د. محمد عباس محمد عرابي - جمال البيان في قصيدة الربيع للشاعر والكاتب سامي أبو بدر

الشاعر والكاتب القدير سامي أبو بدر تشهد له أعماله الأدبية وخاصة الشعر منها بأنه شاعر البيان فله درر شعرية يُشار لها بالبنان في وصف مصر وجمالها والطبيعة وبدائعها، والتي تُرجم الكثير منها إلى العديد من اللغات العالمية، ولا تخلو قصيدة من قصائده من البيان المؤثر والخيال الرائع والصور البلاغية الجميلة يداعب به أبو بدر مشاعرنا وأحاسيسنا وعقولنا.
وها نحن نقف في هذا المقال مع جمال البيان بصوره القائمة على الاستعارة والتشبيه والمجاز والكناية في قصيدة الربيع لنتمتع بجمال الطبيعة من خلال بيان الاستعارات وخاصة الاستعارة والتشبيهات، وأثرها في المعنى من خلال أبيات قصيدة الربيع للشاعر والكاتب سامي أبو بدر التي يقول فيها:
هلَّ الربيع معانقًا أزهاره ** ومغردًا بين الورى أشعاره
يحدوه شوقُ للجداول والربى **ومداعبًا في فرحة أطيار
والأرض تزهو بالجمال كلوحة **راحت تفسر في المدى أسراره
والأفق مزدان يغازل ناظري **تُغوي فؤادي شذاه بشارة
أنَّ النسائم أقبلت في عطرها **خجلى، ونفسي بالصب أمارة
هبت تُلامس خافقين لهائم ** من بعد يُطفي في فؤادي ناره؟
إلا ابتهاج المرج في خيلائه **وكأنما حُسن الملائك زاره
وإذا بنا نبدو سكارى سحره **حتى استبد بنا الهوى فأثاره
والروض تأسرُنا فنطرب للندى **طرب المغني عازفًا أوتاره
وترى العنادل تستبين سبيلها ** تمضي لترسل في القرى أخباره ..
في العالمين، فمن يردد خلفها **شدوًا يراقص في الضحى قيثارة ؟

حيث سنقف على الاستعارات التي محورها الرئيس: الربيع والأرض، والأفق، والنسائم، والروض والعنادل، فها هو الربيع يتم تشبيهه بإنسان يعانق الأزهار وكعصفور يغرد بالأشعار، ويشتاق للجداول والربى، ويداعب الطيور في فرحة وسرور:
هلَّ الربيع معانقًا أزهاره ** ومغردًا بين الورى أشعاره
يحدوه شوقُ للجداول والربى **ومداعبًا في فرحة أطيار
وها هو أبو بدر يشبه الأرض بلوحة فنية توضح وتظهر أسرار وجمال الربيع:
والأرض تزهو بالجمال كلوحة **راحت تفسر في المدى أسراره
كما أن الأفق يغازل ناظري الشاعر تُغوي فؤادي شذا الأفق بشارة بالحسن وفي هذا يقول أبو بدر:
والأفق مزدان يغازل ناظري **تُغوي فؤادي شذاه بشارة
وهاهو شاعرنا القدير أبو بدر يبرز من خياله وبيانه البلاغي المعهود بالحديث عن النسائم والمروج ،فالنسائم إنسان يُقبل والنفس تأمر بالصب ،والهوى يستبد من أثره علينا حيث يقول شاعرنا أبو بدر :
النسائم أقبلت في عطرها **خجلى، ونفسي بالصب أمارة
هبت تُلامس خافقين لهائم ** من بعد يُطفي في فؤادي ناره ؟
إلا ابتهاج المرج في خيلائه **وكأنما حُسن الملائك زاره
وإذا بنا نبدو سكارى سحره **حتى استبد بنا الهوى فأثاره
كما أن الروض يطرب ،و العنادل تستبين سبيلها وتمضي ،كما أنها ترسل الأخبار حيث يقول شاعرنا القدير أبو بدر :
والروض تأسرُنا فنطرب للندى **طرب المغني عازفًا أوتاره
وترى العنادل تستبين سبيلها ** تمضي لترسل في القرى أخباره ..
في العالمين، فمن يردد خلفها **شدوًا يراقص في الضحى قيثارة ؟

وهكذا يتضح لنا من البيان الوارد في أبيات قصيدة الربيع للشاعر والكاتب سامي أبو بدر، أن سر الجمال في الاستعارات المكنية كأسلوب بلاغي الواردة في الأبيات تأكيد المعنى وإظهاره في صورة حسية ملموسة وقوة الكلمات
تُستخدم الاستعارة كأسلوب بلاغي جمالي يمنح الكلام قوة ويعطيه رونقًا وصورة حسنة وجميلة؛ حيث أنها تقدم المعنى في صورة واضحة ومجسدة
والتشخيص والخيال الواسع.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى