لليل دلالات ووظائف ورموز لدى الشعراء المعاصرين، ومن أبرز هؤلاء الشعراء شاعر العربية الكبير الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي، وأمل دنقل، وصلاح عبد الصبور والسياب والبياتي، والمقالح وحجازي، وفدوى طوقان ،درويش ،والفيتوري ،الرصافي ،ونازك، وسامي أبو بدر وغيرهم كثير .
وهناك العديد من الدراسات الأدبية والنقدية التي تناولت الليل: دراسة رمز الليل في الشعر العربي الحديث (دلالته وبناؤه الفني) لعزت محمود على الدين، ودراسة تجليات الليل في الشعر العربي المعاصر للباحثة أجميلة سيش ، ووصف الليل في ديوان ساعة من ليل للشاعر سامي أبو بدر
وفيما يلى بعض مما قاله الشعراء المعاصرون في شعرهم مع التركيز على ما قاله الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي من خلال محورين: المحور الأول :نماذج من وصف الليل لدى الشعراء المعاصرين، المحور الثاني : وصف الليل لدى الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي، وفيما يلي بيان ذلك :
المحور الأول: نماذج من وصف الليل لدى الشعراء المعاصرين
من الشعراء الذي يعرض لهم هذا المحور الشّاعر حافظ إبراهيم، والسياب، الشاعر سامي أبو بدر وفيما يلي عرض لما قاله هؤلاء الشعراء عن الليل :
الليل لا ينقضي
يبين الشّاعر حافظ إبراهيم في قصيدة له بعنوان "أما لهذا النَّجْمِ في السَّحَرِ" أن الليل يقسم بألا ينقضي:
ما لهذا النَّجْمِ في السَّحَرِ
قد سَها مِنْ شِدّةِ السَّهَرِ؟
خِلْتُه يا قَوْمُ يُؤْنِسُنِي
إنْ جَفاني مُؤْنِسُ السَّحَرِ
وكأنّ اللَّيْلَ أَقْسَمَ لا
يَنْقَضي أو يَنْقَضي عُمُري
عينا الليل التي لها سـر لا يبوح به
ويقول السياب عن عيني الليل التي لها سـر لا يبوح به
لــــعـــيــنــيــك يــا لــيــل سـر لا تبوح به أغمضت عنه عيون الناس فانكتما
إلا عــــيــــونـــي ما أغـمضت ساهدها** فـــــبــــتـــن يــرقـبن منك النوء والظلما
قــــد اتــــقـــيــــت أذاهــا فاستثرت لها * دمـــــعــــا لهت فـيه عما فيك منسجما
صحبت فيك سرى الأحـلام مفزعها * وعــــذبـــهـــا فــطويت الغور والأكما
وتزحزح الليل الكئيب:
زف الشاعر البشرى بإقبال الفجر المؤنس بالأذان التي تهدئ الروع حيث تزحزح الليل الكئيب فيقول الشاعر سامي أبو بدر في قصيدة بعنوان " ساعة من ليل ":
دع عنك المخاوف إنها
لا تصحبن مرتلَ القرآن
وامنح فؤادك ما يهدئ روعه
والجأ لربٍ واهبٍ منان
إن كنت قد أيقنت أن عطاءه ُ
للمرء مقدروٌ على الميزانِ
فلتطمئن لحُكمه واخضع لهُ
فالناس عند قضائه صنفان
فينال من يرضى الثوابَ وحسنهُ،
ويبوء من لم يرض بالخسران.
فرضيت غير معقب لحديثه
وعلمت أن الفوز في إذعاني
إذ بالقيود الأسرات تكسرت
وسرى شعور الحر في وجداني
وتزحزح الليل الكئيب وأقبلت
نسمات فجر مؤنس بأذان (1)ِ
الليل يعجز عن بلوغ نهاره :
يبين الشاعر في حالة الحزن أن الأرض لا تهفو إلى الدوران ،والليل يعجز عن بلوغ نهاره فيقول في قصيدة (ساعة من ليل):
الكائنات تشابهت في ناظري
حتى كأني صُلبت مكاني
وتوقفت بيدي عقارب ساعتي
والأرض لا تهفو إلى الدوران
والليل يعجز عن بلوغ نهاره.
فالصبح أبعدُ من منال دان(2)ِ
المحور الثاني : وصف الليل لدى الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي
وصف الشاعر الكبير الدكتور عبد الرحمن العشماوي الليل حيث بين أن الرؤى فجر في ظلام الليل :
الرؤى فجر في ظلام الليل:
بين الشاعر الكبير الدكتور عبد الرحمن العشماوي الليل حيث بين أن الرؤى فجر في ظلام الليل حيث يقول :
يا رؤىً كنت أراها في ظلام الليل فجرا
وأراها في صحاري البؤس أنهارا وزهرا
وأراها في فؤادي أملا يطفح بشرا (3)
جاء النبي(صلى الله عليه وسلم) في زحمة الظلام فأنهى سلطة الليل طائعا رحمانه:
يبين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي أنه جاء النبي(صلى الله عليه وسلم) في زحمة الظلام فأنهى سلطة الليل طائعا رحمانه حيث يقول في قصيدة (عندما يركض الزمن ):
وطني ..أنت واحة ورياض
مورقات وديمة هتانة
من خيوط الإيمان ينسجك المجـ***ـد ،ويلقي على الدنا أردانه
فإذا بي أرى العقيدة سقفًا
يألف المرء تحته إخوانه
وطني تجهل الحدود مداها
ويرى الخير في يديك مكانه
كم نفوس أتت إليك عطاشًا
تتلظى فأصبحت ريانة
فيك قد أسرج الصباحُ حصانًا
من ضياء فما أعز حصانه
وعلى ظهره تألق شهم
من بني هاشم يؤدي الأمانة
جاء في زحمة الظلام فأنهى
سلطة الليل طائعا رحمانه
وحواليه زمرة من رجال
عرفوا صدق قوله واتزانه
كلما أزبد المحيط وأرغى
سخروا منه طهروا شطآنه
فتحوا للضياء أوسع باب
فإذا الأرض بالهدى مزدانه
وإذا الفجر يجلب النور للأر ****ض ويلقي على الوجود بيانه
وإذا الناس يرفعون جباها
بعد دهر من ذلة واستكانهْ
يا ربوع الحجاز أزهر روض
بعد أن أذبل الهوى أغصانه
غردي يا طيوره وتغني
بأمانيه وانسجي ألحانه
وانثري يا رياح في كل وجه
كالح رمل ذلة ومهانهْ
تصبح الأرض رحبة بالتآخي
وبروح العداء كالزنزانة (4)
ترك الأبوابَ مُغلَقةً إذا ما ترامى الليلُ مُثقَلةً خُطاهُ
حيث يقول الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي :
آمنتُ بالله لم أُشركْ به أحداً
ولا شكَوتُ لغيرِ الله آلامي
لولا يقيني بربّي لانطوى أملي
في لحظةٍ وتلاشتْ كلُّ أحلامي
علّقتُ بالله قلبي واستعنتُ به
فاستَبْشرتْ بالرّضا والحبّ أيّامي
دعِ الأبوابَ مُغلَقةً إذاما
ترامى الليلُ مُثقَلةً خُطاهُ
دعِ الأبوابَ واقصدْ بابَ ربٍّ
كريمٍ لا يُخيِّبُ من دعاهُ
الليل ينسج بردة الظلماء
وفي قصيدة (هبني فما يشدو) يبين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي أن الليل ينسج بردة الظلماء فيقول :
يا صاحبًا ما زلت أشعر أنه ***في رحلتي أملٌ يذيب عنائي
أصغيت والصمت الرهيب يلفُّني *** الليل ينسج بردة الظلماء
وأقمتُ حتى خِلت ن مراكبي ***صدئت ،وأني عفت طيب ثوائي
فاجعل لروحي في سمائك منزلا ***تسمو به عن حمأة الأهواء .
