصائد تتحدث عن ذكرياته
عن الحرب التي شارك بها جنديّا . وقصائد اخرى تحكي حالات التصاقه بالخوف ةالحزن والوهن.
كما نشر بهذا الكتاب العديد من الكتابات النقدية حول حياة الشاعر وتتجربته الشعرية بأقلام (كاظم جهاد – حاتم الصكر – أوروك علي-كريم ناصر-علي البزاز ...وغيرهم).
أطوار الشاعر
................
كان الشاعر رحمه الله مغايرا بمضمونه عن مظهره واكبر حالة تخق كان يعيشها الخبّاز.
لم يألف الأماكن. ولم يكن منسجما مع السلطة.
لم يغازل امرأة بحياتهبل كان يكبت ذكورته تحت سكرته.
لم يطمئن لجسده ايمانا منه بأن الجسد سيد المؤامرة على الذات وسموّها فأسلمه طواعية للجوع والمرض ولطالما هرب من المشفى والعلاج.
كان يعذب جسدا يشعر بأنّه لا ينتمي اليه ويمارس عليه ابشع صور القسوة.
يلقي به الة الفوضى المكتظة بالسيارات والمارّة.
نماذج من شعره:
...........................
...........آخر قصيدة كتبها ..عثر عليها بجيبه في ثلاجة مدينة الطب قبل دفنه" ريح الجمرة":
أغمضت المقلتين
ومضيت
بعد إنطفائها
مازال الانتظار مرتحلٌ
والذي لايجيء قبضُ رمادْ
فالتجيء له
وأهجر الجدار
وسادتك الرصيف
وطعامك بقايا فضلات المزابل
التوجس والدهشة والحيرة وأيام اللاجدوى
فراشك وغطاؤك وزادك دوما
فأغمض المقلتين كذلك أنت إلى الأبد
مازلت مرتحلا وستظل،
داخل روحك
فإلى متى ياعقيل علي
مامن خلاص؟
أهذه مايسمى حياة
كلا،
أنه الموت في الحياة كل رمشة جفن
أنه إذن ماتبقى من مامحسوب عليك حياة بيديك
وكفى
كفى.
*********************************************
حين يمسي الوطن منفى :
فأنت البلاد التي نعرف
وحدك البلاد التي نعرف
و أنت بعد كل هذا نجمة يبدأ أفولها
************
كنت تحبهم بكل يأسك
هم الذين يقفون الآن مثل جدار أمامك
انهم لا يريدون فكاكا ً من حقيقة انهم قد امتلكوك إلى الأبد
يضم أحزان العالم في صرة ثقيلة تجهد كاهله :
أنت وحدك من علمني أن أغترف بيدي أغصان المعرفة و باليد الأخرى هشيمها
ربما اجعل أحلامي محطات اذهب إليها و على كتفي جهات أربع
و ما أكثر السؤال عند عقيل:
الآن ترى ماذا بقى غير أسئلة مجدبة لدهشة عاشق
غير نواح شفيف و مفاتيح الإسطبلات ؟
************
أتذكّر العابَ أبي تتراشقُ فيها الأبواب"
لم يكن ذلك الفضاءُ صباحاً دائماً
كان علينا أن نرتفعَ بعمق
فهذه ليست الشمسُ كلّها.
*************
كيف ألقاكِ أيتها العزلة بكرم اللصوص ؟ ماذا أفعل بهفواتك ؟
أنت يا رحِمَ الأحجار ،
ماذا افعل بكِ ، أنت يا قامة الميت ؟
ها أنا ألقاكِ تتخفين بالأنامل ، برماد اللعبة ذاتها
و ها أنتِ تلقينني أسحبُ يدي ، جاعلاً من كل شيءٍ ذكرى
حسناً كان ما صنعتُ ، حسناً كانَ
حين أعطيتُ للغرباء خلوتي
وفاته
..............
ظلّ التدهور يلاحقه إلى أن عثر عليه صبيحة يوم 15-5-2005 ملقى على الأرض والدم ينزف من انفه وفمه.
رفضت سيارة الإسعاف نقله الى المشفى لشكوكهم بأنه ارهابي حتى اغمض جفنه ولأخر مرة .
ومن ثم عثر الشاعر وجيه عباس على جثته بثلاجة الموتى بمستشفى مدينة الطب ببغداد وقد كتب عليها مجهول الهويّة
كما عثر في جيبه على ورقة كتب بها اخر قصيدة له وكانت بعنوان (ريح الجمرة)
وبعد إكمال اجراءات معقدة وفي صباح يوم 17-5-2005 دفن الشاعر بمقبرة النجف.
رحم الله الشاعر عقيل علي
وإلى شاعر منسيّ اخر من شعرائنا
أستودعكم الله
علاء الأديب
تونس
18-2-2016
المصادر: