عليكم أن تسكروا على الدوام
و المسألة واضحة
كل هذا من أجل أن لا تحسوا
بثقل الوقت الرهيب
الذي بات يفكك كاهلكم
و يجعلكم تنحنون نحو الأرض
عليكم أن تسكروا على الدوام
و لكن بم ؟
بالخمرة
بالشعر
أم بالصدق ؟ !
كما تريدون
المهم أن تسكروا
و أحيانا .. و أنتم تقطعون درج البيت
أو عندما تتمددون على الحشائش
الخضراء
بجانب الساقية
أو عندما تأسركم وحدتكم
المحزنة في غرفتكم
قد تصحون
و قد يخفف سكركم
أو يزول
عندها اسألوا الرياح
و الأمواج
و النجوم
و الاطيار
و الساعة ...
و كل الأشياء التي تهرب
كل الأشياء التي تغص بالبكاء
كل الأشياء التي تدور
كل الأشياء التي تغني
كل الأشياء التي تنطق
اسألوها عن الزمن
فسوف تستجيب لكم :
الرياح
و الأمواج
و النجوم
و الاطيار
و الساعة
لتقول لكم :
إنه وقت السكر
فلتسكروا
كي لا يأسركم الزمن السقيم
اسكروا بدون توقف
بالخمرة
بالشعر
بالصدق
بأي شيء تريدون
-----------------------
* شاعر و كاتب فرنسي معروف . ولد في باريس عام 1829 , و عاش فيها معظم أيام حياته حتى وافاه الاجل عام 1869 بعد حياة صاخبة و مثيرة .
* أصدر في عام 1857 ديوانه ( أزهار الشر ) الذي أثار ضجة كبيرة في الأوساط الأدبية , و قد وصفه ( بور ) في مقدمة رفعها إلى الاكاديمية ( فرانسيز ) : ( كانت غرابة أطواره و شذوذه من عوامل الاغراء و الفتنة لأحاديث المجلات و الأندية الأدبية في إنكلترا المتفتحة للجديد , و التي لم تكن ترى في بودلير غير تلميذ لذلك الإنكليزي العجيب ( دي كوينسي ) المبشر الأعظم بعبادة الافيون , و لم تكن تتنسم من صفحات ديوانه ( أزهار الشر ) رائحة الشعر و الفن بقدر ما كانت تشم منها رائحة الافيون تحترق به مجامر أزهاره السوداء ) .
* يصفه الدكتور ( إبراهيم ناجي ) في مقدمة كتابه الموسوم ( بودلير و قصائد من ديوانه أزهار الشر ) الصادر في القاهرة عام 1954 : ( إنه إنسان شقي , و هذه الإنسانية الشقية بلا رياء و لا نفاق . و هو قد وصف الضجر الذي نعانيه اليوم أصدق الوصف و أوفاه , و هو قد وصف عصرنا الحاضر بأخطائه و آثامه , مع البقايا الباقية من تعاليم الديانات , و مع عبث المجهودات المبذولة في الحث على الفضيلة , و إقامة صرحها من جديد ) .
* و القصيدة هذه مترجمة عن اللغة الكردية من العدد ( 9 / 1994 ) مجلة كاروان – القافلة ) نقلا عن : -
Baudlair , Petits , Poe’es en Prose ( Le spleen de paris ) . Paris , Garnies Fre’res , 1962 .
* عن ( من مشكاة الشعر : قصائد مختارة ) للمترجم , أربيل – العراق 2002 .
و المسألة واضحة
كل هذا من أجل أن لا تحسوا
بثقل الوقت الرهيب
الذي بات يفكك كاهلكم
و يجعلكم تنحنون نحو الأرض
عليكم أن تسكروا على الدوام
و لكن بم ؟
بالخمرة
بالشعر
أم بالصدق ؟ !
كما تريدون
المهم أن تسكروا
و أحيانا .. و أنتم تقطعون درج البيت
أو عندما تتمددون على الحشائش
الخضراء
بجانب الساقية
أو عندما تأسركم وحدتكم
المحزنة في غرفتكم
قد تصحون
و قد يخفف سكركم
أو يزول
عندها اسألوا الرياح
و الأمواج
و النجوم
و الاطيار
و الساعة ...
و كل الأشياء التي تهرب
كل الأشياء التي تغص بالبكاء
كل الأشياء التي تدور
كل الأشياء التي تغني
كل الأشياء التي تنطق
اسألوها عن الزمن
فسوف تستجيب لكم :
الرياح
و الأمواج
و النجوم
و الاطيار
و الساعة
لتقول لكم :
إنه وقت السكر
فلتسكروا
كي لا يأسركم الزمن السقيم
اسكروا بدون توقف
بالخمرة
بالشعر
بالصدق
بأي شيء تريدون
-----------------------
* شاعر و كاتب فرنسي معروف . ولد في باريس عام 1829 , و عاش فيها معظم أيام حياته حتى وافاه الاجل عام 1869 بعد حياة صاخبة و مثيرة .
* أصدر في عام 1857 ديوانه ( أزهار الشر ) الذي أثار ضجة كبيرة في الأوساط الأدبية , و قد وصفه ( بور ) في مقدمة رفعها إلى الاكاديمية ( فرانسيز ) : ( كانت غرابة أطواره و شذوذه من عوامل الاغراء و الفتنة لأحاديث المجلات و الأندية الأدبية في إنكلترا المتفتحة للجديد , و التي لم تكن ترى في بودلير غير تلميذ لذلك الإنكليزي العجيب ( دي كوينسي ) المبشر الأعظم بعبادة الافيون , و لم تكن تتنسم من صفحات ديوانه ( أزهار الشر ) رائحة الشعر و الفن بقدر ما كانت تشم منها رائحة الافيون تحترق به مجامر أزهاره السوداء ) .
* يصفه الدكتور ( إبراهيم ناجي ) في مقدمة كتابه الموسوم ( بودلير و قصائد من ديوانه أزهار الشر ) الصادر في القاهرة عام 1954 : ( إنه إنسان شقي , و هذه الإنسانية الشقية بلا رياء و لا نفاق . و هو قد وصف الضجر الذي نعانيه اليوم أصدق الوصف و أوفاه , و هو قد وصف عصرنا الحاضر بأخطائه و آثامه , مع البقايا الباقية من تعاليم الديانات , و مع عبث المجهودات المبذولة في الحث على الفضيلة , و إقامة صرحها من جديد ) .
* و القصيدة هذه مترجمة عن اللغة الكردية من العدد ( 9 / 1994 ) مجلة كاروان – القافلة ) نقلا عن : -
Baudlair , Petits , Poe’es en Prose ( Le spleen de paris ) . Paris , Garnies Fre’res , 1962 .
* عن ( من مشكاة الشعر : قصائد مختارة ) للمترجم , أربيل – العراق 2002 .