هبني فما يشدو ،هبني خاطرًا *** يسلو ،وخذ مني أرق عناءِ
أرأيت أخزى من تعلق جاهلٍ *** بذيول دنيا ،جللت بفناء؟
أرأيت أقسى في الحياة من امرئ *** متلون كتلون الحرباء ؟
لا يقتل الإنسان مثل تملق ٍ *** يُزري ،ولا يطغيه مثل ثراءِ(5)
ويتحدث في قصيدة (سلي فؤادي )عن الباب الذي تم فتحه لكنه قفلا :
سلي فؤادي عن الجرح الذي اشتعلا ** فأحرق البلبل الصداح والأملا
سلي فؤادي عن الدمع الذي غرقت ** فيه الجفونُ ،فكم أغضيتها خَجلا
لا تسأليني عن الليل الذي احترقت ** نجومُه ،فغدت ظلماؤه مثلا
لا تسأليني عن البدر الذي شربت ** أضواؤه ظلمة حتى بدا ثَملا
لا تسأليني عن الباب الذي فتحتْ **كفَّي مصاريعه لكنه قفلا (6)ِ
ملاقاة صدر الليل المظلم بالنور المصوب
في قصيدة (مرحبا يا فجر) يبين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي أن صدر الشعر رحبٌ حيث يقول :
أيها الشاعر لا تحزن فإني ** لم أزل أتي بأحلامي وأذهب
إنما الطل الذي يهمي صباحًا **عرق من جبهة الليل تصبب
إن يطل ليلي فإني سألاقي **صدره المظلم بالنور المصوب
مرحبا يا فجر هذا صدر شعري**قد بدا رحبا فهل صدرك أرحب (7)
جعل الليل مسرحَ للوعة:
بين الشاعر أنه جعل الليل مسرحَ للوعة فيقول في قصيدة (هذا يراع الحب ):
أرمي إليك بوردة فوَّاحةٍ *** فعلام ترميني بكِسرة جلْمدِ؟
أرنو إليك َ بمقلةٍ فياضةٍ***حُبًّا ،فكيف تُديرُ عينَ الأسودِ؟
ليلي وليلك ملَّ من طوليهما *** صبرُ الصبور وهمّة المتجلد
أخلفْتَ ظني فيك ثم تركتني *** أسعى على درب الجراح بمفردي
يا من جعلت الليل مسرحَ لوعتي ***وزرعت في قلبي نبات الغرقد (8)ِ
لو أننا نحيا على ما نشتهي *** لغدا لنا ما نبتنيه قبورا(9)
العاقل المفكر يدرك معاني رموز الليل :
يبين الشاعر في قصيدة (لو أطعنا جراحنا )أن العاقل المفكر يدرك معاني رموز الليل فيقول :
أيها الليل قد عرفت شجوني** فلماذا تركتني في أنيني؟
ولماذا غدوت بحرُا عميقُا ** من ظلامُ يتيه فيه سفيني؟
أنت قاربت بين قلبي وبين ** الشوق ،حتى استلذ طعم حنيني
أنت – يا ليل – دفترٌ من رموز** أعجزت كل تائه مفتون
أدرك العاقل المفكر معنا **ها ،وليس اليقين مثل الظنون (10)
الشمس لا تشتُمُ الليلَ البَهيمَ ولاتقسو عليه
يبين الشاعر الدكتور أن الشمس لا تشتُمُ الليلَ البَهيمَ ولاتقسو عليه:
لا تعجبي إنْ جعلْتُ الشعر مُنتجَعاً
وإنْ جعلْتُ صفاءَ النَّفسِ لي خُلُقا
فالشمس لا تشتُمُ الليلَ البَهيمَ ولا
تقسو عليه ، ولكن تمْلأُ الأُفقا
وتسكُبُ النُّور في روح الوجودِ ،فما
يقـاومُ اللَّيْلُ في أهدابِها الألَقَا
مَشْتايَ عزمي وصدقُ القولِ مُصْطافُ
وما لوعدي إذا واعدتُ إخلافُ
إذا تضاربت الأقوال واختلطتْ
فإنني عند قول الحقِّ وقّافُ
وإنْ تراكمت الظلماءُ في طُرُقٍ
فلي من الوعي بالأحداث كَشّافُ
لا تسأليني عن الناس الذين نرى
فإنما الناس أجناسٌ وأصنافُ
الليل ممتدًّا كأن ظلامه حواجز لم يسطعْ تجاوزها الفجرُ:
حيث يقول العشماوي في قصيدة " ربما ينفع الشعر ":
سأرسل شعري ،ربما ينفع الشعرُ وعندك يا ربّي الكفايةُ والأجرُ
أري الليل ممتدًّا كأن ظلامه حواجز لم يسطعْ تجاوزها الفجرُ (11)
الليل الطويل بالحسرة **فكأنه مستودعٌ لشقائي :
يقول الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي في قصيدة (هبني فمًا يشدو ) المساء يهفو إلى ضوء الصباح، وأن الليل الطويل بالحسرة **فكأنه مستودعٌ لشقائي : ،كما يبين أن الليل يسبق إلى الهدف والصباح من ورائه :
: يهفو إلى ضوء الصباح مسائي **وأنا أجرر في الهموم ردائي
أجتر في جنح الظلام مواجعي **وأبث في سكن الوجود ندائي
وألون الليل الطويل بحسرتي **فكأنه مستودعٌ لشقائي
وكأنني والنجم يرقبُ حيرتي ** ساعٍ إلى نبعٍ بغير سقاءِ
ما بال هذا الليل يسبقني إلى** هدفي وما بال الصباح ورائي (12)ِ
ويتحدث الشاعر عن زراعة نبات الغرقد في القلب فيقول في قصيدة (هذا يراع الحب ):
أرمي إليك بوردة فوَّاحةٍ *** فعلام ترميني بكِسرة جلْمدِ؟
أرنو إليك َ بمقلةٍ فياضةٍ***حُبًّا ،فكيف تُديرُ عينَ الأسودِ؟
ليلي وليلك ملَّ من طوليهما *** صبرُ الصبور وهمّة المتجلد
أخلفْتَ ظني فيك ثم تركتني *** أسعى على درب الجراح بمفردي
يا من جعلت الليل مسرحَ لوعتي ***وزرعت في قلبي نبات الغرقد
نفسي عليك – وإن قسوتَ- عطوفةٌ*** فانزلْ- كما تبغي- إليها واصعدِ
هذا الذي أشعلت نار جراحه*** ما زال أكبر من عداء المعتدي
بدرٌ تحيط به الغيوم ،ولم يزلْ *** يرنو إلى الدنيا بطرف الأرمد
إني لأعلن – رغم كل متاعبي *** ومواجعي- أن السعادة في يدي(13)ِ
بذلت كل جهودي يا معذبتي ** فما وصلت وكم من خامل ٍ وصلا (14)
والليل ينسج بردة الظلماءِ:
في قصيدة (هبني فمًا يشدو):يبين الشاعر أن الليل ينسج بردة الظلماءِ ؛ فيقول
يا صاحبًا ما زلت أشعر أنه*** في رحلتي أملٌ يذيب عنائي
أصغيتُ، والصمت الرهيب يلفُّني*** والليل ينسج بردة الظلماءِ
وأقمتُ حتى خلتُ أن مراكبي *** صدئت ،وأني عِفْتُ طيبُ هوائي
فاجعلْ لروحي في سمائك منزلًا *** نسمو به عن حَمأة الأهواءِ (15)
الليل احترقت نجومُه ،فغدت ظلماؤه مثلا:
وفي قصيدة (عندما يحزن العيد) يبين الشاعر أن الليل احترقت نجومُه ،فغدت ظلماؤه مثلا حيث يقول :
سلي فؤادي عن الجرح الذي اشتعلا ** فأحرق البلبل الصداح والأملا
