د. محمد عباس محمد عرابي - اللون في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي) للشاعرالدكتور عبدالرحمن العشماوي

تحدث الدكتور عبد الرحمن العشماوي في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي) عن اللون ،ومن أبرز الألوان التي تحدث عنها اللون الأخضر والأسود ،وفيما يلي بيان ما قاله في هذا :
اللون الأخضر:
يصف الشاعر قريته فيبين أنها قرية خضراء من كثرة زروعها يستيقظ أهلها مبكرين منذ الفجر متوكلين على الله في عملهم فيقول في قصيدة (وقفة على حمى ظبيان ) :
وكنتُ إذا ما أضحكَ الفجرُ سِنَّهُ أرى القرية الخضراء في النور تسبحُ (1)
و في قصيدة "بوابة الشعر" يشير الشاعر إلى الأشجار الخضر ،ونسمع منه صوت تغريد بلابل الشوق ،وشدو الغيم بأغنية القطر حيث يقول :
هنا في رُبَى الزيتون واللوز غرّدتْ بلابل شوقي فاستراح لها صدري
هنا كانت الآكام ترفع رأسها شموخًا وإدلالا بأشجارها الخضر
هنا كان جدي يحرث الأرض كلما شدا الغيم في الآفاق أغنية القطر (2)
ويبين الشاعر أن قلبه واحة ٌخضراءُ حيث يقول في نفس قصيدة (مزرعة الرضا):
ومنحت قلبك كل حب صادق ٍ وحكمت فيه بخيبتي وتأخري
أو ما علمت بأن قلبي واحة ٌ خضراءُ تهزأ بالجفاف وتزدري (3)
يبين الشاعر أن ظل الأماني الخضر يحرسه من الهجير ،فيقول في قصيدة (ماذا نخاف من الدنيا):
هنا وظل الأماني الخضر يحرسنا من الهجير، ونور الحب يغشانا (4)
ويبين أنه يرسل البسمة الخضراء تذكرة إلى النفوس فتزهو وتزدان في قصيدة (عندما يحزن العيد)فيقول :
وأرسل البسمة الخضراء تذكرة إلى نفوسهم فتزهو وتزدان (5)
ويبين الشاعر أن بين عيني الفجر واحة ومدى خضرة عظيم فيقول في قصيدة (واحة وفجر ) :
بين عينيك واحة ومدى خضرة عظيم
قال مهلا فإنني عاشقٌ بالهوى عليم
لا تسلني فإنني وبقلبي هوى قديم
أحمل النور في يدي جئت من واحة القصيم (6)
اللون الأسود:
يوضح الشاعر أصناف الناس ،وأن من بين هذه الأصناف نوعًا نرى نور قلبه في وجهه، وصنفا له لغة سوداء بالحقد تنضح حيث يقول الشاعر في قصيدة (وقفة على حمى ظبيان ) :
هم الناس في الدنيا ،صنوف تنوعت مشاربهم ،والأرض للناس مسرح
فشهمٌ ترى في وجهه نور قلبه إلى الخير في كل الميادين يطمح
ونذل ٌ ترى في وجهه ليل قلبه له لغة سوداء بالحقد تنضح (7)
ويقول في قصيدة (يا من رحلت )أن وقت الرحيل كان الغيم أسود حالكا :
ورحلتِ كان الغيم أسود حالكًا والرعدُ يخبرنا بليل ماطرِ(8
وفي نفس القصيد يبين أن الليل جاء ليرسم لوحة سوداء في وجه الحياة السافر
واليوم جاء الليل يرسم لوحة سوداء في وجه الحياة السافر (9
ويصف الليلة أنها ذات رؤىُ سود وبدر خاسف فيقول في قصيدة (أين غاب العازف ) :
يا ليلة ما لاح لي في ظلها إلا رؤى سودٌ وبدرٌ خاسفٌ(10
وها هو يفتش في الغابات السود عن منزل يلجأ إليه قليلا فيقول في ِ قصيدة (حوارٌ مع ليل طويل ) :
أفتش في غاباتك السود علني أرى منزلًا آوي إليه قليلا
وأبحث عن بدرٍ دفنت ضياءه أتدفن وجهًا مشرقًا وجميلا؟ (11)
المراجع :
عبد الرحمن العشماوي : ديوان مراكب ذكرياتي ،الرياض ،مكتبة العبيكان ،1424هـ


(1)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )،قصيدة (وقفة على حمى ظبيان )،ص13
(2)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة "بوابة الشعر" ،ص 52- 53
(3)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة(مزرعة الرضا) ،ص176
(4)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة(ماذا نخاف من الدنيا)،ص127
(5)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (عندما يحزن العيد )،ص137
(6)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة(واحة وفجر ) ،ص160 -161
(7)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )،قصيدة (وقفة على حمى ظبيان )،ص15
(8)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (يا من رحلت )،ص163
(9)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (يا من رحلت )،ص164
(10)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (أين غاب العازف )،ص169
(11)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (حوارٌ مع ليل طويل )،ص180

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى