أين المشكلة في أن يكون للجزائريين معجما طوبونيميا؟
ارتبط اسم الدكتور و المؤرخ صالح بلعيد بدفاعه عن اللغة العربية و لغة القرآن رغم امازيغيته، فلصالح بلعيد في هذا الشأن دراسات حول اللغة العربية و كيفية النهوض بها و هو يمارس سلوكيات و أفعال هي من أجل إعداد الفرد داخل منظومة المناهج و ما تلعبه هذه الأخيرة ( المناهج) في التأثر و التأثير على الفرد و السلوك و تطويره تارة و تغييره تارة أخرى تطويرا مبني على أسس علمية ، ما مكنه لأن يكون مؤهلا لرئاسة المجلس الأعلى للغة العربية في سنة 2016 و ظل يتراسه إلى غاية اليوم ، إلا أن هناك حملات عدائية ظهرت الى السطح مؤخرا طالبت بتنحيته من على راس المجلس بسبب إنجازه "معجم الطوبونيميا" للبحث في أصل الأسماء و معناها و تاريخها ، يلاحظ من خلال الكتابات التي تطالب بإقالة صالح بلعيد نشم رائحة الجهوية لتجاهله بعض المناطق و اعتماده على جهة واحدة في تدعيم المعجم الطوبونيمي الجزائري، فالمشروع كما قال صالح بلعيد "عمل أُنجز من طرف مخبر بولاية غرداية، وهو مشروع بحث ضمن المعجم الطوبونيمي لإقليم ميزاب، في مكتبة جامعة غرداية ".
ففكرة إنجاز هذا المعجم حسب التقارير تمت بالتعاون مع مؤسسات بحثية و في إطار لجنة علمية، مختصة بهدف تصحيح تسميات المناطق الجزائرية التي لحقت بها بعض التغيرات، وتثبيت التسميات الصحيحة التي ترتبط بالواقع اللغوي والثقافي الجزائري، فلماذا هذه الضجة إذن؟ و كيف توجه له تهمة إثارة الكراهية، أما إن كان السبب هو وصفه الفتح الإسلامي بالغزو العربي، فصالح بلعيد أكد أن مصطلح الغزو غير واردٍ نهائيا، و بالعودة الى المفهوم نجد أن الطوبونيميا Toponymy أو التسميات الجغرافية، كما ورد في بعض التقارير هي فرع أساسي من اللسانيات linguistiques، وهو علم أصول الكلمات وأشكالها والمصطلح "طبونيميا" معرب عن اليونانية ومنحوت من كلمتين: توبوس topos ومعناها المكان، و أونيما Onyma ومعناها الاسم أو اللقب، و تهتم الطوبونيميا بدراسة أسماء الأماكن.
كما تشتمل في مفهومها العام على دراسة التسميات الجغرافية والفلكية كافة أصلها وانتشارها في مختلف المناطق، نشير هنا أن هذه المسائل من اختصاص المؤرخين في توضيح الصورة عن طريق ملتقيات فكرية إسلامية ، لاسيما و الجزائر أصبحت فقيرة في الفكر الإسلامي منذ توقيف ملتقيات الفكر الإسلامي ، و لذلك لا بمكن أن يتحمل صاحب المشروع المسؤولية وحده طالما كان هناك اتفاق جماعي لإنجازه ، ثم أن النسخة المطروحة على الرأي العام تجريبية كما يقول الدكتور صالح بلعيد في رده على المتحاملين عليه و الواقفين ضد المشروع، يقول خبراء ان بعض الأسماء لها عمق 5000 سنة أو 10 آلاف سنة قبل الميلاد، فمثلا ولاية برج باجي مختار تسميتها الأصلية إين أدق، و الأدق معناه الغبار أو الطين ، نفس الشيء بالنسبة لبعض الأسماء كما نراه في عين صالح البعض يكتبها و ينطقها إين صالح، و عين أم الناس و غيرها ، و قد كانت هناك لقاءات فكرية نظمت حول هذه الإشكالية و كان خبراء قد طالبوا بتشكيل مؤسسات علمية تعني بالبحث في معاني الأسماء و تدوينها ، فلا أحد يعلم من اين و كيف جاءت هذه الأسماء و من ابتكرها؟ خاصة و أن بعضها اجنبي و قد تم استعماله تحريفا و توارثته الأجيال دون معرفة معانيها ، و هذا بهدف إعادة ذاكرة المكان و من سكنوه من الأوائل
الصراع يبدوا سياسيا و مذهبيا و قد أراد البعض توظيف المصطلح إيديولوجيا، خاصة و الحملة جاءت في هذا الوقت بالذات مع اقتراب ذكرى الربيع الأمازيغي، و السؤال هو: هل نرفض التطور؟ و هل إعادة النظر في هويتنا و في نهضتنا جريمة؟ ، و لماذا يخاف البعض من فتح المجال لمعرفة اسماء المدن و الأماكن و بالأخص معرفة من وضع هذه الأسماء؟ ، لا شك أن الرافضين (و بدون تعميم) يخافون النبش في التاريخ، و السؤال الذي يلح على الطرح هل المعجم موضوع النزاع فضيحة كما سماها البعض ، و إن قلنا أنه فضيحة هل هي علمية أم تاريخية أم سياسية، وجب إذن أن نحدد المصطلحات طالما الصراع حول معرفة المفاهيم ، فلماذا إذن يطالب البعض تجنب الخوض في هذه المسائل؟ على ما يبدوا أننا نفتقر الى الفكر العلمي l’esprit scientifique و الروح العلمية في طرح الإشكاليات و توظيف العقل في النقل و هذه الأسباب وحدها تحدث الصدام في محاولة تقليم الأظافر، خاصة و أن هذا المعجم يضاف إلى المكتبة الجزائرية و من شانه أن يكون مرجعا للطلبة الجامعيين و يكرس لثقافة جزائرية جزائرية ، إذا قلنا أنه يرسخ هوية الجزائريين و يحافظ على وجودهم التاريخي و الحضاري.
علجية عيش
إن التغيير لا يعني إسقاط أشخاص و الإتيان بمن يخلفهم ، بل تغيير الذهنيات و مواكبة التطور العلمي و مناقشة المسائل مناقشة علمية لا شنّ حربا عليها على الملأ و إهانة اشخاص مشهود عليهم بالعلم و التفاني في خدمته و النهوض به، المشكل في الجزائر هو أن البعض يفتقر إلى الفكر العلمي l’esprit scientifique و الروح العلمية في طرح الإشكاليات و مناقشتها بعقلانية لا بالفوضى عبر مواقع التواصل الإجتماعي و كأنه في الجزائر لا توجد منابر أو مؤسسات لعلاج المشكلات خاصة و أن هؤلاء يمثلون النخبة، فهذه الحملة أو الحرب الكلامية هي ضرب للوحدة العربية التي تربط بينها زيادة على اللغة العربية رابطة الجنس و التاريخ، علما أن هذا المشروع يمس 10 ولايات جديدة، تم اعتمادها كولايات من طرف رئيس الجمهورية، و هو بذلك مطالب بوضع حد لهذا النزاع و النقاش البيزنطي بقَبوله المعجم أو رفضه طالما هو القاضي الأول في البلاد، فلا شك أن هذا هذا المعجم يضاف إلى المكتبة الجزائرية و من شانه أن يكون مرجعا للطلبة الجامعيين كما أنه يكرس لثقافة جزائرية جزائرية ، إذا قلنا أنه يرسخ هوية الجزائريين و يحافظ على وجودهم التاريخي و الحضاري
--------------------------------------------------------
--------------------------------------------------------
ارتبط اسم الدكتور و المؤرخ صالح بلعيد بدفاعه عن اللغة العربية و لغة القرآن رغم امازيغيته، فلصالح بلعيد في هذا الشأن دراسات حول اللغة العربية و كيفية النهوض بها و هو يمارس سلوكيات و أفعال هي من أجل إعداد الفرد داخل منظومة المناهج و ما تلعبه هذه الأخيرة ( المناهج) في التأثر و التأثير على الفرد و السلوك و تطويره تارة و تغييره تارة أخرى تطويرا مبني على أسس علمية ، ما مكنه لأن يكون مؤهلا لرئاسة المجلس الأعلى للغة العربية في سنة 2016 و ظل يتراسه إلى غاية اليوم ، إلا أن هناك حملات عدائية ظهرت الى السطح مؤخرا طالبت بتنحيته من على راس المجلس بسبب إنجازه "معجم الطوبونيميا" للبحث في أصل الأسماء و معناها و تاريخها ، يلاحظ من خلال الكتابات التي تطالب بإقالة صالح بلعيد نشم رائحة الجهوية لتجاهله بعض المناطق و اعتماده على جهة واحدة في تدعيم المعجم الطوبونيمي الجزائري، فالمشروع كما قال صالح بلعيد "عمل أُنجز من طرف مخبر بولاية غرداية، وهو مشروع بحث ضمن المعجم الطوبونيمي لإقليم ميزاب، في مكتبة جامعة غرداية ".