سلي فؤادي عن الدمع الذي غرقت ** فيه الجفونُ ،فكم أغضيتها خَجلا
لا تسأليني عن الليل الذي احترقت ** نجومُه ،فغدت ظلماؤه مثلا
لا تسأليني عن البدر الذي شربت ** أضواؤه ظلمة حتى بدا ثَملا
لا تسأليني عن الباب الذي فتحتْ **كفَّي مصاريعه لكنه قفلا (16)ِ
وفي نفس القصيد يبين أن الليل جاء ليرسم لوحة سوداء في وجه الحياة السافر
واليوم جاء الليل يرسم لوحة ** سوداء في وجه الحياة السافر (17)ِ
ويصف الليلة أنها ذات رؤىُ سود وبدر خاسف فيقول في قصيدة (أين غاب العازف ) :
يا ليلة ما لاح لي في ظلها ** إلا رؤى سودٌ وبدرٌ خاسفٌ(18)ِ
طلب تفصيل الحديث من ساهر الليل
تحدث الشاعر الدكتور العشماوي عن طلب تفصيل الحديث من ساهر الليل حيث يقول في قصيدة "من ها هنا مر تاريخي":
لهُ من الليلِ شوقُ النجمِ والقمرِ.. وبسمةٌ تتغنَّى في فمِ السَّحَرِ,
ولمسة من نسيم هب فانتعشت.. به القلوب التي تشكو من الضجر
ووشوشات غصون حدثته بما.. يخفى على مثله من لهفة الشجر
له من الليل أوراق مبعثرة.. من حوله، ويراع دائم السفر
وأحرف تهبط الأقلام ساحتها.. نشوى، وتشرب فيها كأس منتظر
له من الليل بحر من تذكر.. فلا تسلني عن الشطآن والجزر
يا ساهر الليل فصل في الحديث فقد.. طال الأسى،وشكى صبري من القصر
أجابني ودموع الشوق حائرة.. في جفنه وطيور الحزن لم تطر
من هاهنا مر تاريخي، حقيبته.. مملوءة بحكايا الناس والعبر
من هاهنا مر تاريخي، فتحت له.. بابي، فرشت له ما لان من حصري
غرست في دربه ورداً، عزفت له.. لحنا، تفنن في تنغيمه وتري
حدثته عن معاناتي، كشفت له.. سري، وألقيت في كفيه مدخري
علمته بعض ما قد كان يجهله.. والعلم للجاهل الحيران كالمطر
من هاهنا مر تاريخي، فرحت به.. وصحت باليأس، يا جدرانه انصهري
يا ظلمة الليل مد الفجر قامته.. ياموجة الحزن في أعماقنا انحسري
من هاهنا مر تاريخي، فتحت له.. باب السؤال فأرخى طرفه الأثري
الغارُ يصبحُ واحةً من فرحةٍ *.*.*.* لمّا يرى في الليل وجهك مُسْفِرا
بين الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي أن :
الغارُ يصبحُ واحةً من فرحةٍ *.*.*.* لمّا يرى في الليل وجهك مُسْفِرا
حيث يقول :
والغارُ يصبحُ واحةً من فرحةٍ *.*.*.* لمّا يرى في الليل وجهك مُسْفِرا
ما ضمّك الغارُ المحبُّ ؛ وإنما *.*.*.* ضمَّ الندى والغيثَ حتّى أزهرا
ضمّ النبوّةَ منبعًا يجري على *.*.*.* أرض الكرامةِ والأمانةِ كوثرا
ضمّ الحقيقةَ بعدما أظهرتَها *.*.*.* للعالَمينَ ؛ فما أجلّ المظهرا
تسري ؛ فيورقُ كلّ غصنٍ ذابلٍ *.*.*.* ويصيرُ من بعد الجفافِ الأنْضَرا
ويُدِرُّ ضَرْعُ الشّاة وهي هزيلةٌ *.*.*.* لبنًا ألذّ لشاربيه وأوفرا(19)
خروج الفجر من أصلاب ليلتنا السوداء:
تحدث الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي عن خروج الفجر من أصلاب ليلتنا السوداء حيث يقول في قصيدة من هاهنا مر تاريخي:
من هاهنا مر تاريخي، فرحت به** وصحت باليأس، يا جدرانه انصهري
يا ظلمة الليل مد الفجر قامته**يا موجة الحزن في أعماقنا انحسري
يا روضة الشعر هذا الفجر يخرج من **أصلاب ليلتنا السوداء فازدهري
من هاهنا مر تاريخي، فتحت له** باب السؤال فأرخى طرفه الأثري (20)
نجعل الليل بالبطولات فجرا **ونذيق النجوم طعم التراب
بين الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي أننا نجعل الليل بالبطولات فجرا **ونذيق النجوم طعم التراب في قصيدة " " وقفة على مشارف مكة " " حيث يقول
يا دعاة الإرهاب فينا سمو **عن خلافه وفرقة واضطراب
غير أنا إذا تحرك باغٍ** ورمى نحونا رؤوس الحراب
وأتانا بسيء الفكر يطوي ** في مدى سوئه عقول الشباب
عندها نجعل الذئاب شياها **ونذيق الشياه لحم الذئاب
نجعل الليل بالبطولات فجرا **ونذيق النجوم طعم التراب
أيها المدعون فينا صلاحا **أو ما ترهبون جور العقاب . (21)
والغارُ يصبحُ واحةً من فرحةٍ *.*.*.* لمّا يرى في الليل وجهك مُسْفِرا:
حيث بين الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي أن غار ثور شرُف يصبحُ واحةً من فرحةٍ *.*.*.* لمّا يرى في الليل وجه النبي (صلى الله عليه وسلم ) مُسْفِرا وهو في طريقه للهجرة حيث يقول :
والغارُ يصبحُ واحةً من فرحةٍ *.*.*.* لمّا يرى في الليل وجهك مُسْفِرا
ما ضمّك الغارُ المحبُّ ؛ وإنما *.*.*.* ضمَّ الندى والغيثَ حتّى أزهرا
ضمّ النبوّةَ منبعًا يجري على *.*.*.* أرض الكرامةِ والأمانةِ كوثرا
ضمّ الحقيقةَ بعدما أظهرتَها *.*.*.* للعالَمينَ ؛ فما أجلّ المظهرا
تسري ؛ فيورقُ كلّ غصنٍ ذابلٍ *.*.*.* ويصيرُ من بعد الجفافِ الأنْضَرا
ويُدِرُّ ضَرْعُ الشّاة وهي هزيلةٌ *.*.*.* لبنًا ألذّ لشاربيه وأوفرا(22)لقاء الليل والسهاد :
تحدث الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي في قصيدة وقفة على مشارف مكة المكرمة (23) عن لقاء الليل والسهاد حيث يقول :
ودنت ليلة تكون فيها **من جراح الفؤاد مثل "الجوابي "
ليلة حوقل الزمان عليها **أسفا، وانثنى صريع اكتئاب
ليلة والظلام يشرب فيها **مثله من مناقع الإرهاب
يا إلهي! أين العقول؟ وماذا صنع البغي في أعز الرحاب؟
مكة الخير للأمان، فماذا **يبتغي المعتدي بهذا التصابي؟
ودعاني صوتٌ كأن المآسي **أفرغت فيها حسرتي وعذابي.
قال لي والدموع تنبئ ** وبه من جراحه مثل ما بي
أيها الشاعر الذي يتغنى **بأمانيه في الدروب الصعاب
أين تغدو؟ وأي درب تراءى** لك في صدره خداع السراب؟
أنت في موطن الصفاء، فماذا **عكر الصفو يا وضيء الإهاب
أيها السائل الذي اجتاح قلبي **بسؤال يتيه فيه جوابي
أنا والليل والسهاد التقينا **وسهرنا على رنين انتحاب
لا تسلني عن حسرة في فؤادي **وجراح مفتوحة الأبواب (24)
هل يستطيع الليل أن يبقـى إذا*** ألقـى الصباحُ قصيدةُ الأنــوار
طرح الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي العديد من التساؤلات في قصيدة عناقيد الضياء منها: هل يستطيع الليل أن يبقـى إذا*** ألقـى الصباحُ قصيدةُ الأنــوار :
1.هَلَّ الهلالُ فكيفَ ضلَّ السـَّاري*** وعـلامَ تبقى حَيْـرةُ المحتــار
2. ضحـكَ الطريقُ لسالكيهِ فقلت*** لمن يلوي خطاهُ عن الطريقِ حذار
3. وتنفسَ الصبحُ الوضيءُ فلا تسل*** عن فرحة الأغصان والأشجــار
4. غنَّت بواكير الصباح فحركـت*** شجـوَ الطيورِ ولهفةَ الأزهــار
5. غَنَّت فمكـة وجهـها متألـقٌ*** أملاً ووجـهُ طغـاتها متــوارِ
6. هَلَّ الهلالُ فلا العيـونُ تـرددت*** فيما رأتـهُ ولا العقـولُ تـماري
7. والجاهليـة قد بنت أسوارهـا*** دون الهدى فانظـر إلى الأسـوار
8. واقرأ عليها سـورة الفتـحِ التي*** نزلـت ولا تركـن إلى الكفـار
9. أوما ترى البطحاء تفتح قلبهـا*** فرحـاً بمقـدم سيـد الأبـرار
10. عطشى يلمظها الحنين ولم تـزل*** تهفـو إلى غيثِ الهدى الـمِدرار
11. ماذا ترى الصحراء في جنحِ الدجى*** هي لا ترى إلا الضياء السـاري
12. وترى على طيف المسافر هالـةً*** بيضاءَ تسـرق لهفـة الأنظـار
13. وترى عناقيدُ الضيـاءِ ولوحـةً *** خضـراءَ قد عرضت بغير إطـار
14. هي لا ترى إلا طلوع البـدرِ في*** غَسَقِ الدجى وسعادة الأمصـار
15. ما زلت أسمعها تصوغُ سؤالـها*** بعبـارة تخلـو من التكــرار
16. هل يستطيع الليل أن يبقـى إذا*** ألقـى الصباحُ قصيدةُ الأنــوار
17. ماذا يقول حراء في الزمـن الذي*** غلبـت عليه شطارة الشُطَّــار
18. ماذا يقـول للاتـهم ومناتهـم؟ *** ماذا يقول لطغمـة الكفــار؟
19. ماذا يقول؟ ولم يـزل متحفـزاً *** متطلعــاً لخبيئـةُ الأقــدار
20. طِبْ يا حـِراءُ فلليتيـم حكايـة *** نسجت ومنكَ بدايـةُ المشـوار
21. أوما تراهُ يجيء نـحوك عابـدًا *** متبتلاً للواحـد القهــــار
22. أوما ترى في الليل فيض دموعـه*** أوما ترى نـجواهُ بالأسحــار
23. أسمعت شيئاً يا حِـراءُ عن الفتى*** أقرأتَ عنـهُ دفاتـر الأخيــار
24. طِبْ يا حِراءُ فأنت أولُ بقعــةٍ *** في الأرض سوف تفيض بالأسرار
25. طِب يا حِراءُ فأنتَ شاطىء مركبٍ *** مازالَ يرسـمُ لوحةُ الإبحــار
الليلُ يعلكُ صمتَهُ :
بين الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي في القصيدة أن الليلُ يعلكُ صمتَهُ ،وأنه في ليلة الهجرة وضع النبي (صلى الله عليه وسلم ) التراب فوق رؤوس المتربصين به ،وتحدث عن مبيت على بن أبي طالب مكان الرسول (صلى الله عليه وسلم )ليلة الهجرة حيث يقول :
يا راكبًا ؛ والليلُ يعلكُ صمتَهُ *. والكُفرُ يكتبُ للخيانةِ مَحْضَرا
وعلى الفراشِ جَناحُ جبريلَ الذي * ألقى إليك الوَحْيَ غضًّا مُزْهِرا
أسْرجتَ خيل الحقّ في غسقِ الدُّجَى *. وخَرجتَ والتاريخُ يُبصرُ ما جرى
ومررتَ من بين الرجالِ ؛ كأنّهم *.*.*.* خُشُبٌ ؛ وسلّمتَ الأمانةَ حَيْدَرا
أحثُ التّرابَ على الرّؤوسِ ولا تخفْ *. فَعيونُ مَنْ رصدوا طريقَك لا ترى
هُمُو أتقنوا مكرا ؛ ولكن ما دروا *.*.*.* عن مكر من خلق الوجودَ وقدّرا
يا مقبلًا والمسرجون هَواهُمُوا *.*.*.* يتلفّتون إلى الوراء تذمّرا
أبصرتَ نورَ الحقّ بالقلبِ الذي *.*.*.* أضحى نقيًّا مِنْ هواهُ مطهّرا
غَسَلَتْهُ في الطّسْتِ الكريمِ ملائكٌ *.*.*.* حتى غدا أصفى وأنقى جوهرا
ورحلتَ نحو الفجر ؛ والليلُ الذي *.*.*.* خلّفْتَ أمسى بالضلالةِ مُقفرا(25)
(1)سامي أبو بدر: " ساعة من ليل " ص75-76- 77 ينظر : ووصف الليل في ديوان ساعة من ليل للشاعر سامي أبو بدر
(2)سامي أبو بدر: " ساعة من ليل " ص59 و ينظر :وصف الليل في ديوان ساعة من ليل للشاعر سامي أبو بدر
(3)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة(حدثيني)،ص86
(4)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي)،الرياض ،مكتبة العبيكان ،1424هـ،ص122-125
(5)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (نقوش على واجهة القرن الخامس عشر )، قصيدة (هبني فما يشدو)،ص61
(6)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (عندما يحزن العيد)،ص143
(7)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )،قصيدة (مرحبا يا فجر )،ص121-122
(8)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (هذا يراع الحب )،ص152-153
(9)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (فجر الأدب الأصيل )،ص69
(10)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة(لو أطعنا جراحنا) ،ص76
(11)نفسه، ص117
(12)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (هبني فمًا يشدو)،ص55
(13)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (هذا يراع الحب )،ص152-153
(14)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (شعري) ،ص 184
(15)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (هبني فمًا يشدو)،ص60 - 61
(16)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (عندما يحزن العيد)،ص143
(17)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (يا من رحلت )،ص164
(18)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (أين غاب العازف )،ص169
(19)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ،" حُداءٌ في موكبِ الهِجرة " 37-38
(20) قصيدة من هاهنا مر تاريخي " ص84 -85
(21)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ،" قصيدة " " وقفة على مشارف مكة " "" ،ص31-32
(22)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ،" حُداءٌ في موكبِ الهِجرة " 37-38
(23) كتبت هذه القصيدة في الرياض ،20-3-1409هـ
(24)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء، قصيدة وقفة على مشارف مكة المكرمة، ص27-28
(25)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ،" حُداءٌ في موكبِ الهِجرة " 38 -39
وهناك العديد من الدراسات الأدبية والنقدية التي تناولت الليل: دراسة رمز الليل في الشعر العربي الحديث (دلالته وبناؤه الفني) لعزت محمود على الدين، ودراسة تجليات الليل في الشعر العربي المعاصر للباحثة أجميلة سيش ، ووصف الليل في ديوان ساعة من ليل للشاعر سامي أبو بدر
وفيما يلى بعض مما قاله الشعراء المعاصرون في شعرهم مع التركيز على ما قاله الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي من خلال محورين: المحور الأول :نماذج من وصف الليل لدى الشعراء المعاصرين، المحور الثاني : وصف الليل لدى الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي، وفيما يلي بيان ذلك :
المحور الأول: نماذج من وصف الليل لدى الشعراء المعاصرين
من الشعراء الذي يعرض لهم هذا المحور الشّاعر حافظ إبراهيم، والسياب، الشاعر سامي أبو بدر وفيما يلي عرض لما قاله هؤلاء الشعراء عن الليل :
الليل لا ينقضي
يبين الشّاعر حافظ إبراهيم في قصيدة له بعنوان "أما لهذا النَّجْمِ في السَّحَرِ" أن الليل يقسم بألا ينقضي:
ما لهذا النَّجْمِ في السَّحَرِ
قد سَها مِنْ شِدّةِ السَّهَرِ؟
خِلْتُه يا قَوْمُ يُؤْنِسُنِي
إنْ جَفاني مُؤْنِسُ السَّحَرِ
وكأنّ اللَّيْلَ أَقْسَمَ لا
يَنْقَضي أو يَنْقَضي عُمُري
عينا الليل التي لها سـر لا يبوح به
ويقول السياب عن عيني الليل التي لها سـر لا يبوح به
لــــعـــيــنــيــك يــا لــيــل سـر لا تبوح به أغمضت عنه عيون الناس فانكتما
إلا عــــيــــونـــي ما أغـمضت ساهدها** فـــــبــــتـــن يــرقـبن منك النوء والظلما
قــــد اتــــقـــيــــت أذاهــا فاستثرت لها * دمـــــعــــا لهت فـيه عما فيك منسجما
صحبت فيك سرى الأحـلام مفزعها * وعــــذبـــهـــا فــطويت الغور والأكما
وتزحزح الليل الكئيب:
زف الشاعر البشرى بإقبال الفجر المؤنس بالأذان التي تهدئ الروع حيث تزحزح الليل الكئيب فيقول الشاعر سامي أبو بدر في قصيدة بعنوان " ساعة من ليل ":
دع عنك المخاوف إنها
لا تصحبن مرتلَ القرآن
وامنح فؤادك ما يهدئ روعه
والجأ لربٍ واهبٍ منان
إن كنت قد أيقنت أن عطاءه ُ
للمرء مقدروٌ على الميزانِ
فلتطمئن لحُكمه واخضع لهُ
فالناس عند قضائه صنفان
فينال من يرضى الثوابَ وحسنهُ،
ويبوء من لم يرض بالخسران.
فرضيت غير معقب لحديثه
وعلمت أن الفوز في إذعاني
إذ بالقيود الأسرات تكسرت
وسرى شعور الحر في وجداني
وتزحزح الليل الكئيب وأقبلت
نسمات فجر مؤنس بأذان (1)ِ
الليل يعجز عن بلوغ نهاره :
يبين الشاعر في حالة الحزن أن الأرض لا تهفو إلى الدوران ،والليل يعجز عن بلوغ نهاره فيقول في قصيدة (ساعة من ليل):
الكائنات تشابهت في ناظري
حتى كأني صُلبت مكاني
وتوقفت بيدي عقارب ساعتي
والأرض لا تهفو إلى الدوران
والليل يعجز عن بلوغ نهاره.
فالصبح أبعدُ من منال دان(2)ِ
المحور الثاني : وصف الليل لدى الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي
وصف الشاعر الكبير الدكتور عبد الرحمن العشماوي الليل حيث بين أن الرؤى فجر في ظلام الليل :
الرؤى فجر في ظلام الليل:
بين الشاعر الكبير الدكتور عبد الرحمن العشماوي الليل حيث بين أن الرؤى فجر في ظلام الليل حيث يقول :
يا رؤىً كنت أراها في ظلام الليل فجرا
وأراها في صحاري البؤس أنهارا وزهرا
وأراها في فؤادي أملا يطفح بشرا (3)
جاء النبي(صلى الله عليه وسلم) في زحمة الظلام فأنهى سلطة الليل طائعا رحمانه:
يبين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي أنه جاء النبي(صلى الله عليه وسلم) في زحمة الظلام فأنهى سلطة الليل طائعا رحمانه حيث يقول في قصيدة (عندما يركض الزمن ):
وطني ..أنت واحة ورياض
مورقات وديمة هتانة
من خيوط الإيمان ينسجك المجـ***ـد ،ويلقي على الدنا أردانه
فإذا بي أرى العقيدة سقفًا
يألف المرء تحته إخوانه
وطني تجهل الحدود مداها
ويرى الخير في يديك مكانه
كم نفوس أتت إليك عطاشًا
تتلظى فأصبحت ريانة
فيك قد أسرج الصباحُ حصانًا
من ضياء فما أعز حصانه
وعلى ظهره تألق شهم
من بني هاشم يؤدي الأمانة
جاء في زحمة الظلام فأنهى
سلطة الليل طائعا رحمانه
وحواليه زمرة من رجال
عرفوا صدق قوله واتزانه
كلما أزبد المحيط وأرغى
سخروا منه طهروا شطآنه
فتحوا للضياء أوسع باب
فإذا الأرض بالهدى مزدانه
وإذا الفجر يجلب النور للأر ****ض ويلقي على الوجود بيانه
وإذا الناس يرفعون جباها
بعد دهر من ذلة واستكانهْ
يا ربوع الحجاز أزهر روض
بعد أن أذبل الهوى أغصانه
غردي يا طيوره وتغني
بأمانيه وانسجي ألحانه
وانثري يا رياح في كل وجه
كالح رمل ذلة ومهانهْ
تصبح الأرض رحبة بالتآخي
وبروح العداء كالزنزانة (4)
ترك الأبوابَ مُغلَقةً إذا ما ترامى الليلُ مُثقَلةً خُطاهُ
حيث يقول الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي :
آمنتُ بالله لم أُشركْ به أحداً
ولا شكَوتُ لغيرِ الله آلامي
لولا يقيني بربّي لانطوى أملي
في لحظةٍ وتلاشتْ كلُّ أحلامي
علّقتُ بالله قلبي واستعنتُ به
فاستَبْشرتْ بالرّضا والحبّ أيّامي
دعِ الأبوابَ مُغلَقةً إذاما
ترامى الليلُ مُثقَلةً خُطاهُ
دعِ الأبوابَ واقصدْ بابَ ربٍّ
كريمٍ لا يُخيِّبُ من دعاهُ
الليل ينسج بردة الظلماء
وفي قصيدة (هبني فما يشدو) يبين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي أن الليل ينسج بردة الظلماء فيقول :
يا صاحبًا ما زلت أشعر أنه ***في رحلتي أملٌ يذيب عنائي
أصغيت والصمت الرهيب يلفُّني *** الليل ينسج بردة الظلماء
وأقمتُ حتى خِلت ن مراكبي ***صدئت ،وأني عفت طيب ثوائي
فاجعل لروحي في سمائك منزلا ***تسمو به عن حمأة الأهواء .
