قصيدة (أي طرطرى تطرطري) للشاعر العراقي المغترب محمد مهدي الجواهري، واحدة من أفضل قصائد الهجاء السياسي، والنقد اللاذع لواقع الحال، ونموذج للشعر الكاركاتوري الذي يفيض سخرية وطرافة، تتكون من حوالي 170بيت. وتحاكي في الإيقاع، والوزن والقافية قصيدة شهيرة للشاعر علي بن المغربي من العهد العباسي بعنوان "الدبدبية".
وقد اراد لها الشاعر الجواهري ان تكون صرخة مدوية تفضح الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتردية في العراق، وكذا الاحتقان السياسي بالعالم العربي، ولا تزال تحافظ على راهنيتها برغم مرور العديد من السنوات، وربما ستبقى كذلك للعديد من القرون تحت واقع التشرذم والعمالة والتشظي والترهل والضعف والتفكك والتخلف وكل صنوف المذلة والمهانة والاستضعاف الذي تعيشه الدول العربية، وكانه يود ان يقول لها بتوصيفات بالغة المرارة والسوداوية والتذمر أي طرطرا ، تطرطري، تيامني، تياسري، تقدمي، تقهقري، تبدلي، ترذلي، استبدلي، تشبثي، انقرضي، اندثري، تاملي، تفكري، غيري، سفري، رحلي، وكلها كلمات منحوثة من صلصال الفضب
نظمت هذه القصيدة في عام 1945 ونشرت لأول مرة في جريدة "الرأي العام" العدد 1484 في 24 آذار 1946، وأغلقت على اثرها هذه الجريدة
ويتحدث محمد مهدي الجواهري عن قصة هذه القصيدة فيقول: [كان الجو السياسي – القصيدة نشرت في 26 آذار سنة 1946 لأول مرة – مملوءا بالنفاق والتزلف والخنوع لأصحاب المراتب العليا. وكان الركض وراء المناصب كبيرا . أما المعارضات فلم تكن بمستوى المسؤولية. وكان بعضها يترك مكانه لمجرد التلويح له بمقعد في المجلس "النيابي" أو في الوزارة. كانت بعض الأشياء أقرب إلى الابتذال، لقد تعاون مصطفى العمري وصالح جبر على إغلاق جريدتي "الرأي العام " مما أثار حزنا عميقا لدي وحين زارني عبد الكريم الدجيلي وصديق آخر وجداني أخط بعض الأبيات بصورة ساخرة واستهزائية وبكلمات شعبية "طرطرة" توصيفا للسياسة وطرطور للسياسيين الملفقين ونبهاني (...) وحين نشرت القصيدة تهافت باعة الصحف على مقر "الرأي العام اضطر معه حراس المطبعة لغلق الأبواب ويقال أن بعض النسخ بيعت بدينار واحد أي ألف فلس في حين كان سعر الصحيفة بـ 10 فلوس آنذاك / الجواهري.. جدل الحياة والشعر ص198].
قراءة ممتعة
والى لفاء مع نص وشاعر آخر
ن . م
*********
طرطرا
محمد مهدي الجواهري
أي طرطرا تطرطري
تقدمي تأخري
تشيعي تسنني
تهوّدي ، تنصري
تكردي ، تعربي
تهاتري بالعنصر
تعممي ، تبرنطي
تعقلي ، تسدري
كوني – اذا رمت العلى
من قبُل ٍ أو دبر
صالحة " كصالح "ٍ
عامرة " كالعمري "
*******
وأنت ِ ان لم تجدي
أباً حميد الأثر ِ
ومفخرا من الجدود
طيب المنحدر
ولم تري في النفس ما
يغنيك أن تفتخري
شأن عصام ٍ قد كفته
النفس شر مفخر
فالتمسي أبا سواه
أشرا ذا بطر ِ
طوفي على الاعراب من
باد ٍ ومن محتضر ِ
والتمسي منهم جدودا
جددا وزوري
تزيدي تزبدي
تعنزي تشمري
في زمن الذر الى
بداوة ٍ تقهقري
****
تقلّبي تقلب الدهر
بشتى الغيَر
تصرفي كما تشائين
ولا تعتذري
لمن ؟ !! أللناس وهم
حثالة من سقر ِ
عبيد اجدادك من
رِقًّ ومن مُستَأجَر
ام للقوانين وما
جاءت بغير الهذر ِ
تأمر بالمعروف
والمنكر فوق المنبر ِ
شئ أبى المعروف في
شويِّ امُّ المنكرِ
أم للضمير والضمير
صنع هذا البشر
تعلة لصائم ٍ
فطيرة لمفطر ِ
لمن ؟ أللتاريخ وهو
في يد المحرر ِ
قد تقرأ الأجيال في
دفة هذا المحضر ِ
عن مثل هذا " العصر" ان
قد كان زين الأعصر
وانه من ذهب ٍ
وانه من جوهر ِ
أم للمقاييس اقتضا
هن اختلاف النظر ِ ؟
ان أخا طرطر من
كل المقاييس بري !
****
أي طرطرا ان كان شعب
جاع أو خلق عري
أو أجمع الست ُّ
الملايين على التذمر ِ
او صاح نهبا بالبلاد
بائع ومشتري
او نُفذ المرسوم
في محابر وأسطر ِ
أو أخذ البريءُ بالمجرم
أخذ طرطر ِ
أو دُفع العراق
للذل او التدهور
فاحتكمي تحكمي
وتحمدي وتؤجري
****
أي طرطرا تطرطري
وهللي وكبري
وطبلي لكل ما
يخزي الفتى وزمري
وسبحي بحمد مأ
فون ٍ وشكر أبتر
اعطي سمات فارع ٍ
شمردل ٍ لبحتر ِ
واغتصبي لضفدع ٍ
سمات ليث قسور
وعطري قاذورة
وبالمديح بخري
وصيّري من جُعل ٍ
حديقة من زهر ِ
وشبهي الظلام ظلما
بالصباح المسفر ِ
وألبسي الغبي والأحمق
ثوب عبقر ِ
وأفرغي على المخانيث
دروع عنتر ِ
ان قيل ان مجدهم
مزيف ٌ فأنكري
أو قيل أن بطشهم
من بطشة المستعمر
وان هذا المستعير
صولة الغضنفر
أهون من ذبابة
في مستحم قذر
فهي تطير حرة
جناحها لم يُعَر ِ
وذاك لو لم يستعر
جناحه لم يطر ِ
فغالطي وكابري
وحوري وزوّري
****
أي طرطرا سيري
على نهجهم والأثر
واستقبلي يومك من
يومهم ُ واستدبري
وأجمعي أمرك من
أمرهم ُ تستكثري
كوني بغاثا واسلمي
بالنفس ثم استنسري
ان طوّلوا فطولي
او قصروا فقصّري
او اجرموا فاعتذري
او انذروا فبشري
او خبطوا عشوا فقولي
أي نجم ٍ نير
أو ظلموا فأبرزي
الظلم بأبهى الصور ِ
أو صنعوا ما لم
يبررمنطق فبرري
***
أي طرطرا لاتنكري
ذنبا ولا تستغفري
ولا تغطي سوءةً
بانت ، ولا تتزري
ولاتغضي الطرف عن
فرط الحيا والخفر
كوني على شاكلة ٍ
من أمرهم تؤمّري
كوني على شاكلة
الوزير بادي الخطر ِ
أي طرطرا كوني على
تاريخك المحتقر ِ
احرص من صاحبة
النِحيين أن تذّكري
*****
طولي على كسرى ولا
تعني بتاج قيصر ِ
كوني على مافيك من
مساؤئ لم تُحصر ِ
كوني على الأضداد في
تكوينك المبعثر ِ
شامخة شموخ قرن
الثور بين البَقر
ِ
*****
أي طرطرا أُقسم
بالسويكة المشهّر ِ
والخرز المعقود في
البطن فويق المشعر
بوجهك المعتكر
وثغرك المنوّر ِ
وعينك الحمراء ترمي
غيظه بالأحمر ِ
أقٌسم بالكافور لا
اقصد شتم العنبر
لأنت فوق البشر ِ
فوق القضا والقدر
ِ
***
أي طرطرا " يالك من
قبرة بمعمر ِ
خلا لك الجو " وقد
طاب " فبيضي واصفري "
و" نقري " من بعدهم
" ما شئت ان تنقّري "
قد غفل الصياد في
" لندن " عنك فابشري !
" أي طرطرا تطرطري "
نامي ولاتفكري
دوسي على اكبادنا
ان شعرت ْ لن تشعري
بأن شعباً قد رمته
الريح نحو المهجر ِ
وهددته بالضوى
والموت والتصحر
أحرى بأن ْ تنسيه في
المأساة لا أن ْ تذكري
صومي عن البوح ومن
كأس دموعنا افطري
بوجهه المجدور يقضي
الحسن أن لا تنظري
عن فقره تشاغلي
بالعيش في الركن الثري ...
عن رفقة ٍ تغافلي
تباعدي عن معشر
تشاغلي بالمجد في
صومعة المفكر
وافتي اذا شئت لنا
بمقتل ٍ ونظري
ولترفعي اللوائح
الصفراء للمستنصر ِ
ولتشتمي الشعب اذا
ثار على مستهتر
وعنفي المشنوق في
رفعته واستصغري
بيعي بنا رخص التراب
في المزاد واشتري
الناس دود الأرض ...
و ( الرهبان ) فوق البشر
ِ
******
" أي طرطرا تطرطري "
صرخة روحك احذري
ولتسملي آمالنا
من بؤبؤ ٍ لمحجر ِ
ولتذري الرماد في
عيون كل مبصر ِ
وغيّري شهادة الميلاد
عفواً زوّري
ورحلي وسفري
وشتتي وبعثري
ان سألوك منشأً
مسقط رأسك انكري
تدافعي كالتترر
وارتحلي كالغجر
سبيان في بابل بل
موتان للمهجر ِ
" أي طرطرا تطرطري "
جنازة الشعب احضري .
*******
تأملي تفكري
بمجدك المندحر ِ
كالببغاء رددي
ماخط ذهن العبقري
ان خبت ِ لاتنفعلي
ان مت ِ لاتستذمري
وان خسرت ِ تربحي
وان قتلت تعذري
ان فاتك القطار يا
عانستي ... انتظري
على الخراب اصطبري
على الصليب انتحري
هذا حصيد الحظ
والمكتوب والمقدّر ِ
لاتعذلينا نظراً
فذاك بعد النظر
عاشقنا أطول باعا
في اجتراح الفِكَر ِ
ياقزحا من مطر ِ
حطمت قوس الظفر
ورحت للمنفى على
العكاز رث المظهر
" أي طرطرا تطرطري "
وعنّفينا وازجري .
********
يا أيها المنفي ِّ في
استوائه المستعر
يا أيها المنبوذ في
قطب السويد المقفر
في السفح في سهوله
في قمم ٍ في حفر ِ
لم يبق الاّ الدرع
منقوشا بدمع ٍ أحمر ِ
يا فارسا لم يدخر
حارب بغمد الخنجر ِ
يازهرة مسجونة
في كرة ٍ من حجر ِ
عاشقة للشمس في
انبثاقها المنوّر ِ
نموت ان لم تثقبي
الجدران ان لم تظهري
علية في منظر
دانية في ثمر
يامهجة الشعب احضري
" بنسرك " المؤزر ِ
وحطمي الأصنام دوسي
( هبلا ) ... وكسري
ولتشعلي انتفاضة
اخرى لعدوى الحجر
في الحب لاتدّخري
ان لم تموتي انتحري
******
" ياطرطراً " خزيا على
خزي وعريا في عري
ان تدفعي الجرح الى
تقبيل كف الخنجر
وأن تبوسي نعل
دكتاتورك المحتقر ِ
لافرق أن تحرري
منه وان تستعمري
ساو ِ اذن بين الظلام
والصباح النيّر
مابين اعمى جاهل ٍ
وعالم ذي نظر
تبذلي ترذلي
بالعاشقين استهتري
وكشفي عن عريك
الذاوي ومن ثم استري
تياسري تيامني
.. " تقدمي تقهقري "
اياك أن تنتصري
أو تحلمي بالظفر ِ
******
" أي طرطرا تطرطري "
انقرضي ... اندثري
تشبثي بالحقد لوذي
بالشتات اندحري
واستبدلي انتماءنا
بالانتماء الاسري
وقدمي ماشئت من
ألقابها وأخري
هذا زمان القحط
والسقوط والتنكر
فلتحلمي ان تسلمي
المفتاح كف المفتري
ولترجعي قطعاننا
في شكل سيل بشري
ماشية نحن ، فسيري
يارعاة البقر ِ
أمامكم في طاعة
بعدكم ُ في سقر ِ
******
" أي طرطرا تطرطري "
كلا ونهج حيد ر ِ
كلا لكيد الزانيات
للقيط القذر ِ
كلا لمستقبلنا
العابث والمبعثر ِ
يا امرأة العراق جودي
باللهيب بشري
يا امنا الأرض ابذري
ولتحبلي بالشرر
ما أثمر الرمان في
موسمنا فلتثمري
نهد السنابل انثري
ومسك طلعك الثري
ورافديك سيّري
بزمزم ٍ وكوثر ِ
لا تسقطي فأسك من
يديك كي لاتقبري
ياامرأة كالشمس
قومي بالوشاح الأحمر ِ
بشعر ليل ٍ غجري
بأجمل الضفائر
على السجون اانتشري
وكل اعمى بصر ِ
ياامرأة العراق ظلي
امرأة للخضري
ومزقي الأكفان عن
جثمانه ونوّري
بالرافدين ازدهري
وبالأريج السومري
ياغيمة من درر
حان نشيد المطر
ستورقين ذات يوم ٍ
رغم أنف القدر ِ
الشمردل = الطويل .
البحتر = القصير
وقد اراد لها الشاعر الجواهري ان تكون صرخة مدوية تفضح الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتردية في العراق، وكذا الاحتقان السياسي بالعالم العربي، ولا تزال تحافظ على راهنيتها برغم مرور العديد من السنوات، وربما ستبقى كذلك للعديد من القرون تحت واقع التشرذم والعمالة والتشظي والترهل والضعف والتفكك والتخلف وكل صنوف المذلة والمهانة والاستضعاف الذي تعيشه الدول العربية، وكانه يود ان يقول لها بتوصيفات بالغة المرارة والسوداوية والتذمر أي طرطرا ، تطرطري، تيامني، تياسري، تقدمي، تقهقري، تبدلي، ترذلي، استبدلي، تشبثي، انقرضي، اندثري، تاملي، تفكري، غيري، سفري، رحلي، وكلها كلمات منحوثة من صلصال الفضب
نظمت هذه القصيدة في عام 1945 ونشرت لأول مرة في جريدة "الرأي العام" العدد 1484 في 24 آذار 1946، وأغلقت على اثرها هذه الجريدة
ويتحدث محمد مهدي الجواهري عن قصة هذه القصيدة فيقول: [كان الجو السياسي – القصيدة نشرت في 26 آذار سنة 1946 لأول مرة – مملوءا بالنفاق والتزلف والخنوع لأصحاب المراتب العليا. وكان الركض وراء المناصب كبيرا . أما المعارضات فلم تكن بمستوى المسؤولية. وكان بعضها يترك مكانه لمجرد التلويح له بمقعد في المجلس "النيابي" أو في الوزارة. كانت بعض الأشياء أقرب إلى الابتذال، لقد تعاون مصطفى العمري وصالح جبر على إغلاق جريدتي "الرأي العام " مما أثار حزنا عميقا لدي وحين زارني عبد الكريم الدجيلي وصديق آخر وجداني أخط بعض الأبيات بصورة ساخرة واستهزائية وبكلمات شعبية "طرطرة" توصيفا للسياسة وطرطور للسياسيين الملفقين ونبهاني (...) وحين نشرت القصيدة تهافت باعة الصحف على مقر "الرأي العام اضطر معه حراس المطبعة لغلق الأبواب ويقال أن بعض النسخ بيعت بدينار واحد أي ألف فلس في حين كان سعر الصحيفة بـ 10 فلوس آنذاك / الجواهري.. جدل الحياة والشعر ص198].
قراءة ممتعة
والى لفاء مع نص وشاعر آخر
ن . م
*********
طرطرا
محمد مهدي الجواهري
أي طرطرا تطرطري
تقدمي تأخري
تشيعي تسنني
تهوّدي ، تنصري
تكردي ، تعربي
تهاتري بالعنصر
تعممي ، تبرنطي
تعقلي ، تسدري
كوني – اذا رمت العلى
من قبُل ٍ أو دبر
صالحة " كصالح "ٍ
عامرة " كالعمري "
*******
وأنت ِ ان لم تجدي
أباً حميد الأثر ِ
ومفخرا من الجدود
طيب المنحدر
ولم تري في النفس ما
يغنيك أن تفتخري
شأن عصام ٍ قد كفته
النفس شر مفخر
فالتمسي أبا سواه
أشرا ذا بطر ِ
طوفي على الاعراب من
باد ٍ ومن محتضر ِ
والتمسي منهم جدودا
جددا وزوري
تزيدي تزبدي
تعنزي تشمري
في زمن الذر الى
بداوة ٍ تقهقري
****
تقلّبي تقلب الدهر
بشتى الغيَر
تصرفي كما تشائين
ولا تعتذري
لمن ؟ !! أللناس وهم
حثالة من سقر ِ
عبيد اجدادك من
رِقًّ ومن مُستَأجَر
ام للقوانين وما
جاءت بغير الهذر ِ
تأمر بالمعروف
والمنكر فوق المنبر ِ
شئ أبى المعروف في
شويِّ امُّ المنكرِ
أم للضمير والضمير
صنع هذا البشر
تعلة لصائم ٍ
فطيرة لمفطر ِ
لمن ؟ أللتاريخ وهو
في يد المحرر ِ
قد تقرأ الأجيال في
دفة هذا المحضر ِ
عن مثل هذا " العصر" ان
قد كان زين الأعصر
وانه من ذهب ٍ
وانه من جوهر ِ
أم للمقاييس اقتضا
هن اختلاف النظر ِ ؟
ان أخا طرطر من
كل المقاييس بري !
****
أي طرطرا ان كان شعب
جاع أو خلق عري
أو أجمع الست ُّ
الملايين على التذمر ِ
او صاح نهبا بالبلاد
بائع ومشتري
او نُفذ المرسوم
في محابر وأسطر ِ
أو أخذ البريءُ بالمجرم
أخذ طرطر ِ
أو دُفع العراق
للذل او التدهور
فاحتكمي تحكمي
وتحمدي وتؤجري
****
أي طرطرا تطرطري
وهللي وكبري
وطبلي لكل ما
يخزي الفتى وزمري
وسبحي بحمد مأ
فون ٍ وشكر أبتر
اعطي سمات فارع ٍ
شمردل ٍ لبحتر ِ
واغتصبي لضفدع ٍ
سمات ليث قسور
وعطري قاذورة
وبالمديح بخري
وصيّري من جُعل ٍ
حديقة من زهر ِ
وشبهي الظلام ظلما
بالصباح المسفر ِ
وألبسي الغبي والأحمق
ثوب عبقر ِ
وأفرغي على المخانيث
دروع عنتر ِ
ان قيل ان مجدهم
مزيف ٌ فأنكري
أو قيل أن بطشهم
من بطشة المستعمر
وان هذا المستعير
صولة الغضنفر
أهون من ذبابة
في مستحم قذر
فهي تطير حرة
جناحها لم يُعَر ِ
وذاك لو لم يستعر
جناحه لم يطر ِ
فغالطي وكابري
وحوري وزوّري
****
أي طرطرا سيري
على نهجهم والأثر
واستقبلي يومك من
يومهم ُ واستدبري
وأجمعي أمرك من
أمرهم ُ تستكثري
كوني بغاثا واسلمي
بالنفس ثم استنسري
ان طوّلوا فطولي
او قصروا فقصّري
او اجرموا فاعتذري
او انذروا فبشري
او خبطوا عشوا فقولي
أي نجم ٍ نير
أو ظلموا فأبرزي
الظلم بأبهى الصور ِ
أو صنعوا ما لم
يبررمنطق فبرري
***
أي طرطرا لاتنكري
ذنبا ولا تستغفري
ولا تغطي سوءةً
بانت ، ولا تتزري
ولاتغضي الطرف عن
فرط الحيا والخفر
كوني على شاكلة ٍ
من أمرهم تؤمّري
كوني على شاكلة
الوزير بادي الخطر ِ
أي طرطرا كوني على
تاريخك المحتقر ِ
احرص من صاحبة
النِحيين أن تذّكري
*****
طولي على كسرى ولا
تعني بتاج قيصر ِ
كوني على مافيك من
مساؤئ لم تُحصر ِ
كوني على الأضداد في
تكوينك المبعثر ِ
شامخة شموخ قرن
الثور بين البَقر
ِ
*****
أي طرطرا أُقسم
بالسويكة المشهّر ِ
والخرز المعقود في
البطن فويق المشعر
بوجهك المعتكر
وثغرك المنوّر ِ
وعينك الحمراء ترمي
غيظه بالأحمر ِ
أقٌسم بالكافور لا
اقصد شتم العنبر
لأنت فوق البشر ِ
فوق القضا والقدر
ِ
***
أي طرطرا " يالك من
قبرة بمعمر ِ
خلا لك الجو " وقد
طاب " فبيضي واصفري "
و" نقري " من بعدهم
" ما شئت ان تنقّري "
قد غفل الصياد في
" لندن " عنك فابشري !
" أي طرطرا تطرطري "
نامي ولاتفكري
دوسي على اكبادنا
ان شعرت ْ لن تشعري
بأن شعباً قد رمته
الريح نحو المهجر ِ
وهددته بالضوى
والموت والتصحر
أحرى بأن ْ تنسيه في
المأساة لا أن ْ تذكري
صومي عن البوح ومن
كأس دموعنا افطري
بوجهه المجدور يقضي
الحسن أن لا تنظري
عن فقره تشاغلي
بالعيش في الركن الثري ...
عن رفقة ٍ تغافلي
تباعدي عن معشر
تشاغلي بالمجد في
صومعة المفكر
وافتي اذا شئت لنا
بمقتل ٍ ونظري
ولترفعي اللوائح
الصفراء للمستنصر ِ
ولتشتمي الشعب اذا
ثار على مستهتر
وعنفي المشنوق في
رفعته واستصغري
بيعي بنا رخص التراب
في المزاد واشتري
الناس دود الأرض ...
و ( الرهبان ) فوق البشر
ِ
******
" أي طرطرا تطرطري "
صرخة روحك احذري
ولتسملي آمالنا
من بؤبؤ ٍ لمحجر ِ
ولتذري الرماد في
عيون كل مبصر ِ
وغيّري شهادة الميلاد
عفواً زوّري
ورحلي وسفري
وشتتي وبعثري
ان سألوك منشأً
مسقط رأسك انكري
تدافعي كالتترر
وارتحلي كالغجر
سبيان في بابل بل
موتان للمهجر ِ
" أي طرطرا تطرطري "
جنازة الشعب احضري .