ففكرة إنجاز هذا المعجم حسب التقارير تمت بالتعاون مع مؤسسات بحثية و في إطار لجنة علمية، مختصة بهدف تصحيح تسميات المناطق الجزائرية التي لحقت بها بعض التغيرات، وتثبيت التسميات الصحيحة التي ترتبط بالواقع اللغوي والثقافي الجزائري، فلماذا هذه الضجة إذن؟ و كيف توجه له تهمة إثارة الكراهية، أما إن كان السبب هو وصفه الفتح الإسلامي بالغزو العربي، فصالح بلعيد أكد أن مصطلح الغزو غير واردٍ نهائيا، و بالعودة الى المفهوم نجد أن الطوبونيميا Toponymy أو التسميات الجغرافية، كما ورد في بعض التقارير هي فرع أساسي من اللسانيات linguistiques، وهو علم أصول الكلمات وأشكالها والمصطلح "طبونيميا" معرب عن اليونانية ومنحوت من كلمتين: توبوس topos ومعناها المكان، و أونيما Onyma ومعناها الاسم أو اللقب، و تهتم الطوبونيميا بدراسة أسماء الأماكن.
كما تشتمل في مفهومها العام على دراسة التسميات الجغرافية والفلكية كافة أصلها وانتشارها في مختلف المناطق، نشير هنا أن هذه المسائل من اختصاص المؤرخين في توضيح الصورة عن طريق ملتقيات فكرية إسلامية ، لاسيما و الجزائر أصبحت فقيرة في الفكر الإسلامي منذ توقيف ملتقيات الفكر الإسلامي ، و لذلك لا بمكن أن يتحمل صاحب المشروع المسؤولية وحده طالما كان هناك اتفاق جماعي لإنجازه ، ثم أن النسخة المطروحة على الرأي العام تجريبية كما يقول الدكتور صالح بلعيد في رده على المتحاملين عليه و الواقفين ضد المشروع، يقول خبراء ان بعض الأسماء لها عمق 5000 سنة أو 10 آلاف سنة قبل الميلاد، فمثلا ولاية برج باجي مختار تسميتها الأصلية إين أدق، و الأدق معناه الغبار أو الطين ، نفس الشيء بالنسبة لبعض الأسماء كما نراه في عين صالح البعض يكتبها و ينطقها إين صالح، و عين أم الناس و غيرها ، و قد كانت هناك لقاءات فكرية نظمت حول هذه الإشكالية و كان خبراء قد طالبوا بتشكيل مؤسسات علمية تعني بالبحث في معاني الأسماء و تدوينها ، فلا أحد يعلم من اين و كيف جاءت هذه الأسماء و من ابتكرها؟ خاصة و أن بعضها اجنبي و قد تم استعماله تحريفا و توارثته الأجيال دون معرفة معانيها ، و هذا بهدف إعادة ذاكرة المكان و من سكنوه من الأوائل
الصراع يبدوا سياسيا و مذهبيا و قد أراد البعض توظيف المصطلح إيديولوجيا، خاصة و الحملة جاءت في هذا الوقت بالذات مع اقتراب ذكرى الربيع الأمازيغي، و السؤال هو: هل نرفض التطور؟ و هل إعادة النظر في هويتنا و في نهضتنا جريمة؟ ، و لماذا يخاف البعض من فتح المجال لمعرفة اسماء المدن و الأماكن و بالأخص معرفة من وضع هذه الأسماء؟ ، لا شك أن الرافضين (و بدون تعميم) يخافون النبش في التاريخ، و السؤال الذي يلح على الطرح هل المعجم موضوع النزاع فضيحة كما سماها البعض ، و إن قلنا أنه فضيحة هل هي علمية أم تاريخية أم سياسية، وجب إذن أن نحدد المصطلحات طالما الصراع حول معرفة المفاهيم ، فلماذا إذن يطالب البعض تجنب الخوض في هذه المسائل؟ على ما يبدوا أننا نفتقر الى الفكر العلمي l’esprit scientifique و الروح العلمية في طرح الإشكاليات و توظيف العقل في النقل و هذه الأسباب وحدها تحدث الصدام في محاولة تقليم الأظافر، خاصة و أن هذا المعجم يضاف إلى المكتبة الجزائرية و من شانه أن يكون مرجعا للطلبة الجامعيين و يكرس لثقافة جزائرية جزائرية ، إذا قلنا أنه يرسخ هوية الجزائريين و يحافظ على وجودهم التاريخي و الحضاري.
علجية عيش