هبني فما يشدو ،هبني خاطرًا *** يسلو ،وخذ مني أرق عناءِ
أرأيت أخزى من تعلق جاهلٍ *** بذيول دنيا ،جللت بفناء؟
أرأيت أقسى في الحياة من امرئ *** متلون كتلون الحرباء ؟
لا يقتل الإنسان مثل تملق ٍ *** يُزري ،ولا يطغيه مثل ثراءِ(5)
ويتحدث في قصيدة (سلي فؤادي )عن الباب الذي تم فتحه لكنه قفلا :
سلي فؤادي عن الجرح الذي اشتعلا ** فأحرق البلبل الصداح والأملا
سلي فؤادي عن الدمع الذي غرقت ** فيه الجفونُ ،فكم أغضيتها خَجلا
لا تسأليني عن الليل الذي احترقت ** نجومُه ،فغدت ظلماؤه مثلا
لا تسأليني عن البدر الذي شربت ** أضواؤه ظلمة حتى بدا ثَملا
لا تسأليني عن الباب الذي فتحتْ **كفَّي مصاريعه لكنه قفلا (6)ِ
ملاقاة صدر الليل المظلم بالنور المصوب
في قصيدة (مرحبا يا فجر) يبين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي أن صدر الشعر رحبٌ حيث يقول :
أيها الشاعر لا تحزن فإني ** لم أزل أتي بأحلامي وأذهب
إنما الطل الذي يهمي صباحًا **عرق من جبهة الليل تصبب
إن يطل ليلي فإني سألاقي **صدره المظلم بالنور المصوب
مرحبا يا فجر هذا صدر شعري**قد بدا رحبا فهل صدرك أرحب (7)
جعل الليل مسرحَ للوعة:
بين الشاعر أنه جعل الليل مسرحَ للوعة فيقول في قصيدة (هذا يراع الحب ):
أرمي إليك بوردة فوَّاحةٍ *** فعلام ترميني بكِسرة جلْمدِ؟
أرنو إليك َ بمقلةٍ فياضةٍ***حُبًّا ،فكيف تُديرُ عينَ الأسودِ؟
ليلي وليلك ملَّ من طوليهما *** صبرُ الصبور وهمّة المتجلد
أخلفْتَ ظني فيك ثم تركتني *** أسعى على درب الجراح بمفردي
يا من جعلت الليل مسرحَ لوعتي ***وزرعت في قلبي نبات الغرقد (8)ِ
لو أننا نحيا على ما نشتهي *** لغدا لنا ما نبتنيه قبورا(9)
العاقل المفكر يدرك معاني رموز الليل :
يبين الشاعر في قصيدة (لو أطعنا جراحنا )أن العاقل المفكر يدرك معاني رموز الليل فيقول :
أيها الليل قد عرفت شجوني** فلماذا تركتني في أنيني؟
ولماذا غدوت بحرُا عميقُا ** من ظلامُ يتيه فيه سفيني؟
أنت قاربت بين قلبي وبين ** الشوق ،حتى استلذ طعم حنيني
أنت – يا ليل – دفترٌ من رموز** أعجزت كل تائه مفتون
أدرك العاقل المفكر معنا **ها ،وليس اليقين مثل الظنون (10)
الشمس لا تشتُمُ الليلَ البَهيمَ ولاتقسو عليه
يبين الشاعر الدكتور أن الشمس لا تشتُمُ الليلَ البَهيمَ ولاتقسو عليه:
لا تعجبي إنْ جعلْتُ الشعر مُنتجَعاً
وإنْ جعلْتُ صفاءَ النَّفسِ لي خُلُقا
فالشمس لا تشتُمُ الليلَ البَهيمَ ولا
تقسو عليه ، ولكن تمْلأُ الأُفقا
وتسكُبُ النُّور في روح الوجودِ ،فما
يقـاومُ اللَّيْلُ في أهدابِها الألَقَا
مَشْتايَ عزمي وصدقُ القولِ مُصْطافُ
وما لوعدي إذا واعدتُ إخلافُ
إذا تضاربت الأقوال واختلطتْ
فإنني عند قول الحقِّ وقّافُ
وإنْ تراكمت الظلماءُ في طُرُقٍ
فلي من الوعي بالأحداث كَشّافُ
لا تسأليني عن الناس الذين نرى
فإنما الناس أجناسٌ وأصنافُ
الليل ممتدًّا كأن ظلامه حواجز لم يسطعْ تجاوزها الفجرُ:
حيث يقول العشماوي في قصيدة " ربما ينفع الشعر ":
سأرسل شعري ،ربما ينفع الشعرُ وعندك يا ربّي الكفايةُ والأجرُ
أري الليل ممتدًّا كأن ظلامه حواجز لم يسطعْ تجاوزها الفجرُ (11)
الليل الطويل بالحسرة **فكأنه مستودعٌ لشقائي :
يقول الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي في قصيدة (هبني فمًا يشدو ) المساء يهفو إلى ضوء الصباح، وأن الليل الطويل بالحسرة **فكأنه مستودعٌ لشقائي : ،كما يبين أن الليل يسبق إلى الهدف والصباح من ورائه :
: يهفو إلى ضوء الصباح مسائي **وأنا أجرر في الهموم ردائي
أجتر في جنح الظلام مواجعي **وأبث في سكن الوجود ندائي
وألون الليل الطويل بحسرتي **فكأنه مستودعٌ لشقائي
وكأنني والنجم يرقبُ حيرتي ** ساعٍ إلى نبعٍ بغير سقاءِ
ما بال هذا الليل يسبقني إلى** هدفي وما بال الصباح ورائي (12)ِ
ويتحدث الشاعر عن زراعة نبات الغرقد في القلب فيقول في قصيدة (هذا يراع الحب ):
أرمي إليك بوردة فوَّاحةٍ *** فعلام ترميني بكِسرة جلْمدِ؟
أرنو إليك َ بمقلةٍ فياضةٍ***حُبًّا ،فكيف تُديرُ عينَ الأسودِ؟
ليلي وليلك ملَّ من طوليهما *** صبرُ الصبور وهمّة المتجلد
أخلفْتَ ظني فيك ثم تركتني *** أسعى على درب الجراح بمفردي
يا من جعلت الليل مسرحَ لوعتي ***وزرعت في قلبي نبات الغرقد
نفسي عليك – وإن قسوتَ- عطوفةٌ*** فانزلْ- كما تبغي- إليها واصعدِ
هذا الذي أشعلت نار جراحه*** ما زال أكبر من عداء المعتدي
بدرٌ تحيط به الغيوم ،ولم يزلْ *** يرنو إلى الدنيا بطرف الأرمد
إني لأعلن – رغم كل متاعبي *** ومواجعي- أن السعادة في يدي(13)ِ
بذلت كل جهودي يا معذبتي ** فما وصلت وكم من خامل ٍ وصلا (14)
والليل ينسج بردة الظلماءِ:
في قصيدة (هبني فمًا يشدو):يبين الشاعر أن الليل ينسج بردة الظلماءِ ؛ فيقول
يا صاحبًا ما زلت أشعر أنه*** في رحلتي أملٌ يذيب عنائي
أصغيتُ، والصمت الرهيب يلفُّني*** والليل ينسج بردة الظلماءِ
وأقمتُ حتى خلتُ أن مراكبي *** صدئت ،وأني عِفْتُ طيبُ هوائي
فاجعلْ لروحي في سمائك منزلًا *** نسمو به عن حَمأة الأهواءِ (15)
الليل احترقت نجومُه ،فغدت ظلماؤه مثلا:
وفي قصيدة (عندما يحزن العيد) يبين الشاعر أن الليل احترقت نجومُه ،فغدت ظلماؤه مثلا حيث يقول :
سلي فؤادي عن الجرح الذي اشتعلا ** فأحرق البلبل الصداح والأملا