*******
تأملي تفكري
بمجدك المندحر ِ
كالببغاء رددي
ماخط ذهن العبقري
ان خبت ِ لاتنفعلي
ان مت ِ لاتستذمري
وان خسرت ِ تربحي
وان قتلت تعذري
ان فاتك القطار يا
عانستي ... انتظري
على الخراب اصطبري
على الصليب انتحري
هذا حصيد الحظ
والمكتوب والمقدّر ِ
لاتعذلينا نظراً
فذاك بعد النظر
عاشقنا أطول باعا
في اجتراح الفِكَر ِ
ياقزحا من مطر ِ
حطمت قوس الظفر
ورحت للمنفى على
العكاز رث المظهر
" أي طرطرا تطرطري "
وعنّفينا وازجري .
********
يا أيها المنفي ِّ في
استوائه المستعر
يا أيها المنبوذ في
قطب السويد المقفر
في السفح في سهوله
في قمم ٍ في حفر ِ
لم يبق الاّ الدرع
منقوشا بدمع ٍ أحمر ِ
يا فارسا لم يدخر
حارب بغمد الخنجر ِ
يازهرة مسجونة
في كرة ٍ من حجر ِ
عاشقة للشمس في
انبثاقها المنوّر ِ
نموت ان لم تثقبي
الجدران ان لم تظهري
علية في منظر
دانية في ثمر
يامهجة الشعب احضري
" بنسرك " المؤزر ِ
وحطمي الأصنام دوسي
( هبلا ) ... وكسري
ولتشعلي انتفاضة
اخرى لعدوى الحجر
في الحب لاتدّخري
ان لم تموتي انتحري
******
" ياطرطراً " خزيا على
خزي وعريا في عري
ان تدفعي الجرح الى
تقبيل كف الخنجر
وأن تبوسي نعل
دكتاتورك المحتقر ِ
لافرق أن تحرري
منه وان تستعمري
ساو ِ اذن بين الظلام
والصباح النيّر
مابين اعمى جاهل ٍ
وعالم ذي نظر
تبذلي ترذلي
بالعاشقين استهتري
وكشفي عن عريك
الذاوي ومن ثم استري
تياسري تيامني
.. " تقدمي تقهقري "
اياك أن تنتصري
أو تحلمي بالظفر ِ
******
" أي طرطرا تطرطري "
انقرضي ... اندثري
تشبثي بالحقد لوذي
بالشتات اندحري
واستبدلي انتماءنا
بالانتماء الاسري
وقدمي ماشئت من
ألقابها وأخري
هذا زمان القحط
والسقوط والتنكر
فلتحلمي ان تسلمي
المفتاح كف المفتري
ولترجعي قطعاننا
في شكل سيل بشري
ماشية نحن ، فسيري
يارعاة البقر ِ
أمامكم في طاعة
بعدكم ُ في سقر ِ
******
" أي طرطرا تطرطري "
كلا ونهج حيد ر ِ
كلا لكيد الزانيات
للقيط القذر ِ
كلا لمستقبلنا
العابث والمبعثر ِ
يا امرأة العراق جودي
باللهيب بشري
يا امنا الأرض ابذري
ولتحبلي بالشرر
ما أثمر الرمان في
موسمنا فلتثمري
نهد السنابل انثري
ومسك طلعك الثري
ورافديك سيّري
بزمزم ٍ وكوثر ِ
لا تسقطي فأسك من
يديك كي لاتقبري
ياامرأة كالشمس
قومي بالوشاح الأحمر ِ
بشعر ليل ٍ غجري
بأجمل الضفائر
على السجون اانتشري
وكل اعمى بصر ِ
ياامرأة العراق ظلي
امرأة للخضري
ومزقي الأكفان عن
جثمانه ونوّري
بالرافدين ازدهري
وبالأريج السومري
ياغيمة من درر
حان نشيد المطر
ستورقين ذات يوم ٍ
رغم أنف القدر ِ
الشمردل = الطويل .
البحتر = القصير