سلي فؤادي عن الدمع الذي غرقت ** فيه الجفونُ ،فكم أغضيتها خَجلا
لا تسأليني عن الليل الذي احترقت ** نجومُه ،فغدت ظلماؤه مثلا
لا تسأليني عن البدر الذي شربت ** أضواؤه ظلمة حتى بدا ثَملا
لا تسأليني عن الباب الذي فتحتْ **كفَّي مصاريعه لكنه قفلا (16)ِ
وفي نفس القصيد يبين أن الليل جاء ليرسم لوحة سوداء في وجه الحياة السافر
واليوم جاء الليل يرسم لوحة ** سوداء في وجه الحياة السافر (17)ِ
ويصف الليلة أنها ذات رؤىُ سود وبدر خاسف فيقول في قصيدة (أين غاب العازف ) :
يا ليلة ما لاح لي في ظلها ** إلا رؤى سودٌ وبدرٌ خاسفٌ(18)ِ
طلب تفصيل الحديث من ساهر الليل
تحدث الشاعر الدكتور العشماوي عن طلب تفصيل الحديث من ساهر الليل حيث يقول في قصيدة "من ها هنا مر تاريخي":
لهُ من الليلِ شوقُ النجمِ والقمرِ.. وبسمةٌ تتغنَّى في فمِ السَّحَرِ,
ولمسة من نسيم هب فانتعشت.. به القلوب التي تشكو من الضجر
ووشوشات غصون حدثته بما.. يخفى على مثله من لهفة الشجر
له من الليل أوراق مبعثرة.. من حوله، ويراع دائم السفر
وأحرف تهبط الأقلام ساحتها.. نشوى، وتشرب فيها كأس منتظر
له من الليل بحر من تذكر.. فلا تسلني عن الشطآن والجزر
يا ساهر الليل فصل في الحديث فقد.. طال الأسى،وشكى صبري من القصر
أجابني ودموع الشوق حائرة.. في جفنه وطيور الحزن لم تطر
من هاهنا مر تاريخي، حقيبته.. مملوءة بحكايا الناس والعبر
من هاهنا مر تاريخي، فتحت له.. بابي، فرشت له ما لان من حصري
غرست في دربه ورداً، عزفت له.. لحنا، تفنن في تنغيمه وتري
حدثته عن معاناتي، كشفت له.. سري، وألقيت في كفيه مدخري
علمته بعض ما قد كان يجهله.. والعلم للجاهل الحيران كالمطر
من هاهنا مر تاريخي، فرحت به.. وصحت باليأس، يا جدرانه انصهري
يا ظلمة الليل مد الفجر قامته.. ياموجة الحزن في أعماقنا انحسري
من هاهنا مر تاريخي، فتحت له.. باب السؤال فأرخى طرفه الأثري
الغارُ يصبحُ واحةً من فرحةٍ *.*.*.* لمّا يرى في الليل وجهك مُسْفِرا
بين الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي أن :
الغارُ يصبحُ واحةً من فرحةٍ *.*.*.* لمّا يرى في الليل وجهك مُسْفِرا
حيث يقول :
والغارُ يصبحُ واحةً من فرحةٍ *.*.*.* لمّا يرى في الليل وجهك مُسْفِرا
ما ضمّك الغارُ المحبُّ ؛ وإنما *.*.*.* ضمَّ الندى والغيثَ حتّى أزهرا
ضمّ النبوّةَ منبعًا يجري على *.*.*.* أرض الكرامةِ والأمانةِ كوثرا
ضمّ الحقيقةَ بعدما أظهرتَها *.*.*.* للعالَمينَ ؛ فما أجلّ المظهرا
تسري ؛ فيورقُ كلّ غصنٍ ذابلٍ *.*.*.* ويصيرُ من بعد الجفافِ الأنْضَرا
ويُدِرُّ ضَرْعُ الشّاة وهي هزيلةٌ *.*.*.* لبنًا ألذّ لشاربيه وأوفرا(19)
خروج الفجر من أصلاب ليلتنا السوداء:
تحدث الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي عن خروج الفجر من أصلاب ليلتنا السوداء حيث يقول في قصيدة من هاهنا مر تاريخي:
من هاهنا مر تاريخي، فرحت به** وصحت باليأس، يا جدرانه انصهري
يا ظلمة الليل مد الفجر قامته**يا موجة الحزن في أعماقنا انحسري
يا روضة الشعر هذا الفجر يخرج من **أصلاب ليلتنا السوداء فازدهري
من هاهنا مر تاريخي، فتحت له** باب السؤال فأرخى طرفه الأثري (20)
نجعل الليل بالبطولات فجرا **ونذيق النجوم طعم التراب
بين الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي أننا نجعل الليل بالبطولات فجرا **ونذيق النجوم طعم التراب في قصيدة " " وقفة على مشارف مكة " " حيث يقول
يا دعاة الإرهاب فينا سمو **عن خلافه وفرقة واضطراب
غير أنا إذا تحرك باغٍ** ورمى نحونا رؤوس الحراب
وأتانا بسيء الفكر يطوي ** في مدى سوئه عقول الشباب
عندها نجعل الذئاب شياها **ونذيق الشياه لحم الذئاب
نجعل الليل بالبطولات فجرا **ونذيق النجوم طعم التراب
أيها المدعون فينا صلاحا **أو ما ترهبون جور العقاب . (21)
والغارُ يصبحُ واحةً من فرحةٍ *.*.*.* لمّا يرى في الليل وجهك مُسْفِرا:
حيث بين الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي أن غار ثور شرُف يصبحُ واحةً من فرحةٍ *.*.*.* لمّا يرى في الليل وجه النبي (صلى الله عليه وسلم ) مُسْفِرا وهو في طريقه للهجرة حيث يقول :
والغارُ يصبحُ واحةً من فرحةٍ *.*.*.* لمّا يرى في الليل وجهك مُسْفِرا
ما ضمّك الغارُ المحبُّ ؛ وإنما *.*.*.* ضمَّ الندى والغيثَ حتّى أزهرا
ضمّ النبوّةَ منبعًا يجري على *.*.*.* أرض الكرامةِ والأمانةِ كوثرا
ضمّ الحقيقةَ بعدما أظهرتَها *.*.*.* للعالَمينَ ؛ فما أجلّ المظهرا
تسري ؛ فيورقُ كلّ غصنٍ ذابلٍ *.*.*.* ويصيرُ من بعد الجفافِ الأنْضَرا
ويُدِرُّ ضَرْعُ الشّاة وهي هزيلةٌ *.*.*.* لبنًا ألذّ لشاربيه وأوفرا(22)لقاء الليل والسهاد :
تحدث الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي في قصيدة وقفة على مشارف مكة المكرمة (23) عن لقاء الليل والسهاد حيث يقول :
ودنت ليلة تكون فيها **من جراح الفؤاد مثل "الجوابي "
ليلة حوقل الزمان عليها **أسفا، وانثنى صريع اكتئاب
ليلة والظلام يشرب فيها **مثله من مناقع الإرهاب
يا إلهي! أين العقول؟ وماذا صنع البغي في أعز الرحاب؟
مكة الخير للأمان، فماذا **يبتغي المعتدي بهذا التصابي؟
ودعاني صوتٌ كأن المآسي **أفرغت فيها حسرتي وعذابي.
قال لي والدموع تنبئ ** وبه من جراحه مثل ما بي
أيها الشاعر الذي يتغنى **بأمانيه في الدروب الصعاب
أين تغدو؟ وأي درب تراءى** لك في صدره خداع السراب؟
أنت في موطن الصفاء، فماذا **عكر الصفو يا وضيء الإهاب
أيها السائل الذي اجتاح قلبي **بسؤال يتيه فيه جوابي
أنا والليل والسهاد التقينا **وسهرنا على رنين انتحاب
لا تسلني عن حسرة في فؤادي **وجراح مفتوحة الأبواب (24)
هل يستطيع الليل أن يبقـى إذا*** ألقـى الصباحُ قصيدةُ الأنــوار
طرح الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي العديد من التساؤلات في قصيدة عناقيد الضياء منها: هل يستطيع الليل أن يبقـى إذا*** ألقـى الصباحُ قصيدةُ الأنــوار :
1.هَلَّ الهلالُ فكيفَ ضلَّ السـَّاري*** وعـلامَ تبقى حَيْـرةُ المحتــار
2. ضحـكَ الطريقُ لسالكيهِ فقلت*** لمن يلوي خطاهُ عن الطريقِ حذار
3. وتنفسَ الصبحُ الوضيءُ فلا تسل*** عن فرحة الأغصان والأشجــار
4. غنَّت بواكير الصباح فحركـت*** شجـوَ الطيورِ ولهفةَ الأزهــار
5. غَنَّت فمكـة وجهـها متألـقٌ*** أملاً ووجـهُ طغـاتها متــوارِ
6. هَلَّ الهلالُ فلا العيـونُ تـرددت*** فيما رأتـهُ ولا العقـولُ تـماري
7. والجاهليـة قد بنت أسوارهـا*** دون الهدى فانظـر إلى الأسـوار
8. واقرأ عليها سـورة الفتـحِ التي*** نزلـت ولا تركـن إلى الكفـار
9. أوما ترى البطحاء تفتح قلبهـا*** فرحـاً بمقـدم سيـد الأبـرار
10. عطشى يلمظها الحنين ولم تـزل*** تهفـو إلى غيثِ الهدى الـمِدرار
11. ماذا ترى الصحراء في جنحِ الدجى*** هي لا ترى إلا الضياء السـاري
12. وترى على طيف المسافر هالـةً*** بيضاءَ تسـرق لهفـة الأنظـار
13. وترى عناقيدُ الضيـاءِ ولوحـةً *** خضـراءَ قد عرضت بغير إطـار
14. هي لا ترى إلا طلوع البـدرِ في*** غَسَقِ الدجى وسعادة الأمصـار
15. ما زلت أسمعها تصوغُ سؤالـها*** بعبـارة تخلـو من التكــرار
16. هل يستطيع الليل أن يبقـى إذا*** ألقـى الصباحُ قصيدةُ الأنــوار
17. ماذا يقول حراء في الزمـن الذي*** غلبـت عليه شطارة الشُطَّــار
18. ماذا يقـول للاتـهم ومناتهـم؟ *** ماذا يقول لطغمـة الكفــار؟
19. ماذا يقول؟ ولم يـزل متحفـزاً *** متطلعــاً لخبيئـةُ الأقــدار
20. طِبْ يا حـِراءُ فلليتيـم حكايـة *** نسجت ومنكَ بدايـةُ المشـوار
21. أوما تراهُ يجيء نـحوك عابـدًا *** متبتلاً للواحـد القهــــار
22. أوما ترى في الليل فيض دموعـه*** أوما ترى نـجواهُ بالأسحــار
23. أسمعت شيئاً يا حِـراءُ عن الفتى*** أقرأتَ عنـهُ دفاتـر الأخيــار
24. طِبْ يا حِراءُ فأنت أولُ بقعــةٍ *** في الأرض سوف تفيض بالأسرار
25. طِب يا حِراءُ فأنتَ شاطىء مركبٍ *** مازالَ يرسـمُ لوحةُ الإبحــار
الليلُ يعلكُ صمتَهُ :
بين الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي في القصيدة أن الليلُ يعلكُ صمتَهُ ،وأنه في ليلة الهجرة وضع النبي (صلى الله عليه وسلم ) التراب فوق رؤوس المتربصين به ،وتحدث عن مبيت على بن أبي طالب مكان الرسول (صلى الله عليه وسلم )ليلة الهجرة حيث يقول :
يا راكبًا ؛ والليلُ يعلكُ صمتَهُ *. والكُفرُ يكتبُ للخيانةِ مَحْضَرا
وعلى الفراشِ جَناحُ جبريلَ الذي * ألقى إليك الوَحْيَ غضًّا مُزْهِرا
أسْرجتَ خيل الحقّ في غسقِ الدُّجَى *. وخَرجتَ والتاريخُ يُبصرُ ما جرى
ومررتَ من بين الرجالِ ؛ كأنّهم *.*.*.* خُشُبٌ ؛ وسلّمتَ الأمانةَ حَيْدَرا
أحثُ التّرابَ على الرّؤوسِ ولا تخفْ *. فَعيونُ مَنْ رصدوا طريقَك لا ترى
هُمُو أتقنوا مكرا ؛ ولكن ما دروا *.*.*.* عن مكر من خلق الوجودَ وقدّرا
يا مقبلًا والمسرجون هَواهُمُوا *.*.*.* يتلفّتون إلى الوراء تذمّرا
أبصرتَ نورَ الحقّ بالقلبِ الذي *.*.*.* أضحى نقيًّا مِنْ هواهُ مطهّرا
غَسَلَتْهُ في الطّسْتِ الكريمِ ملائكٌ *.*.*.* حتى غدا أصفى وأنقى جوهرا
ورحلتَ نحو الفجر ؛ والليلُ الذي *.*.*.* خلّفْتَ أمسى بالضلالةِ مُقفرا(25)
(1)سامي أبو بدر: " ساعة من ليل " ص75-76- 77 ينظر : ووصف الليل في ديوان ساعة من ليل للشاعر سامي أبو بدر
(2)سامي أبو بدر: " ساعة من ليل " ص59 و ينظر :وصف الليل في ديوان ساعة من ليل للشاعر سامي أبو بدر
(3)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة(حدثيني)،ص86
(4)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي)،الرياض ،مكتبة العبيكان ،1424هـ،ص122-125
(5)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (نقوش على واجهة القرن الخامس عشر )، قصيدة (هبني فما يشدو)،ص61
(6)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (عندما يحزن العيد)،ص143
(7)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )،قصيدة (مرحبا يا فجر )،ص121-122
(8)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (هذا يراع الحب )،ص152-153
(9)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (فجر الأدب الأصيل )،ص69
(10)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة(لو أطعنا جراحنا) ،ص76
(11)نفسه، ص117
(12)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (هبني فمًا يشدو)،ص55
(13)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (هذا يراع الحب )،ص152-153
(14)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (شعري) ،ص 184
(15)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (هبني فمًا يشدو)،ص60 - 61
(16)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (عندما يحزن العيد)،ص143
(17)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (يا من رحلت )،ص164
(18)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (أين غاب العازف )،ص169
(19)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ،" حُداءٌ في موكبِ الهِجرة " 37-38
(20) قصيدة من هاهنا مر تاريخي " ص84 -85
(21)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ،" قصيدة " " وقفة على مشارف مكة " "" ،ص31-32
(22)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ،" حُداءٌ في موكبِ الهِجرة " 37-38
(23) كتبت هذه القصيدة في الرياض ،20-3-1409هـ
(24)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء، قصيدة وقفة على مشارف مكة المكرمة، ص27-28
(25)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ،" حُداءٌ في موكبِ الهِجرة " 38 -39